من المسؤول عن ضعف السلطة؟

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب طلال عوكل مقالاً بعنوان: من المسؤول عن ضعف السلطة؟

حوّارة من جديد، وحوّارة دائماً، ودائماً كلّ المدن والمخيّمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وفي قلبها القدس .

يوم كانت الوفود في العقبة الأردنية، تناقش ملفّ التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة، وتضع على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي التزامات، لمنع تدهور الأوضاع في الضفة، كان المستوطنون يرتكبون مجزرة في حوّارة، وكان الجيش هناك، أيضاً، الصراخ الإسرائيلي الذي لا يتوقّف مُحذّراً من انتفاضة شاملة ومُسلّحة في الضفة، مُجرّد ذريعة لارتكاب المزيد من الجرائم، لتحضير الميدان، الذي تتوقع وتسعى إسرائيل لحسم الصراع فيه وعليه.

ينشغل الإسرائيليون منذ بداية العام في صراعٍ حول التعديلات القضائية، التي ستحوّل إسرائيل إلى دولة ديكتاتورية وتعمّق منهجها العنصري الفاشي، لكن لا تسمع من أيّ حزبٍ أو مسؤول تصريحات تعارض سياسة الحكومة والمستوطنين تجاه الفلسطينيين.

بتسلئيل سموتريتش وزير المالية ووزير في وزارة الدفاع يدعو الحكومة والجيش لاستعادة الردع في الضفة، وكأنّ الفلسطينيين في الضفة هم الذين يتحمّلون المسؤولية عن تآكل الردع الإسرائيلي.

ويدعو سموتريتش الجيش لاستعادة المبادرة نحو الهجوم وكأنّه يلتزم سياسة الدفاع تجاه مقاومين فلسطينيين يملكون أسلحة خفيفة، لكنهم يملكون إرادة قويّة دفاعاً عن حقوق الشعب.

في الحقيقة فإنّ ثمّة دوراً يلعبه الجيش من موقع الدفاع، لكنّه دفاع عن المستوطنين والمستوطنات، دفاع عن الاحتلال، وسياساته المجرمة والعنصرية، وهو دفاع عن العنصرية في مواجهة القوانين والقيم والقرارات الدولية.

الجيش الإسرائيلي مبني أساساً على العدوانية، والهجوم وتدمير الآخر، وارتكاب كلّ أشكال جرائم الحرب، والجرائم الإنسانية ضدّ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، والتاريخ على ذلك يشهد.

لا فائدة من المُراهنة على اجتماعات قد تتكرّر، بعد «العقبة» و»شرم الشيخ»، لمحاولة تخفيض التصعيد، وتقوية السلطة الوطنية، فبالرغم ممّا تمّ الاتفاق عليه، فإنّ الولايات المتحدة لم تمارس أي مستوى من الضغط على حكومات نتنياهو.

كانت الإدارة الأميركية قد طلبت من حكومة نتنياهو، تقديم تسهيلات من أجل تقوية السلطة ودورها، وتمكينها من احتواء ما يُسمّونه الفوضى، لكن ذلك لم ينجح، ومن غير المحتمل أن تحصل السلطة على مثل هذه الفرصة.

الأصل في الموضوع هو أنّ إسرائيل بسياساتها، وإرهابها، ودعمها للمستوطنين، وتشجيعهم على حمل السلاح، وممارسة العدوان المتكرّر على الفلسطينيين هي المسؤولة حصرياً عن إضعاف السلطة.

السلطة تعاني أزمة مالية متفاقمة، سببها القرصنة الإسرائيلية الرسمية على أموال المقاصة، ولا أحد عربياً أو أجنبياً مستعد لأن يعوّض هذه الأموال المسروقة.
ربّما لا تحتاج السلطة إلى تعويضات تسدّ الثغرة الكبيرة التي تتسبّب بها القرصنة الإسرائيلية لو أنّ ثمّة إمكانية لعدالة دولية قادرة على استرجاع الحقوق، ولكن في غياب هذه وتلك، سيظلّ الحديث عن «تسهيلات» إسرائيلية كلاماً فارغاً.

إيتمار بن غفير وقبله سموتريتش يقرّر اعتماد 120 مليون شيكل لدعم الاستيطان في القدس، والحكومة تقرّر «خطّة خمسية» من أجل السيطرة على العاصمة الفلسطينية، فهل لهذا الأمر حساب في الحديث عن ضعف السلطة أو قوّتها.

نفهم ونتفهّم تماماً أبعاد السياسة التي تضمّنها خطاب الرئيس محمود عبّاس في اجتماع الأُمناء العامين في مدينة العلمين الجديدة، ونفهم ونتفهّم أن تغيير هذه السياسة، بما تستدعيه السياسة العنصرية، والإرهابية الإسرائيلية، أمر لا يتم بهذه السرعة والسهولة.

ونفهم ونتفهّم أن التزام السلطة بهذه السياسة، يؤدّي إلى تحسين صورة فلسطين على الصعيد الدولي، وربّما يحقّق المزيد من الإنجازات الدبلوماسية والحقوقية لفلسطين، وأنّ مثل هذه الإنجازات تشكّل انتصارات بالنقاط على الاحتلال، حتى لو كان سيواصل مقاومة كلّ قرار أو جهد دولي بالخصوص.

ولكن هل يمكن تفهُّم أنّ السلطة هي الأخرى، تعتبر المقاومة في الضفة، السبب أو سبباً رئيساً في ضعف دورها.

إسرائيل تريد تقوية السلطة أمنياً، بما أنّها تواصل «التنسيق الأمني» ومحاولة احتواء المقاومة، ولكنها أي إسرائيل تعمل على ألا يتجاوز دور السلطة، دور أي هيئة محلية، لا بعد سياسياً لها.

واقع الحال يشير ويؤكّد على أنّ لا قمع الاحتلال ولا اعتداءات المستوطنين ولا محاولات احتواء المقاومة، من شأنه أن يُحجِّم هذه المقاومة طالما أنّ الاحتلال يُمعن في إرهابه ويُوسّع دائرة قمعه للفلسطينيين.

التجربة الملموسة تقول: إنّ «كتيبة جنين» كانت قبل نحو عامٍ تغرّد وحدها، فما الذي أدّى إلى نشوء «كتائب» في نابلس وقلقيلية، وأريحا، وطولكرم، و بيت لحم ، والأرجح أنّ بقيّة المدن والقرى والبلدات الفلسطينية ستنضمّ هي الأخرى لمسيرة «الكتائب».

ليست السلطة هي من يتحمّل المسؤولية عن توسُّع دائرة المقاومة، ولا هي إيران أو « حماس ».. أو غيرها، وإنّما هي إسرائيل ومن يقف خلفها هم من يتحمّل المسؤولية عن تصاعد المقاومة.

ليس علينا كفلسطينيين أن نتوقّع تغييراً في البرامج السياسية للقوى الفاعلة فلسطينياً وإن كنّا نأمل ذلك، ولكن ثمّة إمكانية وضرورة لتحقيق توافق وطني شامل بشأن تصعيد المقاومة ولو من باب الدفاع عن النفس.

اقرأ أيضاً:محللون: إقالة محافظي السلطة استمرار بالتفرد وخطوة للبحث عن بدائل أكثر ولاء

قيادي بحماس: الاعتداء على الكاتبة لمى خاطر وزوجها سلوك غير مقبول

وكالات – مصدر الإخبارية

اعتبر القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد أن اعتداء عناصر من أجهزة السلطة الأمنية على الكاتبة لمى خاطر وزوجها الأسير المحرر حازم الفاخوري عمل جبان و “بلطجي” وسلوك “عصابات” غير مقبول، حد وصفه.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لمخابرات السلطة الفلسطينية في الخليل اعتدت على الفاخوري وزوجته بعد اقتحام منزلهما، على خلفية موقفهما الرافض للاعتداء على طلبة جامعة الخليل يوم الخميس، ما أدى إلى كسر يده، إضافة إلى تحطيم مركبتهما.

وأكد شديد أن الاستمرار في هذا النهج يهدد السلم الداخلي، ويضع العلاقات المجتمعية على المحك، ويثير الفتنة الداخلية.

ودعا الفصائل والقوى والمؤسسات الشعبية والحقوقية والشخصيات الاعتبارية للوقوف صفاً واحداً أمام هذه التصرفات وإيقافها عند حدها، وقال: “يجب الضغط بكل الوسائل من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون أجهزة السلطة الفلسطينية”.

واعتدى عناصر من جهاز المخابرات على الفاخوري وزوجته الكاتبة لمى خاطر، بعد كسرهم لباب المنزل، عدا عن تحطيمهم لكل شيء يجدونه في طريقهم بالعصي.

ووصفت الكاتبة خاطر الاعتداء بـ “الهمجي”، واستنكرت هذا السلوك في الاعتداء على حرمات البيوت الآمنة، واقتحامها.

وقالت إن “زوجها رفض طلب ضابط المخابرات بالتوقف عن إصدار بيانات ومواقف تدين الاعتداء على طالبات كتلة جامعة الخليل”.

كما ندّدت بالتنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والاحتلال الإسرائيلي، والذي بموجبه يتم محاربة النشطاء والمعارضين على خلفية سياسية.

اقرأ أيضاً:الهيئة المستقلة تطالب بالتحقيق في أحداث جامعة الخليل ومحاسبة المتورطين

مقتل شاب في إطلاق نار في منطقة حرش السعادة بجنين

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية

قُتل شاب وجرح آخر إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل مجهولين في منطقة حرش السعادة بجنين مساء الجمعة.

وأطلق مجهولون النار على سيارة كان يستقلها الشابان عند حرش السعادة، ما أدى لإصابتهما بجراح، وصفت إصابة أحدهما بالخطيرة، بعد أن نُقلا إلى مستشفى “ابن سينا”، ثم أُعلن عن مقتل الشاب بهاء كعكبان في الحادث.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن سيارتان رصدت سيارة الشابين، كان يستقلها مجموعة من الأشخاص، وأطلقوا النار عليهما.

ونقلاً عن موقع “عرب 48″، فإن الحادث تخلله إطلاق القنابل الصوتية، والقنابل المسيلة للدموع.

ولم تُعرف خلفية الحادث الذي تم فيه إطلاق النار على الشابين، ولم تتضح الجهات المسؤولة عنه.

في السياق، وُجهت اتهامات للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة بأن تكون وراء إطلاق النار، بينما نفى محافظ جنين أكرم الرجوب، أية علاقة للأجهزة الأمنية بالحادث.

وفي بيان مقتضي، أكد أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث الذي أدى إلى مقتل مواطن فلسطيني، وجرح آخر.

اقرأ أيضاً:قتيلان وجرحى بتجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة

اجتماع القاهرة: حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب مصطفى ابراهيم مقالاً يتناول ما يخص اجتماع القاهرة، هل سنجح؟ وهل هو محرد صورة للحفاظ على صورة السلطة وما المطلوب من أجل الشعب الفلسطيني؟ ويحث فيه القائمين عليه بالتغيير هذه المرة لإنجاح الاجتماع وهدفه.

لا يمكن التصديق بسهولة أن الدعوة إلى عقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة جاءت لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

ولا يمكن التصديق أنه سيتم الاتفاق على وضع استراتيجية وطنية، في وقت يتم تجاهل الشعب الفلسطيني والنظر اليه بازدراء وما يلحقه من أذى جراء التفرد والالتفاف على المقاومة.

التوجه الى القاهرة سيتم من من دون التحضير جيداً لإنجاح الاجتماع، واطلاع الفصائل الفلسطينية على جدول أعماله، والهدف الحقيقي من وراء عقده، ودوافعه الحقيقية.

هي محاولة خرقاء لتعريف الاجتماع على أنه لإنهاء الانقسام، واعلان التوافق الوطني على برنامج لمقاومة الاحتلال ومواجهة سياساته العنصرية.

ما يجري لا يتطلب اجتماعاً لإلقاء الخطابات والمطالبات والمناشدات، لكن الرئيس محمود عباس، كالعادة، أطلق دعوة للاجتماع من دون اجندة أو جدول أعمال، ولم يكشف عن ما ستتم مناقشته.

الدعوة للاجتماع ليست بريئة، فهي للحفاظ على سلطة يريدها الاحتلال وكيلاً أمنياً لحرف الانتباه عن فشل وعجز القيادة عن اتخاذ خطوات لتعزيز المقاومة وحمايتها وحماية الفلسطينيين من ارهاب المستوطنين وجيش الاحتلال الاسرائيلي وجرائمهم، واستباحة المدن والقرى الفلسطينية.

ولا يزال المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي ماض في قمع الشعب الفلسطيني، والعودة لضرب جنين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، والعمل بحرية لقتل الفلسطينيين واستكمال المشروع الصهيونى عبر خطة الضم التي صممها وزير المستوطنات بتسلئيل سموترتش.

تمر الأيام والشهور بسرعة على أخطر حكومة يمينية فاشية وعنصرية تم تشكيلها في إسرائيل على الإطلاق، ولم يحن الوقت للقيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية لادراك خطورة المرحلة.

لا يمكن الذهاب إلى القاهرة من دون مراجعة.

مراجعة طبيعة السلطة الفلسطينية ودورها، واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس كفاحية ديمقراطية.

مراجعة وطنية للبرامج والخطط والسياسات، بعدما أصبح النظام الفلسطيني نظاماً شمولياً مطلقاً تحت حكم الفرد.

مراجعة وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني وشعب سُلبت حريته، وتم تدمير مؤسساته القانونية والقضائية والتشريعية لصالح السلطة التنفيذية، والسيطرة على الشأن العام، وانكار حق الناس في المقاومة والدفاع عن أنفسهم.

وكذلك التغول على الحقوق والحريات وفرض القيود على المجتمع المدني، والاعتقالات السياسية، وتكميم الافواه بقمع حرية التعبير عن الرأي والتجمع السلمي، والمساواة بين الناس وعدم التمييز.

ومع الوقت فقد الشعب مجموعة الحقوق والقيم التي ظل يتمسك بها ويدافع عنها، على رغم محاولات القمع وسلب الحرية، من أجل الصراع على النظام، الذي تسبب بالفعل في خسائر فادحة للمجتمع الفلسطيني، وشكل خطورة على هويته ومشروعه الوطني.

هناك خشية من أن تكون المحاولة الحالية لإملاء قواعد لعبة تحاول الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تثبيتها للقضاء على المقاومة المشتعلة.

وعلى رغم أن إسرائيل منشغلة بأزمتها السياسية، إلا أن ائتلاف حكومة اليمين العنصري الفاشي والحريديم والمستوطنين، يزداد قوة وشراسة، وأكثر تهديداً من أي وقت مضى ويمتلك أغلبية، وقوة هائلة للأحزاب العنصرية التي تدعو للتهجير القسري علناً.

ويدعو إلى توسيع المستوطنات في شكل مخيف، وتبييض البؤر الاستيطانية، وارتكاب المستوطنين المذابح ضد القرى الفلسطينية، بدعم من المستوى السياسي، واستمرار الاقتحامات العسكرية في المدن والقرى في الضفة الغربية، وتنفيذ الاعتقالات يومياً.

المطلوب سعي وعمل دؤوب من أجل إجماع وطني واسع، والتوقف عن سياسة الانتظار والفهم أننا أمام مجموعة من مجرمي الحرب من قادة الاحتلال والمستوطنين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، الذين قتلوا حل الدولتين، ويرسخون نظام الفصل العنصري.

النظام السياسي الفلسطيني لا يمتلك التفويض الجماهيري والاخلاقي لتحديد مصير الشعب الفلسطيني، وحقه في المقاومة، وإعادة بناء النظام السياسي على أسس وطنية لمواجهة الاحتلال.

هذه قضايا مصيرية تتعلق بالقضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني، واستمرار هذه الحالة والمواقف والشروط التي تُوضع، ستُلحق الضرر بالقضية الفلسطينية، أضرار فورية مدمرة، وأخرى طويلة الأجل، لا يمكننا أن نغمض أعيننا عنها.

اقرأ أيضاً:النخالة: لن نذهب لاجتماع القاهرة دون الإفراج عن المعتقلين السياسيين

رئيس الشاباك يحذر من انهيار السلطة ويبرر عمليات الجيش شمال الضفة

وكالات – مصدر الإخبارية

كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية “كان 11” مساء الخميس عن تصريحات لرئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام “الشاباك” رونين بار حذر فيها مسؤولين في الأمم المتحدة خلال اجتماع معهم من “انهيار السلطة الفلسطينية”.

وأفادت بأن بار صرّح بفقدان السلطة قدرتها على العمل والسيطرة على عديد من المناطق شمال الضفة، وحسب التقرير، ادعى أن فقدان السلطة للسيطرة عليها يُحتم الجيش الإسرائيلي التحرك هناك، ما أعطى مبرراً للعمليات العسكرية المستمرة في تلك المناطق.

ويعتقد بار أن ضعف السلطة وفقدان سيطرتها شمال الضفة، يدفع الجيش الإسرائيلي للعمل بقوة أكبر فيها.

يشار إلى أن بار أجرى محادثات مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، حول الملف الإيراني، والوضع في غزة، بما في ذلك ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين والجهودهم في هذا الملف.

يذكر أن الاجتماع عقد قبل مطلع حزيران (يونيو) الجاري، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مع كبار المسؤوليين الأميركيين في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأميركية، ووكالة المخابرات المركزية، وناقش الوضع الأمني في الضفة المحتلة وتدهور السلطة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً:اشتية: الاحتلال يعمل على انهيار السلطة ويدمر إقامة الدولة الفلسطينية

قناة عبرية: خطة أمنية أمريكية لتعزيز سيطرة السلطة شمال الضفة

ترجمة خاصة – مصدر الإخبارية

تحدثت قناة عبرية عن تفاصيل خطة أمنية أمريكية لتعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية شمال الضفة المحتلة.

وقالت القناة 14 العبرية إن “المسؤولين الفلسطينيين يتجنبون الإشارة إلى التقارير الإعلامية حول الاتفاقات التي أدت إلى تأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن المستوطنات”.

وتابعت: “من سلسلة تقارير في وسائل الإعلام ومن مصادر فلسطينية مختلفة، يبدو أن السلطة الفلسطينية تقبل مبدئيا بالخطة الأمنية الأمريكية الهادفة إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، هذا الاتفاق، بحسب المصادر، هو جزء من منظومة التفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية”.

وأردفت: “عُلم من مصادر سياسية أن الخطة الأمريكية، التي أعدها منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية مايك فنزل، تقوم على تدريب القوات الخاصة الفلسطينية والمشاركة الأمريكية النشطة في تعزيز علاقة التنسيق الأمني بين إسرائيل وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويشتمل البرنامج على عدة أقسام أهمها التدخل الأمريكي في التنسيق الأمني بالضفة”.

ولفتت إلى أن “أحد فصول الخطة يشير إلى التنسيق الأمني وفي إطاره سيكون هناك ممثلين أمريكيين كبار حاضرين في اجتماعات التنسيق الأمني بين المستويات العليا من جانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لفترة عدة شهور”.

وأضافت: “كما تنص الخطة على أنه عند تجديد التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، سيرسل الطرفان تقارير منتظمة إلى الولايات المتحدة حول التقدم في القضايا الأمنية المعلقة والمعلقة بين الطرفين”.

وأشارتر إلى أنه “يتناول فصل آخر تدريب القوات الفلسطينية للسيطرة على مناطق جنين ونابلس، وكجزء من هذا الجهد، سيتم تدريب ما يقرب من 5000 عنصر أمني فلسطيني، يعملون حاليًا في جهاز الأمن الوطني، في قواعد تدريبية على الأراضي الأردنية، وسيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي”.

ونقلت عن مصادر أن “الأردن أعطى بالفعل موافقته على برنامج التدريب، ومع انتهاء فترة التدريب سترسل القوات الفلسطينية إلى المنطقة الواقعة بين جنين ونابلس، وستعمل داخل المدن ومخيمات اللاجئين، كما ستكون عمليات القوات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية تحت إشراف الممثلين الأمريكيين”.

وبينت أن “الخطة تنص على أنه لن يتم تجنيد فلسطينيين إضافيين في الأجهزة الأمنية وسيتم الاعتماد على العناصر الموجودة وكذلك المعدات الموجودة في أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.

وحول التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال قالت القناة إن “دخول القوات الفلسطينية إلى منطقتي نابلس وجنين سيتم بالتزامن مع تقليص كبير لنشاط الجيش في هذه المناطق، وذلك في إطار التنسيق الأمني الذي سيتجدد بين إسرائيل والفلسطينيين تحت إشراف أمريكي، وهذا البند في الخطة الأمريكية هو أحد الشروط الفلسطينية لقبولها بكاملها”.

كما تحدثت القناة عن إشراف أمريكي على نقاط الاحتكاك “حيث تدور اشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين، خاصة في منطقة نابلس وربما في جنوب الضفة أيضًا، وعلم أن أطرافا غربية مختلفة ستشارك في فرق مراقبة ستظهر حضورا كبيرا أيضا في مناطق الاحتكاك”.

وأردفت: “يفترض أن تكون الخطة الأمريكية تغييرًا للمفهوم الفلسطيني الذي يفضل حاليًا فتح قنوات اتصال مع الجماعات المسلحة في نابلس وجنين، الأمر الذي أدى إلى تسليم بعض عناصر هذه المجموعات أنفسهم للأجهزة الامنية، في مقابل امتيازات مالية وتفريغ في مؤسسات السلطة الفلسطينية”.

ووفق قولها فإن “البرنامج كتبه مايك فنزل منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية والمسؤول عن الاتصالات الجارية مع الأجهزة الفلسطينية، ولغرض إعداد الخطة الأمنية، تشاور فنزل مع مسؤولين أمنيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومع مسؤولين أمنيين غربيين، سيكونون جزءًا من آلية الإشراف على التنسيق الأمني ونقاط الاحتكاك”.

واستأنفت: “في نفس الوقت الذي كان يتم فيه إعداد الخطة العملياتية الأمريكية، مارست الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة ضغوطًا شديدة جدًا على أبو مازن، وكجزء من ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي ورئيس وكالة المخابرات المركزية الي رام الله، وفي بعض هذه اللقاءات كان المنسق الأمريكي مايك فنزل حاضرا وأمامه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، كما أن مصر والأردن شريكان في المجهود الأمريكي، ومؤخراً حضر رؤساء مخابراتهما لقاء مع أبو مازن في رام الله، ووفقاً لمصادر مختلفة، ضغطوا عليه لقبول الخطة الأمريكية بشكل كامل”.

في الوقت نفسه تحدثت القناة العبرية عن شروط فلسطينية لتنفيذ الخطة، بالقول: “يقول أكرم الرجوب محافظ جنين إنه بدون تأكيد ما إذا كنا قبلنا بالخطة أم لا، أقول لكم إن السلطة الفلسطينية منفتحة على أي خطة عليها وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، وإلى جانب ذلك، ليس لدى السلطة الفلسطينية أي خطة لمنع أي خطة من شأنها تعزيز سيطرتها في المنطقة، سنقبل أي خطة أمريكية لوقف الإجراءات أحادية الجانب “.

وأضافت أن مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قال: “هناك مجال للحديث عن استعداد فلسطيني من حيث المبدأ لقبول الخطة، في ظل الوضع الحالي حيث يتواصل نشاط الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة، ونظرا للخطوات أحادية الجانب التي تتخذها إسرائيل في منطقة البناء في المستوطنات، فإن تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون. وازدياد الاحتكاك في القدس الشرقية – تتراكم العقبات قبل مرحلة تنفيذ الخطة الامنية الامريكية “.
وقالت مصادر فلسطينية إن “الفلسطينيين مصممون على تفادي وضع تنشط فيه قواتهم في شمال الضفة، بالتزامن مع استمرار العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي قبل عدة أشهر، وذلك في ظل الخوف من أنه سوف يُنظر إليهم على أنهم خونة ومتعاونون، إذا عملوا جنباً إلى جنب مع جنود الجيش – ضد الجماعات المسلحة “.

واشارت القناة إلى أن “أبو مازن وجه مؤخرًا جميع أجهزته الأمنية للعمل بكثافة عالية بشكل خاص، خاصة في الأماكن التي قد يكون فيها الإسرائيليون في خطر وكذلك في المدن الفلسطينية، ليتصرفوا وكأن هناك تنسيق أمني كامل في إسرائيل، ويبدو من مصادر مختلفة أن التنسيق الاستخباري بين إسرائيل والفلسطينيين يتم بشكل معقول كما حددته المصادر، رغم أن الفلسطينيين يتجنبون اللقاءات المباشرة مع ضباط الجيش الإسرائيلي”.

اقرأ ايضاً: موقع عبري: قناة سرية للمحادثات بين مكتبيْ نتنياهو وعباس

الاحتلال يفرض على السلطة دفع 10 ملايين شيكل تعويضات لهذا السبب

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن “محكمة للاحتلال الإسرائيلي أصدرت، الجمعة، قراراً بإلزام السلطة دفع مبلغ 10 ملايين شيكل، تعويضا لفلسطينيين مشتبه بتعاونهم مع الاحتلال بعد إخضاعهم للتعذيب”.

وقالت القناة 7 العبرية “إن محكمة الاحتلال المركزية في القدس فرضت على السلطة دفع مبلغ 10 ملايين شيكل تعويضاً لعائلات عدد من المشتبه بتعاونهم مع الاحتلال، ويدور الحديث عن ملفات من العام 2017 والتي حسمت خلالها المحكمة قرارها بتعرض المستأنفين للتعذيب في سجون السلطة”.

وتابعت القناة أن نيابة الاحتلال ستحول الملفات إلى سلطة التنفيذ وبعدها إصدار الأمر باقتطاعها من عائدات الضرائب الفلسطينية “المقاصة”.

وفي مطلع الشهر الجاري وقع وزير المالية  في حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بتسليئيل سموتريتش” أمراً بتنفيذ اقتطاع مبلغ (300 مليون شيقل) من عائدات الضرائب الفلسطينية.

وبحسب التقارير “يقضي القرار باقتطاع مبلغ (200 مليون شيكل) تنفيذًا لقرار المحكمة المركزية الاسرائيلية بإلزام السلطة الفلسطينية بدفع تعويضات لعائلات قتلى العمليات الفدائية، بالإضافة لاقتطاع مبلغ (100 مليون شيقل) كخصم مضاعف لفاتورة رواتب الأسرى والشهداء”، وفق ترجمة صفا.

اقرأ أيضاً:  خيارات السلطة الفلسطينية في مواجهة الضغوط

انقلاب الصورة بين الضفة والقطاع!.. بقلم: د. عبد المجيد سويلم

أقلام _ مصدر الإخبارية

ما زال البعض وحتى الآن يراهن على أن تكون «غزّة» هي البؤرة الصلبة في مواجهة إسرائيل، حتى وإن تقلّصت كثيراً أو قليلاً فُرص الصِّدام من حروب أو معارك جدّية.

صحيح أن الشكوك بدأت تتسرّب إلى هذا البعض، أثناء وبعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على «الجهاد الإسلامي»، وتعزّزت هذه الشكوك كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية على مدار كامل الفترة التي تلت تلك الحرب، والتي تميّزت بالاغتيالات المتتالية لقيادات وكوادر ميدانية من أعلى المراتب والمستويات، إضافةً إلى انفلات المستوطنين وانفلات الاستيطان مع مجيء حكومة التطرف العنصري، وصحيح أن استباحة المسجد الأقصى قد تجاوزت كل الحدود وكل الخطوط الحمراء.. إلّا أن بؤرة «المقاومة الصلبة» لم تُحرّك ساكناً، ولا حتى بعد «مجزرة جنين» الأخيرة، واقتصر «الردّ المُزلزل» على إطلاق مقذوفتين يتيمتين على أراض مفتوحة.

السلطة التي تقيمها حركة حماس في القطاع تحوّلت إلى الهدف الاستراتيجي الوحيد الذي يمكن «البؤرة الصلبة» أن تدافع عنه، وأما كل ما دونها فهو مجرّد كلام عابر لا يتغيّر فيه سوى موقع الجمل من بعضها البعض.

ــ على سبيل المثال، وليس على سبيل الحصر ــ تتراجع الجُمل التي تتعلّق بـ»الردّ المُزلزل» حسب سخونة الأحداث في الضفة، وحسب حساسيتها «الشعبية»، وتختفي بالكامل عندما يتعلق الأمر «بحفنةٍ» من الاغتيالات، وخصوصاً إذا كانت هذه الاغتيالات من خارج إطار «المحور والنواة».

أما: «لن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي» فتتوسط الخطاب أحياناً، ويتم الاختتام بها في أحيان أخرى، حسب وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى، وعدد ونوعية المقتحمين!

وتستعيض «البؤرة الصلبة»، وأحياناً كامل المحور، عن غياب «البؤرة والمحور» ببرامج تلفزيونية على شاكلة «ما خفي أعظم».

باختصار، اشترت إسرائيل الهدوء التام على جبهة القطاع بثمنٍ هو أقلّ بكثير من الثمن الذي خاضت من أجله (كما تقول «حماس») الحرب تلو الحرب، والمعارك التي تبعتها معارك «لإجبار» إسرائيل على الرضوخ لشروط «المقاومة».

باختصار، أيضاً، فإن «المحور والبؤرة» معاً استبدلوا، وأكملوا الاستبدال نهائياً، وإلى غير رجعة مشروع «المقاومة» بمشروع الدفاع عن سلطة الأمر الواقع في القطاع.

ومن الآن فصاعداً سيصعب على أنصار «المحور والبؤرة» الدفاع عن مشروع «المقاومة»، ومع الأيام سيجدون أنفسهم أمام حائط مسدود يفصل بصورة إسمنتية بين الحديث عن «المقاومة» وبين الدفاع المستميت عن سلطة تقايض بقاءها بشقاء أهل القطاع، وفقرهم، وبؤس واقعهم وحرمانهم من كل ما يمتّ للعيش الكريم بأي صلة، وأحياناً بالعيش فقط.

أما إذا أرادت بقايا هذا البعض من هؤلاء الأنصار تجريب حظوظهم من جديد، لعلّ وعسى أن يتم ولو بصورة جزئية تغيير هذا المشهد القاتم فما عليهم إلّا أن يتحلّوا بطول النفس والبال، وأن تكون لديهم القدرة على التحمُّل والصبر، لأن الأمر سيطول إلى آجال وآجال غير محدّدة على ما يبدو.

هذا هو الواقع من دون شعارات وخطابات، ودون تنميقات وزركشات، ودون ادعاءات أو أوهام وتمنّيات.

لن يتغيّر هذا الواقع، وهذه النظرة، وهذه الاستراتيجية إلّا إذا «قرّرت» إسرائيل التخلص من حُكم «حماس» ومن معها، أو إذا خرجت «الجهاد الإسلامي» على طاعة «حماس»، وإلّا إذا قرّرت «طهران» تحريك الأجواء لأسباب تتعلق «بصراعها» مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة في ملفات أخرى، وفي مناطق أخرى، أيضاً.

يُلاحظ أن «الجهاد الإسلامي» ما زالت على درجةٍ معينة من «التفاهم» مع «حماس»، لكنها لم تعد «تتفهّم» تبعات هذا التفاهم، وقد لا «يصمد» طويلاً في هذا المسار، خصوصاً أن إسرائيل تركّز جهوداً خاصة في مطاردة وملاحقة كوادر وعناصر «الجهاد» في الضفة.

أما بقدر ما يتعلق الأمر بـ»حماس» فإن «تصاريح العمل» والمِنحة القطرية، واستمرار فتح المعابر حتى ولو بصورة مقنّنة أحياناً، فتكفي وتزيد، والأمور بهذه الحدود هي «عال العال».

وبما أن إسرائيل «مُجمِعة» حتى الآن على عدم «المسّ» بسلطة «حماس» في القطاع، وما زالت الأصوات التي تنادي بتشديد الحصار على القطاع، أو بضرب ما تبقّى لدى الحركة من بُنية عسكرية هي من الأصوات الثانوية في إطار الائتلاف، وما زالت المطالبة بـ «التصدي» لـ»حماس» محسوبة إمّا على «المعارضة» أو تأتي في إطار المناكفات الداخلية بين مكوّنات الائتلاف القائم، فإن «التفاهمات» هي سيّدة الموقف، والهدنة المؤقّتة تتحول في الواقع إلى هدنة طويلة الأمد دون أي شروط أو التزامات على الجانب الإسرائيلي، في حين أنها تحولت إلى شروط والتزامات «ثابتة» مفروضة بحكم الأمر الواقع على «حماس»، وعلى بقية الفصائل المشاركة في «التفاهم» وفي «التفاهمات»، بصرف النظر عن درجة التفهُّم.

يزيد من قتامة هذا المشهد أنّ القوى «المتنفّذة» داخل «حماس»، وهي الأكثر تزمّتاً وتشدّداً حيال العلاقات الوطنية والعلاقة بالقيادة الفلسطينية لا ترى أن معركة الضفة تهمّها من قريبٍ أو بعيد، طالما أن بنيامين نتنياهو بات يركّز جهوداً خاصة لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة، وطالما أن المطالبة بـ»إسقاط» هذه السلطة تتحول يوماً بعد يومٍ إلى هدف مباشر لحكومة التطرف العنصري، باعتبار أن هذه السلطة ترمز إلى الكيانية الوطنية، وما زالت تحتفظ بشرعية المنظمة، وهي ماضية في التوجّه إلى مؤسسات القانون الدولي، وما زال العالم يعترف بها، بل وما زالت الولايات المتحدة نفسها تمتنع عن مجاراة هذه الحكومة في استهدافها، وبالرغم من استمرار السلطة بالمراوحة على نفس النهج إيّاه.

هذا الجناح، وهو الجناح المتنفّذ في قطاع غزة ، بات يرى أن الحفاظ على سلطة «حماس» في القطاع أصبح «ضرورياً» لمرحلة «ما بعد الرئيس عباس»، ولمرحلة «ما بعد إنهاك السلطة في الضفة»، ولمرحلة المعازل والولايات والمقاطعات، ولمرحلة «الفوضى» العارمة التي تعمل على تغذيتها لإنهاء الحالة الوطنية كلّها وتسيّد المشهد الفلسطيني كلّه.

انقلبت الصورة في الواقع الفلسطيني.

السلطة لم ترضخ للشروط الأميركية والإسرائيلية حول التوجّه لمؤسسات القانون الدولي، ولا إلى مخصّصات الشهداء والأسرى والجرحى، وتواجه حروباً اقتصادية تشنّها حكومة نتنياهو، وصحيح أن وقف «التنسيق الأمني» ربما «يصمد» لشهور عدة على الأقل، إلّا أن استهداف السلطة من قبل حكومة نتنياهو لن يتراجع إلّا بخضوع السلطة بالكامل، وهو أمر يبدو بعيداً عن دائرة المتوقع والمنتظر، ما يعني أن حالة التقويض والإنهاك ستستمر، وتتصاعد، وربما يتحول انهيارها إلى أمر حتمي عند درجة معيّنة من تطور الأحداث.

ليس أمام السلطة إلّا الدفاع عن نفسها، وليس أمامها أيّ مُتّسع للخضوع لأن بقاءها مع حالة الخضوع هو أكبر بكثير من السقوط نفسه.

فهل تدرك الفصائل التي تسير وراء «حماس» ما وصلت إليه الأمور، وهل تدرك «حماس» الدور الذي يُرسم لها، وهل تدرك السلطة الأخطار التي تتهدّدها؟ إذا كان الجواب: «لا» فالمصيبة أصغرُ، أما إذا كان الجواب: «نعم» فالمصيبة أكبرُ!

بعد زيارتهم المحرر كريم يونس.. الاحتلال يسحب تصاريح 3 مسؤولين في السلطة

الداخل المحتل – مصدر الإخبارية

قرر ما يسمى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، سحب تصاريح دخول ثلاثة مسؤولين في السلطة الفلسطينية إلى الداخل المحتل، بسبب لقائهم بالأسير المحرر كريم يونس في بلدة عارة.

وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية في بيان إن غالانت أوعز لمنسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية المحتلة، غسان عليان، بسحب تصاريح كل من محمود العالول وعزام الأحمد وروحي فتوح من قادة حركة “فتح”، ومنعهم من دخول أراضي الـ48.

وتابع البيان أن “القرار جرى اتخاذه من قبل وزير الأمن بعد مشاورات مع كافة الجهات الأمنية ذات العلاقة”، زاعما أن “الثلاثة استغلوا موقعهم ودخلوا صباحا إلى إسرائيل من أجل زيارة كريم يونس، الذي تحرر هذا الأسبوع من السجن بعد 40 عاما قضاها على خلفية قتل الجندي أبراهام برومبرغ في العام 1980”.

في السياق طالب رئيس الائتلاف الحكومي وعضو الكنيست من “الليكود”، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة التحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يتورطون في عمليات، ومن بينهم كريم وماهر يونس.

وطلب وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، العمل على “ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة”، لسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا “إرهابية” ومخالفات تخص “أمن الدولة”.

وقالت القناة 13 العبرية إن درعي كتب في توجهه الرسمي للمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية أنه “من غير المعقول أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حمل الجنسية الإسرائيلية”، مدعيا أن “سحب الجنسية سيبعث برسالة مهمة لأولئك الذين يستخدمون جنسيتهم الإسرائيلية لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ومواطنيها”.

اقرأ أيضاً: فتح لمصدر: عقوبات الاحتلال ابتزاز وسرقة لأموال الفلسطينيين

الأرض لا السلطة.. كتبها طلال سلمان

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم_ طلال سلمان

الأرض بأهلها، وأهل فلسطين هم الفلسطينيون. هي من تعطي أهلها الهوية والأسماء الحسنى: القدس، الناصرة، بيت لحم، الخليل، رام الله، الشجرة، حيفا، يافا، عكا، صفد، طبريا، غزة، رفح، خان يونس، اللد، أسدود، إلخ..
.. ولقد احتفل الأهل بأرضهم فكان لهم منها العيد.

الأهل في الأرض، الأرض في الأهل، لا هي تنفصل عنهم فتنكرهم، حتى لو زوّروا لها اسمها واستخرجوا لها من بطن الأسطورة اسماً لبعض البعض من قبيلة عبرت فيها ولم تتخذها وطناً لأنها قصرت عن أن تكون “شعبها”. كان شعبها فيها من قبل، واستمر شعبها فيها من بعد، هو يعيش بها ولها، وهي تعيش به وله.

الأرض هي المصدر. تعطي أهلها الدور. تعطيهم لون البشرة وبريق العينين. تعطيهم اللغة والصوت. تعطيهم القمح والثمر.
الأرض تعطي ولا تأخذ. تعطي المناخ والصحة. تعطي أهلها الأنفة والشموخ الذي يستعصي على الانكسار.
الأرض تعرف أبناءها فترفعهم، وتعرف أصدقاءها فتحتضنهم، وتعرف أعداءها فتنبذهم وتمنع عنهم هويتها فيعيشون أغراباً، دخلاء، لا أجدادهم ذابوا في ترابها المقدس ولا أحفادهم سيحملون اسمها. سيعيشون طارئين، “عابرين في كلام عابر”.
وفلسطين قلب الكون.. لطالما جاءها الغزاة ثم انصرفوا مهزومين أو ذابوا فيها.

ولأنها على هذه الدرجة من الخطورة فقد تعرضت للغزو مراراً. وفي مراحل معينة من تاريخها الذي هو تاريخ البشرية، مكّن الصراع بعض الذين دخلوها بصليب من حديد أن يدخلوها فيقيموا فيها لحين من الدهر، ثم ولّوا مهزومين… هزم الصليب الذي استخدم لتمويه الاحتلال بينما المصلوب فيها معلق على خشبة ما زال ينادي: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟!

ظلت فلسطين، دائماً، أكبر من سياسييها، بل وأكبر من الساسة العرب أجمعين.
في مرات نادرة اقترب بعض رجال التاريخ من قضيتها وحاولوا الارتفاع إلى قداستها فأعجزتهم أسباب تكوينهم الذاتي.
أما في آخر قمة عربية فكادت فلسطين تسقط سهواً من المناقشات كما من المقررات.

فقد اكتشف القادة المذهبون في القمة بلداً خطيراً بفقره وتعاسته عبر التاريخ اسمه اليمن، الذي كان سعيداً ذات يوم، وكانت فيه مملكة سبأ وملكتها بلقيس. وأراد القادة المذهبون أن يمارسوا مع بلقيس خدعة الملك سليمان التي كانت واحدة من أجمل صور الكاريكاتور في التاريخ. لكن الزمان غير الزمان، والأساطير لا تصمد أمام الحقائق. ولعلهم نجحوا في طمس القضية المقدسة، وقفزوا من فوق فلسطين جميعاً ليقاتلوا الجن في جبال اليمن وهضابها وخلجانها الخطيرة وصولاً إلى مضيق باب المندب الذي متى أقفله “الجان” مات الناس جوعاً.

أنشأ القادة المذهبون حلفاً مقدساً من فقراء العرب، وأطلقوا طائراتهم التي تخرج لأول مرة من مرائبها لتدك “العصاة” الذين تسللوا من “بلاد المجوس”، فهم أولى بالعداء من الإسرائيليين.

إذن فعند السعودية طيران حربي بطائرات أميركية وبريطانية وفرنسية وطيارين بهويات متعددة يجوبون آفاق اليمن بلا مخاطر، يتخيّرون أهدافهم ويقصفونها وهم آمنون، إذ لا مقاومة: فلا الطيران الحربي اليمني مؤهل للمواجهة ولا السلاح المضاد الفعال متوفر..

ترى هل خطر ببال أي من هؤلاء الطيارين أن العدو الحقيقي لبلادهم ودينهم وحاضرهم ومستقبل أبنائهم في مكان آخر، وفي الجهة المقابلة وأنهم لو استداروا لباتوا فوق فلسطين ولكانت معركتهم مشرفة، ولكانوا قد أسهموا في كتابة تاريخ جديد لهذه الأمة؟

قال لي الرجل العجوز: لقد شرفني ولدي. خرج من البيت في بيروت، أواسط الستينيات، واتجه إلى الأردن بصحبة رفيق له يعرف الطريق. وهناك انتمى إلى المقاومة الفلسطينية ليقاتل العدو الإسرائيلي. ولقد استشهد وهو في الطريق إلى فلسطين. وحين أعيد إلينا في كفنه استقبله لبنان من عند نقطة الحدود مع سوريا، مروراً بقرى البقاع والجبل التي خرجت لتحيته، وصولاً إلى بيروت التي ازدحم أهلها في ميادينها وعلى الطريق يتزاحمون لحمل جثمان الشهيد… وشارك الجميع، مسيحيين ومسلمين، في الصلاة عليه، ثم في تشييعه إلى مثواه الأخير، يملأهم الفخر بهذا الفتى.

صمت العجوز لحظات ثم أضاف: كان يتمنى أن يستشهد في فلسطين وأن يدفن في ثراها. ولكننا الآن نعرف أن فلسطين هي الأمة جميعاً، ولو أن بعضنا قد أضاع الطريق إليها. لقد خاض العرب وهم الآن يخوضون الكثير من الحروب الغلط، في المكان أساساً كما في الزمان. إنهم ضائعون عن هويتهم وعن قضاياهم، يقتتلون في كل مكان وينسون عدوهم، فيضعفون ويزداد قوة بضعهم.

… وقديماً، جاء المجاهدون العرب والمسلمون إلى فلسطين من أربع رياح الدنيا… وهم جاءوا ليتشرفوا بالجهاد إلى جانب أهلها وليس كبديل منهم. وكان معظم هؤلاء يكثرون من الصلاة والدعاء لكي يطعمهم الله الشهادة من أجل فلسطين فيها.
ولقد جاءوا لأن أهل فلسطين كانوا يقاتلون ضد الانتداب البريطاني الذي قام على حراسة المشروع الإسرائيلي، كما كانوا يواجهون المستوطنين ومن خلفهم الجنود البريطانيين.. ولم يجيئوا لكي يقاتلوا بالنيابة عن الفلسطينيين.

وبطبيعة الحال فقد ظهر بين الوجاهات الفلسطينية من ضعف أو أغراه اليهود بأثمان مرتفعة لبعض من الأراضي الشاسعة التي يمتلكون فباعوها منهم، لكن الفلسطينيين البسطاء، الطيبين، الأصيلين الذين كانوا ينظرون إلى الأرض على أنها أمهم وشرفهم ومصدر حياتهم ومنبع عزتهم لم يبيعوا شبراً واحداً: “نحن من أرض الأنبياء.. لقد شرفتنا الأرض المقدسة فولدنا فيها”.

هي الأرض عنوان القداسة، خصوصاً وقد باركها قافلة من الرسل والأنبياء الذين وُلدوا فيها وعاشوا أو عبروا منها إلى ما جاورها… وبين الناصرة وبيت لحم والقدس مدارج السيد المسيح، وفي القدس المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
هي الأرض، شرف الإنسان ومصدر كرامته. هي التي تعطيه هويته ولون بشرته، وهي هي مصدر رزقه، هي عنوانه بين العالمين، باسمها يكنى فيعرف.. فكيف إذا جاءت على مثل هذه القداسة، يأتيها البشر من أقصى الأرض للتبرك بملامسة حجارتها والمشي في دروب سار عليها من قبل الرسل والأنبياء.

لهذا كان للأرض، أرض فلسطين بالتحديد، يوم عيد.
لا أعياد بلا فلسطين. هي مصدر الفرح، مصدر البركة، منبع القداسة، وهي والدة الأعياد.
هي الأرض المقدسة بدماء أهاليها الذين افتدوها بأرواحهم عبر التاريخ.
وهي الأرض المباركة في الأديان السماوية الثلاثة.
لكن أهلها هم الأصل.

والمؤامرة المتواصلة منذ حوالي مئة عام وحتى اليوم هي تلك التي تستهدف أهل فلسطين، وترمي إلى استبدالهم بمن لم يعرفها ولو في زيارة، أو حتى في أحلامه.

والأرض هي التي تؤكد لهذه الدنيا العربية هويتها. ففلسطين هي القلب، والاحتلال الإسرائيلي قد شطرها، مشرقاً ومغرباً، وأضاع هويتها فصار اسمها “الشرق الأوسط”.. وصار “العرب عربين: عرب المشرق وعرب المغرب”. ثم صار عرب المشرق أشتاتاً طوائف ومذاهب وأعراقاً مختلفة، وأخذهم العجز إلى الحروب ضد الذات. وصار عرب المغرب أخلاطاً، فهرب بعضهم إلى هوية البربر، ورأى آخرون أنهم أفارقة، واكتفى قسم ثالث بالتقوقع في كيانيته.
الأرض لأهلها. الأرض بأهلها. شرط أن يكون الأهل جديرين بأرضهم.
وستظل إسرائيل تحتل القلب والفكر والوجدان والأرض، الحاضر والمستقبل، طالما ظل العرب منقسمين من حولها، مختلفين حول “أساليب” تحرير أرضهم المقدسة.
تكون للعرب الأرض، فلسطين، فيكون لهم مستقبل.
والطليعة شعب فلسطين الذي أخذته السلطة بعيداً عن هدفه المقدس بوهم السلطة.
والسلطة طريق للخروج من فلسطين وهي للدخول إليها.

Exit mobile version