لبنان تشهد تراشق اتهامات بين الحريري وعون بسبب تعثر تشكيل الحكومة

بيروت-مصدر الاخبارية

تشهد الساحة اللبنانيّة “حرب بيانات” وتراشق اتهامات بين مكتبي رئيس الجمهورية، ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، حول أسباب التعثر في تشكيل الحكومة.

وكان قد رد مكتب الحريري على رسالة وجهها إليه مستشار عون الوزير السابق سليم جريصاتي عبر صحيفة لبنانية محلية، لمح فيها إلى وجود مماطلة بالتشكيل، وطالب عون بثلث معطّل لفريق حزبي واحد، تحدثت رئاسة الجمهوريّة عن تفرّد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصاً المسيحيين.

بالمقابل، أوضح بيان الحريري أنّه التقى عون 12 مرة في محاولة حثيثة للوصول إلى تفاهم بشأن تشكيل الحكومة، وأنّ عون كان يُعبّر عن ارتياحه لمسار النقاش قبل أن تتبدل وتتغيّر الأمور بعد مغادرة الرئيس المرشح القصر الجمهوري.

وأشار البيان إلى أنّ الحريري يريد حكومة اختصاصيين غير حزبيين لوقف الانهيار الذي يعيشه البلد وإعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ، أمّا عون فيطالب بحكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية كافة، سواء التي سمّت الرئيس المكلف أو تلك التي اعترضت على تسميته.

وشدد على أنّ هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى الإمساك بمفاصل القرار فيها وتكرار تجارب حكومات عدة تحكمت فيها عوامل المحاصصة والتجاذب السياسي.

كما لفت بيان الحريري إلى أنّه وفي الزيارة الأخيرة له إلى قصر بعبدا قبل أيام، قدّم الرئيس المرشح تشكيلة حكومية كاملة متكاملة بالأسماء والحقائب، من ضمنها 4 أسماء من اللائحة التي كان عون سلّمها للرئيس المكلف في ثاني لقاء بينهما، وهي لائحة تتضمن أسماء مرشحين ومرشحات يرى فيهم عون المؤهلات المطلوبة للتوزير.

وأشار إلى أن الحريري ومنذ تكليفه بتشكيل الحكومة لم يتوقف عن التواصل مع الصناديق الدولية ومؤسسات التمويل العالمية وحكومات دول شقيقة وصديقة، مؤكداً أن أمامه الآن برنامجا متكاملا لإطلاق آلية مدروسة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما هدمه انفجار المرفأ وتنفيذ الإصلاحات وإقرار قوانين أساسية مثل قانون الكابيتال كنترول.

وأضاف البيان أن كل ذلك ينتظر توقيع عون على مراسيم تشكيل الحكومة ووضع المصالح الحزبية التي تضغط عليه جانبا، وأهمها المطالبة بثلث معطّل لفريق حزبي واحد وهو ما لن يحصل أبدا تحت أي ذريعة أو مسمّى، بحسب تعبيره. معتبراً أن الهدف وقف الانهيار وإعادة الإعمار، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بتنفيذ إصلاحات تقنع اللبنانيين والمجتمع الدولي لانتشال البلد رويداً رويداً من الحفرة التي يتخبّط فيها منذ حوالي السنة ونصف السنة، وفقاً لقوله.

من جهة أخرى، فإن بيان مكتب الحريري استدعى رداً من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، الذي أشار إلى أن الاعتراض الذي أبداه الرئيس عون قام أساساً على طريقة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف، ولم يجر البحث في الأسماء المقترحة، حيث رأى الرئيس أن المعايير ليست واحدة في توزيع هذه الحقائب فطلب من الرئيس المكلف إعادة النظر بها.

وأشار البيان إلى أنّ اعتراض عون كان على تفرّد الرئيس الحريري بتسمية الوزراء، خصوصاً المسيحيين منهم، من دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية، علما أن الدستور ينصّ على أن تشكيل الحكومة يكون بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، نافياً أن يكون رئيس الجمهورية تسلّم لائحة بأسماء مرشحين للتوزير.

وأوضح أنه خلال النقاش طرحت مجموعة أسماء كانت مدرجة في ورقة أخذها الرئيس المكلف للاطلاع عليها، ولم تكن هذه الورقة معدّة للتسليم أو لاعتمادها رسمياً، بل أتت في خانة تبادل وجهات نظر، مشدداً على أنه وفي كل مرة كان يزور فيها الرئيس المكلف قصر بعبدا كان يأتي بطرح مختلف عن الزيارات السابقة، والصيغة التي قدمها في آخر زيارة له كانت مختلفة عن الصيغ التي تشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية.

كذلك، أكد البيان أنّ عون لم يطرح يوما أسماء حزبيين مرشحين للتوزير بل كان يطرح على الرئيس المكلف ضرورة التشاور مع رؤساء الكتل النيابية الذين سوف يمنحون حكومته الثقة ويتعاونون معه في مشاريع القوانين الإصلاحية التي كانت تنوي الحكومة اعتمادها.

وشدد على أن الرئيس لا يرغب بإمساك الأحزاب بمفاصل القرار أو تكرار تجارب حكومات عدة تحكمت فيها عوامل المحاصصة والتجاذب السياسي، وأن همه كان أولاً وأخيراً الوصول إلى حكومة منسجمة تكون قادرة على مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تتطلب مرونة في التعاطي وصراحة وواقعية وليس عناداً وتحريفاً للحقائق.

إلى ذلك، أصدر مكتب الحريري بياناً رد فيه بعد السجال، آملاً من الرئاسة اللبنانية إعطاء توجيهاتها بوقف التلاعب في مسار تأليف الحكومة، وطالب أيضاً بضبط المستشارين بما يسهل عملية التأليف لا تعقيدها.

كما شدد على أن الأولوية القصوى هي الخروج من نفق الأزمة وتداعياتها المعيشية والاقتصادية ووضع البلاد على سكة الإنقاذ الحقيقي، بحسب تعبيره.

انفجار بيروت يخلف أضرار في مقر إقامة الحريري

بيروتمصدر الإخبارية

أدى الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، إلى وقوع أضرار في “بيت الوسط”، مقر إقامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ، الذي خرج بسلام من الموقع.

وقال حسين الوجه، المستشار الإعلامي لسعد الحريري، في تغريدة على صفحته الرسمية في موقع تويتر، شملت صورة الحريري وهو يتحدث على هاتفه الخاص.

وعلق على الصورة بالقول: “الرئيس سعد الحريري بألف خير الحمد لله”.

ووثق مقطع فيديو الأضرار المادية التي طالت “بيت الوسط”، مقر إقامة الحريري، فيما ظهر وهو محاط بمجموعة من الرجال، يخرجون جميعا من الموقع وهم “بخير”.

وهز انفجار ضخم، الثلاثاء، العاصمة اللبنانية، وقد وقع تحديدا في مخزن مفرقعات بـمرفأ بيروت، وشوهد من مناطق مختلفة من العاصمة نظرا لضخامته.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة الانفجار الضخم، وتصاعد سحابة دائرية بيضاء وأعمدة الدخان من مكان الموقع، مما أدى إلى إثارة حالة من الذعر مع اهتزاز الأرض في المناطق المحيطة به.

وخلف الانفجار عشرات الجرحى، فيما قالت مراسلتنا إن المعلومات متضاربة بشأن الحادث، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن الواقعة ناجمة عن انفجار مفرقعات.

وأضافت أن معلومات أولية تحدثت عن الانفجار ناجم عن مادة “تي. أن تي” شديدة الانفجار، وكان المرفأ مقفلا خلال الأيام الخمسة الماضية بسبب فيروس كوورنا، واليوم فقط عاد إلى العمل.

ويأتي الانفجار قبل ثلاثة أيام من صدور المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

ومن جانبه أعلن محافظ العاصمة اللبنانية بيروت مروان عبود اليوم الثلاثاء المدينة منطقة منكوبة بعد وقوع انفجار تشير الدلائل الأولية إلى أنه ناجم عن مفرقعات داخل أحد المستودعات في مرفأ بيروت.

وقال المحفاظ عبود لسكاي نيوز عربية إن 10 عناصر من رجال الإطفاء اختفوا ولا معلومات عنهم حتى اللحظة.

وأضاف “كان هناك حريق في البداية، بعد ذلك وقع الانفجار الذي لا نعرف أسبابه”، مشيرا إلى أن الانفجار “يشبه ما حصل في اليابان، بهيروشيما وناغازاكي”.

وتابع “لم أرى بحياتي دمار بهذا الكبر.. هذه نكبة وطنية هذه مصيبة على لبنان،ما يحصل للشعب اللبناني كثير”.

وختم المحافظ حديثه بالقول “أناشد الشعب اللبناني بالتماسك.. نحن أقوياء وسنظل أقوياء”.

ولم يتم تحديد سبب الانفجار بشكل نهائي. ويعتقد أنه وقع في المستدوعات الموجودة بالمرفأ.

الحريري يعلن تقديم استقالته للرئيس اللبناني

بيروت – مصدر الإخبارية | أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الثلاثاء أنه سيقدم استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاجات شعبية تهز البلاد.

وفي كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها إلى الشعب اللبناني، قال الحريري إنه “منذ 13 يوما والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور. وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية”.

وقال ” لا أخفيكم وصلت إلى طريق مسدود وصار واجبا عمل صدمة كبيرة من أجل مواجهة الأزمة”، مضيفاً “سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة” لرئيس الجمهورية ميشال عون وللشعب اللبناني، “تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير”.

وتحدثت وسائل إعلام محلية في لبنان عن أن الحريري أجرى اتصالات بالأحزاب السياسية، عبر فيها عن رغبته في الاستقالة.
وأشارت إلى أن بعض ممثلي هذه الأحزاب حاولوا ثني الحريري عن موقفه، لكنه أصر عليه.

وتفجرت في الـ17 من أكتوبر الجاري، موجة احتجاجات غير مسبوقة في لبنان، بعدما أعلنت حكومة الحريري نيتها فرض ضرائب على مكالمات تطبيق التواصل الفوري،”واتساب”، لسد العجز المزمن في الميزانية.

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات ضد حكومة الحريري والطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، فطالب المتظاهرون بإسقاط حكومة الحريري، التي يقولون إنها فشلت معالجة التدهور الاقتصادي الخطير في البلاد.

وقدم الحريري ورقة إصلاحات، في محاولة لنزع فتيل الاحتجاجات، مثل تخفيض رواتب الوزراء والنواب، لكن المحتجين في الشوارع رفضوها، وكان هناك حديث عن تعديل حكومي، إلا أن ذلك لم يهدأ الشارع الذي ظل يطالب برحيل الحريري وحكومته.

وألمح الحريري إلى أنه قد يتجه إلى الاستقالة، عندما أعلن أنه، إذا أراد المتظاهرون انتخابات مبكرة، فإنها سيؤيدها.
ويتولى الحريري رئاسة الحكومة في لبنان منذ ، وهي ثالثة مرة يتولى فيها هذا المنصب الذي يشغله منذ أواخر يناير الماضي، بعد مشاورات مطولة استمرت سبعة أشهر.
وسبق أن سمي رئيسا للوزراء بين عامي 2009-2011، و 2016- 2018.

ويبلغ الحريري 49 عاما، وهو نجل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005.
ولم سعد يكن معروفا على الساحة السياسية حتى اغتيال والده، لكن نجمه السياسي لمع بعد ذلك، ليصبح رئيسا لتيار المستقبل، الذي أسسه والده، وينتخب نائبا عن بيروت.
وطبقا للدستور اللبناني، فإن رئاسة الحكومة تكون للسّنة، ورئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة، الأمر الذي فتح الطريق أمام الحريري لتولي رئاسة الوزرا لكونه ينتمي للطائفة السنية.

Exit mobile version