بيروت- مصدر الإخبارية
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، إنّ تكرار تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله لن يترك أثراً أو تغييراً، مؤكدًا أنّ المقاومة في الضفة الغربية ستتعزّز وتتمدّد وتزداد تأثيراً.
وتحدث العاروري عن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله واستهداف قيادة حماس، قائلًا: “التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة”،
وأضاف “نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها”، لافتًا إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وأكد أنّ قادة المقاومة “جزء من الشعب الفلسطيني، ولا يتباينون عن كل أبناء الشعب”، مُشيرًا إلى أنّ كل فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت قادةً شهداء مِن كل المستويات، وأنّ هذا “لا يُعَدّ غريباً” على حماس ومختلف حركات المقاومة.
وتابع العاروري “دماءنا وأرواحنا ليست أغلى ولا أعز من أي شهيد، ولا يجوز لأم شهيدٍ أن تشعر بأنّ دماء القائد أو المسؤول أعز وأغلى من دماء ابنها. نحن سواسية، والشهيد الذي سبقنا بيوم أفضل منّا”.
وذكر أنّ الاحتلال اتّخذ قراراتٍ كثيرة بشأن اغتيال القادة والمؤسّسين، واستهدف قادةً كثيرين، كقائد كتائب القسّام، محمد الضيف، وهو كان المطلوب الأول للاحتلال منذ انطلاق العمل المقاوم المُسلّح، بحيث حاول الاحتلال اغتياله مراراً، وقام بقتل عائلته، لكنّه “ما زال يقاتل، وما زال على رأس عمله”.
وشدد على وجود معادلةٍ جديدة “تتغير كل يوم لمصلحة المقاومة وحلفائها وامتداداتها”، وأنّ هذه المعادلة تترسّخ ضد الاحتلال بقوةً، منوهًا إلى أنّ أبرز ما في الصورة اليوم هو المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، على رغم كل إجراءات الاحتلال وقوته وإرهابه.
وأكمل قوله إنّ “جيش” الاحتلال حشد أكثر من نصف قواته البرية، عبر أكثر من 30 كتيبة، لمواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني في شمالي الضفة الغربية والقضاء عليها، مُشدّداً على أنّه على الرغم من ذلك، فإن “المقاومة في الضفة تزداد قوةً وتأثيراً وتمدّداً”.
وأكد أنّ تمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل “كابوساً للاحتلال، ويسبّب له هستيريا وتوتراً وخوفاً، وأنّ المقاومة تحبط سياسات الاستيطان والتوسّع في الضفة الغربية، التي تعتمدها حكومة الاحتلال الفاشيّة، وأنّها، عبر تمدّدها، ستجبر الاحتلال على الفشل والتراجع.
وأضاف أنّ القادة الإسرائيليين “سيخرجون بهزيمةٍ تُخرج هذا الكيان من الضفة الغربية”، مشيراً إلى أنّ “كلّ مسؤولٍ إسرائيلي، يأتي بسياساتٍ متطرفة ودموية، يخرج بهزيمةٍ غير مسبوقة”.
ونوه إلى أنّ “الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة، وزيادة الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى”، مُؤكدًا أنّها “ستُهزم هزيمةً كبيرة، وستكون النتيجة انسحابها من كل الضفة الغربية”.
وزاد العاروري أنّ “النخبة الحاكمة في إسرائيل بمنتهى العنصرية والفاشية، وستكسر كيانها وتدمّر علاقاته الخارجية، عبر تقسيمه داخلياً وهزيمته على الأرض”، مضيفاً أنّ “قادة حكومة الاحتلال، عبر مجموعة خطوات، سينتهون إلى حرب شاملة في المنطقة”.
وعقب على تصريحات قادة كيان الاحتلال إنّ “المشكلة في صالح العاروري وغيره مِن قادة المقاومة”، موضحًا أنّ المشكلة هي “في الاحتلال، وفي التطرف والفاشية والعنصرية التي يحملها”.
وبيّن أنّ وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، “يريد صراعاً كبيراً يمكّنه مِن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948″، وأنّ هناك من “يفكر في الكابينت في خطواتٍ كالسيطرة على المسجد الأقصى، وتقسيمه، والاغتيالات وأنّ من يفكر في هذه الخطوات “يعرف أنّ ذلك يؤدي إلى حربٍ إقليمية”.
وأشار إلى أنّ حلف المقاومة لديه “الجاهزية والأسباب والإرادة والمصلحة في أن تكون هناك حربٌ إقليمية”، مُشدّداً عبر الميادين على أنّ “الأطراف الفاعلة جاهزة ومستعدة لذلك”.
وشدد على أنّه إذا وصلت الأوضاع إلى المواجهة الشاملة، فسوف “تُهزم إسرائيل هزيمةً غير مسبوقةٍ في تاريخها”، مُعرباً عن أن قادة المقاومة “واثقون بذلك”.
ولفت إلى أنّ “معركة التحرير في الضفة الغربية فوق الطاولة”، مضيفًا أنّه تمّ الدخول في مرحلة حسم الصراع من خلال تهويد الاحتلال للضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين.
وعبر عن اعتقاده أنّ حكومة الاحتلال، ومجلسها الأمني المصغّر، “يفكران في مجموعة خطواتٍ سوف تُفضي إلى حربٍ إقليمية شاملة في المنطقة”.
وذكر أنّه “إذا كان الكيان الإسرائيلي يتحدّث عن حربٍ شاملة، ونحن كذلك، فهذا يعني أنّها أصبحت أمراً لا مفرّ منه، وضرورة”.
وتحدث عن حالة التنسيق الموجودة بين أعضاء حلف المقاومة، مردفًا: “نحن نتجهّز للحرب الشاملة، ونناقش ذلك في الغرف المغلقة مع كل الأطراف والمكوّنات، التي لها علاقة بهذه الحرب”.
واستذكر العاروري بالالتزام الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والذي أكّد فيه أنّ “أي اعتداء على المسجد الأقصى والقدس، سيواجَه بحربٍ إقليمية”، وكذلك بحديث السيد نصر الله بخصوص “تحرير الجليل”.
وقال إنّه إذا فُتح صراعٌ شامل، فـ”يعني ذلك أنّ أجواء الاحتلال وبحره سيٌُغلَقان، ولن يكون هناك كهرباء ولا اتصالات ولا اقتصاد”، مجدّداً تأكيده أنّ “قوى المقاومة قادرة على فعل ذلك”.
وأكد أنّ الحرب الشاملة ستكون “هزيمةً لإسرائيل”، عبّر عن رؤيته أنّ “الحروب الكلاسيكية تغيرت”، مشدداً على أنّ “هذا ما نشهده في حرب أوكرانيا”.
وكشف عن عمليات المقاومة الفلسطينية وحركة حماس ضد مستوطني الاحتلال، قائلاً: “تحديداً ضد المستوطنين، لأنّ هذا جوهر المخطّط الإسرائيلي حالياً، وهو رفع عدد المستوطنين في الضفة”.
وتابع أنّه “قلما تنجح خلية مقاومة في أن تنجو فتراتٍ طويلة، بسبب القدرة التكنولوجية الإسرائيلية والتعاون الأمني”، مشيراً إلى أنّ التطور الذي يُحدث الفارق في الضفة الغربية يكون عبر “توسيع قاعدة العمل المقاوم، وتطوير الأهداف والوسائل”.
وزاد قوله إنه تركّز العمل المقاوم في جنين، مؤكّداً أنّه أحدث للاحتلال “كل هذا الإرباك وهذا الضغط”، وأنّه الآن “يتمدّد، وعلى الجميع المشاركة في المقاومة”.
وحث “كل شاب في الضفة على أن يشارك في العمل المقاوم، عبر أي شيءٍ تصل يده إليه”، مضيفًا أنّه “إذا كان عشرات أو مئات المقاومين سبّبوا هذا الضغط، فماذا لو أصبحوا عشرات الآلاف أو مئات الآلاف”، موضحاً أنّهم في المقاومة يعملون من أجل ذلك.
وشدد على أنّه “لم يعد هنا خيارات في أن نتعامل مع الأمور، في المدى البعيد ولا في المدى المتوسط، أو أن نؤجّل القضايا”.
وأوضح أنّه في حال “عدم مواجهة المستوطنين الآن، وهم مئة وخمسون ألفاً في الضفة الغربية، فسنواجههم بعد عامين وهم مليونا مستوطن، واستولوا على القدس والمسجد الأقصى”، مُشدّداً على وجوب مواجهتهم الآن”.
وبشأن المواجهة في الضفة الغربية، أكّد أنّ “أفضل النماذج وأكثرها جدوى عندنا في الضفة الغربية، والتي تُعَدّ فاعلةً جداً للضفة الغربية، هو المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين ومع الجيش الإسرائيلي”.
ودعا إلى أن يُفهم موقف حركة حماس بوضوح، مؤكّداً أنّ الحركة لديها “موقف وقرار مفادهما أن تبقى الحوارات الوطنية قائمة، وعدم الوصول إلى قطيعة”، مُصرّحاً بأنّ اللقاءات الفصائلية “لا تحل كل المشكلات”، مُرجعاً ذلك إلى وجود “خلافٍ في الرؤى والنهج”.
ونوه إلى أنّه “حتى الآن هناك فجوة حقيقية وافتراق في الرؤى والمشاريع، لا تحلها هذه اللقاءات، لكنّ هذه اللقاءات تخفّف حدة التعارضات والاختلافات التي يمكن أن تتحول الى مواجهة”.
وبيّن أنّ اللقاءات الفصائلية تمنع حدوث المواجهة، لذلك تحرص حركة حماس عليها، ووفق الأسباب نفسها، تقول إنّ “الإدارة في غزّة تتبع حكومة رام الله”.
وعن أسباب الخلاف الفلسطيني القائم، تحدث العاروري، إنّ حماس “لديها رؤية، مفادها أنّ المقاومة هي الحل لمواجهة الاحتلال”، لافتًا إلى أنّ الرئيس محمود عباس، “متمسك بالشرعية الدولية والمؤسسات الأممية، ويرفض المقاومة”.
أما بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، أكد أنّه “لا يوجد أي تفاهم أو مقدمات تفاهم مع حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وكشف أنّه عُرض على حماس تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلّا أنّها رفضت ذلك، مُشترطةً “إجراء انتخاباتٍ تشريعية ورئاسية”.
وشدد علة موقف حركته بشأن ضرورة إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية، واهتمامها بهذا الملف، انطلاقاً مِن “الخوف من أن يتم الدخول لهذه المسألة والعبث باستقرار الوضع الفلسطيني وأمنه ووحدته، من خلال قوى معادية مثل إسرائيل والولايات المتحدة، وبعض الأدوات في المنطقة”.
وتطرّق إلى مسألة اعتقال السلطة للفلسطينيين في الضفة، مضيفًا أنّ “هذه القضية لا تُحَل إلا بتغيير السلطة نهجها”.
وأردف أنّ “موقف حركة الجهاد بالإفراج عن المقاومين محق، ونحن نعاني هذا الأمر، ونرى أنّ اللقاءات تساعد على حل هذه المشكلة بدلاً من المقاطعة”.
وفيما يتعلق بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، أكد أنّ الملف “مطروحٌ دائماً، لكنّ المعضلة عند الاحتلال، لأن حكوماته تغيّرت في المرحلة السابقة، ولم تكن مستعدة لذلك”، مُعبرًا عن جاهزية المقاومة “لعقد صفقة تبادل أسرى”.
وقال العاروري: “لم يكن لحركة حماس أي يد في أحداث مخيم عين الحلوة”، مُبيّنًا أنّها أدّت دوراً في وقف إطلاق النار في المخيم، ومنع تطور الأحداث، وإيجاد الحلول لها.
وأردف بأنّ قيادة الحركة “تحدّثت إلى القيادة اللبنانية، ليكون للجميع دور في حل الأزمة”، منوهًا إلى وجود “جهودٍ لعدم العودة إلى الاشتباكات”، وأنّ حماس حريصة على بناء أفضل علاقاتٍ بكل مكونات مخيم عين الحلوة بهدف المحافظة على استمرار الهدوء فيه.
أما عن علاقة حماس مع السعودية، قال إنّ “من طرفنا لم يحدث أي تغيير تجاه المملكة السعودية، والتغير حدث من طرفها بشأن العلاقة”، لافتاً إلى التحسن في الموقف السعودي مِن إيران.
ولفت إلى العلاقة الوثيقة لحركة حماس بإيران، معتبرًا أن العلاقة بالطبيعية، وأنّها “هي نفسها في ظلّ تقارب الرياض وطهران، أو تباعدهما”، مؤكّداً أهمية بناء علاقات بكل الدول لمصلحة القضية الفلسطينية.
وأضاف “ربما هناك استدارات في السعودية، ونأمل أن يكون ذلك لمصلحة القضية الفلسطينية، وألّا يكون هناك تطبيعٌ سعودي مع إسرائيل، كما يُشاع”، مشيرًا إلى أنّ “تطبيع السعودية مع إسرائيل متباين عن تطبيع أي دولة”.
وأرجع ذلك إلى رمزية وجود الأماكن المقدسة الإسلامية فيها، مردفًا أنّ هذا يعني “تسليماً بسيطرة الاحتلال على مقدسات الأمة”.
وتحد عن أسس بناء العلاقات واضحة تماماً، مُصرّحاً بأنّها “لخدمة هذه القضية التي هي قضية الأمة، ونحن نبني علاقاتٍ بكل مكونات أمتنا خدمةً لهذه القضية التي هي قضيتهم جميعاً”.
وبشأن العلاقات مع سوريا، قال: “حدث خللٌ في العلاقة بسوريا”، مشددًا على أنّ موقف الحركة “لا يتغير تجاه سوريا، وعدم تدخلها في الصراع الداخلي”.
وتابع “أردنا تصحيح الخلل في العلاقة بسوريا، وبالفعل كانت هناك لقاءاتٌ ثنائية وانفتاح في العلاقات، ولم تصلنا أي رسائل سلبية من سوريا”، معربًا عن أمله بأنّ يسير مسار إعادة العلاقات بصورة جيدة.
أما عن قطر، أكد أنّ “قطر لم تخفّض قيمة المنحة المالية لقطاع غزة، وإنّما يحدث تأخير أو تغيير في إعادة توزيعها”، مشددًا على أنّ ذلك “ليس له علاقة بوضع حماس الداخلي، ولا بموضوع علاقة الحركة بسوريا”.
اقرأ/ي أيضًا: العاروري: المقاومة جاهزة للحرب الشاملة والاحتلال سيمنى بهزيمة غير مسبوقة