غزة- مصدر الإخبارية
حذّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من تنامي ظواهر خطيرة باتت تهدد المجتمع الفلسطيني من أبرزها تزايد أعداد حالات الانتحار، والهجرة غير الشرعية خاصة بين صفوف الشباب في قطاع غزة.
وعدّت الشعبية أنّ “تزايد مؤشرات حالات الانتحار وتقاطر آلاف الشباب للحصول على تصاريح وأذونات السفر للدول الإقليمية التي تُشّكل المحطات الأولى للهجرة غير الشرعية وركوب قوارب الموت إلى المجهول؛ سببه استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة.
وقات إن التداعيات الخطيرة للانقسام الفلسطيني خلقت بيئة لتوالد وتوطين الأزمات، بفعل تواطؤ الجهات الرسمية وتقاعسها في أحيان أخرى، عدا عن قراراتها وإجراءاتها غير المسؤولة التي ساهمت بشكلٍ كبير في إدارة تلك الأزمات استناداً لحسابات الربح والخسارة، والحكم لقوى السلطة بطريقةٍ عظّمت من معاناة المواطنين وفي مقدمتهم فئة الشباب.
وأضافت “زاد من ذلك أيضاً، الدور الذي لعبته جماعات المصالح والاقتصادات الطفيلية التي استثمرت فيها وصنعت نفوذها ومصالحها على حساب المواطن الفقير والشباب بالدرجة الأكبر، مما أفقد آلاف الأسر لأبسط مقومات الحياة الكريمة والأمن الغذائي الذي دفع بدوره لتنامي ظاهرة التسوّل على مفارق الطرق والميادين العامة داخل مدن القطاع”.
وأشارت الشعبية إلى أنه تفاقمت ظاهرة عمالة الأطفال واستغلالهم من قبل أصحاب العمل والمصالح التجارية، وانتشار ظاهرة التسوّل الالكتروني وتداعياته الأمنية والاجتماعية الخطيرة، والعديد من الظواهر الأخرى التي باتت تُشّكل إساءة لمنظومة القيم الوطنية والمجتمعية التي طالما تميّز بها شعبنا في أحلك الظروف، في مقدمتها التضامن الاجتماعي والتعفف والكرامة.
وتابعت “في الوقت الذي تراقب فيه الجبهة الممارسات الإجرامية للاحتلال وتهديداته المتتالية للمقاومة وقيادتها، وتمارس دورها النضالي جنبًا إلى جنب مع مختلف قوى وتشكيلات المقاومة في ساحات الفعل النضالي المختلفة للرد على جرائم الاحتلال”.
وأكدت أنها تتابع أيضًا بمسؤوليةٍ عالية تلك المؤشرات المجتمعية والاقتصادية وارتفاع وتيرتها في الآونة الأخيرة، حيث أشارت البيانات الرسمية والأهلية إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الفقر بقطاع غزة إلى أكثر من 50% وفي ارتفاع غير مسبوق بمعدلات البطالة بين الخريجين حيث وصلت إلى نحو 75% بينما وصلت نسبة البطالة العامة في القطاع 46%، وكذلك التصاعد بأعداد حالات الانتحار ومحاولات الشروع به.
وبحسب الشعبية فإنه بلغت حالات الانتحار التي أدت للوفاة في قطاع غزة حتى الربع الثالث من العام الحالي 17 حالة وفاة، مقابل 18 حالة سجلت العام الماضي، بينما تفيد تقارير رسمية داخل القطاع بأنّ حالات الشروع بالانتحار التي يتم تسجيلها سنويًا تتراوح ما بين 500 لـ 600 حالة عدا تلك التي لا يتم توثيقها رسميًا، وجميعها مؤشرات تعلل التزايد الكبير بحالات الهجرة غير الشرعية في صفوف الشباب التي كشف عنها من خلال الاقبال الشديد على أذونات السفر التي سجلتها الشركات المحلية ذات الصلة.
ودعت “كافة أطياف شعبنا بكل تلاوينه السياسية والمجتمعية ومؤسساته المدنية إلى مواجهة هذه التحديات والظواهر الخطيرة التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني عامة والغزي خاصة، لا سيما في صفوف الشباب على وجه التحديد، من خلال حراك وطني ومجتمعي تتوحّد فيه طاقات الجميع عبر تدشين برنامج انقاذ وطني عاجل، يناقش الأمراض المجتمعية التي تهدد الأمن المجتمعي ويضع خطة للحد من تداعياتها”.
وطالبت الشعبية “أحرار العالم إلى الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني من أجل وقف العدوان وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على شعبنا، والذي يُعد المُسبب الأوّل لكل معاناته”.