أقلام – مصدر الإخبارية
السلام العادل وإنهاء أطول احتلال شهده التاريخ، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
سياسة حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة القائمة على التوسع الاستيطاني والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح بناء المستوطنات باتت تُشكّل الخطر الحقيقي على المنطقة بشكل عام، ولا بد من رادع قوي ومؤثر من أجل ضمان الحفاظ على حل الدولتين وعملية السلام، وإذا استمرت إسرائيل في المزيد من الاستيطان لن يعد حل الدولتين قائما في المستقبل القريب، والبديل سيكون تكريس نظام الهيمنة الإسرائيلية من خلال السعي إلى إقامة الدولة الواحدة القائمة على الفصل العنصري، ولذلك لا بد من وقف إسرائيل إجراءاتها الأحادية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة معها نقطة البداية لخلق أفق سياسي يستند على مبادرة السلام العربية والقانون والشرعية الدولية، لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 .
استمرار حكومة الاحتلال بتنفيذ مخطط الحرب على الشعب الفلسطيني يدفع بالمنطقة إلى الدمار الحتمي ويعيق فرص التقدم باتجاه خلق جبهة سلام فلسطينية عربية قوية ومتينة تحفظ الأمن والهدوء بالمنطقة، ولا يعزز أدنى شروط التفاوض حول الوضع النهائي وطبيعة المرحلة المقبلة، ولذلك لا بد من تحديد أولويات التحرك العربي القادم لضمان انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال الدور التاريخي والمهم الذي تقوم به الدبلوماسية الأردنية، وسعيها لإحياء عملية السلام ضمن رؤية عربية واضحة، وبعيدًا عن أي التفاف عن الحقوق الفلسطينية التاريخية والمشروعة والاستحقاقات التي يقرها المجتمع الدولي.
السلام العادل وإنهاء أطول احتلال شهده التاريخ
لقد كرّست سياسة الأردن ومصداقيتها وحملت رسالتها الواقعية الهادفة الي انهاء الاحتلال ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وتكريس العمل من أجل حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبذل كل الجهود الممكنة من اجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والعمل من اجل ضمان اطلاق عملية السلام وتحديد أولويات العمل السياسي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
وضمن المعطيات السياسية الراهنة تبقى مصداقية الإدارة الامريكية على المحك، حيث يتطلب العمل المشترك من اجل إعادة احياء عملية السلام وإنهاء الجمود السياسي الذي استمر لسنوات طويلة وخاصة في ظل مواصلة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم، حيث تُمارس حكومة الاحتلال الإرهاب المنظم ضمن تحالفات المستوطنين لاستهداف الحقوق الفلسطينية، والهروب إلى الامام في خطوة هدفها إفراغ عملية السلام من مضمونها الحقيقي الذي يجب أن يؤدي الى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ويبقى السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو «حل الدولتين» الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ودائما كان موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية له مداخلاته وتداعياته الإيجابية على صعيد دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه العادلة والمشروعة والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.
ولا يمكن تحقيق أي تقدم في عملية السلام دون الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وذلك يؤدي الى الحفاظ على حل الدولتين، ويحب على المجتمع الدولي القيام بواجباته والضغط على إسرائيل لوقف كافة الاقتطاعات غير القانونية من أموال المقاصة ووقف كافة أشكال العقوبات الجماعية على أبناء الشعب الفلسطيني، والافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة، والضغط على إسرائيل للسماح بعقد الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس وفق ما نصت عليه الاتفاقيات الموقعة.
أقرأ أيضًا: نظام الفصل العنصري والفكر الصهيوني المتطرف.. بقلم سري القدوة