بعد سنوات عدة من الخلافات والقطيعة الدبلوماسية، تعود علاقات إسرائيل مع تركيا إلى التقارب من جديد، فيما يبدو مصير علاقة أنقرة مع حركة حماس غامضاً.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، العاصمة التركية أنقرة، في التاسع والعاشر من شهر آذار (مارس) المقبل، ويلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حين زار وفد تركي إسرائيل هذا الأسبوع.
وعادت العلاقات التركية الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، إلى التقارب، بعد قطيعة منذ عام 2010، عقب قتل القوات البحرية الإسرائيلية 11 متضامناً تركياً كانوا على متن سفينة “مافي مرمرة” التركية، أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي.
وخلال هذه القترة، شهدت العلاقة بين أنقرة وحركة “حماس”، أزهى مراحلها، فيما يقيم عدد من قادة الحركة في تركيا، من بينهم نائب رئيس المكتب السياسي، صالح العاروري.
كما يتواجد عدد كبير من عناصر حركة “حماس” وأبناء قطاع غزة في تركيا، إن كان ذلك بهدف التعليم أو العمل، أو كمحطة للهجرة إلى أوروبا.
وكانت تركيا اتبعت خلال الأسابيع الماضية، سياسة خارجية جديدة، أدت إلى استعادة العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدةـ، ومصر، وتسعى أيضاً لعلاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية.
وكان ثمن استعادة العلاقة مع مصر تقييد عمل وسائل إعلام يُعتقد أنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد، فيمل يتساءل كثيرون حول ما إذا كانت العلاقة بين تركيا و”حماس” ستتأثر سلباً بعد هذا التقارب.
مكاتب حماس لن تُغلق
يقول د.حسام الدجني المحلل والكاتب السياسي، أن تركيا دولة كبيرة ومؤثرة في الإقليم وفي النظام الدولي، لذلك “لا أعتقد أنه سيكون هناك انعكاس سلبي لهذه العلاقة”.
وأضاف الدجني في تصريح لمصدر الإخبارية أنه “يمكن لهذا التقارب بأن تصبح تركيا وسيطاً في قضايا عدة بين إسرائيل وحماس من جهة، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، من جهة أخرى، وإن كانت حماس ترفض التطبيع”.
ورأى أنه “لا يمكن أن تذهب تركيا بعيداً لإغلاق مكاتب حركة حماس وتقويض أنشطتها في أنقرة، لأن العلاقة مع حماس نقطة قوة تمتلكها تركيا، وحماس جزء من النظام السياسي، وفاعلة فيه”.
وأعرب عن اعتقاده بأنه “لن يكون هناك انعكاس سلبي إلا في حال كان توجه تركيا ورؤيتها أن التخلص من علاقتها بحماس قد يخدم مصالحها، وبأنه آن الأوان لأن يكون هناك تحول جديد فيما يتعلق برؤيتها للخارطة السياسية في المنطقة”.
واستبعد الدجني، أن تتأثر سلباً العلاقة بين “حماس” وتركيا، ورجح أن تلعب “تركيا درواً بارزاً من خلال علاقتها الجديدة مع تل أبيب، في قضايا عدة أبرزها الحصار الإسرائيلي”.
العلاقة يمكن أن تتأثر
ويختلف المحلل والكاتب السياسي، طلال عوكل مع الدجني، مؤكداً أن العلاقة الجديدة بين تركيا وإسرائيل يمكن أن تؤثر سلباً على علاقة أنقرة مع حركة “حماس”.
وأضاف عوكل في تصريح لمصدر الإخبارية أن “الإسرائيليين منذ وقت يضغطون على تركيا لتقييد حركة حماس ووجودها في تركيا”، مشيراً إلى أن أنقرة وبعد فترة من العلاقات الباردة “تعود بحماس شديد لاسترجاع علاقة حميمة”.
ولفت عوكل إلى أن “أصل عودة العلاقة يعود إلى ملف الغاز، والاتفاق الإسرائيلي القبرصي اليوناني لمد الغاز إلى أوروبا، وخشية تركيا من أنها قد تفقد الامتيازات في ليبيا في حال أجريت انتخابات.
وأعرب عن اعتقاده بأن “الإسرائيليين سيستغلون حاجة تركيا بالطريقة التي تخدمهم، وبالتالي محاصرة حركة حماس على أراضيها”.
وقال عوكل: تركيا لها مصالح في المنطقة، وبالتالي لا تستطيع أن تعزل نفسها عن هذه التطورات الجارية، مشيراً إلى أن “تركيا تعرف أن استعادة العلاقة مع مصر ودول الخليج لها ثمن.
وشدد على أن “استعادة العلاقات مع دول الخليج، ومصر وإسرائيل ارتباطاً بطبيعة المصالح الاستراتيجية، سيجعلها على استعداد لدفع الثمن، وجزء من هذا الثمن الموقف من القضية الفلسطينية، والموقف من أطرافها، بما في ذلك حركة حماس”.