وكالات- مصدر الإخبارية
استحوذ تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا على صور لسديم الحلقة، أو مسييه 57، الذي يعدّ أحد أشهر السدم الكوكبية في السماء، وتقدم لمحة سريعة عما سيحدث للشمس خلال نحو 5 مليارات سنة.
وتشرح الصورة المراحل النهائية من حياة نجم بعيد، وتقدم لمحة سريعة عما سيحدث للشمس خلال نحو 5 مليارات سنة، بالإضافة إلى ميزات جديدة للبنية المذهلة للسديم التي تشبه كعكة الدونات من الغاز المتوهج.
وذلك يجعل السدم الكوكبية جذابة للغاية هو تنوع أشكالها وأنماطها، والتي تشمل أحيانًا حلقات دقيقة متوهجة أو فقاعات متوسعة أو سحبًا معقدة ودقيقة.
وسديم الحلقة يقع على بعد نحو 2600 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة القيثارة، وولد من نجم يحتضر قذف طبقاته الخارجية إلى الفضاء.
وبحسب صحيفة ديلي ميل، فإنه تم تصوير السديم الذي اكتشف للمرة الأولى في عام 1779، بواسطة كاميرا ويب للأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam) في وقت سابق من هذا الشهر.
لكن الصورة الجديدة الملتقطة بكاميرا الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI)، تعرض جوانب مختلفة من بنية السديم الكوكبي وتكوينه، وتفاصيل لم يسبق لها مثيل في المناطق الخارجية للحلقة.
الأستاذ بجامعة كوليدج لندن، والعالم الرئيسي في مشروع JWST Ring Nebula Project، مايك بارلو قال: “تكشف هذه الصورة المذهلة من MIRI لجيمس ويب تفاصيل جديدة لم نتمكن من ملاحظتها باستخدام كاميرا NIRCam، ولا سيما الأقواس الموجودة خلف الحلقة الرئيسية”.
وأشار بارلو إلى أن تشكلت هذه الهياكل في مرحلة ما كان فيها النجم عملاقًا أحمر، قبل أن يتخلص من معظم مواده ليصبح قزما أبيض ساخنا كما هو حاليًا.
وتابع “يشير التحليل المبكر الذي أجراه فريقنا إلى أن نجما مصاحبا منخفض الكتلة له مدار غريب الأطوار أدى إلى إطلاق معزز للمواد من النجم المحتضر أثناء مروره بالقرب منه كل 280 عامًا، ما أدى إلى إنشاء هذه الأقواس”.
وتتحدث صور جيمس ويب معا، عن الهياكل المعقدة للسديم الحلقي – حلقاته وفقاعاته وسحبه الضعيفة – بتفاصيل غير مسبوقة، إذ أن تتكون الحلقة الرئيسية للسديم من 20 ألف كتلة من غاز الهيدروجين الجزيئي الكثيف، كل منها تعادل كتلة الأرض.
وخلف هذه الحافة الخارجية للحلقة الرئيسية مباشرة، كشفت صورة أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI) لأول مرة أن هناك نحو 10 أقواس متحدة المركز.
ويشير علماء الفلك إلى أن هذه الأقواس تتشكل كل 280 عامًا تقريبًا أو نحو ذلك.
ومع ذلك، لا توجد عملية معروفة تتعلق بتطور النجم إلى سديم له هذا النوع من الفترة الزمنية، لذلك يُعتقد أن الأقواس تشكلت من تفاعل العملاق الأحمر المحتضر مع نجم مرافق يقع على نفس المسافة منه، مثل مسافة بلوتو من الشمس.
وقال د. روجر ويسون، من جامعة كارديف: “لقد زودتنا صور MIRI بأدق وأوضح رؤية حتى الآن للهالة الجزيئية الخافتة خارج الحلقة الساطعة”.
وأضاف كارديف أن الاكتشاف المفاجئ هو وجود ما يصل إلى عشرة سمات متحدة المركز متباعدة بشكل منتظم داخل هذه الهالة الباهتة، ولم يكن لدى أي تلسكوب سابق الحساسية والدقة المكانية للكشف عن هذا التأثير الدقيق، ومن خلال تحليل الصور المختلفة للسديم الدائري”.
يأمل الباحثون في فهم أفضل للعمليات المعقدة وراء تكوين وتطور الأجسام المشابهة له.
يشار إلى أن الشمس بعد خمسة مليارات سنة من الآن، حسبما يعتقد العلماء، ستكبر لتصبح نجمًا عملاقًا أحمر، أكبر بأكثر من 100 مرة من حجمها الحالي.
اقرأ/ي أيضًا: سمكة تتسبب بقطع الكهرباء عن جزء كبير في ولاية نيوجيرزي