ما علاقة فيروس كورونا “كوفيد19” بعدوانية الفئران وتغيير سلوكها؟!

وكالات - مصدر الإخبارية

يعيش العالم على وقع الإنتشار السريع لفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) ،والذي يؤثر بشكل كبير جدا على الحياة العامة.

وقد أدت إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا ،إلى إغلاق المطاعم، وإجبار الناس على البقاء في المنازل، وتسبب ذلك في إحداث تغييرات كبيرة، منها إجبار الفئران على البحث عن مصادر جديدة للطعام وتغيير سلوكها.

و يحذر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، من إن القوارض التي تبحث عن الطعام يمكن أن تظهر “سلوكا غير عادي وعدوانيا”.

حيث تسبب إغلاق المطاعم في قلة الطعام المتاح للقوارض، خاصة في المناطق التجارية المزدحمة.

وبحسب المركز، فإن “القوارض تعتمد على الطعام والفضلات من تلك المطاعم وغيرها من هذه المنشآت”، وتبحث هذه الثدييات الجائعة عن مصادر جديدة للطعام، وهو ما زاد من نشاطها وأدى إلى رؤيتها بشكل متزايد حول العالم.

وحذرت الجمعية الوطنية لمكافحة الآفات في بريطانيا في أبريل/ نيسان الماضي من أن “إغلاق المدارس والحانات والمطاعم والفنادق والمعالم السياحية والأماكن العامة الأخرى للحفاظ على الإرشادات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي سيكون له عواقب غير مرغوب فيها”.

الفئران تتكيف مع كورونا

أدى الحجر الصحي إلى تقليص حجم القمامة المتاحة التي تعتمد عليها الفئران في الحصول على الطعام، وهو ما أجبر الفئران على التكيف أيضا.

وأوضحت الجمعية إنه إذا لم يكن هناك طعام متوفر فإنها يمكن أن تتكاثر في المباني الفارغة أو تخرج للعثور على الطعام مدفوعة بحاجتها إليه، وفي حالة اليأس، تهاجم القوارض الفئران الأخرى، حتى داخل مستعمراتها.

في هذا الصدد ، يقول روبرت كوريغان، الخبير الأمريكي المتخصص في القوارض، إن السلوك العدواني ليس موجها نحو البشر، بل تجاه الفئران الأخرى أو المباني، حيث تبحث القوارض عن الفجوات والشقوق للدخول والعثور على الطعام.

وقال كوريغان لشبكة بي بي سي، إن “هذا لا يعني أنهم لن يهاجموا أو يعضوا الناس”.

و أوضح، إن “الفأر الجائع سيكون عدوانيا للغاية بالنسبة إلى الفئران الأخرى”.

وأضاف :” في المناطق التي اعتادت الفئران العثور على الطعام بسهولة، قبل أن يختفي الآن، رأى خبراء أدلة على هذه الهجمات، وكذلك على أكل لحوم البشر، وهو أمر شائع في حالات الجوع الشديد، كما هو الحال اليوم، لذا ستجدهم يهاجمون ويقتلون ويأكلون بعضهم البعض”.

وكان قد صرح كوريغان لشبكة “بي بي سي” إن الفئران الجائعة يمكن أن تتجول قليلا وينتهي بها الأمر في حي مختلف تماما لم يكن به فئران من قبل.

ووصف هذه القوارض بأنها “ثدييات مذهلة”، مشيرا إلى أنها جيدة جدا في الكشف عن مصادر الغذاء، كما أن أسنانها القوية يمكن أن تجعل الحواجز، مثل الأبواب أو البلاستيك أو النوافذ، عديمة الجدوى.

وتابع “إنهم في كل مكان، وما كانوا ليصبحوا منتشرين في العالم إذا لم يكونوا بارعين تماما في إتقان التكيف”.

التخلص من الفئران

أفاد كوريغان بأن الوضع مثالي حاليا لاتباع تقنيات تحكم جديدة، يمكن لمجموعة من الفئران المتجولة والجائعة أن تلحق الدمار بالمنازل والممتلكات وتنشر الأمراض.

وقال: “يمكن أن ينتهي بهم المطاف داخل غرفة مع أطفال أو دار رعاية أو مستشفى”.

ومن الممكن أن تنخر الفئران أيضا الخشب والكابلات الكهربائية، وهو ما يهدد باندلاع حرائق في المنازل.

وحول كيفية إبقاء الفئران خارج المنازل، يقول الخبير :”تتمثل إحدى طرق إبعاد الفئران في سد الشقوق والثقوب القريبة من الأرض ،وينطبق الأمر نفسه على الأنابيب أو أي مساحة أخرى يمكن من خلالها دخول القوارض”.

وفي داخل المنزل، يجب التأكد من وجود عدد قليل من الأماكن التي يمكنهم الاختباء بها، لذا حافظ على نظافة وترتيب المنزل كله، و من المهم الاحتفاظ بالطعام في حاويات مقاومة للقوارض.

Exit mobile version