دراسة بريطانية: أزمة الكهرباء في غزة تخلق مشاكل كبيرة في الصحة العقلية

وكالات-مصدر الإخبارية

تؤثر الفترات الطويلة بدون كهرباء تأثيرًا خطيرًا على الصحة العقلية للعديد من الأشخاص الذين يعيشون في قطاع غزة، وفقًا لدراسة جديدة نشرها باحثون في جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة.

ويعاني أكثر من 2.3 مليون شخص يعيشون في شريط ضيق من الأرض بين مصر وإسرائيل من انقطاع التيار الكهربائي في كثير من الأحيان لأكثر من 12 ساعة يوميا.

يوجد في غزة مصدران رئيسيان للطاقة: شركة الكهرباء الإسرائيلية، التي توفر الطاقة من خلال 10 خطوط، ومحطة توليد الكهرباء في غزة. ومع ذلك، فإن كمية الكهرباء التي تصل إلى غزة من إسرائيل أو يتم إنتاجها محليًا قد انخفضت بشكل كبير، وذلك بسبب الهجمات المسلحة التي لا نهاية لها على جنوب إسرائيل من قبل حماس والجهاد الإسلامي، وفق زعم الدراسة.

وتدهور الوضع أكثر منذ عام 2017، بسبب الخلافات بين سلطات الأمر الواقع في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وبحسب ما ورد تحصل غزة على 120 ميجاوات من إسرائيل، و60 ميجاوات من محطة كهرباء غزة، و30 ميجاوات من مصر، لكن الخطوط من الجانب المصري مقطوعة منذ فبراير 2018.

ووجد الباحثون البريطانيون، الذين نشروا نتائجهم في المجلة الدولية للطب النفسي الاجتماعي تحت عنوان “تأثير الوصول إلى الكهرباء على الصحة العقلية في المناطق المتضررة من النزاع: دراسة استكشافية في غزة”، مستويات أعلى من القلق والاكتئاب بين الناس الذين يعانون من نقص مستمر في الكهرباء. وأفاد الفريق أن شعورهم بالرفاهية تحسن مع زيادة إمكانية الوصول إلى مصادر موثوقة للطاقة.

اقرأ/ي أيضا: كهرباء غزة تصدر تنويهًا مهمًا بشأن خدمة شحن العدادات الذكية

قام الباحثين بمسح شمل 350 أسرة تعيش في قطاع غزة – 81٪ منهم يعيشون مع إمدادات كهربائية متقطعة. زعم حوالي 93٪ من المشاركين أنهم يعانون من قلق شديد أو متوسط، مقارنة ب 6% من عموم السكان في الضفة الغربية. قال حوالي 44٪ إنهم يعانون من اكتئاب متوسط الحدة أو حاد، مقارنة بـ 5.6٪ في عموم السكان.

وعلقت الباحثة المشاركة ريا الدادة من جامعة برمنغهام قائلة: “وجدنا أن مشاكل الكهرباء، خاصة عندما تقترن بعوامل إجهاد أخرى مرتبطة بالعيش في غزة، تؤدي إلى مخاوف خطيرة تتعلق بالصحة العقلية. يجب إيلاء اهتمام عاجل لتطوير إمدادات طاقة مستدامة وموثوقة وميسورة التكلفة من أجل الصحة والتنمية المجتمعية في الأجلين القصير والطويل”.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور مازن أبو قمر من جامعة الأزهر بغزة إن “الوصول المتقطع إلى الكهرباء يمكن أن يؤثر على الشبكات الاجتماعية والمجتمعية بطرق عديدة، بما في ذلك تقليل فرص الناس في الدراسة أو الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الوظيفية.

الأهم من ذلك، أن الوصول إلى طاقة موثوقة وغير ملوثة وبأسعار معقولة يمكن أن يدعم العمالة، ويعزز التنمية الاقتصادية، ويساعد في معالجة الفقر”.

الصليب الأحمر يحذّر من تفاقم أزمة انقطاع تيار الكهرباء في القطاع

غزة _ مصدر الإخبارية

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تفاقم استمرار انقطاع التيار الكهرباء على أهالي قطاع غزة، حيث أنها تشكل تهديدا على صحة السكان في قطاع غزة ورفاهيتهم خاصة فصل الصيف في ظل تواصل ارتفاع درجات الحرارة.

وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دراسة توضح من خلالها أن حوالي نسبة 80% من سكان غزة يعانون من عدم توفر التيار الكهربائي في بيوتهم بحيث تصل فقط لمدة 10 أو 12 ساعة يوميا في أحسن الحالات.

وبينت الدراسة التي صدرت من قبل الصليب الأحمر, أن نصف مليون شخص على الأقل في غزة لا يستطيعون تحمل تكاليف إمدادات إضافية من الكهرباء من خلال المولدات، ويضطرون إلى قضاء معظم يومهم دون كهرباء.

وأكدت الدراسة التي اطلعت على وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ), أنّ أغلبية المشاركين في الدراسة لا يستطيعون حتى حفظ الغذاء في الثلاجة، كما يتسبب الوضع في تعطل أنظمة الصرف الصحي.

وأوضحت الدراسة أن النقص المزمن والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في غزة يخلف خسائر نفسية فادحة يتكبدها سكان غزة، إذ أفاد أنّ 94% من الذين شملتهم الدراسة صحتهم النفسية قد تضررت بفعل هذا الوضع الكارثي.

وأشارت الدراسة إلى أن نقص الكهرباء يعني أيضاً أن مياه الصرف الصحي تُضخ في البحر دون معالجة، مما يؤدي إلى تلويث أجزاء كبيرة من شاطئ غزة.

وفيما يتعلق باحتياج قطاع غزة من الطاقة الكهربائية في الوضع الطبيعي، أوضح الناطق باسم شركة كهرباء غزة, أنه في فصل الربيع والخريف، يحتاج القطاع ما نسبته 350 إلى 400 ميغا وات، وفي فصلي الشتاء والصيف فترة الذروة يحتاج القطاع قرابة الـ 500 إلى 550 ميغا وات، لكن المتوافر وفق ثابت في أحسن الظروف حاليا من 180 إلى 200 ميغا وات.

 

Exit mobile version