وفاة الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة والثقافة تنعاه

رام الله – مصدر الإخبارية

أعلن في العاصمة الأردنية، اليوم الاثنين، عن وفاة الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة عن عمر يناهز 74 عاماً، جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد.

بدورها نعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الشاعر والمفكر الفلسطيني الكبير الدكتور عز الدين المناصرة، بعد دوره الكبيرة في المسيرة الأدبية والشعرية الفلسطينية والعربية ومثنية على تاريخه الذي قدمه خدمة للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك على لسان وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، قائلاً إن الشاعر المناصرة “رمزٌ” من رموز الثقافة الوطنية الفلسطينية المقاومة وأحد أعلام الشعر العربي المعاصر.

وأضاف أبو سيف، أنه “برحيل الشاعر العربي الفلسطيني الكبير المناصرة تفقد الثقافة العربية عامة والفلسطينية خاصة أحد رموزها الكبار، وأن عزاءنا بإرثه وأعماله الشعرية والأدبية والنقدية التي تركها حاضرة ومنارة للأجيال”.

كما تقدم وزير الثقافة من عائلة الشاعر الفلسطيني في الوطن والشتات ومن جموع المثقفين والشعراء والأدباء الفلسطينيين والعرب بالتعازي والمواساة برحيل القامة الإبداعية الوطنية العالية.

نبذة من سيرة الشاعر  عز الدين المناصرة

ولد الشاعر والمفكر الفلسطيني محمد عز الدين المناصرة في 11 نيسان عام 1946 في بلدة بني نعيم في محافظة الخليل، وحاز على العديد من الجوائز الكبيرة بصفته أديب وأكاديمي، كما منحته دولة فلسطين جائزة فلسطين التقديرية عن مجمل أعماله الشعرية والنقدية عام 2019.

اقرأ أيضاً: الشاعر والروائي الفلسطيني الكبير مُريد البرغوثي في ذمة الله

اقترن اسم الشاعر المناصرة بالثورة الفلسطينية والمقاومة، وأطلق عليه برفقة الشاعر محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد اسم “الأربعة الكبار” في الشعر الفلسطيني”.

وصفه الروائي والكاتب المصري الكبير إحسان عبد القدوس كأحد أبرز رواد الحركة الشعرية الحديثة، بعد أن ساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي، وغنى قصائده مارسيل خليفة وغيره ومن أبز قصائده “جفرا” و”بالأخضر كفناه”.

حصل القامة الراحلة على شهادة “الليسانس” في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 حيث بدأ مسيرته الشعرية، ثم انتقل إلى الأردن وعمل كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية عام 1970 حتى عام 1973، كما أسس في الفترة ذاتها رابطة الكتاب الأردنيين مع ثلة من المفكرين والكتاب الأردنيين.

انخرط الشاعر عز الدين المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية بعد انتقالها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث تطوع في صفوف المقاومة العسكرية بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني والمقاومة الثقافية كمستقل، كما عمل ضمن مؤسسات الثورة كمحرر ثقافي لمجلة “فلسطين الثورة” الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي المجال ذاته، عمل الشاعر الراحل كمدير تحرير ل”جريدة المعركة” التي صدر أثناء حصار بيروت، بالإضافة إلى عمله كسكرتير تحرير “مجلة شؤون فلسطينية” التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت، كما تم انتخابه كعضو للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة في منطقة جنوب بيروت إبان بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976.

كلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات ليدير مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.

ولاحقاً أكمل الأديب الفلسطيني دراساته العليا وحصل على “شهادة التخصص” في الأدب البلغاري الحديث، ودرجة الدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة صوفيا عام 1981، وبعد عودته إلى بيروت عام 1982 شارك في صفوف المقاومة من جديد أثناء حصار بيروت، وأشرف على إصدار جريدة المعركة إلى أن غادر بيروت ضمن صفوف الفدائيين كجزء من صفقة إنهاء الحصار.

ويعتبر الشاعر المناصرة من أبرز شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث اقترن اسمه باسم المقاومة الفعلية والثقافية، ترك أعمالاً شعرية وفكرية وأكاديمية كثيرة في المكتبة الفلسطينية والعربية والعالمية وفي ذاكرة الأجيال.

Exit mobile version