ترجمة حمزة البحيصي – مصدر الإخبارية
نشر موقع وكالة “أسوشييتد برس”، تقريرا حصريا مُدعّما بصور من الأقمار الاصطناعيّة يرصد قيام إيران ببناء منشأة نووية جديدة في عمق جبال زاغروس، بالقرب من موقع “نطنز” النووي المعروف، وفقاً للخبراء والصور التي تم حللتلها وكالة أسوشيتدبرس.
يقول التقرير إن المنشأة الجديدة تُغطّي مساحة تُقدّر بحوالى 2.7 كيلو مترا مربّعا، وأنّ لها أربع بوابات وأن التلال الترابيّة التي رصدتها الصور قريبا من المكان تُشير إلى أنّ هذه المنشأة تقع على عمقٍ يتراوح بين 80 و100 متر.
ويُشدّد التقرير، بالاعتماد على تقديرات خبراء في المجال، أنّ الموقع لن يكون مخصصا لبناء أجهزة الطرد المركزيّ فقط، بل سيستخدم أيضا لتخصيب اليورانيوم.
التقرير يقول إنّ هذا النوع من المواقع تحت الأرض قاد الولايات المتحدة في السابق إلى تصميم قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات على عمق 60 مترا، إلا أنّ هناك مخاوف كبيرة من أن هذا الموقع الإيرانيّ الجديد قد يكون بعيدا عن مدى هذه الصواريخ، الأمر الذي يترك الولايات المتحدة من دون خياراتٍ كثيرة لإيقاف مشروع طهران لبناء قنبلة نووية، ربما باستثناء خيار عمليات التخريب.
إلا أنّ التقرير يستخلص أنّ هذا النوع من “الأنشطة التخريبية” قد يُعطّل التقدّم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي على المدى القصير، لكنه لا يعدّ استراتيجيّة ناجعة على المدى الطويل، ناهيك عن أنّ هذه الأنشطة ستجعل إيران أكثر تصميما على بناء القنبلة النووية وتشييد مواقع أكثر سريّة وتحصينا من المنشآت القائمة حاليا.
وحذرت كيلسي دافنبورت مديرة سياسة منع الانتشار (النووي) في مؤسسة الحد من التسلح ومقرها واشنطن، من أن استكمال مثل هذه المنشأة “سيكون سيناريو كابوساً يخاطر بإشعال دوامة تصعيدية جديدة بالنظر إلى مدى قرب إيران من إنتاج قنبلة نووية.
وأشارت إلى أن “أي تصعيد إضافي سيزيد من خطر نشوب صراع”.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة رداً على أسئلة من وكالة أسوشيتدبرس في شأن البناء الجديد، إن “أنشطة إيران النووية السلمية شفافة وتخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وتقول إيران إن البناء الجديد سيحل محل مركز تصنيع أجهزة الطرد المركزي فوق الأرض في موقع “نطنز”، الذي تعرض لانفجار وحريق في تموز (يوليو) 2020. وألقت طهران باللوم في الحادث على إسرائيل، المشتبه بها منذ فترة طويلة في شن حملات تخريبية ضد برنامج إيران النووي.
ويأتي البناء قرب موقع “نطنز” بعد خمس سنوات من انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي.
ومنذ انتهاء الاتفاق النووي، قالت إيران إنها تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪، على رغم أن المفتشين اكتشفوا، أخيراً، أن البلاد أنتجت جزيئات يورانيوم نقية بنسبة 83.7٪.
ويشير التقرير إلى أن هذه مجرد خطوة قصيرة للوصول إلى عتبة 90٪ من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
واعتباراً من شباط (فبراير)، قدر المفتشون الدوليون مخزون إيران بأكثر من عشرة أضعاف ما كان عليه بموجب الاتفاق الموقع في عهد أوباما، بما يكفي من اليورانيوم المخصب للسماح لطهران بصنع عدة قنابل نووية، وفقاً لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وشدد البيت الأبيض في بيان لوكالة أسوشيتدبرس على أنه “نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، لكن الرئيس كان واضحاً أيضاً بأننا لم نحذف أي خيار من على الطاولة”.
وتنفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، على رغم أن مسؤولين في طهران يناقشون، الآن، في شكل علني قدرتهم على الحصول على سلاح نووي.
النسخة الأصلية: https://apnews.com/article/iran-nuclear-natanz-uranium-enrichment-underground-project-04dae673fc937af04e62b65dd78db2e0