الأمراض الموسمية تهاجم الصحة.. فما السبيل للوقاية منها؟

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

غالباً ما تباغت الصحة بعض الأمراض التنفسية أو المعوية الموسمية تصاحبها أعراضٌ تتطلب الرعاية الصحية الكاملة، حتى الوصول بالمريض إلى الاستقرار والسلام الصحي.

في هذا التقرير، نجيب لكم عن كل ما يتعلق بالفيروسات والأمراض التي تنتشر خلال المواسم، والتي تهاجم بشدة فئاتاً معينة تعتبر الأكثر ضعفاً، مثل الحوامل والأطفال وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، ونذكر لكم خلاله الطرق الوقائية والعلاجية لها.

أنواع الفيروسات

هناك مجموعة من الأمراض الموسمية، وحسب أ.د عبد الرؤوف علي المناعمة مدير مركز تقصي الأمراض السارية في الجامعة الإسلامية بغزة فإنها أنواع، منها ما هو فيروسي، ومنها البكتيري، وبعض الطفيليات، وأخرى لها علاقة بالميكروبات.

وكشف المناعمة لشبكة مصدر الإخبارية أن صيف 2023 شهد ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابات التي تتنوع فيها الفيروسات، منها ما تسبب في الإسهال بشكل كبير.

وأوضح أن وزارة الصحة الفلسطينية تابعت الأمر وأجرت عدة فحوصات متقدمة، وتعرفت على فيروس روتا “Rotavirus”، والفيروس الغدي “Adenovirus”، لافتاً أن عدد الحالات بدأ بالانخفاض.

أما الطفيليات، فإن أكثر الأنواع شائعة الحدوث في قطاع غزة هي “الأميبيا” والتي تسبب الزحار الأميبي وهو عبارة عن إسهال ممزوج بدم ومخاط، و”الجارديا” التي تسبب الإسهال أيضاً.

وقال المناعمة عن البكتيريا المتمثلة بالسالمونيلا والشيجلا والإشريكية القولونية: “تعتبر أقل شيوعاً من المسببات الفيروسية”، مشيراً إلى وجود بعض الميكروبات المعوية بمعدل طبيعي بين الفئات المختلفة.

وأفاد بأنه من شأن هذه الميكروبات التي تنتقل عبر تلوث الهواء أو تلوث الأيدي أو من خلال برك السباحة أن تسبب الإسهال كعرض واضح لها، والذي بدوره قد يسبب الجفاف لفئة الأطفال بشكل خاص.

الوقاية خير من العلاج

وحذر المناعمة الأهالي من أن عدم علاجه قد يكون مميتاً، مشدداً على أهمية تلقي المصاب للرعاية الصحية الجيدة التي من شأنها أن تمنع الأضرار التي قد تنجم عن الإسهال والجفاف من خلال إمداد الجسم بالسوائل والأملاح وتعويضه عن الجفاف.

وبإمكاننا حماية أطفالنا من خلال تعليمهم أهم عنصر في الوقاية وهو نظافة الأيدي وغسلها على الدوام، والذي يقلل احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية بما لا يقل عن 80%، حسب البروفيسور المناعمة.

ونصح المناعمة بغسل الخضراوات والفواكه، واتباع سبل وقائية تحمي من الحشرات والقوارض، إضافة إلى انتقاء برك سباحة مضمونة في حال التوجه للسباحة.

وأكد أن الوقاية هي السبيل الأفضل، وذلك من خلال تعزيز المناعة، والتي تأتي بالتغذية السليمة الجيدة، مع اتباع أساليب النظافة الشخصية.

وفي السياق، شرح البروفيسور المناعمة كيف تتشكل الفيروس في كل موسم، وقال: “يمكن للفيروسات أن تتحور وتتخذ أشكالاً مرضية أكثر حدة، والعكس حيث قد تكون أقل حدة من سابقاتها كما حدث مع فيروس كورونا”، وأضاف: “تكرار الإصابة بفيروس محدد أمر معروف ومتوقع مثل فيروسات الرشح، وفيروسات الإنفلونزا”.

وفي تساؤلنا عما إذا كانت المضادات الحيوية مفيدة كعلاج، أخبرنا د. المناعمة عبر مصدر الإخبارية أنها لا تفيد إلا في حالات الإصابات البكتيرية، بينما لا تعطي أي نتائج علاجية مع الفيروسات، وقال: “حتى مع البكتيريا لا يمكن إعطاء المضادات الحيوية بدون عمل مزرعة، وإجراء فحص للحساسية”.

وذكر في ختام حديثه أن أكثر الفيروسات التي يمكن أن تصيب الإنسان هي التنفسية التي تصيب الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والرشح.

الإنفلونزا الموسمية

ومن أكثر الأمراض التي تسببها الفيروسات الموسمية، الانفلونزا الموسمية عند الأطفال، التي يتم الكشف عنها من خلال بعض الأعراض مثل ارتفاع درجه الحرارة بشكل مفاجئ، والشعال الجاف، وغثيان، وآلام في العضلات والمفاصل وصداع الرأس، إضافة إلى التهاب الحلق يرافقه سيلان الأنف، حسب ما أفاد د.محمد أبو ندى استشاري طب الأطفال لشبكة مصدر الإخبارية.

وأوضح أبو ندى أن هذه الأعراض قد تستمر لأسبوعين، منوهاً أنها تكون مسبوقة بفترة احتضان المرض والتي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض وتتراوح بين يوم إلى يومين تقريباً، لافتاً أن معظم المصابين يتعافون من الحمى والأعراض الأخرى خلال أسبوع، بينما يتسمر السعال إلى أسبوعين ليبدأ ترديجياً بالاختفاء.

وعن العدوى، ذكر أبو ندى الانفلونزا تنتقل بسهولة كبيرة، وبشكل سريع خاصة في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس ودور الحضانة، والأسواق وأماكن العبادة، وقال: “عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس بإنه ينشر الرذاذ المحتوي على الفيروسات في الهواء، ما يؤدي لاستنشاقه”، وأضاف: “وتنتقل عن طريق الأيدي الملوثة”.

ونصح بأن الوقاية تحتاج منا أن نغسل أيدينا بانتظام، وعلى المصابين أن يغطوا أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال أو العطاس.

واعتبر أن أفضل وسيلة للوقاية هي التطعيم، وقال: “توفر لقاحات التطعيم حماية للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح”، وأضاف: “رغم ذلك فقد يكون لقاح الإنفلونزا أقل نجاعة في حماية المسنين من المرض، لكنه قد يحد من شدته ومن حدوث مضاعفات”.

فيما، بيّن أبو ندى أن أفضل وسيلة للعلاج هي الراحة، والإكثار من شرب السوائل، أما في الحالات الشديدة والمضاعفات الخطيرة فإن يتطلب تدخل الطبيب لوصف دواء خاص مضاد للفيروسات المتعلقة بالإنفلونزا.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفئات الأكثر تأثراً وهم: الحوامل في جميع مراحل الحمل، والأطفال من سن 6 شهور إلى سن 5 سنوات، وكبار السن فوق عمر 65 سنة، وأصحاب الأمراض المزمنة الربو والأمراض القلبية والرئوية، ومرضى الإيدز، إضافة إلى العاملين في القطاع الصحي، والتي حذر أبو ندى أنهم من الفئات المهددة بخطر الموت في حال حدوث مضاعفات.

اقرأ أيضاً:الصحة تنفي لمصدر وجود مصابين بالمتحور الجديد كورونا في غزة

مصدر الاستراتيجي: المحادثات السعودية الأمريكية الاسرائيلية بين التطبيع واتفاق الدفاع المشترك

فلسطين المحتلة – مصدر الإخبارية 

أصدرت مصدر الإخبارية العدد السادس من نشرة “مصدر الاستراتيجي”، ويتناول هذا العدد المحادثات السعودية الامريكية الاسرائيلية بين التطبيع واتفاق الدفاع المشترك.

وتطالعون في هذا العدد، العناوين التالية:

  1. الرؤية والتحليل.
  2. اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض: الجدوى والتداعيات على “إسرائيل”.
  3. معاهدة دفاع أمريكية إسرائيلية: تعزيز العلاقة طويلة الأجل وتوفير استجابة استراتيجية لتحديات المستقبل.
  4. جهود بايدن لإدخال السعودية في اتفاقيات إبراهيم.
  5. التطبيع الإسرائيلي السعودي لن يحل المشكلة الفلسطينية.
  6. يجب ألا تكون السلطة الفلسطينية الفاسدة جزء من أي صفقة سعودية إسرائيلية.
  7. الزواج غير السعيد بين الولايات المتحدة والسعودية.
  8. طرق بيبي المسدود إلى الرياض.
  9. ثلاثية الحشد: التطبيع السعودي والأمريكي والإسرائيلي.

طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد السادس

وجاء في العدد الأول من النشرة، الذي صدر في يوم السبت المواقف 15 تموز / يوليو 2023، تحت عنوان “عملية الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين” العناوين التالية:

  1. تحليل مصدر الاستراتيجي .
  2. أربع حقائق مزعجة لعملية جنين.
  3. ركز على ما يحدث في اليوم الثاني لجنين.
  4. اليأس المطلق للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية.
  5. دراسة: العملية في جنين – خطوة تكميلية مطلوبة.
  6. مواقع التواصل- الفلسطينيون غير متأثرون بالمفاجأة ودعوات للانتقام.

 طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد الأول

وجاء في العدد الثاني من النشرة، الذي صدر يوم الثلاثاء الموافق 1 أغسطس / أب 2023، تحت عنوان “تصويت الكنيست الإسرائيلي حول تشريعات الإصلاح القانوني” العناوين التالية:

  1. تحليل مصدر الاستراتيجي.
  2. جيش الشعب في خطر التفكك – المطالبة بوقف فوري للتشريع.
  3. ما الذي يمنع السكان العرب من الانضمام إلى الاحتجاجات ضد الثورة القانونية؟
  4. معضلة إسرائيل الأمريكية.
  5. المنعطف الثالث لإسرائيل في التاريخ.
  6. إلغاء “المعقولية” في إسرائيل: خطوة أولى نحو إلغاء الرقابة القضائية.

طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد الثاني

وجاء في العدد الثالث من نشرة “مصدر الاستراتيجي”، الذي صدر يوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023، يتناول هذا العدد “ذكرى عودة طالبان لحكم أفغانستان”، العناوين التالية:

  1. رؤية وتحليل مصدر الاستراتيجي.
  2. القوات المتناثرة المعارضة لطالبان بحاجة إلى الدعم الآن.
  3. العالم ليس لديه خيار سوى العمل مع طالبان.
  4. يجب على الولايات المتحدة أن ترحب بالمشاركة الإقليمية مع أفغانستان.
  5. كيف يمكن للعالم أن يساعد النساء الأفغانيات الآن.

طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد الثالث

وجاء في العدد الرابع من النشرة، الذي صدر يوم الثلاثاء 1 سبتمبر/ أيلول 2023،ويتناول هذا العدد الانقلابات العسكرية في إفريقيا، العناوين التالية:

  1. رؤية وتحليل مصدر الاستراتيجي.
  2. قلق فرنسا على ديمقراطية الغابون قليل جداً ومتأخر جداً.
  3. انقلاب النيجر الذي (لا ينبغي أن يفاجئ العالم).
  4. انقلاب النيجر: إطلاق العنان لليورانيوم، وأشباح فرنسا الأفريقية، وظل روسيا.
  5. بصمة موسكو الأفريقية في حالة تغير مستمر.
  6. المعنى الحقيقي لانقلاب النيجر.
  7. كيف غزت فرنسا النيجر وسرقتها.

طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد الرابع

وجاء في العدد الخامس، الذي صدر يوم الجمعة 15سبتمبر/ أيلول 2023 ملف “اجتماعات قمة العشرين ومبادرة الممرات الاقتصادية المضادة لمبادرة الطريق والحزام الصينية”، العناوين التالية:

  1. رؤية وتحليل مصدر الاستراتيجي.
  2. هل ستنجح خطة الولايات المتحدة لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية؟.
  3. السماح لنا بالطموح.. ماذا يعني فوز مجموعة العشرين بالاتحاد الأوروبي بالنسبة للجغرافيا السياسة العالمية؟
  4. تقاطعات النفوذ: دور IMEC وأوروبا في الشرق الأوسط متعدد الأقطاب.
  5. من غير المرجح أن يؤدي ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا إلى تعزيز التطبيع السعودي الإسرائيلي.
  6. حجة لمشاركة الولايات المتحدة بشكل أكبر في آسيا الوسطى.

طالع مصدر الاستراتيجي- نشرة نصف شهرية – العدد الخامس

وكانت شبكة مصدر الإخبارية أعلنت عن اطلاق نشرة “مصدر الاستراتيجي” الدورية، التي تتناول أهم القضايا الساخنة حول العالم، في الأول من شهر أغسطس/آب لعام 2023.

وتتناول النشرة التي تصدر نصف شهرية، عن شبكة مصدر الإخبارية، بالرصد والتحليل قضية واحدة في كل عدد، وتستعرض أهم ما كُتب حولها في مراكز الأبحاث الدولية، وتقدم رؤية تحليلية حول هذه القضية.

باسل عيايدة.. الطفل تحرر بملامح العجز والكبر

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

من طفلٍ تم اعتقاله في عمر الخامسة عشر ربيعًا، إلى شاب يبلغ من العمر 27 عامًا وتعطيه ملامحه التي غيرها السجون عمرًا أكبر من ذلك، تحرر باسل عيايدة بشعر ولحية كثيفة كمن عاد إلى عائلته من الكهف، يرتدي ملابس مهترئة فاقدًا لذاكرته التي تركها خلفه في سجون الاحتلال من شدة الأسر وقسوة التعذيب والعيش في زنازين عزل إنفرادي لمدة ست سنوات ونصف.

تركه الاحتلال أمام بوابة السجن وأعطاه بيديه ورقة الإفراج عنه، فلم يتعرف عيايدة وهو من سكان بلدة الشيوخ في مدينة الخليل على عائلته، ووقف وحيدا لفترة لم يفرق بين حياة السجن والخارج، فكل شيء وتلك الملامح التي جاءت لاستقباله حذفت من الذكرة.

“بدي باسل يرجع كما كان في الأول الشاب المثقف أسدًا في وجه الاحتلال والظلم، سرقوا طفولته داخل السجون تعرض للتعذيب الشديد والعزل الفردي ست سنوات وفقد ذاكرته كليًا”، بهذه الكلمات سرد والد الأسير المحرر باسل عيايدة حكاية نجله لـ “شبكة مصدر الإخبارية“.

يقول عن لحظة الإفراج عنه: “عندما رفض الخروج إلينا صرخت والدته من شدة القهر على حاله وقلة حيلتها لمساعدتها واحتضانه، فقام بعض المتضامنين الأجانب وعمال الداخل المحتل بمساعدتنا وأتوا به إلينا عند البوابة الحديدية التي يضعها الاحتلال للعمال”.

ست سنوات ونصف وضعت إدراة السجون الأسير عيايدة في العزل الفردي، وتعرض للتعذيب الشديد، ، ما أدى لفقدانه ذاكرته.

باسل عيايدة.. طفل أكبر من عمره

“دفعته ظروف الحياة وظلم الاحتلال والفقر والجوع بأن يكون خارج سرب الأطفال والطفولة ويغادر مقاعد الدراسة والمدارس لزج به في سوق العمل والكد للحصول على لقمة عيش مغمسة بالعرق والدم والخوف، باسل ذلك الطفل الذي وقع بين أنياب مفترسة تلاحقه وتعتقله بقوة النار والحديد وسواد القلوب وتهين طفولته بالعصي وأكعاب البنادق وتزج به في زنازين الحقد والكراهية زنازين النازية مثله مثل آلاف الفلسطينيين الشيوخ منهم والأطفال والنساء”، بصوت مكلوم هكذا تحدث عن واقع نجله.

يوضح بقهر أنّ “الاحتلال تعامل معه كمجرم خطير بالضرب القاسي”، مضيفًا “كلما فتح باب زنزانته وما كان له أن يخرج من زنزانته إلا مكبل اليدين والرجلين لأكثر من ستة سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وهو يقبع في زنزانة منفردًا لا يرى إلا وجه سجانيه وعصيهم وحقدهم وركلاتهم”.

ويشير إلى أنّه إدارة السجون منعته من الزيارة لفترات طويلة بحجة المنع الأمني لأهله وذويه، إلى أن جاء يوم الإفراج عنه يوم الخميس 28\9\2023 بعد إحدى عشر عامًا.

كل أصناف العذاب والحرمان والضرب والقهر مارسها الاحتلال على عيايدة لمدة إحدى عشر عامًا ويقذف به خارج أسوار السجن فاقد لذاته ولطفولته ولذاكرته وللحياة وما تبقى عنده من معرفة وفهم وإدراك سوى للزنزانة والسجان.

فلم يتذكر والدته وأشقائه الذين تقاسموا معه الطفولة واللعب في الحارات “لم يتركوا في رأسه وذاكرته أي شخص” غادرت تلك الكلمات الحزينة قلب والده.

ويؤكد أنّ العزل الفردي والقيود لا زالت تسيطر عليه ويسير في المنزل كأنه مكبل اليدين والرجلين، ينتقي مشهدا من تداعيات الأسر المؤلمة التي لا زالت تلاحق نجله: “عندما نضع يدنا على رأسه يقوم مفزوعًا ووجهه إلى الحيطان وينتظر العقاب بالضرب”.

ويشدد على أنّه يجب أن تكون حالة باسل ومثيلاتها شاهدة على جرائم الاحتلال وسجانيه، وأن يتم تبنيها من مؤسسات دولية لربما تضع حد لجرائم الاحتلال بحق الأسرى.

ويناشد والديّ وأشقاء باسل عيايدة الرئيس محمود عباس مؤسسات حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب والعنصرية بأن يتم توفير الرعاية الصحية له ورجوع ذاكرته.

يشار إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن الأسير باسل علي عيايدة من بلدة الشيوخ بالخليل بالضفة الغربية المحتلة بعد اعتقال دام (11 عامًا).

وقضى المحرر عيايدة 6 سنوات ونصف في العزل الفردي بسجون الاحتلال، وتعرض للتعذيب الشديد خلال فترة التحقيق ونقله للعزل الانفرادي، ما أدى لفقدانه ذاكرته.

البلديات والنقابات بالضفة.. ضحية جديدة للخارجين عن القانون واعتقالات السلطة

غزة- خاص مصدر الإخبارية:

تعاني المجالس البلدية والمؤسسات النقابة في الضفة الغربية المحتلة من هجمة شرسة يقودها خارجين عن القانون في وقت لا تزال اعتداءات قوات أمن السلطة الفلسطينية في تصاعد.

وكان آخر الاعتداءات التي شملت إطلاق النار والاعتداء بالضرب والاختطاف ضد أعضاء المجلس البلدي في الخليل، وأعضاء في نقابة المهندسين في نابلس.

وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة إن “ما يجري في المدينة من حالة من الفلتان الأمني تهدد السلم الأهلي وتقود نحو مربع من الفوضى”.

وأضاف أبو سنينة لشبكة مصدر الإخبارية أن “آخر الاعتداءات التي شهدها أعضاء المجلس البلدي شملت إطلاق النار على نائب رئيس البلدية الدكتورة أسماء الشرباتي، ومحاولة اغتيال العضو المحامي عبد الكريم فرّاح”.

وأشار إلى أن “استمرار ترك الجناة دون عقاب من شأنه أن يؤدي إلى تصاعد الجرائم ضد الشخصيات الوطنية وأعضاء المجالس البلدية”.

وأكد على أن “تصاعد الانتهاكات ضد أعضاء المجلس البلدي لن تنجح بالنيل من مكانة الأعضاء أو وقف برامج وأنشطة البلدية”.

وشدد على أن “المجلس البلدي ملتزم بالحفاظ على الثقة التي منحت لهم من قبل المواطنين في الخليل”.

من جانبها، اعتبرت نقيب المهندسين الفلسطينيين نادية حبش أن “اختطاف رئيس فرع النقابة بنابلس يزن جبر “هجمة على النقابات والنقابيين”.

وقالت حبش في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الأجهزة الأمنية كان بإمكانها استدعاء النقابي جبر بدلاً من اختطافه من الشارع، في أسلوب غير مقبول”.

وأضافت حبش أن “جبر، نقابي بامتياز ومعروف بموضوعيته وأخلاقه”. مشيرةً إلى أن “أسباب الاعتقال لا تزال غير معروفة”.

وطالبت بالافراج الفوري عن النقابي جبر، معبرةً عن أملها بأن تستجيب الأجهزة الأمنية لدعوات الافراج عنه.

من جانبها وصفت مجموعة محامون من أجل العدالة، “اعتقال المهندس جبر من قبل السلطة الفلسطينية بالعار”.

وأشارت إلى أن ملاحقة السلطة للنقابيين منافي للاتفاقات التي وقعت عليها دولة فلسطين بخصوص احترام الحقوق وحرية العمل النقابي والسياسي.

وأطلق مسلحون في آذار (مارس) الماضي النار، صوب مركبة المهندس جبر، فيما استنكرت نقابة المهندسين آنذاك حادثة الاستهداف التي تهدد السلم الأهلي.

في غضون ذلك، تعرض المواطن محمد يوسف شناعة إلى الاختطاف على يد مجموعة من المسلحين المجهولين في مدينة نابلس.

وقال شناعة لشبكة مصدر الإخبارية إنه “تعرض للاختطاف بتاريخ 26 أيلول (سبتمبر) الجاري على يد سبعة من المسلحين والاعتداء بالضرب المبرح، وسرقة متعلقاته الشخصية”.

وأضاف شناعة أن “المسلحين ابتزوه من أجل دفع مبلغ مالي مقابل اعترافات أرغموه على قولها تصل قيمة خمسة ملايين دولار أمريكي”.

وأشار إلى أن “المسلحين اقتادوه لأحد فروع البنوك لكنهم لم يجدوا أي مبالغ، وتركوه للعودة إلى المنزل وتهديده بأنه سيتم نشر الفيديو حال لم يدفع المبلغ”.

وطالب بضرورة محاسبة الخارجين عن القانون والحفاظ على حياة المواطنين الذين أصبحوا لا يؤمنون على حياتهم خلال سيرهم بالمدن.

وبلغ عدد انتهاكات السلطة الفلسطينية ضد الصحفيين منذ بداية العام 2023 ما يصل إلى 57 انتهاكاً بحسب لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين.

ووفقا لمؤسسات حقوقية، تعتقل أجهزة السلطة في الضفة نحو 50 مواطناً على خلفية آرائهم ونشاطاتهم الوطنية والسياسية.

اقرأ أيضاً: الديمقراطية: الاعتقالات السياسية تُمثّل خدمة مجانية للاحتلال وندعو لوقفها فورًا

الصحفيون الفلسطينيون.. عمل في نقطة ساخنة وانتهاكات إسرائيلية متصاعدة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، منذ أن أقرّه الاتحاد الدولي للصحفيين في السادس والعشرين من أيلول عام 1996م؛ إثر أحداث “هبة النفق”.

في صبيحة يوم 25 من شهر سبتمبر (أيلول) عام 1996، انطلق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بكل فئاته في هبة فاجأت العالم قبل أن تفاجئ إسرائيل بعد أن أقدم الاحتلال على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك.

وبدأت الأحداث في قطاع غزة يوم 26 من الشهر ذاته، واندلعت على إثرها مواجهات وأصيب العشرات من قوات الأمن الوطني، إذ بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا في هذه الهبة 63 شهيداً، و1600 جريحاً منهم 458 جريحاً من بينهم وعدد من الصحفيين.

وبحسب مكتب الإعلامي الحكومي، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب أكثر من 542 انتهاكًا بحق الصحفيين منذ بداية العام 2023 الجاري حتى شهر آب (أغسطس)، تنوعت ما بين الاستهداف المباشر أو الاعتقال والمنع من التغطية والمنع من السفر، إلى جانب التضييق واقتحام منازلهم.

واعتقل الاحتلال 21 صحفيًا، ويخضعون لتحقيقات قاسية وتعذيب، في مخالفة لكافة القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، وفق ما أورد الإعلام الحكومي.

انتهاكات مستمرة

منسق لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين صالح المصري قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنه منذ هبة النفق عام 1996 حتى هذا اليوم، لا زالت انتهاكات الاحتلال مستمرة بحق الصحفيين من خلال استهدافهم بشكل مباشر أو حجب محتوياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد المصري أن الصحفيين يعملون في بيئة خطرة وبيئة ساخنة بفعل الاحتلال والانقسام، ومن الواضح أن الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل متعمد، وهذا يظهر من خلال حجم الأرقام التي تم توثيقها منذ بداية العام الجاري.

وأشار إلى أنّ هناك أكثر من 500 انتهاك بحق الصحفيين وتنوعت ما بين إطلاق النار بشكل مباشر كما جرى مع أخيرًا مع أشرف أبو عمرة قبل عدة أيام ومصادرة معداتهم ومنع التغطية والسفر والإقامة الجبرية، والاعتقالات، مشيرًا إلى أنّ هناك نحو عشرين صحفي معتقل داخل سجون الاحتلال.

وتابع أنّ المستوطنين أصبحوا اليوم يشاركون في هذه الاعتداءات بحق الطواقم الصحفية، علاوة على ذلك الاستهداف الممنهج للمحتوى الرقمي والرواية الفلسطينية، وهذا يأتي بضغوط واضحة من قبل الاحتلال على إدارات مواقع التواصل الاجتماعي.

وبيّن أنّ هذه البيئة الخطرة تحتاج حتمًا لتوحيد الصوت الفلسطيني والجهود الفلسطينية النقابية من خلال نقابة واحدة تحمي حقوق الصحفيين وتدافع عنهم، وتحمل هذه الملفات الكبيرة ترتقي إلى جرائم حرب وتقديمها لكل الملفات المحاكم الدولية من أجل يعني محاكمة هؤلاء القتلة كي لا يفلتوا من العقاب.

إسرائيل تحجب الحقيقة

نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان سمير زقوت قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ إسرائيل لا زالت تواصل انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وواحدة من الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي ترتكبها تلك القوات هي تلك الموجهة ضد الصحفيين وضد وسائل الإعلام المختلفة والعاملين في الحقل الإعلامي بشكل عام.

وأضاف زقوت أنّ استهداف الصحفيين بالقتل أو الإصابة أو تدمير الممتلكات، تخريب الممتلكات وتدميرها أو قصف المقرات أو منع الوصول أو غيرها من أشكال الانتهاكات، كلها متعمدة ووفق خطة مدروسة لأن إسرائيل تريد أن تحجب الحقيقة.

وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل من جرائم وانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما أن الصحفي والصحفيين الفلسطينيين كانوا طوال الوقت يعني لديهم الجرأة ولديهم يعني الإرادة، ولديهم روح التضحية من أجل الوفاء بالتزاماتهم والقيام بواجبهم في نقل الحقيقة إلى العالم، لذلك هم مستهدفون.

وأكد أنّ إسرائيل لا تريد للعالم أن يرى حقيقة ما تقوم به من انتهاكات وجرائم حرب منظمة سواء خلال عدوانها على غزة أو في اقتحامات شبه اليومية في الضفة والقدس، وأن المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة أو ما يجري في القدس من عمليات تهويد وطرد للفلسطينيين، إخلاء قسري، هدم منازل، الاستيلاء على أراضي وما إلى ذلك، بما في ذلك انتهاك الحرية، حرية العبادة بالنسبة للفلسطينيين في منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، منع المسيحيين من أداء طقوسهم في أعياد الميلاد وغيرها.

وتابع أن “هناك العشرات أصيبوا وقتلوا آخرهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، وكان من قبلها أيضًا فضل شناعة الذي وثق القذيفة التي قتلته”.

وأشار إلى أن إسرائيل تتبع سلوك منظم ينتهك بشكل جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني وهو ما يعرف بأنه جريمة حرب، لذلك هذا السلوك هو ناشئ من محاولة لمنع وصول الحقيقة إلى العالم لمنع الأثر الذي يحدثه النقل الإعلامي ونقل الصورة والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن حقيقة ما يجري.

وأردف أنّ هذا يغير توجهات الرأي العام ولذلك اليوم الواقع الرأي العام الدولي يقول أن هناك تغير تغير مهم لصالح القضية الفلسطينية لأن العالم أصبح يرى ولا يمكن لأحد أن يدافع عن دولة ترتكب جرائم حرب واضحة تقتل الأطفال والنساء والشيوخ.

ولفت إلى أن إسرائيل لن تتورع عن استهداف الصحفيين طالما استمر المجتمع الدولي في حالة الصمت المريب والمشبوه، لأن ما يشجعها على تصعيد انتهاكاتها وجرائمها هو الحماية أو الحصانة التي تشعر بها أنها محصنة ضد الملاحقة والمساءلة.

وشدد على أنّ المجتمع الدولي يتخلى ويتحلل من واجب والتزام قانوني أصيل يقع على عاتقه أولًا بوقف الانتهاك، وثانيًا بملاحقة ومحاسبة كل من يشتبه ارتكابه لجرائم حرب.

وأكمل زقوت قوله: “طالما المجتمع الدولي يتخلى عن هذه المهمة، يتحلل من هذا الواجب الأصيل، فإسرائيل تشعر أنها محصنة، وهذا يشجعها على تصعيد هذه الجرائم سواء بحق المدنيين بشكل عام أو بحق الصحفيين بشكل مباشر”.

الصحفيون الفلسطينيون يعيشون أقسى أيامهم

قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن الصحفيين يعيشون أسوأ وأقسى أيامهم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية والصراعات وما رافقها من قمع وإرهاب واعتقال وملاحقات ومطاردة أصحاب الرأي وترويعهم.

ودعت النقابة لتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي في كل مناطق الوطن، وتوفير الحماية للصحفيين في الميدان، مطالبًة بوقف اعتقال الصحفيين في الأراضي الفلسطينية على خلفية عملهم الصحفي من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وأكدت أنها ستعمل بكل الوسائل المشروعة من أجل الدفاع عن الزملاء الصحفيين والإعلاميين وحقوقهم وحرياتهم، والعمل من أجل عدم إفلات منتهكي حرية الصحافة والمعتدين على الصحفيين من العقاب كون هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وخاصة جريمة اغتيال الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة والزملاء ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين والمؤسسات التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة.

وعبرت عن فخرها واعتزازها بشراكتها مع الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وتشيد بدورهما الداعم للحريات الصحافية، وكذا بقية المنظمات الحقوقية المعنية بحرية التعبير.

ودعت النقابة إلى استمرار هذا الدور البناء لإنقاذ وحماية الصحافة والصحفيين في فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

إغلاق معبر إيرز يُفقد عمال من غزة أعمالهم بالداخل المحتل ويربك صفقات التجار

غزة- خاص مصدر الإخبارية:

فقد عمال فلسطينيون من حملة التصاريح أعمالهم لدى شركات التشغيل في الداخل المحتل عام 1948 نتيجة مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر إيرز “بيت حانون” شمال قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، فيما يواجه تجار ورجال أعمال إرباكاً في إتمام صفقاتهم التجارية وتحولوا لإنجازها عن بعد عبر الإنترنت.

ويقول هؤلاء العمال إن “المشغلين الإسرائيليين اضروا لاستبدالهم بعمال آخرين وفق ما جرى إبلاغهم من قبل عمال فلسطينيين يعملون في نفس الأماكن نتيجة مرور أكثر من يوم على التحاقهم بأعمالهم في الداخل المحتل”.

ويبين العامل (م-ح) وفضل عدم الكشف عن اسمه الكامل، أن “كل يوم إغلاق لمعبر إيرز أمام عمال قطاع غزة، يكبد كل عامل خسائر يومية تتراوح ما بين 250و400 شيكل”.

فيما يشير العامل (س-ع) إلى أن “الضرر الأكبر من الإغلاق يقع على العمال الذين يحملون تصاريح تحت مسمى احتياجات اقتصادية كونهم يحتاجون لأيام قبل أن يستقروا في عمل لدى مشغلين وشركات إسرائيلية مقارنة بنظرائهم من قبل تصاريح المشغل”.

بدوره، يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة، سامي العمصي، إن إغلاق معبر إيرز يضر بأعمال قرابة 19.600 عامل من حملة التصاريح في الداخل المحتل.

ويضيف العمصي لشبكة مصدر الإخبارية أن “إغلاق معبر إيرز إجراء عقابي يمس بدرجة أولى 16900 عامل من حملة التصاريح تحت مسمى حاجات اقتصادية و2700 من حملة تصاريح المشغل”.

ويشير إلى أن “الاحتلال يتعمد استخدام المعابر كوسيلة ضغط سياسة على قطاع غزة”. مؤكداً على ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع قيوده عن المعابر والسماح بحرية الحركة للعمال والأفراد دون قيود.

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، إن “الضرر الأكبر من إغلاق إيرز يقع على العمال”. مبيناً أن “متوسط دخل عمال غزة اليومي يصل إلى 5 ملايين شيكل”.

ويضيف الطباع في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “عدم تدفق المبلغ المذكور إلى قطاع غزة يساهم في إضعاف القوة الشرائية للمواطنين”.

ويشير إلى أن “الأسواق المحلية بدأت خلال اليومين الأخيرين تشهد هدوءً نسبياً على خلفية تراجع القدرة الشرائية”.

ويؤكد أن “إطالة أمد إغلاق إيرز من شأنه أيضاً إرباك أعمال كبار التجار ورجال الأعمال كون بعض الصفقات تحتاج إلى معاينة على أرض الواقع”. لافتاً إلى أن “إتمام الصفقات يجري حالياً عبر الإنترنت”.

ويُستخدم معبر إيرز بدرجة أولى لتسهيل حركة الأفراد بين القطاع وإسرائيل والداخل المحتل عام 1948، وأيضًا للمرور البشري في حالات الضرورة الطبية أو الإنسانية.

اقرأ أيضاً: نقابات العمال: إغلاق معبر إيرز عقاب لأكثر من 18 ألف أسرة بغزة

إطلاق المرحلة الثانية من معالجة 100 ملف جديد من ضحايا الانقسام

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

بمشاركة ثمانية من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة، أبرزهم حركة حماس، وتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، والجبهة الديمقراطية و الجبهة الشعبية– القيادة العامة، ومنظمة الصاعقة، أطلقت اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية مرحلتها الثانية في البدء بمعالجة 100 ملف جديد للمصالحة المجتمعية من “ضحايا الانقسام” في عام 2007.

رئيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية د. أسامة الفرا، أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ ملف المصالحة المجتمعية من الملفات التي تم الاتفاق عليها فلسطينيًا من كل الفصائل الفلسطينية التي شاركت في حوار القاهرة عام 2011.

وقال الفرا: “نحن نبني في عملنا في هذا الملف على ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في ذلك العام”، مشيرًا إلى أن المصالحة المجتمعية توفر البيئة والمناخ الإيجابي والصحي لإنجاز المصالحة الوطنية”.

وتابع أنه لا يمكن لنا الحديث حول مصالحة وطنية دون أن يكون هناك إنجاز فعلي وحقيقي لمعالجة تداعيات الانقسام وجراحات الانقسام التي خلفتها خلال السنوات الماضية، ونحن من خلال المصالحة المجتمعية نحضر لإنجاز هذا المشروع المهم والحيوي لكل أطياف الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أنّ هناك التفاف من قبل الفصائل الفلسطينية ومؤسسات مجتمع المدني ومراكز حقوق الإنسان حول أهمية هذا الموضوع، مؤكدًا أن ما نحققه في هذا الملف هو شيء مهم جدًا في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية.

نحن على أعتاب إنهاء الملف المصالحة المجتمعية

القيادي في حركة حماس محمد أبو عسكر أوضح أنّ ملف المصالحة المجتمعية أو لجنة المصالحة المجتمعية هي لجنة كانت نتاج اتفاق القاهرة عام 2011، الذي انبثق عنه تشكيل العديد من اللجان من أهمها كان لجنة المصالحة المجتمعية في ذلك الوقت.

واستدرك أبو عسكر في حديثٍ لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “لكنها الظروف السياسية التي تعيشها فلسطين تعطلت لبضع سنوات حتى انطلق قطارها في العام 2017”.

وأضاف أنّه منذ ذلك الحين وحتى تاريخه أنجزنا حوالي مئة وثلاثة وسبعين حالة ممن ارتقوا في الأحداث الداخلية، واليوم نحن على أعتاب إتمام أيضًا مئة ملف من هذه الحالات كمرحلة أولى، تليها مرحلة معالجة الإصابات ثم معالجة الأضرار.

وأشار إلى أنّ هذه الحالات التي تم تسويتها هي هدف لتحقيق السلم المجتمعي، مردفًا أن “الخلافات التي حدثت بين الفصائل وانتقلت إلى العائلات هددت البنية المجتمعية الفلسطينية في قطاع غزة، وبالتالي كان مطلبًا أساسيًا لإنهاء هذه الخلافات وتعويض وجبر ضرر من تضرر في هذه الأحداث”.

وبيّن أنّ اليوم هذه الندوة تأتي لتجييش كل الكل الفلسطيني، فصائل فلسطينية، مخاتير، أعيان ووجهاء لكي يكونوا ضمن هذا القطار لإنجاح يعني هذا الملف، هذا الملف هو الأخطر لربما في ملفات المصالحة المجتمعية لما ترتب عليه من ضرر مجتمعي ويهدد السلم المجتمعي بشكل كبير.

البدء في معالجة 100 ملف

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ورئيس اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية خالد البطش، أعلن انتهاء ملف المصالحة المجتمعية وهي معالجة 100 ملف جديد من ضحايا الانقسام.

وأشار إلى أنّه تم البدء بتشكيل لجان فرعية في محافظات غزة كافة من أجل المشاركة في جبر الضرر عن ضحايا الانقسام، مبيّنًا أنّ اللجان بدأت بجمع الأسماء وزيارة العائلات.

وقال البطش إنّه تم وضع في كل محافظة رئيس ومنسق لإنجاز المهام، ورفع كشف لكافة الحالات ومن ثم البدء في إجراءات قانونية للإتمام المصالحة المجتمعية، مشددًا على أنّه لا يمكن أن نذهب خطوة إلى الأمام في استعادة الوحدة الوطنية دون إنهاء الملف.

وأردف أن اللجان باشرت بالعمل منذ شهر، وهي على موعد قريب لإنهاء جميع الأسماء التي تريد المصالحة، منوهًا إلى أنّه وسيكون هناك احتفالات في كل محافظة للعائلات التي وافقت على إنهاء الملف.

تعزيز السلم الأهلي

مدير اللجنة الإعلامية في في اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية شريف النيرب قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “نحن نريد لمثل هذه الندوات أن تعزز قيم العدالة الانتقالية والسلم الأهلي”.

وأضاف النيرب نسعى ونطمح إلى أن نعمل من خلال ملف المصالحة المجتمعية إلى تعزيز سلوك المجتمع نحو رفض كل أشكال الانقسام ورفض كل أشكال الاقتتال واعتبار المرحلة السابق هي مرحلة سوداء في تاريخ شعبنا الفلسطيني.

وتابع “نريد أن ننهض إلى أهدافنا الوطنية من أجل الوصول إلى وحدة وطنية حقيقية، وصولًا إلى ما نسعى إليه وما نرغب فيه وما نطمح من أجله إلى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.

النزوح من عين الحلوة.. مؤامرة تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

على الرغم من أن اشتباكات مخيم عين الحلوة وضعت أوزراها إلا أن الأمور لا تزال على صفيح ساخن في ظل عدم تسليم قتلة اللواء أشرف العرموشي إلى السلطات اللبنانية المختصة.

لكن الذي لم تُظهره الكاميرات أو عدسات الفضائيات العربية الشهيرة، هو حالة السكينة والهدوء التي عاشتها المناطق المجاورة في مدينة صيدا اللبنانية، فما هي تلك المناطق ومن يُسيطر عليها وما السبب في ذلك.

“الزيب، عنقة، المنشية، وحي صفورية” وأحياء أخرى، لم تطالها نيران المتشددين والجماعات التكفيرية وغيرهم، وكانت ملاذًا آمنًا لأهل مخيم عين الحلوة الذين أووا إليها ومثّلت لهم أملًا وصدرًا حنونًا يأمنون فيه على أنفسهم وأطفالهم.

كانت الحياة في المناطق سالفة الذكر تسير بشكلٍ طبيعي، إلا أن أسواقها كانت تفتقد إلى زوارها الرازخين تحت النيران العبثية التي خطفت أرواحًا استبسلت بالدفاع عن المخيم وأهله.

أحياء سكنية بكاملها يُشرف عليها تيار الإصلاح الديمقراطي حافظت على نفسها ورفضت الانسياق وراء مهاترات فارغة واشتباكات ملعونة هدفها تهجير سكان المخيمات الفلسطينية جنوب لبنان.

اشتباكات يتجدد صداها بين الحِين والآخر، والخاسر الوحيد هو اللاجئ الفلسطيني الذي هُجر مرةً نتيجة الفاشية الصهيونية وهُجر أخرى نتيجة مؤامرات من هنا وهناك.

في السياق نشرت قناة الغد الفضائية تقريرًا يرصد الأجواء العامة في المخيمات الفلسطينية عدا التي شهدت الاشتباكات خلال الأيام الماضية، وقد بدأ الأهالي يعيشون حالةً من الطمأنينة والسَكينة بعيدًا عن جحيم الحرب وأزيز الرصاص.

وجاء في التقرير الذي أعدته الزميلة حنان عيسى أن “أحياء كثيرة في مخيم عين الحلوة ضلت بعيدةً عن مرمى النيران ولم يُغادرها سُكانها طيلة فترة الاشتباكات”.

وأضافت: “تلك المساحة تقلصت خلال الجولة الثانية لكنها شكّلت ملجأ آمنًا لمئات العائلات التي هربت من أحياء أخرى تعرضت للقصف والدمار”.

وتابعت: “بعيدًا عن الأحياء التي ذاع صيتها خلال فترة الاشتباكات وتعرضت لدمارٍ كبير في الممتلكات، ثمة أحياء استمرت فيها الحياة بشكلٍ طبيعي، أحياء تُعرف باسم القرى التي هُجر منها أهلها عام 1948، منها الزيب وعنقة وأكبرهم صفورية”.

وأشارت إلى أن “حي صفورية الذي استقبل الآلاف من النازحين ولم يُسمح للحرائق التي امتدت في المخيم للنيل منه”.

وقال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح محمد عيسى “اللينو”: “نحن لسنا على حياد، نحن منحازون لأبناء شعبنا وحمايتهم لذلك قمنا بالحفاظ على الأحياء الفلسطينية”.

وأضاف: “المعالجات للاغتيالات رغم ادانة التيار لها بشدة إلا أن جميعها كان خاطئًا، لأن الحل مطلوب أن يكون عبر هيئة العمل المشترك بمصداقية وشفافية”.

وتابع: “مستعدون لدفع ثمن أكبر للحفاظ على أبناء شعبنا الفلسطيني وهذا الموقف الصحيح، وأكبر دليل هو الالتفاف الشعبي الكبير حول تيار الإصلاح الديمقراطي مما يُعطي دافعًا للاستمرار بذات النهج يشمل أحياء أخرى للمحافظة عليها من التدمير والتهجير”.

وأردف: “نعتقد جازمين أن المشروع والهدف من هذه العبيثة التي شهدها مخيم عين الحلوة “في إشارة إلى الاشتباكات المسلحة”، هو تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني”.

ومضت الإعلامية عيسى في تقريرها: “ثمن الانحياز دفعه التيار غاليًا عبر خسارته قائده العسكري في المخيم خالد أبو النعاج ومرافقه بعد تعرضهما لإطلاق نار مِن قِبل مجموعة مخترقة في الأمن الوطني”.

واستطردت: “عادت بعض العائلات إلى بيوتها بعد توقف إطلاق النار لكن كُثر خسروها”.

وقالت احدى المواطنات خلال لقاء عبر قناة الغد: “لديّ مهجرين من الأبناء يقطنون في حي الطوارئ والمنشية ويجلسون عندي في بيتي”.

بينما قالت أخرى: “أخي لديه أربعة من الأبناء ويسكن حي حطين جاؤوا للجلوس عندي ولديّ أخت لديها 3 أبناء جاءت قادمة من حي التعمير لتقضي بعض الأيام عندي غير قادرين على العودة لمنازلهم”.

وأضافت: “هناك حالة اكتئاب ومقت كبيرة من الذي حصل بمخيم عين الحلوة، وهناك ضيق في مساحات منازل الأحياء السكنية”.

https://www.youtube.com/watch?v=asVMcmqoGZ0

إلى أين تتجه الأمور؟
قال مسؤول كبير في حركة فتح إن “المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين أمهلوا الجماعات الإسلامية المسلحة في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان حتى نهاية الشهر لتسليم المتهمين بقتل اللواء العرموشي أحد جنرالات الحركة.

ويسود هدوء هش إلى حد كبير في مخيم عين الحلوة بعدما توصلت الأطراف المتحاربة إلى أحدث اتفاق في سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار، يأتي ذلك بعد أسبوع من القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا وإصابة ونزوح المئات.

وسافر مسؤولون كبار من الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين فتح وحماس إلى لبنان في محاولة للتفاوض على إنهاء الاشتباكات.

وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، إنه “متفائل بالتوصل إلى حل” ولكن إذا لم يتم تسليم المتهمين بحلول نهاية الشهر، “كل الاحتمالات مفتوحة”.

وقال الأحمد إن “فتح لا تعارض دخول الجيش اللبناني إلى المخيم للقيام بعملية ضد الجماعات الإسلامية إذا لم تقم بتسليم المتهمين بقتل اللواء العسكري في فتح محمد العرموشي.

وتقليدياً، لا يدخل الجنود اللبنانيون إلى المخيمات الفلسطينية التي تسيطر عليها شبكة من الفصائل الفلسطينية.

وكانت المرة الأخيرة التي دخل فيها الجيش اللبناني في أحد المخيمات عام 2007، عندما اشتبك مع متطرفين إسلاميين في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ودمر معظمه في هذه العملية.

ووقفت حماس على الحياد في الاشتباكات بين فتح وعدد من الجماعات الإسلامية المتطرفة في المخيم، لكن الأحمد اتهم أعضاء حماس بحمل السلاح ضد فتح “في بعض مناطق القتال”، الاتهامات التي نفتها حماس.

وقال موسى أبو مرزوق، القيادي في الحركة، الذي التقى الأيام الماضية بمسؤولين لبنانيين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية لمحاولة التوصل إلى تسوية لإنهاء الاشتباكات، في رسالة عبر تطبيق واتساب: “لم نتورط في إطلاق النار على الإطلاق”.

وأضاف: “كانت هناك جهود متواصلة من قبل حماس للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بأي شكل من الأشكال”.

وتابع: “من الواضح أن الاشتباكات لا تجعل أحدًا يسلم أحد، لا أحد يرغب في تسليم نفسه في ظل الحرب.”

ونفى المتحدث باسم حماس في لبنان وليد الكيلاني تحديد موعد نهائي محدد لتسليم قتلة اللواء العرموشي.

وأضاف: “ما تم الاتفاق عليه سيكون تشكيل قوة أمنية مشتركة تضم جميع الفصائل الفلسطينية لتنفيذ عملية تسليم المطلوبين من الجانبين”.

واتهمت كل من فتح وحماس قوى خارجية بإذكاء العنف في المخيم، الذي يأوي أكثر من 50 ألف شخص، في محاولة لإضعاف القضية الفلسطينية.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، فإن “18 شخصًا قتلوا وأصيب 140 آخرون في الجولة الأخيرة من الاشتباكات، التي اندلعت بالسابع من أيلول/ سبتمبر.

وتسبب الاشتباكات في نُزوح ما يقرب من 1,000 باتوا يقيمون في ملاجئ الطوارئ التي أنشأتها وكالة أونروا بينما كان مئات آخرون يقيمون في مواقع أخرى، بما في ذلك مسجد قريب وساحة مبنى بلدية مدينة صيدا المتاخمة للمخيم.

وفي وقت سابق من هذا الصيف اندلعت معارك في شوارع مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والجماعات الإسلامية استمرت عدة أيام، في أعقاب اتهام فتح الإسلاميين بقتل العرموشي وأربعة من رفاقه في 30 يوليو/تموز.

يبدو أن عملية الاغتيال كانت بمثابة عمل انتقامي بعدما أطلق مسلحٌ مجهول النار على المتشدد الإسلامي محمود خليل، مما أدى إلى مقتل رفيق له بدلاً عنه.

وخلّفت معارك الشوارع ما لا يقل عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، وأرغمت المئات من اللاجئين على الفرار من منازلهم.

وشغلت اشتباكات مخيم عين الحلوة طيلة الفترة الماضية مساحةً كبيرةً من اهتمام الاعلام المحلي والعربي، كون المخيمات تُمثّل الواجهة الوطنية للاجئين الفلسطينيين المُبعدين عن منازلهم وبيوتهم قَسرًا نتيجة المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية عام 1948.

وتتجه أصابع الاتهام في أحداث عين الحلوة إلى الجماعات المتشددة والتكفيرية الموجودة داخل المخيم، والتي أشعلت فتيل الاشتباكات بعدما استقر رصاص حقدها في جسد اللواء محمد العرموشي أحد أبرز القيادات الفلسطينية في لبنان عبر كمينٍ مُحكم.

دور تيار الإصلاح الديمقراطي بمخيمات اللاجئين في لبنان
يجمع سكان المخيمات الفلسطينية على أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح كان دائمًا داعمًا للوحدة الوطنية ومشددًا على ضرورة تعزيزها في مواجهة التحديات التي تستهدف قضيتنا الوطنية.

يُنفذ التيار أنشطة متنوعة تستهدف اللاجئين من أبناء المخيمات دون تمييز على خلفية الانتماء الحزبي أو السياسي، رافعًا شعار الوحدة الوطنية ومُوجهًا بندقيته نحو كل من يُريد النيل من صمود الفلسطينيين في مخيمات اللجوء مستهدفًا أمنهم وممتلكاتهم.

لعب تيار الإصلاح الديمقراطي دورًا مهمًا في تعزيز الحالة الأمنية داخل المخيمات الفلسطينية عبر الشراكة الثنائية مع جميع المكونات اللبنانية التزامًا بالميثاق الوطني والشراكة الحقيقية.

منذ نشأة تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح وهو يولي اللاجئين بالمخيمات الفلسطينية في لبنان اهتمامًا كبيرًا ويسعى لخدمتهم بشتى الوسائل والسبل، وكان دومًا حاضرًا بمشاريعه الاغاثية والتنموية والإنسانية عبر اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي “تكافل”.

واليوم ستُعزز تلك الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين بمخيمات لبنان في أعقاب إعلان “التيار” عن تأسيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية والتي تستهدف الفلسطيني أينما كان تعزيزًا للتضامن والتكافل المجتمعي بما يُؤسس لشراكة حقيقية مع الجميع بعيدًا عن التفرد والهيمنة.

الفيلسوف الإيطالي جياني فاتيمو.. تضامن مع فلسطين حتى الرمق الأخير!

مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

على مدى سنوات الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي حظيت القضية الفلسطينية بعشرات المتضامنين حول العالم الذين مثّلوا الصوت الحُر في المحافل الدولية والذين كان من بينهم جياني فاتيمو.

“فاتيمو” الذي ناضل وكافح لأجل إيصال صوت المظلومية الفلسطينية إلى العالم غير آبهٍ بمكر الصهيونية العالمية، ومدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان يُغادر عالمنا بصمتٍ وهدوء لتسكن روحه المتعبة بعد نضالٍ طويل.

غيّب الموت، الثلاثاء الماضي أحد أبرز المنافحين والمدافعين عن الحق الفلسطيني لكن مواقفه وكلماته الخالدة لن يُغيّبها الزمان أو تنال منها المؤامرات.

لم يمنع الفيلسوف الإيطالي تقدمه في السن وبلوغه عتبة 87 عامًا وانشغاله بتدريس الهيرمينوطيقا الفلسفية في جامعة توران بإيطاليا من أن يصدح بصوته الشجاع الرافض لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

من هو جياني فاتيمو؟

سياسي وفيلسوف إيطالي، ولد في مدينة تورينو بمقاطعة بييمونتي. درس الفلسفة الوجودية في جامعة تورينو، وتخرج في عام 1959 وأصبح أستاذاً مساعداً عام 1964، ومن ثم استاذاً في الأخلاقيات عام 1969 وخلال عام 1982 أصبح أستاذاً في الفلسفة النظرية، كما كان أستاذاً زائراً في عددٍ من الجامعات الأمريكية.

التحق بالحزب الشيوعي الإيطالي واُنتخب عضواً في البرلمان الأوروبي للمرة الأولى عام 1999، ولولاية ثانية في عام 2009 وكان يحظى بشعبية واسعة بين الطلبة والشخصيات الاعتبارية.

ومنذ العام 1982 درّس الفلسفة النظرية في الجامعة ذاتها، ولعل العديد من المؤلفات أشهرها: “مدخل إلى هايدغر” (1984)، و تفكيك الصهيونية: نقد ميتافيزيقيات السياسة (2014).

أدخل فاتيمو مفهوم التفكر الضعيف بعدما لاحظه في التبريرات الميتافيزيقية التي يقدمها المتطرفون؛ ومنهم يساريون من طلابه؛ ومن هذا المفهوم “ضعف التفكر” دخل على تحليل الميتافيزيقيا الغربية كتاريخ متراكم من الضعف في بُنى معرفية وقيمية قوية، ليتبنَّى من خلال ذلك موت الميتافيزيقيا وإعادة بناء القيم الأوروبية.

أما بشكلٍ عام فقد دخل عالم التنظير لما بعد الحداثة من خلال مفهوم الانعتاق النيتشوي من عنف الميتافيزيقيا وذلك من خلال تأصيل الاختلاف التأويلي الهيدغري للتاريخ؛ بما يُؤسس لفلسفةٍ مُتجددة تُمثّل عُمدة تصوره لنهاية الحداثة.

موقفه من حركات التحرر الوطني والقضية الفلسطينية

في تاريخ 28 فبراير 2009، وقّع فاتيمو على عريضة تدعو الاتحاد الأوروبي إلى إزالة حركة حماس من لائحة المنظمات الإرهابية، ومنحها الاعتراف الكامل باعتبار حق مقاومة الاحتلال مكفول بموجب القانون.

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة صرّح لوسائل الاعلام قائلًا: “يجب اطلاق النار على أولئك الصهاينة الأنذال، مضيفًا: “لو كان الأمر بيدي لدعوت لاكتتاب عالمي لشراء أسلحة للفلسطينيين لوقف الإسرائيليين الذين يُنفذون ذبحًا جماعيًا لهم”.

ولما سُئل عما اذا كان يريد المزيد من القتلى الإسرائيليين أجاب بكل شجاعة: “بالطبع.. لأن إسرائيل أسوأ قليلاً من النازيين”.

وخلال سنوات حياته، قدّم الراحل جياني فاتيمو نقدًا متعدد الأوجه للأسس اللاهوتية والسياسية للمشروع الصهيوني والنتائج الاقتصادية والجيوسياسية والثقافية لهذه الأسس، والذي يُعتبر مساهمةً كبيرة في المناقشات المحيطة لدى دولة الاحتلال اليوم.

نعى الفصائل الفلسطينية

أكدت القوى الوطنية والإسلامية على أن “شعبنا الفلسطيني فقد رجلًا شجاعًا وشهمًا كرّس حياته للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومنها حق مقاومة الاحتلال والتنديد بجرائمه المتواصلة.

وأشادت القوى بدفاع الفيلسوف الإيطالي عن حركات التحرر الوطني أمام الاتحاد الأوروبي، ومواقفه المعلنة ضد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة.

ودعت كل أحرار العالم للسير على خطى الثائر الإيطالي الحُر جياني فانتيمو، وأخذ اللواء من بعده للدفاع عن فلسطين، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

على ذات الدرب!
وخلال السنوات القليلة الماضية برزت أسماءً لأبطال لم يتوانوا لحظة عن نُصرة الشعب الفلسطيني بل ورحلوا على أيدي الاحتلال الذي يسعى لتغييب الحق الفلسطيني وطمس الرواية الوطنية.

وكان من بين تلك الأسماء المتضامنة راشيل كوري التي لم تَسلم من آلة الحرب الإسرائيلية وغادرت عالمنا وهي تتصدى لجرافات الاحتلال في محافظة رفح عام 2003.

“راشيل”، أمريكية وُلدت عام 10 أبريل 1979 وهي عضوةٌ في حركة التضامن العالمية، سافرت إلى قطاع غزة أثناء الانتفاضة الثانية وقتلت على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية كانت تقوم بهدمِ مبانٍ لفلسطينيين جنوب القطاع.

إلى ماذا إفتقد خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة؟

غزة_ خاص مصدر الاخبارية:

أكد محللون سياسيون أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء شاملاً للمطالب والحقوق الفلسطينية لكنه يفتقد لآليات وخطوات حقيقية قادرة على دفع العالم الدولي للضغط على إسرائيل لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

وقال هؤلاء المحللون في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الاخبارية إنه على الرغم من أن الخطاب بدأ بعبارة قوية بأن السلام بالشرق الاوسط مرتبط بالقضية الفلسطينية في رسالة إلى أن قضية فلسطين مركزية كما هي، لكن العالم يستجيب لمطالب يكون مقابلها خيارات سيتم اللجوء إليها حال لم تحقق.

ورأى المحلل عصمت منصور أن “الخطاب في جوهره كان عبارة عن إعادة وانتاج وتكرار للخطابات السابقة ولذات المناشدات والدعوات التي لا يلقي لها العالم اي وزن ولا يكترث لها”.

وأوضح منصور أن “ما يحتاجه الشعب الفلسطيني لسماعه مواقف واضحة اتجاه قضايا الداخلية ومستقبله لاسيما على صعيد الوحدة الوطنيه وتنظيم الانتخابات والعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي”.

وتابع “صحيح ان الرئيس تحدث عن رفضه تحميل السلطة مسؤولية عدم تنظيم الانتخابات وحملها لرفض الاحتلال إجراؤها في مدينة القدس لكن كان بالامكان اللجوء الى وسائل وطرق من شانها الضغط نحو تجديد الشرعيات وضخ الدماء في المؤسسات الفلسطينية وتحصين الجبهة الداخلية بوجه اسرائيل”.

وأكد أن “الخطاب كان أقل مما يتوقعه الشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى مواقف تطمئنه على مستقبله وأمنه، ووجود تحول ووجهه حقيقيه لاحداث تغيير في العلاقه مع الاحتلال وانهاء الانقسام الداخلي”.

وقال: “للاسف إن خطاب الرئيس لم يحمل نبره يمكن من خلالها دفع العالم لأخذ المطالب على محمل الجد وجاءت من موقع الذي ينتظر ويقبل بحالة الانتظار دون أن يضع خطوط حمراء ويجعل العالم يقف امام مسؤولياته”.

وشدد على  أن “العالم يتجاوب مع مطالب يكون مقابلها خيارات سيتم اللجوء اليها حال لم تتحقق تجعله قلقاً بشان الاوضاع القادمة ومستقبل الاستقرار”.

بدوره قال الكاتب السياسي عزات جمال إن خطاب الرئيس عباس لم يأت بجديد.

وأضاف جمال أن “ما تطرق إليه الخطاب من أحداث وشواهد متعلقة بنكبة الشعب الفلسطيني ودور كل من بريطانيا وأمريكا الأساسي في وجود دولة إسرائيل، وفشل الأمم المتحدة في إنصاف شعبنا الفلسطيني على مدار 75 سنة، ورفض الاحتلال لتطبيق أي من قراراتها الدولية رغم إلتزام السلطة بها، يدين نهج أوسلو ويثبت فشله السياسي الذي لا زال يراهن عليه”.

وأكد جمال أن “الشعب الفلسطيني بحاجة لمن يحقق آماله وقيادة تتخذ خطوات عملية وفعالية على أرض الواقع لإنهاء الاحتلال وإلزام العالم بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة”.

وشدد على أن “الاستجداء من عالم يخشى الاحتلال ولا يفكر بحقوق الفلسطينيين لا يعني شئ ولا ينسجم مع الواقع، فالحقوق تنتزع انتزعاً والأقوياء يفرضون على الجميع احترامهم”.

من جانبه قال المحلل د.هاني العقاد إن الرئيس عباس وضع من خلال خطابه العالم أمام حقوق الشعب الفلسطيني، وحمل رسالة للمطبعين ولاسرائيل وحلفائها حول مفتاح السلام في الشرق الأوسط.

واضاف العقاد لشبكة مصدر الاخبارية أنه ذكر العالم الدولي بضرورة تطبيق قراراته المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني وطلب منهم تطبيق قرار واحد من أصل المئات صادقت عليها الأمم المتحدة تتعلق بالاستيطان وعودة اللاجئين وأوضاع المقدسات الإسلامية خاصة في مدينة القدس المحتلة.

وتابع العقاد أن الرئيس عباس طالب العالم والأمم المتحدة بضرورة انهاء الاحتلال ووقف عمليات السيطرة على الأرض في الضفة الغربية ومدينة القدس ومنح الفلسطينيين حقوقهم على أساس مبادرة السلام العربية، لكن السؤال الأبرز “هل سيستطيع العالم إجبار إسرائيلي على ذلك”.

وعبر عن اعتقاده بأن “معركة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه ودولته طويلة، ويحتاج لجهود مكثفة من المجتمع الدولي، وأن يتعامل بمعايير العدالة والمساواة دون الكيل بمكيالين”.

وأشار إلى أن “كل مطالب الشعب الفلسطيني تصطدم برغبة عدد من الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل ما يجعل تطبيقها صعباً”.

وأكد على أن “المعركة في المنصات الدولية لا تقل أهمية عن نظيرتها على الأرض لكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي ومساعيه لطمس الهوية الفلسطينية”.

وشدد على أنه “في ظل الانحياز الكامل للولايات المتحدة لإسرائيل ولعبها على عامل الوقت في مسألة الصراع وعدم ممارستها لأي ضغط حقيقي نحو حل الدولتين من الصعب تحقيق المطالب الفلسطينية، ويتوجب ممارسة ضغوط وتحركات واسعة تكون قادرة على تحريك أصوات الشعوب الت”.

ونوه إلى أن “المطلوب لحشد دعم ضد إسرائيل بذل جهود مكثفة لفضح جرائم الاحتلال ودفعه للتلويح بفرض عقوبات ضدها أو إقرارها على أرض الواقع، كخطوة أولى على طريق التحرر والاستقلال”.

إقرأ أيضاً: أبرز ما جاء في خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة 

Exit mobile version