“بتمشيش”.. جدال يومي يعيشه الغزييّن مع عملة الـ 10شيكل

خاص- مصدر الإخبارية

“بتمشيش” هذه أول كلمة قالها البائع للمواطن عبد الوهاب كريّم الذي عبر عن غضبه برفض البائعين عملة العشرة شيكل.

وشكلت عملة الـ10 شيكل أزمة كبيرة لأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية منذ عام، وهو ما يزيد من معاناتهم اليومية، خاصة النازحين.

ويرفض الباعة والمواطنين العملات الورقية والمعدنية القديمة الموجودة معهم بحجة أنها غير صالحة ولا يمكن تداولها في الأسواق مما يؤدي لحالة من الفوضى أثناء عملية التسوق فضلا عن الجدال المتكرر بين المواطنين والباعة.

وتعرضت العملات خاصة العشرة شيكل للبهتان والصدأ والخدوش نتيجة دورة الاستخدام المتواصلة دون وجود بدائل جديدة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فضلا عن وجود غالبية كبيرة من النازحين على شاطئ البحر الذي ترتفع نسبة الرطوبة فيه وتؤدي لصدأ العملات المعدنية.

مشاكل أثناء التداول

يقول عبد الوهاب لـ”شبكة مصدر الإخبارية: “عندما أذهب إلى السوق أواجه مشاكل عند دفع ثمن الخضروات والملابس، حيث لا يقبل البائع أخذ العشرة الشيكل التي يظهر عليها خدوش بسيطة”.

ويضيف أن رفض تداول العملات المعدنية والورقية سبب مشاكل كثيرة، خاصة أن فئات كبيرة لم تجد فرص عمل لتوفير لقمة عيش لعائلاتهم.

ويردف أن “لدي مبلغ 500 شيقل وجميعها عشرات لم أعلم أين أصرفها في السوق ونادر جدًا يقبل البائع أخذها مني، وبهذا المبلغ ممكن شراء الخضروات والملابس لعائلتي”.

يعود الثلاثيني في بعض الأحيان غاضبًا دون شراء احتياجاته، مما سبب أزمة كبيرة له خاصة أنّ خسر عمله بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

“لم أعرف لماذا الجميع أصبح يرفض تداول عملة العشرة شيكل بشكل مفاجئ ولا أحد يراعي أننا في حرب منذ عام” يقول زكي الدلو لشبكة مصدر الإخبارية.

ويتابع الدلو أنّ هذه العملة تكدست معهم ولم يستطع صرفها أو شراء احتياجاته من خلالها، مبيّنًا أن رفض دخول عملات جديدة لقطاع غزة شكَل أزمة لهم خاصة في ظل عدم وجود سيولة.

ويؤكد أن حان الوقت بإلزام التجار والبائعين تداول هذه العملة وتعويضهم بعد الحرب، لأن المواطنين باتوا حائرين بكيفية صرف هذه الفئة.

ويشير إلى أنّ أزمة النقود أصبحت ثقيلة على قلوبهم، خاصة أن يتلقوا رواتبهم من أحد محلات الصرافة نصفها عملة عشرة شيكل وعملات ورقية مهترئة ولا يوجد حل آخر لرفضها.

يوضح المحلل الاقتصادي د. سمير أبو مدلله أنه في النظام النقدي تعتبر الفئات الصغيرة مثل الشيكل و10 شيكل عملات مساعدة أي تساعد في عملية الشراء والبيع ونجد أحيانًا في شهر رمضان يتم جمع هذه العملات قبل فترة الأعياد من قبل التجار وتظهر قي كل عام أزمة الفكة.

ويشير أبو مدلله إلى أن في السنوات الماضية تم تزييف كميات كبيرة من عملة الشيكل و5 و10 شيكل ومع ذلك بعض التجار تداول هذه العملات إلا أن الحرب برزت عدة مشاكل منها العملة المهترئة لأن النظام المصرفي بمعنى أن ما يتم ادخاله البنوك صعب إخراجه مرة أخرى ويتم الصرف لبعض المواطنين بنسب عالية جدًا بالتالي استغلوا هذه الأزمة في عدم قبول عملة 10 شيكل بحجة أنها مزيفة.

ويشدد لشبكة مصدر الإخبارية على أنه سيكون له تداعيات منها فقدان ثقة المواطن بتداول العملة وأيضًا استغلال بعض التجار للمواطنين لأن بعضهم يقول بأخذ 10 شيكل بسعر أقل وسيكون هناك أزمة في السيولة بغزة ومزيد من تعميقها سيجعل أيضًا الموطن في حالة حذر عند الشراء من أي بائع وسنبقى هكذا خاصة في ظل غياب سلطة النقد في قطاع غزة وفي ظل عدم إدخال عملات معدنية وورقية جديدة إلى البنوك.

ويبين أن القطاع المصرفي مقبل على أزمات عميقة خلال الفترة القادمة لكن عملية رفض العملة سيجعل المواطن عرضة للابتزار ومزيد من الخسائر لأن بعض التجار استغلوا هذه الأزمة بشراء العملة بسعر أقل من العملة المعدنية والورقية.

Exit mobile version