مختصون يوصون بأهمية تعزيز الرواية الفلسطينية خلال العدوان على غزة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أوصى مختصون فلسطينيون بضرورة تعزيز الرواية الفلسطينية خلال أوقات العدوان على غزة، بما يضمن تماسك الجبهة الداخلية وتوحيد الخطاب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها المكتب الإعلامي الحكومي، تحت عنوان “الأداء الإعلامي خلال عدوان مايو 2023” استخلاصات وتوصيات، بحضور ممثلين عن المؤسسات الإعلامية عدد من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء.

وشارك في الندوة الإعلامي صالح المصري مدير وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ومنسق لجنة دعم الصحفيين في قطاع غزة، إلى جانب الخبير الأمني محمد أبو هربيد، والإعلامي صالح الناطور مراسل التلفزيون العربي في القطاع.

كما شارك في الندوة الصحفي عادل الزعنون مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، والمختص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات.

وافتتح الندوة مستشار المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تيسير محيسن، مشيدًا بأداء الصحفيين الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، ومؤكدًا على دور وسائل الاعلام في نقل مظلومية الشعب الفلسطيني إلى العالم.

خطاب فلسطيني متزن ومسؤول

بدوره قال الصحفي صالح المصري: إن “خطاب الاعلام الفلسطيني عامةً والحربي خاصةً خلال العدوان على غزة كان متزنًا ووحدويًا وموفقًا سواءً أكان برسائله إلى الاحتلال أو للحاضنة الشعبية التي مثّلت الدرع الحامي للمقاومة”.

وأضاف: “المصورون أصحاب جهد عظيم ولعبوا دورًا أساسيًا خلال العدوان على غزة، وقاموا بعمل مُقدّر وأدوا رسالتهم السامية على أكمل وجه”.

وطالب المصري بضرورة العمل على تفادي الأخطاء التي حدثت خلال التصعيد الأخير على غزة وهي تحديد أماكن رمي المقاومة “منصات إطلاق الصواريخ” بهدف حماية المقاومة وتحركات المقاتلين على الأرض.

وأكد على ضرورة التحلي بالمسؤولية عند تصوير إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الاحتلال والمدن المحتلة عام 48 بما يُعزز العمل المقاوم في الميدان.

ودعا المصري إلى ضرورة العمل على إنشاء مركز إعلامي وقت الطوارئ بما يشمل المبيت الآمن للصحفيين وتوفير مستلزماتهم الأساسية وتزويدهم بالمعلومات الرسمية أولًا بأول سعيًا لمواكبة التطورات والأحداث على مدار الساعة.

ولفت إلى أن الفضائيات المحلية كانت بمثابة “الكتيبة المتقدمة” عبر طواقمها ومراسليها العاملين في الميدان منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان على قطاع غزة، مشيرًا إلى ضرورة وضع خُطط إعلامية خلال أوقات الطوارئ بما يُعزز العمل الصحفي الميداني.

ونوه إلى أن منع الاحتلال الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، لم يكن حيلولة لعدم وصول الرواية الفلسطينية إلى العالم عبر الصحفيين الفلسطينيين الذين أبدعوا في التغطية والبث المباشر للأحداث الميدانية.

وأوضح أن “صحفيي قطاع غزة استطاعوا خلق التنوع ما بين الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية بما يُعزز وصول صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، عبر تسليط الضوء على القصص الإنسانية المتمثلة في استهداف الشقق السكنية الآمنة والمقابر ودور الرعاية وغيرها”.

وبيّن أن “الاحتلال كان يستقوي على الأطفال والنساء خلال العدوان ضد غزة، بعد فشل في مواجهة مقاومتها وضرباتها النوعية طيلة الخمسة أيام”.

واستطرد: “قناة القدس اليوم الفضائية خاضت تجربة فريدة في تغطية العدوان على غزة، حيث سهّلت عمل مقدمي البرامج من خلال توفير استوديو في مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة”.

وأردف: “قناة القدس اليوم واكبت الأحداث على مدار الساعة من قلب الحدث واستضافت عشرات الضيوف داخل مركباتها المتنقلة وجنودها الصحفيين الذين أبدعوا في الميدان”.

وختم: “الاعلام المحلي لعب دورًا مسؤولًا خلال العدوان على غزة من خلال وقف بث الشائعات واستقاء الأخبار من مصادرها الرسمية والحفاظ على الحاضنة الشعبية لحماية ظهر المقاومة وتعزيز الخطاب الإعلامي المقاوم”.

الخبر الإسرائيلي يُنافس الفلسطيني

من جانبه، قال صالح الناطور مراسل التلفزيون العربي: إن “الاعلام العربي له اهتماماته على الساحة الإقليمية مثل تسليط الضوء على الأوضاع في تونس أو سورية أو السودان، وأصبح للخبر الفلسطيني منافس قوي وشرس وهو الخبر الإسرائيلي”.

وأضاف: “الإعلام العربي أصبح منشغلًا بالخبر الإسرائيلي المتمثل في انتخابات الكنيست والحكومة الإسرائيلية وتشكيل الائتلاف الحكومي والتظاهرات التي تعم شوارع تل أبيب وكل ذلك جاء على حساب الخبر الفلسطيني”.

وأشار إلى أن “التطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال لعب دورًا في اهتمامات وسائل الاعلام العربية التي باتت تُولي الشأن الإسرائيلي اهتمامًا بالغًا من حيث المتابعة والتحليلات”.

وأوضح أن “خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، ألغت بعض القنوات العربية تغطيتها للانتخابات في تركيا والأوضاع في السودان وصوّبت عدستها إلى القطاع، متسائلًا: “هل يتطلب تسليط الضوء بصورة دائمة نزف دماء الشعب الفلسطيني؟”.

وأكد على أن “الشعوب العربية متعاطفة مع القضية الفلسطينية وهو ما لعب دورًا مهمًا في تصويب بعض الفضائيات بوصلتها تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة باعتبار أن فلسطين هي القضية المركزية لجميع العرب”.

وأردف: “خلال العدوان الأخير على قطاع غزة لم تكن القنوات العربية تدحرج الأمور إلى مواجهة عسكرية تستمر لخمسة أيام أو عدة أسابيع، خاصةً في ظل تأكيدات إسرائيل أنداك عدم ذهابها إلى الحرب مع قطاع غزة”.

واستطرد: “ما حدث كان مفاجئًا للجميع، خاصةً وأن الاعلام العربي كان ينقل عن الاعلام العبري باعتباره يبحث عن معلومة ويتعامل بمرحلية مع القضية الفلسطينية باختلاف القضايا الأخرى في المنطقة العربية”.

أهمية الاعلام الدولي

أما فيما يتعلق بالمحور الدولي، قال عادل الزعنون مراسل وكالة الأنباء الفرنسية: إن “الاعلام الدولي يفتقر نوعًا ما إلى تعاطي الفصائل الفلسطينية والحكومة وهو ما يتطلب تعزيز التعامل مع الاعلام لإيصال الرواية الفلسطينية”.

وأضاف: “خلال التصعيد على غزة كان هناك شُح في الحصول على معلومة حول أسماء الشهداء أو صفاتهم في ظل عدم نشر المصادر الرسمية المعلومات المطلوبة بصورة سريعة”.

وأشار إلى أن “الاعلام الدولي كان يلجأ للإعلام العبري لمعرفة أسماء الشهداء الذين يرتقون في عمليات القصف التي تواصلت على مدار خمسة أيام على قطاع غزة”.

ولفت إلى أن “الاعلام الدولي دائمًا ما يبحث عن معلومة ومصدرها سعيًا لتعزيز الرواية والصورة أمام الرأي العام الدولي”.

وأكد على ضرورة “الاهتمام بالإعلام الدولي لما له من مكانة على جميع الأصعدة وهو ما يُعزّز الرواية ونقلها إلى العالم”.

الاعلام جزء من العملية العسكرية

من ناحيته قال محمد أبو هربيد: إن “الاعلام جزء أساسي من أي عمل عسكري أو حربي، كونها تلعب دورًا مهمًا في أي مواجهة عسكرية على أرض الميدان”.

وأضاف: “الرقابة الإعلامية في دولة الاحتلال لها محددات صارمة في أوقات العدوان أو العمليات العسكرية بهدف الحفاظ على الرواية الهجومية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته”.

ولفت إلى أن “رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ عام 2014 وهو يُوصي جيش الاحتلال بالعمل على إيجاد بنك أهداف بهدف تغيير المعادلة في قطاع غزة”.

وبيّن “أن الآلة الإعلامية لجيش الاحتلال الإسرائيلية عملت طِيلة فترة العملية العسكرية في غزة على تعزيز حالة الردع أمام المقاومة إلا أنها فشلت بذلك فشلًا ذريعًا، بعدما أدارت المقاومة العملية باقتدار وحكمة شديدة”.

وأكد على أن “الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه ضد قطاع غزة، رغم أنه بادر بالهجوم والمباغتة بهدف تحقيق الصدمة، إلا أن المقاومة نجحت في تثبيت قواعد الاشتباك وضبط النفس لأكثر من 35 ساعة قبل الرد غير المتوقع”.

وأشار إلى أن “صمت المقاومة طِيلة الـ 35 ساعة كان جزءًا مهمًا من المعركة مع الاحتلال وهو ما عظّمه الاحتلال ووسائل اعلامه الإسرائيلية وكسره باستهداف منازل المواطنين جنوب قطاع غزة”.

وأوضح أن “مع بدء رد المقاومة تغير الخطاب الإعلامي الإسرائيلي من تعظيم صمت المقاومة إلى محاولة التفرد بفصيل دون آخر بهدف الضغط على الجهاد الإسلامي لكن رد المقاومة كان أعظم مما تصّور الاحتلال”.

ونوه إلى أن “الاحتلال حاول طيلة أيام العدوان على غزة شق صف المقاومة عبر الاستفراد بفصيل دون الآخر، لكن المقاومة توحدت وحمت ظهر مقاتليها عبر غرفة العمليات المشتركة”.

وحذر أبو هربيد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من استقاء المعلومات من المنصات العبرية وتعزيز الرواية الفلسطينية.

كما دعا إلى ضرورة تنظيم لقاء توعوي وتثقيفي يضم النشطاء والمؤثرين الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز الوعي والمسؤولية لدى الجميع.

وأكد على أهمية ضبط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال المحاسبة القانونية لخلق بيئة معالجة وطنية مجتمعية.

ولفت إلى أهمية ضخ التوجيهات طيلة العام للمواطنين سواءً في أوقات السِلم أو الحرب إلى جانب تعزيز الرواية الرسمية وتوسيع تداولها لبناء موقف مُوحد ومتكامل.

ونوه إلى ضرورة وضع الخُطط لمحاكاة جميع السيناريوهات المتوقعة في مختلف المجالات.

مراسلون متمرسون

في السياق ذاته، قال سعيد بشارات المختص في الشؤون الإسرائيلية: إن “جميع المراسلين ومقدمي البرامج في وسائل الاعلام العبرية عملوا سابقًا في سلاح إذاعة الجيش الإسرائيلي وتمرسوا في العمل الأمني والعسكري”.

وأضاف أن “وسائل الاعلام العبرية عملت طيلة فترة العدوان ضد قطاع غزة على إبراز تماسك الجبهة الداخلية للاحتلال ونسفها بين مواطني قطاع غزة”.

وأشار إلى أن “ماكنة الاعلام الإسرائيلية عملت خلال فترة التصعيد على غزة على ضخ المواد الإعلامية للضغط على الطرف الآخر وتحطيم معنوياته، بهدف حسم المعركة لصالح الاحتلال وما حدث كان مغايرًا تمامًا”.

وأوضح أن “الألة الإعلامية الإسرائيلية كانت طِيلة العدوان على غزة تُوصل رسائل تهديد إلى حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله عبر تعظيم انجاز اغتيال ستة من قادة المجلس العسكري لسرايا القدس والعديد من عناصر المقاومة”.

الحرب على غزة والاغتيالات الستة

أقلام – مصدر الإخبارية

الحرب على غزة والاغتيالات الستة، بقلم الكاتب الفلسطيني حسين البطش، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

مما لا شك فيه أن حركة الجهاد الإسلامي قدمت معركة عسكرية وسياسية وإعلامية كبيرة على مدار خمسة أيام نالت إعجاب الشارع والمختصين والمتابعين لكن ثمة سؤال يردده كثيرون: كيف تمكنت إسرائيل من اغتيال ستة من كبار قادة الحركة وصناع قرارها العسكري خلال وقبل المعركة ؟؟

من حيث المبدأ، هذا السؤال هو نابع من حرص جموع شعبنا وأمتنا على سلامة هؤلاء قادة المقاومة والجهاد وهو من باب الحب والوفاء لهم ولتضحياتهم.

حول الاغتيال الأول الذي شمل ثلاثة من القادة الكبار والمهمين والمؤثرين بالحركة، هو جاء مفاجئا وغادرا من العدو الصهيوني، حيث وجه ضربة للقائد جهاد الغنام والقائد خليل البهتيني والقائد طارق عز الدين بعد أيام من اتفاق تهدئة رعته جهات دولية، وبالتالي هم مارسوا بعد أيام من انتهاء الرد على استشهاد الشيخ خضر عدنان حياتهم شبه الطبيعية التي يعيشها قادة المقاومة في حالات الهدوء، واستغلت إسرائيل هذا الوضع لتوجيه ضربة عسكرية للقادة الثلاثة وارتقوا شهداء في منازلهم، وبالتالي نستنتج هنا أن إسرائيل لم تنجح أمنيا في تحقيق اغتيالهم قبل العودة إلى منازلهم، لأنهم لم يستهدفوا في أماكن أمنية أو مخفية، وهذا يؤكد أن الإجراءات الأمنية التي كان يتخذها القادة الثلاثة حالت دون اغتيالهم أثناء الرد على اغتيال الشيخ خضر وانتظرت إسرائيل حتى ينهي القادة الاجراءات الأمنية التي اتخذوها ويعودوا إلى منازلهم، وتم قصف منازلهم بعائلاتهم لضمان التأكد من اغتيالهم، إذ لا إنجاز أمني في توجيه ضربة أمنية للجهاد قبل المعركة، لأن إسرائيل اتبعت سياسة الغدر لتحقيق إنجاز ضد القادة الثلاثة.

اما حول عمليات الاغتيال الثلاثة المتبقية التي جاءت خلال معركة ثأر الأحرار، فهي نفذت بحق القائد إياد الحسني والقائد علي غالي والقائد أحمد أبو دقة، وهم قادة كانوا يديرون المعركة ويصدرون أوامرهم للتشكيلات العسكرية المختلفة، وبالتالي هم يمارسون عملا ميدانيا متحركا يحتم عليهم البقاء على اتصال بمختلف الطرق مع القادة الميدانيين، في كل حرب يتعرض الإخوة الذين يتكفلون بمهماتهم لخطر الاغتيال، وكلنا يذكر ارتقاء ثلة من القادة الشهداء من مختلف الفصائل خلال معركة سيف القدس وحربي 2012- 2014.

إن اغتيال القادة الثلاثة في سرايا القدس خلال معركة ثأر الاحرار يؤكد أن قادة السرايا على رأس عملهم لم يركنوا إلى مأوى يخفيهم ولم يتخلوا عن مسؤولياتهم الميدانية، وهذا شيء مبشر بأن قادت في قلب المعركة.

الجميع كان يأمل بأن لا تنجح إسرائيل في أي اغتيال أو تحقق أي إنجاز، ولكن لكل حرب ثمن يدفع أمام عدو يمتلك يدا عليا فيما يتعلق بالعمل الأمني الاستخباري الذي يعتمد على التكنولوجيا، فهو من الدول الأكثر نجاحا في هذا المجال، وثمن هذه المعركة كان دماء قادت الجهاد وعائلاتهم دفاعا عن شعبنا وقدسنا وأسرانا وكرامتنا.. فطوبى لهؤلاء القادة الكبار ورحمهم الله .

وبالتأكيد، فإن المقاومة وقادة الجهاد الأمنيين والعسكريين سيستخلصون العبر من هذه المعركة لتفادي أن تُمنح إسرائيل أي فرصة لتحقيق إنجاز أمني أو عسكري ضد قادة الحركة ومقاومتنا في المستقبل.

في المقابل أخفقت إسرائيل أمنيا في توجيه ضربات عسكرية لقدرات السرايا والمقاومة العسكرية، وفشلت في أن تمنع أو تغتال عشرات المجموعات في مختلف مناطق ومحافظات قطاع غزة ، والتي أوكل إليها تنفيذ مهماتها العسكرية رغم أن هذا الهدف كان على مدار الحروب والمعارك السابقة واحدا من أهم الأهداف لإسرائيل، وهو أن تدمر الصواريخ التي تصل إلى منطقة وسط البلاد ” تل ابيب”، حيث أن الإستهدافات لمجموعات المجاهدين الذين كلفوا بإطلاق الصواريخ كانت ضئيلة جدا أو أقرب إلى الصفرية حسب البيانات المعلنة من قبل سرايا القدس، وهذا نجاح يحسب للجهاز العسكري للحركة الذي استطاع أن يعمل على بناء هذه القدرة الصاروخية التي تحتاج إلى عمل وجهد كبيرين ووقت طويل بعيدا عن أي تعقب إسرائيلي واستخباري يمكنه من تدميرها قبل الإطلاق رغم ما يمتلكه العدو من تكنولوجيا ، وبالتالي نجحت سرايا القدس نجاحا أمنيا كبيرا في حماية مقدراتها العسكرية والصاروخية والبشرية التي كلفت بالإعداد للمعركة وكلفت بتنفيذ مهام الإطلاق اثناء المعركة وبرهنت فعليا على ذلك بتوجيهها قبل دخول وقف إطلاق النار بدقائق قليلة ضربة صاروخية إلى منطقة وسط البلاد “تل ابيب”، ما يعني الفشل الكبير لهدف إسرائيل بتدمير هذه القدرات.

لا يخفى على أحد أن لكل حرب ثمنا، وثمن هذه الحرب كان دماء قادات السرايا وعائلاتهم دفاعا عن شعبنا وقدسنا وأسرانا وكرامتنا.. فطوبى لهؤلاء القادة الكبار.

أقرأ أيضًا: الجهاد الإسلامي.. شاهد على الصراع

معهد إسرائيلي: حماس المستفيدة الرئيسية من عملية الدرع والسهم

ترجم عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي -عزيز حمدي المصري:

تشبه عملية الدرع والسهم إلى حد كبير جولتين من القتال السابقتين – عملية كسر الفجر (أغسطس 2022) وعملية الحزام الأسود (نوفمبر 2019). في الجولات الثلاث، ركزت إسرائيل على الحملة ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي لا تحكم غزة. بدأت الجولات بالاغتيالات المستهدفة لقادة الجهاد الإسلامي في فلسطين؛ ورد على إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية باعتراضات وقائية. وسعى إلى اختصار الجولة من أجل السيطرة على حدود الحملة ومنعها من التدهور إلى مواجهة مباشرة مع حماس. كانت الجولات الثلاث حملات ردع بلا هدف سياسي. كان تأثير الحملتين السابقتين قصيرًا؛ من المحتمل أن يكون تأثير عملية الدرع والسهم كذلك.

خلال هذه الحملات وبعدها، تواجه إسرائيل دائمًا صعوبة في إنهاء الحملات في إطار زمني قصير وترجمة النجاح العسكري إلى إنجازات سياسية، لأنها لا تحدد أهدافًا سياسية لنفسها بخلاف “الهدوء سيقابل بالهدوء”. تم تحقيق الهدف الاستراتيجي في الخطوة الأولى – الاغتيال المستهدف لثلاثة من كبار المسؤولين في الجهاد الإسلامي في فلسطين. ما تبع ذلك ركز على تعميق هذا الإنجاز، مع السعي للحد من الأضرار، والتفاوض بالنار من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وترك حماس خارج المعركة. لم يكن أمام حركة الجهاد الإسلامي، التي تعرضت لضربة قوية خلال الهجوم الافتتاحي، خيار سوى محاولة جني الثمن من إسرائيل وتقديم “صورة انتصار”، بينما كانت تسعى إلى جر حماس إلى القتال – وربما لاحقًا حزب الله أيضًا. الجهاد الإسلامي نفسه، الذي لا يتحمل مسؤولية رفاهية الجمهور في غزة.

وافقت حركة الجهاد الإسلامي على قبول الصيغة المصرية لوقف إطلاق النار بعد خمسة أيام من القتال، بمجرد أن تبين أن حماس ثابتة في موقفها بعدم الانضمام إلى القتال. علاوة على ذلك، هناك مؤشرات متزايدة على أن حماس، في ضوء الخطر المتزايد بجرها إلى القتال، أمرت الجهاد الإسلامي في الواقع بإنهاء الجولة. لم يبد رعاة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حزب الله وإيران، اللذان يرغبان في تقييد يدي إسرائيل عن طريق تعثرها في تصعيد داخل حدودها وبالتالي يريدان استمرار القتال، أي مؤشر على استعدادهما لمساعدتها بشكل مباشر. مع تطور العملية، استمر الجهاد الإسلامي في فلسطين في تكبد خسائر فادحة – قتل كبار المسؤولين وهدم منازل النشطاء نتيجة لنشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة. ولخص الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة الأحداث على النحو التالي: لقد عانينا مما عانينا منه حتى يبقى موقفنا موحدا وقويا ومستقرا. وأضاف أن “جناحنا العسكري كان طليعة المقاومة”. وشكر كل من وقف إلى جانب المنظمة – إيران وحزب الله وقطر ومصر – ولم يذكر حماس، دون قصد.

تضمن اقتراح وقف إطلاق النار المصري التزامًا إسرائيليًا بإنهاء الهجمات ضد المدنيين وهدم المنازل والهجمات على الأفراد. لكن هذه تفاهمات هشة ستواجه أول اختبار لها هذا الأسبوع، خلال مسيرة العلم في القدس في 18 مايو 2023. إن قضية القدس هي قضية أسهل بكثير يمكن من خلالها إحداث تصعيد قد يستلزم “توحيد الساحات” ضد إسرائيل – خاصة بين قطاع غزة والضفة الغربية.

ادعى مسؤول كبير في إسرائيل لم يذكر اسمه أن حماس وقفت بحزم في غزة لسنوات ورفضت السماح لمنظمات أخرى نشطة في المنطقة بإملاء سياستها. ورأى أن الجولة الأخيرة من القتال أظهرت ضعف حماس، حيث تمكنت حركة الجهاد الإسلامي بتمويلها الإيراني من وضع جدول الأعمال في غزة. لكن على عكس هذا التقدير، لم تضعف حماس. دعمت بهدوء الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي عملت كوكيل لها، ودرست نهج جيش الدفاع الإسرائيلي وقدراته العملياتية، ونصبت نفسها كطرف مسؤول يهتم بسكان غزة، ولم تخاطر بإنجازاتها – وعلى رأسها دخول عمال غزة إلى إسرائيل، على نطاق واسع. دخول وخروج البضائع من وإلى القطاع وتدفق الأموال من قطر.

ترغب إسرائيل في فترة طويلة من الهدوء القائم مع الردع العسكري، مع تجاهل المشاكل الجوهرية الناشئة عن تقوية حماس، صاحبة السيادة في قطاع غزة والعنصر المهيمن على الساحة الفلسطينية. تمتلك الجهاد الإسلامي في فلسطين قدرات محدودة، كما أظهرت الحملة الأخيرة مرة أخرى، والنجاح العملياتي ضدها لا يشبه ما يمكن توقعه في حملة ضد حماس. لذلك من الصعب تحديد ما إذا كان الردع الإسرائيلي قد تم استعادته، بعد أن أضعفه أيضًا العمليات الداخلية في إسرائيل. لكن في ما يتعلق بهذه القضية بالتحديد، فإن الوحدة الداخلية في إسرائيل والقيادة الفعالة للحدث من قبل المؤسسة الأمنية أوضحت لأعداء إسرائيل أن المجتمع الإسرائيلي ليس ضعيفًا أو مفككًا. أظهرت إسرائيل أيضًا قدرات عسكرية واستخباراتية رائعة خلال درع وسهم، في الهجوم والدفاع الجوي. ولكن نظرًا لعدم تحديد هدف سياسي، فإن الردع الذي تم تحقيقه ظاهريًا قد يكون بعيد المنال. في الواقع، بالنسبة للجهاد الإسلامي، فإن خوض عدة أيام من القتال ضد الجيش الإسرائيلي، والوقوف بقوة، وإظهار قدرته على إطلاق وابل من صواريخ، بما في ذلك في عمق إسرائيل، هو جوهر “المقاومة”.

في الختام، في الخلفية، لا تزال المواجهة الرئيسية أمام إسرائيل – ضد حماس – سارية المفعول. من المناسب لإسرائيل أن تفصل حماس عن حركة الجهاد الإسلامي وتحرر حماس من مسؤوليتها عما يجري في قطاع غزة، لأنها لا تريد أن تنغمس في حملة واسعة ضدها في هذا الوقت. لكن خروج حماس من القتال ليس إنجازا استراتيجيا لإسرائيل، لأنها عمليا حددت قواعد اللعبة، ونشّطت وكيلها – الجهاد الإسلامي، وحددت متى ستنتهي الحملة وحددت حدتها. العملية هي خطوة أخرى في تغيير ميزان القوى على الساحة الفلسطينية، في وقت تتعزز فيه حماس والسلطة الفلسطينية بالضرورة تضعف بل وتغيب تماما عن المحادثات لإنهاء الحملة العسكرية على غزة. بالمناسبة، زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يعتبر العامل السياسي الرئيسي في النظام الفلسطيني لليوم التالي لمحمود عباس.

أودي ديكل: جنرال احتياط ورئيس سابق لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي

اقرأ أيضاً: كتب توفيق أبو شومر: لماذا لم تتغزل بالصواريخ؟!

التنمية بغزة: 459 أسرة أصبحت بلا مأوى جراء العدوان

غزة – مصدر

أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية بغزة اليوم الأربعاء أن عدد الأسر التي أصبحت بلا مأوى جراء العدوان الأخير بلغت (459) أسرة، يعيش فيها أكثر من (2,516) فرد، منهم (1,180) طفل و(688) من النساء، إضافة إلى (97) من كبار السن و(3) أشخاص ذوي إعاقة”.

وقالت الوزارة خلال مؤتمر صحفي لها إن الأطفال في هذا العدوان كانوا هدفاً مباشراً للاحتلال، إلى جانب ترويعهم بصوت الطائرات والقنابل والانفجارات، والتي تركت آثاراً نفسية عميقة لدى الأطفال ترتب عليها أن عدداً فقد حياته بسبب الخوف.

وأكدت أن جيش الاحتلال مارس أبشع صور الابتزاز والسادية اتجاه الأسر الآمنة بشكلٍ عام، عبر قيامه بقصف البيوت دون سابق إنذار وهو يعلم بوجود ساكنيه، مما أوجد حالة من الهلع والخوف والرعب لدى الأطفال والنساء والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة.

وتابعت: “هذا العدوان زاد من معاناة الأسر في قطاع غزة التي تعيش أصلاً أوضاعاً معيشية صعبة في ظل حصار مستمر لأكثر من 16 عام، بنسبة فقر وصلت إلى 60%، كما يعاني أكثر من 64% من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي ونسبة بطالة تزيد عن 44%”.

وأوضحت أن الحياة الاقتصادية توقفت على مدار أيام العدوان؛ مما حرم عشرات الآلاف من الأسر التي تعتمد على أجر العمل اليومي من مصدر دخلها، وجعلهم غير قادرين على توفير احتياجات أسرهم الأساسية.

في السياق دعت الوزارة برنامج الأغذية العالمي بضرورة التراجع عن قراره بشأن حرمان الأسر الفقيرة من المواد الغذائية المزمع تنفيذه في الأول من يونيو من هذا العام حسب ما أعلن البرنامج.

اقرأ أيضاً: أبرز قرارات لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة

النقل والمواصلات بغزة تنشر رابط تسجيل الأضرار الناجمة عن العدوان

قطاع غزة – مصدر الإخبارية 

أعلنت وزارة النقل والمواصلات في قطاع غزة، عن إطلاق المنصة الإلكترونية الموحدة لتسجيل الأضرار أصحاب الورش الفنية والمعارض وقطع الغيار وأصحاب المركبات بمختلف أنواعها جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

وقال نائب مدير عام العلاقات العامة والإعلام أنيس عرفات إن الهدف من إطلاق المنصة الإلكترونية التخفيف عن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة حيث بإمكانه التسجيل من مكان تواجده عبر هذه المنصة https://2u.pw/tBKrrS https://2u.pw/NEnMqx وعدم التوجه إلى الوزارة.

وأضاف أن وزارته فتحت التسجيل أيضا في المحافظات الخمسة من خلال التواصل مع مندوبي الوزارة” محافظة غزة أ. إسماعيل حسونة 0598866785، أ. علاء الخضري 0599624010، محافظة الشمال م. رأفت الشريف 0599710292، محافظة الوسطى أ. محمد حمو 0599383348، محافظة خانيونس أ. محمود أبو أمونه 0599062981، محافظة رفح م. رامي عقل 0592130033″.

اقرأ/ي أيضاً: الاقتصاد بغزة تنشر رابط تسجيل أضرار المنشآت المتضررة بالعدوان

العدوان على غزة.. كسر السهم في الدرع

أقلام – مصدر الإخبارية

العدوان على غزة.. كسر السهم في الدرع، بقلم الكاتبة الفلسطينية تمارا حداد، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

يلجأ الكيان الصهيوني إلى سياسة الاغتيالات عند الوقوع في الأزمات الداخلية وأراد نتنياهو في جولته الحالية التي تمثلت ببدايتها باغتيال قيادات الجهاد الإسلامي أن يُحقق أكثر من هدف وتكتيك أولها إرضاء بن غفير بعد تهديده بالانسحاب من الحكومة الائتلافية وهذا يعني إسقاط الحكومة والذهاب لانتخابات مُبكرة وبالفعل رضخ نتنياهو لذلك خوفاً على كرسيه وسقوط حكومته يعني الذهاب إلى محاكمته بسبب قضايا الفساد، والهدف الآخر إعادة شعبيته بعد ظهور استطلاعات الرأي أنها أصبحت في الحضيض مُقابل ارتفاع أسهم غانتس، أما التكتيك الذي أراد أن يُحققه هو إظهار ذاته كصاحب مُباردة عسكرية سياسية والحامي للتيارات اليهودية وقادر على توحيدها وتكريس قُدرة الحكومة على استهداف الفصائل في ظل تهديدات متعددة الجبهات، وأراد تعزيز وحدة الموقف الداخلي الإسرائيلي وتحصيل الدعم من جميع الأطراف من بينها المعارضة التي شجعت على ارتكاب هذه الجولة لفترة مُحددة ليس لكون هذه العملية لها أثر سياسي عليها وانما أرادت الظهور بأنها لا تستخف بالأمن القومي الإسرائيلي حتى لا يتم زعزعة ثقة الجمهور الإسرائيلي بها.

ولكن تأخر رد المقاومة لساعات طويلة جعل الاحتلال في إرباك حول ماهية الرد وهذا ما ازعجه حيث كان مُعتقداً أن الجهاد الإسلامي سيرد مباشرة على سياسة الاغتيالات بحق قادتها وهذا يعني نجاح خطة نتنياهو، لكن الجهاد الإسلامي كان ذكياً في إدارة المعركة إضافة الى شركاؤه في الغرفة المشتركة حيث كانت ردات فعل المقاومة متوازنة لأنها تعلم تماماً أن هذه الجولة كانت هدية صُلحة لإرضاء بن غفير وتوحيد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكن انتظار الجهاد لساعات ومن ثم اشتداد الضربات على الكيان افشل جميع مخططات نتنياهو والتي من بينها إنقاذ ذاته، وأيضًا افشلت المقاومة ضرب الوحدة الداخلية الفلسطينية حيث كان هدف الاحتلال الاستفراد في حركة الجهاد الإسلامي وتحييد حماس وضرب الاسافين في قوى المقاومة ومن ثم زرع الفتنة والصراع الداخلي، لكن ظهور بيان من الغرفة المشتركة والرد على صواريخ الكيان أكد تماسك قوى المقاومة ووحدة الموقف وهذا ما أجج الخلافات في الموقف السياسي والأمني الإسرائيلي.

بعد رد الجهاد الإسلامي أصبح الاحتلال في حيرة هل يستكمل الجولة وهذا يعني الدخول في حرب استنزاف تضر بجميع الأطراف فعلى صعيد الاحتلال فان استمرار الجولة يعني خسائر اقتصادية ومعنوية واستمرار حالة الخوف والقلق في المجتمع الإسرائيلي وخسارة ما انجزه نتنياهو في بداية الجولة والذي اعتبره نصراً لكن بعد رد الجهاد أراد نتنياهو استكمال الجولة لفرد عضلاته ولكن الرد الأكبر والمتواصل من الجهاد الإسلامي والشركاء اصبح نتنياهو في مأزق فعلي، فيما استمرار الجولة على القطاع لها داعيات سلبية بالتحديد وجود الخسائر البشرية.

هل نجحت عملية ثأر الأحرار؟
اتبع الجهاد الإسلامي في المعركة الحالية عُنصرين وهي عنصر المفاجأة وعنصر الحرب النفسية التي أقلقت العدو في طبيعة الرد على جرائم الاحتلال، ونفذ الجهاد وشركاؤه ما وعدوا بالرد على الجريمة النكراء بحق اغتيال قيادات الجهاد، وكما ان موقف الفصائل في غزة كان موحداً ومنسقاً ومنضبطاً ومسيطراً ومداراً برؤية مشتركة وهو ما أفشل خطط الاحتلال في ضرب الجبهة الداخلية.

ورغم وجود العُملاء في القطاع إلا أن حركة الجهاد استطاعت ان تضرب بوقت ومكان غير متوقعين وصلت تل ابيب ومحيط القدس وهذا يعني امتلاك الجهاد صواريخ بعيدة المدى ذات رؤوس متفجرة واستطاعت تلك الصواريخ ان تفشل في بعض الأحيان عمل القبة الحديدية ” الذهبية” بسبب قدرة المقاومة على تحديد الأُطر العامة لمنظومة القبة والتعرف على ميزة التباينات في محرك الاطلاق المرتفع والمنخفض حيث ان القبة لا تتعامل مع هذه التباينات.

واستطاعت المقاومة من خلال إطالة الجولة ان تفتح المجال للمعارضة بان تطلب من نتنياهو ان يوقف الجولة وهذا يعني ان الخلافات موجودة واشارة ان هدف نتنياهو في وحدة الموقف الداخلي الإسرائيلي لم ينجح، وكلما طالت الحرب فان انعكاس ذلك سلبياً على نتنياهو بازدياد السخط الإسرائيلي عليه.

الكيان الموقت:
يُحاول الكيان الصهيوني الحفاظ على ثبات الموقف وعدم التراجع في التفاوض وعدم قبول شروط الجهاد الإسلامي وهي وقف سياسة الاغتيالات وارجاع جثة الشهيد خضر عدنان ووقف مسيرة الاعلام، فالاحتلال أراد حسم التفويض في قضية الاغتيالات بعدم الحديث فيها وهذا إشارة الى استمرار استخدام هذه السياسة وقتما يشاء دون توقف ، وكما ان الاحتلال غير معني باي حالة تفاوض فهو مُندفع باتجاه الحسم دون تراجع حتى يمرروا مسيرة الاعلام كما مُخطط له، لكن الشيء الوحيد الذي سيؤدي الى تراجع الاحتلال هو اشتداد انقسام الجمهور الإسرائيلي حول استمرار الجولة لوقت طويل.

إن الكيان إراد في معركته تحقيق اهداف وما زالت الأهداف الاخرى غير مُتحققة وهي محاولة المساومة بين جثة الشهيد خضر عدنان مقابل الجنود الإسرائيليين لدى المقاومة واراد الاحتلال التسوية الشاملة بمعنى الحسم وانهاء حالة السلاح في القطاع، لكن رد المقاومة جعل الاحتلال في صدمة وانقلب ميزان المعادلة الذي اراد ان يحققه وهي فصل ساحة القطاع عن الضفة والقدس من خلال اطلاق الصواريخ عليهم.

التهدئة:
نتنياهو يريد وقف الجولة بشرط المحافظة على ظهوره منتصراً لكن الاستمرار في الرد من قبل الجهاد ومن معه من التنظيمات ستنتهي الجولة بحالة من الهدوء مقابل الهدوء من خلال الوسطاء الإقليميين والدوليين لكن دون الالتزام بتوقيع مكتوب على اتفاق تهدئة شاملة حيث ان عملية التوقيع يعني الالتزام والاحتلال لا يلتزم فهو البادئ في كل الجولات السابقة والحالية لتحقيق اهداف داخلية وخارجية وبالنهاية فان سياسة الاحتلال حول العدوان على غزة ستفشل بسبب ان السهم قد انكسر.

أقرأ أيضًا: حل الدولتين لذر الرماد في العيون.. بقلم تمارا حداد

دلالات تغيير المعادلة الإسرائيلية من العدوان على غزة

أقلام – مصدر الإخبارية

دلالات تغيير المعادلة الإسرائيلية من العدوان على غزة، بقلم الكاتب الفلسطيني عدنان أبو عامر، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

كما كان متوقعا للعدوان الإسرائيلي أن ينتهي، خشية تمدده لجبهات أخرى، وقد كان سيناريو غير محتمل بالنسبة للاحتلال، لكنه ممكن الحدوث، وسط عدم قناعة بما يردده قادته عما سمّوه “تغيير المعادلة” مع المقاومة، وهي عبارة دأب على تكرارها رئيس الحكومة نتنياهو دليلًا على صوابية عدوانه.

تحتاج مفردة “تغيير المعادلة” التي يدّعي الاحتلال إنجازها لتحليل إحصائي بالإشارة إلى أن الأيام الخمسة للعدوان شهدت إطلاق 1400 صاروخ من غزة باتجاه المستوطنات، بمعدل 300 صاروخ تقريبًا يوميًا.

بعبارة ملطّفة، وفق حديث المحلل العسكري يوسي ميلمان، فإنه في عام 2006، وخلال حرب لبنان الثانية، وخلال 35 يومًا من الحرب، تم إطلاق ما يزيد على أربعة آلاف صاروخ، أي أننا أمام إطلاق 114 صاروخًا يوميا، وبهذه البيانات يدعي نتنياهو “تغيير المعادلة”، بحيث بات إطلاق الصواريخ أكثر من 150٪ في سبعة عشر عامًا!

في المحصلة، إن فكرة المعادلة والمعادلة المضادة التي تحققت خلال العدوان المنتهي لتوّه، أنه لن يتم اعتباره حدثًا حاسمًا، لكنه سيصبح ذاكرة قاتمة بجولة أخرى قادمة من القتال، يبدأ باغتيال واحد من القادة، ثم يتلقى الاحتلال وابلًا من إطلاق الصواريخ الكثيفة باتجاه الجنوب والوسط، ما يعني أن ما مرّت به عملية صيانة الردع لم تعد مجدية، عقب سقوط عدد لا يحصى من الصواريخ.

من خلال نظرة فاحصة للوراء، منذ 17 عامًا يخوض الاحتلال جولات قتالية عدوانية ضد غزة هدفها الأساسي تحقيق التهدئة حتى الجولة التالية، وهذه هي المعادلة الإسرائيلية: الهدوء لفترة معقولة مقابل وقف إطلاق النار، وفي الوقت ذاته منع تغيير المعادلة على يد المقاومة، مع أنه من منظور أوسع، تتزايد محاولة تغيير المعادلة على جميع الجبهات، خاصة في الشمال والجنوب.

منذ معركة سيف القدس قبل عامين، تحاول المقاومة، وتنجح إلى حدّ ما، في ربط إطلاق النار من غزة بخطوات الاحتلال، الحقيقية أو المتخيلة، في حين تواصل قواها مجتمعة الاستعداد لمواجهة قد تكون أكبر في المستقبل، ما يدفع الاحتلال لتجنبها أكثر من أي شيء آخر، في حين ينظر الإسرائيليون للمحاولات المتزايدة لتأسيس معادلة جديدة في جميع القطاعات أنها مرتبطة بحالة الإضعاف التي تمر بها دولة الاحتلال.

الخلاصة الإسرائيلية مفادها أن قوة الدولة ليست مجرد مسألة موضوعية، تعتمد على عدد الجنود ونوعية الأسلحة والاستخبارات فقط، فلديها جوانب أخرى تتعلق بمدى استعدادها لاستخدام سلطتها، والذهاب للحرب، وفي الوقت ذاته فإن الأزمة الداخلية الخطيرة لدى الاحتلال، والتصدعات الظاهرة في التحالف مع الولايات المتحدة، من شأنها أن تضعف صورته، في بيئة جغرافية تتوقع تفككه منذ عقود.

أقرأ أيضًا: فرحة تهزُّ أركان الاحتلال النووي.. بقلم عدنان أبو عامر

عدوان متواصل منذ خمسة وسبعين عامًا

أقلام – مصدر الإخبارية

عدوان متواصل منذ خمسة وسبعين عامًا، بقلم الكاتب الفلسطيني ماجد الزبدة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

جولة أخرى من المواجهة العسكرية خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة مع الاحتلال، بعد عدوان غاشم وجريمة غادرة ارتكب جيش الاحتلال فيها مجزرة بشعة أودت بحياة عدد من العائلات الفلسطينية، وهم نيام آمنين في بيوتهم فجر يوم الثلاثاء الماضي الموافق التاسع من شهر مايو الجاري في أماكن سكنية متفرقة من محافظات قطاع غزة.

جريمة الاحتلال الغادرة التي تواصلت على مدار خمسة أيام متتالية من القصف المدفعي والجوي للمنازل والوحدات السكنية أسفرت بحسب وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد ثلاثة وثلاثين مواطنًا فلسطينيًّا، منهم ستة أطفال وثلاث نساء، وإصابة مائة وتسعين آخرين بجراح غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير ألفين وواحد وأربعين وحدة سكنية بحسب بيان نشره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، منها واحدًا وثلاثين منزلًا دمرت تدميرًا كليًا، ومائة وثمانية وعشرين وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن، إضافة إلى استهداف الاحتلال للبنى التحتية، وخطوط الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والدفيئات والأراضي الزراعية، ومنع الصيد، وإغلاق المعابر، وتشديد الحصار طوال مدة العدوان، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، واستمرارًا لجرائم الاحتلال المتواصلة منذ خمسة وسبعين سنة مضت بحق الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين.

تتزامن جريمة الاحتلال وعدوانه على غزة، مع حلول الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، ولسان الحال أن الاحتلال ماضٍ في عدوانه ضد الفلسطينيين، وسط غطاء سياسي، ودعم عسكري واقتصادي لا محدود تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لهذا الكيان الإجرامي منذ تهجير الشعب الفلسطيني، وإنشاء هذا الكيان فوق الأرض الفلسطينية عام ثمانية وأربعين.

اللافت في جريمة الاحتلال الأخيرة في غزة أنها تأتي ضمن سلسلة طويلة من المذابح التي ارتكبها كيان الاحتلال وأسفرت عن استشهاد أكثر من مائة ألف فلسطيني منذ النكبة وحتى يومنا هذا، بل إن هذه الجريمة تتزامن مع جرائم متواصلة في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل، حيث أعدم الاحتلال بدم بارد مئة وعشرين فلسطينيًّا منذ مطلع العام الحالي، منهم أربعة فلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل، وهي إشارة على دموية الكيان وإجرام المحتلين الصهاينة.

نظرة ثاقبة إلى جريمة الاحتلال الأخيرة في غزة، نجد أنها جاءت لاستعادة الردع الذي هشمته المقاومة الفلسطينية مرارًا وتكرارًا في جولات المواجهة السابقة ولا سيما معركة سيف القدس قبل عامين، حيث حاول نتنياهو ترميم صورته أمام جمهوره اليميني المتطرف، فالائتلاف اليميني الحاكم في كيان الاحتلال بدأ يتصدع في إثر فشله في مواجهة الأزمة السياسية الداخلية للأسبوع التاسع عشر على التوالي، في ظل تهديدات وزير الأمن القومي الصهيوني الأرعن “إيتمار بن غفير” بحل حكومة نتنياهو، حال عدم تبنيها “خطًا يمينيًا متطرفًا” ضد الفلسطينيين.

من جهة أخرى حاول نتنياهو الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي باستهداف قادتها العسكريين والتأكيد مرارًا أن المواجهة فقط مع “سرايا القدس”، وهي محاولات أفشلتها المقاومة الفلسطينية بوحدتي الكلمة والميدان في غرفة العمليات المشتركة، حيث نجحت المقاومة في غزة في امتصاص الضربة الأولى، وصد المواجهة تحت غطاء “غرفة العمليات المشتركة”، استخدمت فيها تكتيك “الصمت المرعب” لأكثر من ثلاثين ساعة، نجحت فيها بفرض الضبط التام للميدان، ثم تبدأ بإمطار العمق الصهيوني المحتل برشقات صاروخية عنيفة وصلت إلى أهدافها، وخرجت معها صور الدمار من تل أبيب وعسقلان لتنتزع صورة الانتصار التي حاول نتنياهو ترويجها وتقديمها لجمهوره المتعطش للدماء، ولسان الحال بأن غزة ومقاومتها ما زالت عصية على الانكسار، وهي قادرة على الثأر لرجالها وأبطالها في معركة ثأر الأحرار.

النجاح الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية في هذه الجولة، الذي تمثل في قدرتها على المواجهة العسكرية باستخدام عدد محدود من عتادها، وتكتيكاتها، ضمن سياسة التدرج في التصعيد، وإرباك الجبهة الداخلية الصهيونية، بالقدرة على تعطيل الحياة اليومية، ودفع مئات الآلاف من الصهاينة إلى البقاء في الملاجئ لأيام متواصلة، وإطلاق رشقات صاروخية وصلت أهدافها في عمق المستوطنات الجاثمة فوق تراب مدينة القدس المحتلة، وتهشيم منظومة القبة الحديدية، بتكتيكات أظهرت ضعفها، وحدّت من فاعليتها، حيث نجحت غالبية صواريخ المقاومة في اجتياز هذه القبة التي لطالما تفاخر بها الاحتلال.

نجاح المقاومة في اختراق منظومة القبة الحديدة دفع الاحتلال إلى تفعيل منظومة “مقلاع داوود” المخصصة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والتي يبلغ تكلفة الصاروخ الدفاعي منها مليون دولار، وبالرغم من ذلك نجحت المقاومة بإحدى الرشقات الصاروخية في تجاوز هذه المنظومة المتقدمة، وأظهرت دمارًا واسعًا جنوب تل أبيب، وهي إشارة واضحة على تطور قدرات المقاومة بالرغم من الملاحقة والحصار، ونجاحها في مضاعفة كلفة الاحتلال، الذي باتت خسائره اليومية بحسب القناة 13 العبرية تُقدر بنحو خمسة وخمسين مليون دولار مع كل يوم مواجهة عسكرية يخوضها مع المقاومة في غزة.

أيضًا ربما كان لافتًا في هذه الجولة من الصراع وحدة الميدان الإعلامي في مواجهة الاحتلال، إذ نجحت المقاومة بتصريحات قادتها، وإصدار بياناتها الإعلامية، ومؤازرة مؤيديها وناشطيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في إفشال محاولات الاحتلال وأذنابه المتكررة لشق الصف الفلسطيني، وبث الفرقة بين أنصار قوى المقاومة، وهي نقطة تُسجَّل لمصلحة المقاومة في هذه الجولة.

ختامًا وإذ نترجم على أرواح الشهداء الأبطال، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والصبر للمكلومين ممن فقدوا بيوتهم نتيجة عدوان الاحتلالـ فإننا نرى بأن تزامن هذه المواجهة مع ذكرى النكبة إنما يؤكد فشل الاحتلال في استئصال الشعب الفلسطيني من أرضه، وأن الصراع سيتواصل في منحنى متصاعد في السنوات المقبلة، حتى ينجح أبطال شعبنا قريبًا بإذن الله من تحرير الأرض والمقدسات، ومحاسبة الصهاينة على جرائمهم البشعة، وتطهير الأرض الفلسطينية من دنس الاحتلال.

أقرأ أيضًا: خلافة محمود عباس.. بقلم/ ماجد الزبدة

انفجار داخل موقع كيسوفيم العسكري شرق المحافظة الوسطى

غزة – مصدر الإخبارية

أفاد شهود عيان، بأن انفجارًا دوى في موقع كيسوفيم العسكري شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

وبحسب مصادر محلية، فقد فجّر الاحتلال جسمًا مشبوهًا داخل موقع كيسوفيم العسكري.

وذكر موقع حدشوت حموت، أن “الانفجار عند حدود غزة ناتج عن تحييد صواريخ أطلقت خلال الجولة الأخيرة”.

ووفق مصادر محلية، فقد تصاعدت ألسنة الدخان بعد انفجار سمع داخل السياج الأمني قُرب الموقع العسكري.

وشنت (إسرائيل) عدوانًا على قطاع غزة الأسبوع الماضي، استمر على مدار خمسة أيام، أسفرت عن استشهاد 33 مواطنًا، فيما أُصيب نحو 110 آخرين بجروح ما بين المتوسطة والخطيرة.

وتم التوصل إلى تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال برعاية مصرية وأُممية واقليمية تم بموجبها وقف إطلاق النار بين الطرفين.

أقرأ أيضًا: انفجار داخل مصنع عسكري في تل أبيب

كيف أثارت استراتيجية التهدئة جنون إسرائيل؟

أقلام – مصدر الإخبارية

كيف أثارت استراتيجية التهدئة جنون إسرائيل؟ عدوان نتنياهو على غزة نموذجًا، بقلم الكاتب معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

عقب انتهاء عملية ثأر الأحرار الإسرائيلية على غزة بات من الواجب والفرض سؤال أنفسنا عما تحقق في هذه الحرب ؟ وهل يمكن القول بأن العدو حقق أهدافه في تلك المعركة ؟ وهل نجح الجهاد الإسلامي في تحقيق أهدافه العسكرية بضرب العمق الإسرائيلي؟.

هناك الكثير من المعطيات التي يمكن استنتاجها جراء هذه العملية ، لعل أبرزها حقيقة أن الانتظار والهدوء دوما يثيران جنون إسرائيل.

وعقب استشهاد الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد واعتداء الاحتلال على غزة ، انتظرت الدوائر الإسرائيلية رد حركة الجهاد الإسلامي سواء بالعمليات العسكرية أو بالصواريخ، وهو الانتظار الذي طال لعدة ساعات قبل قيام الحركة بضرب إسرائيل بالصواريخ لتشتعل المعركة على مدار خمسة أيام كاملة.

غير أن مرحلة الانتظار التي سبقت الحرب شهدت بعد من الظواهر الاستراتيجية التي يمكن تلخيصها في :
1- إصابة إسرائيل بالتوتر الجنوني وباتت تبحث عن الموقع الذي يمكن أن تبادر فيه حركة الجهاد بضربها ردا على استشهاد الشيخ خضر عدنان ، والبعض توقع الجنوب اللبناني وآخرون توجسوا من بقية المواقع الأخرى لتشتعل إسرائيل توترًا.
2- جاء هذا التوتر ليدفع بالجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن حالة التعبئة العامة ، وهو ما كبد إسرائيل خسائر مادية بالطبع وحمل خزينتها الكثير ، وهو ما استغلته المعارضة الإسرائيلية الآن.
3- بات هناك رعبا من الشبح الذي يمكن أن يطلقه الجهاد الإسلامي وصواريخه، الأمر الذي دفع إسرائيل بالدخول إلى ما يمكن وصفه بدوامة الرعب في انتظار ما سيأتي.

وفي هذا الصدد أتذكر ما قاله لي اللواء فواد نصار رئيس جهاز المخابرات العامة المصري الراحل، والذي اعترف لي بأن أحد أبرز الانتصار على إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر كان الهدوء، وهو الهدوء الذي تمتعت به القيادة العسكرية المصرية والسورية مع بعضهما البعض، وقص لي الراحل فؤاد نصار أن القيادة السورية وقت حرب أكتوبر كانت تدرك تماما أن الإسرائيليين دوما يرغبون في الدخول للمواجهة المباشرة، ويجن جنونهم مع الهدوء الاستراتيجي الذي يصيبهم بالقلق وعدم التركيز.

وبالانتقال لمعركة ثأر الأحرار يجب الاعتراف بوجود خسائر تعرضت لها المقاومة ، والتي تمثلت في استشهاد ١١ قياديا من خيرة عناصر الجهاد ، فضلا عن وجود آثار تدميرية للبنية التحتية العسكرية للجهاد، صحيح أن المقاومة حققت انتصارات ، ولكن في النهاية هناك خسائر يحب التطرق إليها ومناقشتها.

وفي هذا الإطار يجب على المقاومة وجميع محاورها التعلم مما جرى ودراسة تقديرات الموقف المتعلقة بسلوك الإسرائيليين على مدار الخمسة أيام السابقة ، وكيف كان سلوكهم في الحرب وما قبل هذه الحرب وما بعدها الآن؟.
والحقيقة الدامغة التي يجب الاعتراف بها أن الحرب مع دولة الاحتلال سيكون دومًا النصر الحاسم بها للجهة الأكثر صبرا، والأهدأ.

والأهم من هذا أيضا أن إسرائيل ترغب دوما في محاولة جذب العرب للمواجهة، وهي المواجهة التي تستخدم فيها إسرائيل أسلحتها، سواء العسكرية أو النفسية، والأخيرة كانت حاضرة بقوة في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة مع تكرار استهداف قيادات حركة الجهاد الإسلامي بدقة.

عموما فإن الحقيقة الدامغة التي يمكن تعلمها في هذه الحرب أن الحرب النفسية وأسلحتها هي المجال أو القطاع الأهم في أي حرب مع إسرائيل، والأهم من هذا أن النصر سيكون حاسما دوما وحليفا للجانب الأهدأ في المعركة العسكرية، التي يريد الاحتلال دوما جر جماعات المقاومة إليها.

Exit mobile version