المسنّة نايفة النواتي.. منحها الاحتلال الأمان ثم قتلها حرقًا

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

من المهام الصعبة بعد انسحاب جنود الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي هو أن تبحث عن ضريح أحبائك ويروادك الخوف والقلق أن لا تجده.

مشاعر مختلطة من الخوف وأحيانًا الجمود وكأن الأمر أصبح عاديًا وجود الجثث في الشوارع ينتظرون ذويهم لينتشلوهم، نعم الشهيد المتحلل ينتظر أقاربه ليأتوا حتى يواروه الثرى، وما أن تمشي في الشارع فلن تجد سوى الركام وحتى عندما ترى الناس جميعهم يحدثوك عن عدد شهدائهم.

ينتظر الناس الجرافة وقلوبهم ترتجف، نساء مع أزواجهن، أبناء لوحدهم، كلهم، يصطفون عند البوابة الشرقية، للمستشفى، يرمقون بأعينهم، كيف تتحرك الجرافة، يبحثون كل كفة رمل تنزل من الجرافة، بعد تجريفها، لأماكن، متوقع أن يكون بها، جثامين لشهداء، كان الاحتلال، قتلهم ودفنهم، يد هنا، وقدم هناك، جسد متحلل، في زاوية المستشفى، يتسابق الموظفون، ومعهم أكياس بيضاء، يكتبون عليها، جثة مجهولة، بالإضافة لرقمها، مشاهد تحبس الأنفاس.

جرائم وهجوم مفاجئ

في جريمة جديدة واحدة من آلاف الجرائم التي ارتكبها جنود الاحتلال، فهي بحق الحاجة المُسنة نايفة رزق النواتي (94 عامًا) إذ قام بحرقها، خلال هجومه المفاجئ على مجمع الشفاء ومحيطه في شهر آذار (مارس) الماضي.

المسنة الشهيدة نايفة النواتي كانت لا تقوى على الكلام أو السير وحدها بالإضافة إلى أنها تعاني من مرض الزهايمر، ونزحت أكثر من مرة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين بغزة، وبعد عودتها مع عائلتها إلى منزلهم محيط المستشفى، عاد الاحتلال مهاجمته في يوم 18 مارس، وبعد مرور 10 أيام انتهى بعد أن قتل مئات المراطنين وبعضهم مفقودين وتدمير المجمع بشكل لا يُوصف.

يقص حفيدها إسلام النواتي لـ”شبكة مصدر الإخبارية” ما حدث مع جدته، قائلًا إن جنود الاحتلال ارتكبوا أفظع الجرائم بقصف وحرق وحصار المستشفى بحق النازحين داخله ومحيطه، من بينهم منزل عائلته الذي يقع في بناية سكنية مكونة من 24 شقة بداخلها قرابة 70 مدنيًا.

وبعد أربعة أيام من اقتحام المستشفى هاجم الاحتلال البناية، واعتقل الرجال واستجوبهم وتحت تهديد السلاح أرغم النساء والأطفال على مغادرة المنطقة تجاه جنوب قطاع، ورفض خروج الحاجة نايفة وطلب منهم تركها وحدها في الشقة، زاعمًا أنها ستبقى في أمان وسيتم العناية بها جيدًا، يقول إسلام.

ويضيف: “رفضت زوجة عمي التي كانت ترافقها منذ أول يوم في الحرب، وقالت لهم إنها مسنة بحاجة إلى عناية خاصة، ورد عليها الجيش مدعيًا إنها حتكون في مكان آمن معهم، وعليكم المغادرة إلى الجنوب”.

تُركت وحيدة

ويردف النواتي أنّ جدته تركت على سريرها كما كانت في الشقة وحيدة، بحالة من الرعب خوفًا من الاحتلال، وأصوات القصف مستمرة، مردفًا أنهم كانوا قلقين حول مصيرها وما سيفعله الاحتلال عندما تركوها معهم.

ويشير إلى أنّ اختفت آثار جدته، وخشي أعمامه من استخدامها كدروع بشرية، وتواصلوا مع الصليب الأحمر لمعرفة مصيرها، لكن الصليب أجابهم بأنه ليس لديه تواصل مع الاحتلال في شمال غزة”.

لكن في الواقع، تركوا الحاجة نايفة بعيدًا عن أبنائها وأحفادها على سريرها كما كانت وأشعلوا النار في جميع أنحاء المبنى،

ويتابع أنّه منذ 21 مارس (آذار)، بحثت العائلة بأكملها عن أخبار لها صلة بجدته، وخلال فترة الاختفاء بأكملها، لم تعرف العائلة شيئًا.

ويكمل قوله: “وفي اليوم الذي غادر فيه الجيش قلب مدينة غزة، ذهب عمي لتفقد أين توجد جدتي لم يجد شيئًا ويوم بعد يوم جاء اتصال إلى عمي يقول له إن والدتك موجودة بالشقة والجيش ما طلعها خارج الشقة ومن هنا ذهب عمي لتفقد كل شبر في الشقة وللأسف تمكن من التعرف على بقايا عظامها في الأجزاء المحروقة من الشقة التي تركت فيها وحيدة وحسب قولهم بأمان”.

وتساءل حفيد نايفة النواتي: “فهل هذا يسمى أمناً كما قال الجنود للعائلة عندما أرغموهم على مغادرة منزلهم؟”.

ويُلفت إلى أنّ جدته كانت تملك ذكريات كثيرة لا زلنا بحاجة لسماعها، مطالبًا المجتمع الدولي بحماية المدنيين في قطاع غزة ووقف الحرب الإسرائيلية بشكل فوري.

“عذبوني بالدواء”.. الطفل نمر النمر يروي تفاصيل مرّوعة حول اعتقاله وتعذيبه

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“كانوا يعذبوني بالدواء، لما كنت أطلب حبة الدواء بطلبها بمذلة، المستوطنين يجيبوا أولادهم الصغار ويتبولوا علينا، ويطبلوا على باب السجن ونطلع عليهم يبزقون بوجوهنا، ويكهربونا، يجيبوا كلاب ليل نهار ويصيروا يعووّا وينهشوا بالمساجين ويخرمشوا فيهم”، هذا ما عاشه الطفل نمر سعدي النمر فترة اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقبل اعتقاله خرج الطفل نمر “12 عامًا”، للحصول على مساعدات إنسانية التي تم إسقاطها جويًا شمال قطاع غزة، لكن جيش الاحتلال أطلق عليه الرصاص الحي.

ويقص الطفل نمر ل”شبكة مصدر الإخبارية” تفاصيل إصابته واعتقاله وتعذيبه عقب إصابته بخمس رصاصات أثناء الركض وراء صناديق المساعدات المتساقطة من السماء في بيت حانون شمال القطاع.

ويضيف: “قبل ما الجيش يعتقلني كنت أجري مع الناس خلف صناديق المساعدات بس صار إطلاق نار وقعت على الأرض والدم صار ينزف من بطني وقدمي”.

ويردف: “بعد شوي أجاني الجيش اليهود وهم بطخوا ولما وصلوا صار الجندي يحكيلي يلا قوم وما قدرت، فقام بضربي بالبسطار على رجلي وخصري وعلى رأسي على إثرها وقدت الوعي تمامًا”.

وعند عودته للوعي وجد نفسه على أحد الأسرة مع معتقلين آخرين يئنون من الألم، وخضع للعلاج لثلاثة أيام ثم نقل إلى معسكر اعتقال قرب “زكيم” شمال غزة.

وعبر عن شعوره بالألم، متسائلًا: “كيف ياخدوني هيك، والعالم التاني ما بعيشوا متلنا وعايشين الحياة الطبيعية”.

ويشير نمر الذي تظهر عليه ملامح التعب الشديد، إلى أنّ امتدت فترة اعتقاله لأسبوعين إذ تعرض خلالها جميع أنواع التعذيب والتنكيل والترويع”.

ويكمل قوله: “خلال وجودي في السجن كنت أتوجع وأنقهر كل يوم على حالي، أنا شو ذنبي وشو دخلني يطلق عليا طلق متفجر”.

وبحسرة يلفت النمر إلى أنّه أُصيب في قدمه مما أدت لقطع أوتار الشرايين، بالإضافة إلى ظهره وبطنه”.

ويستذكر الطفل المُعيل لعائلته: “كنت دايمًا كل ما أصحى تقولي أختي تروح تجيب ننة؟ يعني تجيب أكل إلنا، وكنت لما أروح تجري تفتح الباب وتحضني وتسألني جبت جاجة وننة، كنت أعطيها حبة البندورة تاكلها وكنت أطلع أجيب كل اشي بدهم إياه”.

“وبيوم من الأيام طلعت وطخوني اليهود وأخذوني، دايما كنت أفكر بأختي وهي بتاكل ومين بيروح يجيبلها أكل، صعب الوضع عنا كتير”، يقول نمر.

وينوه إلى أنّ “بعد يومين من اعتقاله تم انتقالي إلى زنزانة أرضيتها من الحصى وفي مسجل صوته مرتفع ظل طول الليل شغال، والصبح أتحول للتحقيق وأنا مش نائم وبعاني من الوجع الشديد”.

“في غرفة التحقيق ظل الضابط يسألني عن قرايبي وجيرانا ومين المقاومة ووين الأنفاق وأنا برد عليه ما بعرف أنا طفل، وهو يحكيلي كذاب وهددني بالقتل إن ما حكيت الحقيقة”، يقول نمر.

وتوعد الطفل نمر الجندي الإسرائيلي قائلًا: “بدي أردلو إياها زي ما خبطني إياه بستنى أكبر ولما أكبر بدي أردلو إياها وأدعس على رأسه زي ما دعس على رأسي وأطخه مثل ما طخني”.

اقرأ/ي أيضًا: سفيان أبو صلاح.. اعتقل بقدمين وأُفرج عنه بقدمٍ واحدة

سفيان أبو صلاح.. اعتقل بقدمين وأُفرج عنه بقدمٍ واحدة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لم يُفرق جيش الاحتلال الإسرائيلي في وحشيته وعنجيهته في إبادة المدنيين في قطاع غزة، بين رجل أو طفل أو جريح، إذ لم يرحم الجيش الأسير سفيان أبو صلاح الذي أصيب من رصاصه في قدمه خلال فترة اعتقاله.

أفرج الاحتلال عن أبو صلاح بقدمٍ واحدة، فكان قبل اعتقاله يسير على قدميه الاثنتين ولم يُشكي منها من أي أمراض.

يسرد أبو صلاح لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “الجنود اعتقلوني على قدمين وأعادوني بواحدة، وإصابتي كانت بس من الضرب والتعذيب منهم”.

ويُضيف: “ما كان فيا شيئ وكنت أمشي 100 بالمية من الضرب والتكسير هناك رجلي بترت من المضاعفات بس كان فيها التهاب جرح بسيط وطلبت من الجيش يدخلوني المستشفى ورفضوا كان يماطلوا فيا بكرا كل يوم بكرا”.

وبسبب مماطلة جنود الاحتلال تعرضت قدم سفيان للالتهاب وانتشرت الغرغرينا فيها واقتربت أن تنبتر، وعلى إثرها انتقل إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية.

“في طريقي إلى المستشفى ضربوني وكسروني وبعدها أخدوني على سجون عسكرية كلها مردوانات وبركسات كبيرة” يقول سفيان.

ووصف أيام اعتقاله بالقول: “هناك بدأ العذاب واليوم بسنة، وخسرت وزني من 80 كيلو إلى 50”.

ويُشير إلى أنّه اعتقل لمدة 50 يومًا كأنهم 50 عامًا، وخلال فترة اعتقال تعرض لشتى أنواع العذاب والتنكيل داخل سجون الاحتلال.

وما تعرض له سفيان أبو صلاح يتعرض له الأسرى الفلسطينيين كافة، الذين اعتقلوا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأطلق الاحتلال سراح عشرات الأسرى من مناطق غزة وشمال القطاع إلى جنوبي القطاع بشكل أسبوعي، مما كشف عن حجم التعذيب والتنكيل الذين تعرضوا له.

وفي وقت سابق، كشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني خاص بأسرى قطاع غزة، عن فظائع ومخالفات قانونية وغير إنسانية ترتكب بحق المعتقلين من غزة، أدت لبتر أطراف بعضهم بسبب تكبيلهم بالأصفاد طوال الوقت، إضافة لإرغامهم على استخدام الحفاضات بدلًا من قضاء حوائجهم.

وقال الطبيب لوزير الجيش يؤاف غالانت، ووزير الصحة، والمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، إن أساليب قاسية تستخدم بحق الأسرى من غزة، خاصة في المعتقلات الميدانية.

وأشار إلى أنه في الأسبوع الأخير فقط، خضع معتقلان لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت من تكبيل أيديهم، مردفًا: “لسوء الحظ هذا أصبح حدث روتيني”.

وروى أنه يتم تغذية الأسرى داخل المستشفى الميداني بطرق مسيئة، ويرغم المعتقلون على التغوط في حفاضات، ويستمر تكبيل أيديهم طوال الوقت، وهي ظواهر تتعارض مع المعايير الطبية والقانونية.

وتابع أنه “منذ الأيام الأولى لتشغيل المستشفى الميداني، وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة”، محذرًا من أن “خصائص أنشطة المستشفى لا تتوافق مع أي من الأقسام المتعلقة بالصحة، وفق قوانين اعتقال المقاتلين غير الشرعيين، حيث لا يتلقى المستشفى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية”.

ولفت إلى أن جميع مرضاه مكبلون من أطرافهم الأربعة بغض النظر عن مدى خطورتهم، ويتم تغطية أعينهم ويتم إطعامهم بطرق مسيئة، وأن المرضى الصغار والأصحاء يفقدون الوزن بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من العلاج.

ولفت الطبيب الإسرائيلي إلى أنه يتم تقييد أيدي المعتقلين في المستشفى الميداني طوال ساعات اليوم ويجبرون أن يبقون معصوبي الأعين، وأكثر من نصف المرضى فيه موجودون بسبب الإصابة التي تطورت أثناء الاعتقال بسبب الأغلال التي تبقى في أيديهم لوقت طويل، ما يسبب لهم إصابات خطيرة تتطلب تدخلات جراحية متكررة.

في يوم الأسير الفلسطيني.. عائلات تتلهف لرؤية أبناءها مجدداً

غزة_خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تمر اليوم الأربعاء السابع عشر من نيسان/ أبريل 2024 ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، في وقت تتلهف عائلات آلاف الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لرؤية أبناءهم في منازلهم مجدداً، لاسيما بعد انقطاع كامل للأخبار عن أحوالهم، وظروف اعتقالهم.

الغزي، أبو علاء أبو شعبان، يتوق بشوق كبير إلى رؤية إبنه محمد الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول للحرب البرية على غزة قرب حدود مخيم البريج وسط القطاع.

ويقول أبو علاء في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إنه “لا يعلم أي خبر سيء أو جيد عن ابنه منذ إعتقاله، سوى مكالمة وحيدة أبلغ خلالها بأنه معتقل في السجون الإسرائيلية وهو مصاب”.

ويضيف أبو شعبان، النازح من مدينة غزة إلى رفح أنه “يتابع بشكل دوري أسماء المعتقلين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم على أمل أن يكون إبنه بينهم”.

ويشير إلى أن “أبناء محمد السبعة يسألون يومياً عن أبيهم، وللأسف الجواب لهم، بأن يدعو المولى عز وجل بالفرج القريب له، ولجميع الأسرى”.

وبمكان ايس ببعيد عن خيمة أبو شعبان، تجلس الفلسطينية أم أحمد الطيب حبيسة التفكير بإبنها سعيد الذي إعتقاله جيش الاحتلال من داخل منزل العائلة في حي النصر بمدينة غزة في شهر يناير الماضي.

وتقول أم أحمد، إن “نبأ اعتقال سعيد علمته بعدما فقد لعدة أيام، لتتواصل مع الصليب الأحمر، وتعلم فيما بعد بأنه معتقل في سجن النقب”.

وتضيف بأن “الألم يعتصر قلبها كلما تسمع الأنباء التي تتحدث عن التعذيب الشديد الذي يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة أبناء غزة”.

وتشير إلى أن “أمهات الأسرى يستذكرن يومياً أبناءهم في سجون الاحتلال، على أمل رؤيتهم خارج أسوار الزنازين”.

وتلفت إلى أن “يوم الأسير الفلسطيني يأتي هذا العام، والألم داخل كل بيت فلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس، مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق كل ما هو فلسطيني”.

وتعبر عن أملها” بأن تنتهي مأساة غزة قريباً وأن يرى جميع الأسرى النور، سواء بصفقة تبادل للأسرى، أو بالضغط على إسرائيل للإفراج عنهم”.

ويبلغ اليوم عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أكثر من 9500 أسير/ ة، وهذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة (الإختفاء القسري).

وبحسب مكتب إعلام الأسرى، تصاعد أعداد الأسيرات الفلسطينيات بعد السابع من أكتوبر، حيث يبلغ عددهنّ اليوم (80) أسيرة، منهنّ ثلاث أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل السابع من أكتوبر، وهذا المعطى لا يشمل كافة الأسيرات من غزة المحتجزات في المعسكرات.

وقال المكتب في بيان إن عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) ممن تقل أعمارهم عن (18 عامًا) بلغ أكثر من (200) طفل موزعون على سجون (مجدو، عوفر، والدامون)، بينهم (24) طفلًا من غزة.

وأضاف أن عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال ارتفع بعد السابع من أكتوبر بوتيرة غير مسبوقة تاريخيًا، حتى وصل عددهم إلى أكثر من (3660) معتقلًا إداريًا (حتى بداية نيسان) من بينهم (22) من النساء، وأكثر من (40) طفلًا.

وأشار إلى أن عدد المعتقلين الذين صنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين) يبلغ وفقًا لمعطى إدارة السّجون، (849) حتى بداية نيسان 2024.

وبين أن عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال يبلغ (56) صحفيًا منهم (45) اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم (4) صحفيات.

وتابع أن “عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال (17) جلهم رهن الاعتقال الإداريّ، أقدمهم الأسيرين القائدين مروان البرغوثي، وأحمد سعدات”.

وأكد أن عدد الأسرى القدامى المعتقلين بشكل متواصل يبلغ اليوم (21) أسيرًا أقدمهم الأسير محمد الطوس من بلدة الجبعة، وهو معتقل منذ عام 1985، حيث يُضاف إليهم (11) أسيرًا وهم اعتقلوا منذ ما قبل توقيع اتفاقية “أوسلو” وأفرج عنهم ضمن صفقة “وفاء الأحرار” التي تمت عام 2011.

وشدد على أن عدد الأسرى الذين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد ومن ينتظرون أحكامًا مؤبدة، يبلغون نحو (600) أسير فلسطيني، وأعلاهم حُكمًا الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بالسّجن لـ(67) مؤبدًا، يليه الأسير إبراهيم حامد المحكوم بالسّجن لـمدة (54) مؤبدًا.

ونبه إلى إرتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (252) شهيدًا منذ عام 1967، وذلك بعد أن ارتقى داخل سجون الاحتلال (16) أسيرًا ومعتقلًا، وهذا المعطى لا يشمل كافة شهداء الحركة الأسيرة بعد السابع من أكتوبر، مع استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

وذكر أن عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم (27) شهيدًا، أقدمهم الأسير الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.

اقرأ أيضاً: حزب الله يستهدف عدة مواقع إسرائيلية على الحدود

المصور سامي شحادة.. عندما يصبح راصد الخبر هو خبر

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

حين يتحول راصد الخبر إلى خبرٍ مؤلم يشهده العالم والكاميرا التي يوثق بها آلام المواطنين الذين يعانون حربًا صعبة آلمت بهم ولم ترحم أي بشر أو حجرٍ أو شجر، شعورٌ يصعب على أحد الشعور به إلا صحفيو غزة.

سامي شحادة، مصور صحافي من قطاع غزة كان يسير نحو مخيمٍ يكتظ بالسكان أعلن جيش الاحتلال أنه يقوم بعملية عسكرية مباغتة فيه، لكن وظيفته المحمية دوليًا وملابسه الدّالة على ذلك لم تشفع لهذا الصحفي أمام إجرام الاحتلال الذي ألقى عليه قذيفة أودت به جريحًا مبتور القدم.

يحاول جيش الاحتلال أن يطمس حقيقة ما يقوم به من إجرام ضد المدنيين وتدميره لكل ما هو أمامه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

يروي سامي لـ “شبكة مصدر الإخبارية” تفاصيل استهداف الاحتلال له هو وبعض من زملائه الذين يرتدون الأدرع والخوذ الصحفية أثناء توجههم لتغطية الأحداث وحركة النزوح في النصيرات.

بعد دخولهم النصيرات بدقيقتين، أسقط الاحتلال قذيفة متفجرة عليهم بشكل مباشر، أدت لبتر قدم سامي ونجا منها باقي زملاءه.

ومن الطبيعي أن يتعلم الصحفي خلال مسيرته المهنية أساسيات الإسعافات الأولية وطرق النجاة من الخطر الذي يواجههم أثناء تغطيتهم لأحداث الحروب وفي الميدان.

حاول سامي إسعاف نفسه عن طريق ربط قدمه لوقف تدفق الدم منها والزحف نحو زملاءه والمواطنين من أصحاب المنطقة الشاهدين على الاستهداف لكنهم يبعدون عنه بضع أمتار.

كان يأمل أن تبقى قدمه على حالها أو يتم علاجها عبر البلاتين، لكن الأطباء أفقدوه هذا الأمل قائلين له إن العظام والأنسجة متهتكة ويجب بترها من أسفل الركبة، منتظرًا أن يتم ترتيب إجراءات العلاج بالخارج وتركيب مفصل صناعي.

وعن العودة للعمل مرة أخرى كصحفي فاقد لطرفٍ من أطرافه، أوضح سامي أن إصابته لن تثنيه عن العودة للعمل مرة أخرى والنزول للميدان لفضح جرائم الاحتلال وتغطية الأحداث التي تجري في فلسطين خاصة.

لم يختلف الصحفي سامي عن باقي المدنيين في قطاع غزة، فقد نزح من مكان إقامته في شمال قطاع غزة إلى جنوبه قسرًا بسبب توغل الاحتلال وتهديده، اصطحب معه الكاميرا الخاصة به محاولًا توثيق ما يحدث بالطرقات والمناطق التي يمر بها خلال نزوحه.

ويُشير إلى أنّه نزح من شمال قطاع غزة مع زملائه مرغمين بسبب التوغل الإسرائيلي في القطاع، اصطحب معه الكاميرا الخاصة به وقام بإخراجها لتوثيق نزوح المواطنين مرورًا بمستشفى الشفاء الذي كان متواجدًا به أثناء حصار الاحتلال له، ثم توجهه لخان يونس جنوب القطاع وتغطيته لحركة توغل الاحتلال تجاه مستشفى ناصر الطبي وارتكاب الجرائم والمجازر فيه.

واستدرك سامي لـ “شبكة مصدر الإخبارية”: “كان من نصيبي أن أتعرض للاستهداف والإصابة في مخيم النصيرات وسط القطاع، لكني أنتظر أن يتم إخراجي من غزة للعلاج في تركيا وزراعة طرف صناعي وأمارس حياتي بشكل طبيعي والعودة لعملي”.

وانتقد سامي شحادة النقابات والمجتمع الدولي، قائلًا إن هناك ضعفًا من هؤلاء تجاه حماية الصحفيين وحقوقهم التي كفلها لهم القانون واتفاقية جنيف بشكل خاص، متسائلًا: “أين دورهم في حمايتنا؟ لماذا نقوم بلبس الدرع والخوذة إن كان الاحتلال يجرم بحقنا بشكل مباشر؟”

وختم قوله قائلًا: “ما هو الرادع عقب استشهاد ما يقارب 140 صحفيًا، لا أحد يوقف شلال الدم بحقنا، أتمنى أن أكون آخر صحفي يُصاب هنا في حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع”، مشيرًا إلى أن الصحفي إنسان ولديه عائلة وحياة يجب حمايتها والعودة لها محميًا بحسب القانون.

تكدس النفايات.. النازحين بغزة يخوضون حربًا أخرى مع تفشي الأمراض

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

آلاف الأطنان من النفايات متراصة إلى جانب المنازل المُدمرة في الشوارع وبين الخيام والمدارس في قطاع غزة، فهي حربًا أخرى ضد سكان القطاع دون وجود حلول جذرية لها، فإزالتها بات أمرًا صعب للغاية أمام البلديات.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي، خرجت معظم بلديات قطاع غزة عن العمل، بفعل الظروف الصعبة التي تعانيها طواقم البلديات والاستهدافات الإسرائيلية للأجسام المتحركة، ونفاد الوقود لتحريك مركبات وشاحنات الجمع والترحيل، وتدمير عدد كبير منها.

وانتشار القوارض ومياه الصرف الصحي كارثة بيئية تطارد السكان في مدينة غزة، التي تُعاني من حرب إبادة جماعية، بالإضافة إلى تهالك في الخدمات الأساسية.

وتُعيق النفايات حركة السير خاصة في الشوارع العامة، مصحوبة بروائح كريهة نتيجة وجود عشرات الجيف، ومخلفات ومواد الصلبة، وبات السكان يكافحون الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات.

ويشعر النازحون بلدغة الحشرات على أجسادهم، كما يختنقون من انبعاثاتها، خاصة في ساعات الليل، مما أثار غضبهم لعدم وجود حلول للتخلص منها.

حروبًا أخرى مع الحشرات

“نعيش حروبًا أخرى مع الحشرات والأمراض بسبب النفايات المتراكمة في الشوارع”، هذا ما قالته الشابة ريم أحمد التي تعيش في إحدى الخيام في دير البلح وسط قطاع غزة.

تؤكد ريم لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ والدتها تُعاني من ضيق في التنفس ولا تحتمل أي روائح كريهة، وأنها أحيانًا تضطر للذهاب إلى المستشفى لأخذ الأوكسجين الصناعي، لمساعدتها في التنفس بشكل طبيعي.

لم تقف المعاناة إلى هنا فحسب، بل تعرضت أجساد عائلتها للدغات البعوض والذباب المنتشر في محيط الخيمة بشكل كثيف، وبعضهم تورمت وجوههم مما اضطروا للبدء برحلة علاجية تستمر لأسبوعين فأكثر.

وتُشير الشابة العشرينية تظهر على وجهها علامات الغضب، إلى أن شقيقتها الصغرى تعرضت لفيروس بكتيري في الوجه مما تسبب لها بألم شديد، وبعد معاناة والمتابعة الطبية تماثلت بالشفاء.

وتُبين أنّ حياة سكان مُعرضة للخطر نظرًا لتراص المئات من النفايات في الشوارع خصوصًا وهي ملقاة على الأرض ومكشوفة للحشرات، مما تسببت بالمزيد من الأذى لديهم.

ويعتمد الشمال ومحافظتي غزة بشكل أساسي على مكتب نفايات جحر الديك، والذي تقدر مساحته 220 ألف متر مربع، يستقبل يومياً حوالي 1021 طنًا.

تفاقم الأمراض

الحاج كريم المصري هو الآخر يعاني من حساسية في الجلد فصلًا عن أمراض مزمنة أخرى، يقول لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “تعبنا من الروائح ولدغات الحشرات اليومية خصوصًا في ساعات متأخرة بالليل”.

ويُوضح الستيني أنّ النفايات تسببت بأزمة صحية للسكان ليس هو فقط، مشيرًا إلى أنّه عادت إليه حساسية الجلد بشكل كبير وتناول أدوية بأشكال مختلفة لكنها لم تسعفه حتى هذا الوقت.

ويردف: “حساسية الجلد جعلتني طوال الوقت لا أطيق الكلام وبت سريع الغضب على من حولي، والجميع بدأ يتجنبني نظرًا لحالتي”.

وينوه إلى أنّ معظم الشوارع في غزة غارقة بمياه الصرف الصحي، معربًا عن خوفه من انتشار القوارض والحشرات مع اقتراب فصل الصيف، وعدم قدرة البلدية على مكافحتها في ظل قلة الموارد والإمكانات ت الإغاثية”، مشدداً على ضرورة التدخل العاجل للحد من الكارثة.

وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير سابق إن مخاطر النفايات الصلبة تتفاقم في قطاع غزة بسبب سوء إدارتها نتيجة لمكبات النفايات أو محطات ترحيلها أو نقاط تجمعها، سواء كانت مخاطر بيئية أو صحية، ومنها خطر اشتعالها وحدوث حرائق، إضافة إلى التسبب بأزمات صحية للسكان، والعاملين في المهنة على حدٍ سواء.

وأوضح التقرير أن تدهور واقع إدارة النفايات الصلبة في غزة، وما ينتج عنه من آثار بيئية وصحية لمكبات النفايات في القطاع، إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتمثل في إعاقة إنشاء مكبات في المناطق الحدودية البعيدة عن المناطق السكنية، وكذلك إعاقة عمليات تطوير المكبات الموجودة، إذ حالت دون توسعة مكب النفايات القائم في جحر الديك.

ولفت إلى أنّه طبقًا للمعايير البيئية المحلية الخاصة بعملية تنظيم مكبات النفايات ونقاط ترحيلها؛ فيجب أن تبعد مكبات النفايات مسافة لا تقل عن 500 متر عن التجمعات السكنية، وأن تكون مساحتها كافية لاستيعاب النفايات ضمن خطة زمنية لوقت معلوم.

وتنص المعايير على ضرورة إحاطة المكبات بسياج أو أية وسائل للحد من تأثير الرياح والحيوانات، وألا تقع المكبات ضمن مناطق حساسية لتزويد المياه الجوفية أو مناطق حماية مصادر المياه والأمطار أو المصنفة كمحميات طبيعية.

مخاطر تفشي الأمراض

حذرت بلدية غزة، من انتشار الأمراض الخطيرة بسبب تزايد انتشار القوارض والحشرات الضارة الناجم عن تراكم كميات كبيرة من النفايات في شوارع المدينة.
ويسبب نفاد الوقود، ومنع الاحتلال طواقم البلدية من الوصول إلى المكب الرئيس للمدينة، وتدمير آليات البلدية، بتفاقم الوضع.

ولفت البلدية إلى تراكم كميات كبيرة من النفايات تقدر بنحو 90 ألف طن، وأيضًا تسرب مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة وبرك تجميع مياه الأمطار؛ مما يسبب انتشار الأمراض والروائح الكريهة في القطاع.

في رحلة سعادة جديدة.. غيث الإماراتي يلتقي بأهالي غزة

متابعة- مصدر الإخبارية

“الناس للناس” تطبيقه له أكثر من صورة، وغيث الإماراتي من الذين طبقوا هذا المبدأ من خلال المشاركة في المساعدات الإنسانية برًا وجوًا، بالإضافة إلى مساندة مرضى وجرحى قطاع غزة، المتواجدين في المستشفى العائم الإماراتي.

وانطلق غيث في الحلقة الثامنة والعشرين من برنامج قلبي إطمأن، الموسم السابع، في مهمة جديدة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة.

ويرافقه في البرنامج شاحنات المساعدات الإماراتية لأهالي غزة المحاصرين في القطاع، ويركز في محاولاته بالقضاء على الفقر وتمكين الإنسان في الوطن العربي من خلال تصميم برنامج تمكيني شامل للأماكن المستهدفة.

وظهر غيث وقوفه إلى جانب أهالي غزة الذين يتلقون العلاج في المستشفى الإماراتي العائم، وعلى أبواب معبر رفح، للتأكد من وصول المساعدات إلى الفلسطينيين لدعم غزة.

وتعتبر زيارته هي الأولى من نوعها، لكونها جاءت في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية منذ 185 يومًا، وسط تأكيده على فكرة العبور مسبقًا إلى فلسطين ولكن الحرب منعته من دخولها.

مساندة المرضى في المستشفى العائم

داخل المستشفى الإماراتي يتجول غيث بين مرضى السرطان وجرحى الحرب، يحاورهم ويساندهم معنويًا، بالإضافة إلى مساعدتهم ماديًا.

واستمع غيث إلى الفلسطينيين النازحين داخل المستشفى العائم، والمشاكل التي يعيشونها، ومتطلبات الأطفال وكبار السن.

يقول غيث خلال بث برنامجه “قلبي إطمأن”، إن المستشفى الإماراتي العائم وحدة من أفكار الخير العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة.

ويشير إلى أن المستشفى متكامل من جميع الأقسام الطبية يحتوي على غرف العمليات والتعقيم والمختبر صيدلية وعيادات خارجية.

وفي شهر فبراير الماضي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إبحار مستشفى عائم متكامل متجه إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين.

وتأتي المبادرة في إطار توجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لسكان قطاع غزة وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.

ويحتوي المستشفى 100 سرير، وفيه غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية، إضافة إلى طائرة إخلاء وزورق إخلاء طبي وسيارات إسعاف مجهزة بأحداث الأجهزة الطبية.

التخفيف من معاناة غزة

يضيف غيث الإماراتي أن الحرب بدأت قبل 5 شهور تقريبًا، والحرب على غزة حركت المشاعر والشعوب والعالم لكن هذه الحرب عمرها ليس 5 أشهر فقط، بل عمرها أكثر من 7 أجيال هي رواية فلسطين عن القوة والصمود والأمل رواية.

ويُؤكّد أن شعب غزة أحب الحياة ما استطاع إليها سبيلًا، كل يوم نأخذ منهم درس جديد شعب يعيش حياة لا يمكن حتى تحمل مشاهدتها يعيشون معاناة لا نعلم متى تنتهي.

ويلفت إلى أن مبدأ الناس للناس تطبيقه له أكثر من صورة منها حملة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة هناك من ساعد في التبرع والتعليب في محاولة لإيصالها لغزة.

ويتابع: “الناس اللي مفكرة المساعدات بتطلع هي فقط عبارة عن طرود غذائية مكونة من سكر رز زيت ومعلبات، لكن المساعدات دائمًا أكبر منها تحتوي على الأواني والقدور بأنواعها والطرد هذا إذا وصل محتاج أشياء تانية عشان يأكل فيها”.

ويُوضح أن الهدف من الطرود والمساعدات الإنسانية وإيصالها لأهل غزة، هو التخفيف من معاناتهم ومساندتهم في الحرب.

وشارك غيث الإماراتي في الإنزال الجوي للمساعدات، من تنفيذ عملية “طيور الخير” الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة.

وتأتي عملية “طيور الخير” ضمن إطار “عملية الفارس الشهم/3” لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي السابق، أعلن غيث مفاجئته الأولى بالموسم السابع عن إطلاق منصة غيث الإنسانية التي تهدف إلى توحيد العمل الإنساني، وتقديم حلول مبتكرة لتقليل الفقر في العالم تحت مبدأ “الناس للناس”.

وفي وقت سابق، أكد رئيس اللجنة الإعلامية لعملية الفارس الشهم 3 في غزة شريف النيرب، أن غيث الإماراتي زار القطاع خلال الأيام السابقة في زيارة هدفها الاطلاع على الحالات الإنسانية الصعبة والقصص المأساوية.

وأشار إلى أن غيث التقى بعدد من الحالات خلال الفترة التي تواجد بها داخل القطاع، ووعد بتقديم المساعدة لهم ومعالجة أبرز مشاكلهم التي يتعرضون لها في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرون بها.

وأوضح أن زيارة غيث استمرار لجهود الإمارات في مساندة وإغاثة الأسر الفلسطينية النازحة، تثبيتاً للنوايا الإنسانية الحسنة والهدف الإغاثي والعمل المتواصل لدعم النازحين وللتخفيف من معاناتهم اليومية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

اقرأ/ي أيضًا: غيث يبدأ رحلة سعادة جديدة لأهل غزة في برنامج قلبي إطمأن

عربات تجرها الحمير.. وسيلة بديلة لسكان غزة للتغلب على أزمة الوقود

خاص- مصدر الإخبارية

يستغل الشاب الغزّي رامي القرعان، أزمة توقف معظم المركبات عن العمل بسبب نفاد الوقود من شمال إلى جنوب قطاع غزة وتوفر عربات الحمير، فيخرج بعربته الخاصة به في نقل المواطنين بمقابل مادي لتوفير لقمة العيش ويتحدى بها الفقر بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 6 أشهر.

يخرج رامي يوميًا الساعة سادسًا صباحًا من بيته القاطن في دير البلح وسط القطاع ويصطحب معه حصانه وينطلق إلى الشوارع خاصة الأسواق بحثًا عن الركاب الذين يعانون من محدودية وسائل النقل.

ويعود إلى منزله قبل أن تغيب الشمس خوفًا من الأوضاع خاصة أن القطاع يشهد حرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحصيلة المئة شيكل وأحيانًا تصل إلى 80 شيكلًا.

محاربة الفقر والجوع

ويقول القرعان لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن الذي يجمعه من عربته بالكاد تسد احتياجات عائلته المكونة من 12 فردًا، خاصة أنهم يشهدون حربًا أخرى من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ويضيف أنه لن ينقل المواطنين فقط، بل يقوم بنقل أثاث النازحين بفعل قصف بيوتهم، مشيرًا إلى أنّ الحرب أعادت الغزيين إلى عشرات السنوات للوراء.

ويردف الشاب رامي أنّه تصدف أحيانًا معه يكون قريبًا من منزل قصف للتو فيقوم بنقل المصابين والشهداء إلى المستشفيات القريبة منه لعجز سيارات الإسعاف عن الوصول للمناطق المستهدفة، لعدم توفر وسائل نقل طوال الوقت.

وبات سكان غزة يعتمدون على عربات الدواب، في التنقل بين المناطق ونقل بضائعهم، والجزء الآخر يساعد قي نقل النفايات بسبب تعطل عمل بلديات غزة.

وسيلة نقل شبه وحيدة

“أصبح للحمار قيمة” كلمات خرجت من فم الخمسينية حفصة عبد الكريم بعد انتظارها ساعة ونصف سيارة تقلها من السوق إلى منزلها، فاضطرت إلى ركوب عربة الحمار.

تروي عبد الكريم ل”شبكة مصدر الإخبارية” معاناتها في التنقل خاصة منذ بدء الحرب الإسرائيلية ولم تكن العربات منتشرة كما اليوم بسهولة، فأحيانًا تضطر إلى المشي لساعات خاصة أنها تعاني من آلام في العظام مما تسبب لها خشونة في المفاصل.

تقول الخمسينية إن العربات أصبحت وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة أمامهم لقضاء حاجاتهم، على الرغم من بطء حركتها مقارنة بالسيارات، مشيرًة إلى أنّ أجرة الراكب تبلغ من 3 ل5 شواكل بحسب المنطقة التي نريد الذهاب إليها.

وتُبينّ أنها كانت تشعر في البداية بالخجل من ركوب عربات الحمير، ولكن اليوم أصبحت تعتبرها شيئًا أساسيًا للتنقل، ولا خيار أمامها.
عام.

وتُؤكد أن العربات أصبحت وسيلة نقل رئيسية أمامنا، وأنّ الأطفال يشعرون بالسعادة عند ركوبها ويريدون ركوبها يوميًا خاصة أنهم يفتقدون الوسائل الترفيهية بفعل الحرب.

يوسف أبو ربيع.. مزارع يبتكر فكرة لمواجهة المجاعة في شمال غزة

خاص- مصدر الإخبارية

يواجه المواطنون في شمال قطاع غزة مجاعة اشتد انتشارها، وأدت لشح المنتجات الزراعية، هذا ما دفع المهندس الزراعي يوسف أبو ربيع للخروج بفكرة تواجه حدة المجاعة عبر زراعة البيوت وأماكن النزوح.

تقوم المبادرة على تقديم بعض بذور المحاصيل للناس، وزراعتها، وهو ما لاقى اقبالا من المزارعين والمواطنين على حد سواء، وفي جانبها الآخر تشجع على عودة المزارعين لإحياء أراضيهم الزراعية رغم تعرضها للتدمير والقصف.

ويقطن يوسف أبو ربيع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، خريج دبلوم هندسة زراعية وأكمل البكالوريوس وتبقى فصل واحد له ولكن الحرب أوقفت الدراسة، ما قبل الدراسة هو مزارع من أصل عائلة مزارعة، ومعروفة بيت لاهيا بمحصول الفراولة واشتهارها بالزراعة.

نهضة القطاع الزراعي

يقول يوسف لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن تشجع أن يخوض المبادرة هو أن يقوم بنهضة للقطاع الزراعي سابقًا قبل الحرب، لأنه كان مهمش من عدم نقابة أو إرشادات وعمليات تصدير وغيرها من إجراءات.

ويضيف: “كوني ابن مزارع ومنطقة زراعية وحبي لمجال الزراعة قررت أن أستمر فيه وأنتج فيه، أريد توصيل صوت المزارع الفلسطيني الغزاوي وهو الهدف من الفكرة كاملة”.

ويشير إلى أنّه كان لديه مشروع سابقًا بالزراعة المائية (الهيدروبونيك) وهو المشروع الوحيد في غزة ومساحة دفيئة 100 متر، أنتج فيها بعض الخضروات مثل الخس والملوخية والنعناع، مردفًا: “توفقت فيه وأنتجنا به الكثير وأتت الحرب لتأخذ كل شيء وجرفه الاحتلال بالكامل”.

ويتابع: “توجهت للمزارعين وتحدثت معهم بطريقة مباشرة وصريحة أنني أريد أن أنتج زراعيًا بهذا الوقت الراهن والوضع المفروض علينا من حرب واحتلال وخوف ورعب، اللي حابب ينتج رح أقف معه وأوصل صوته من أجل الإنتاج وأن المزارع البسيط في غزة يريد أن يقف وينتج ويختار طريق عمله الأساسي وأن لا يقف مكتوف الأيدي أو ينتظر مساعدات إنسانية قد لا تصل أصلًا لبعض العائلات في منطقة الشمال”.

البذور والشتلات، جزء منها أحرقه الاحتلال، والجزء الآخر نريد توفيره عبر شرائه وبسعر مرتفع، كوسا وخيار وملوخية، هذه البذور الأكثر طلبًا وأسرع نموًا، يقول يوسف.

ويُوضح أن الطريق الأول هو عودة المزارع لأرضه وإنتاج ما يستطيع من عمله الأساسي وهو الزراعة، ونقدم له بعض هذه البذور، وتنفيذ مبادرة للبيوت ومراكز الإيواء بشكل عام.

ويردف العشريني “لو قدمنا بعض البذور لكل فرد من بقدونس وملوخية ستنبت بسرعة ويمتد بعدها أنواع أخرى من الخضروات التي يستطيع أي فرد الحصول عليها أو نستطيع توفيره لها”.

‏(UNDB) واحدة من المنظمات تواصلت معه لتقديم يد العون والمساعدة وتوفير مستلزمات الزراعة والبذور لإنجاح المبادرة، وفق أبو ربيع.

ويكمل: “رح نوفر البذور للناس عشان يقدروا ينتجوا من ذاتهم وما ينتظروا مساعدات خارجية، لنعزز صمودنا ووجودنا في أرضنا، وما رأيته أن الناس عندها قبول كبير للفكرة ومستعدة للعمل في زراعة البذور في مراكز الإيواء النازحة بها أو حتى في بيوتها”.

ويُلفت إلى أنّ الشمال يُعاني أكثر من غيره من مناطق القطاع، ونعتمد على نبتة الخبيزة بشكل رئيسي كوجبة طعام، لكن اليوم لم تعد موجودة ونحتاج بديل، وأنا من خبرتي ومجالي لمع في ذهني أن نقوم بالمبادرة لتوفير خضروات ومأكولات مزروعة في أرضنا.

مخاطر وصعوبات

ومن المخاطر التي تعيق وتخيف يوسف، يُبين أنّ القصف المتكرر والحرب المستمرة حتى اللحظة هي أكبر مخاوفنا، منوهًا إلى أنّه في أي لحظة ممكن يتم قصف كل شيء قمنا بعمله أو قصف الأراضي الزراعية وتدميرها وحرقها مثلما فعلوا في أراضينا.

واعتبر أنّ ذلك يُشكل ضرر على المزروعات التي زرعناها، وبأي لحظة يتم استهدافنا أنا وأي شخص أيضًا، ولكننا نعزز صمود وهذا ما يرفضه الاحتلال.

ويؤكّد أنه المُبادرة سوف تستمر في جباليا والمعسكر والفاخوة وامتداد غزة، وعندما يتم إعلان وقف إطلاق النار ستمتد في القطاع كاملًا.

ويكمل أبو ربيع قوله: “الشعب رح يموت من الجوع لو اعتمدنا على المساعدات بشكل كامل، لأنها لا تكفي وعدد كبير لا يصله حتى والناس تريد البقاء على قيد الحياة وبحاجة طعام وشراب”.

وينوه إلى أنّ هذا من اختصاصه ورسالته المهنية والعلمية إيصال هذه الفكرة للمبادرة للجميع كي ينهضوا بذاتهم الاعتماد على أنفسهم.

ويُضيف أنّه يكفي أن يصل صوت الشعب والمزارعين وأن يتشجع الجميع لأن يقوم الجميع في أماكن تواجده بالبدء بهذه الفكرة والاعتماد على الذات في الطعام.

ووفقًا ليوسف، فإنه لو هناك مساحات على الجميع أن يزرع فيها وفي البيوت، مضيفًا: “حكيت للمزارعين بدنا ننتج للبلد رغم التكلفة الباهظة في كل شيء الآن في ظل الأوضاع، وننهض فيها ونقدر نوفر بأسعار جيدة ترضي الجميع بدلًا من الاحتكار والاستغلال، ولو تم العمل على إنتاج بسيط هذه الفترة سيكون في القادم إنتاج عالي ومفيد للجميع”.

محللان لمصدر: قرار مجلس الأمن تجميل لصورة واشنطن واستمرار جرائم الاحتلال

صلاح أبو حنيدق_خاص مصدر الإخبارية:

تبنى مجلس الأمن الدولي مساء أمس الاثنين 25 آذار (مارس) للمرة الأولى قراراً يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب، في وقت إمتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (فيتو) هذه المرة.

وقال محللان فلسطينيان إن ما حدث في مجلس الأمن عبارة عن طلب وليس قراراً ملزماً لإسرائيل من الناحية الرسمية يجب عليها تنفيذه.

وأضاف المحلل عدنان الصباح أن القرارات الملزمة من مجلس الأمن تكون مندرجة تحت البند السابع، مبيناً أن طلب الأمس يشمل حركة حماس وإسرائيل على حد سواء، كونه يدعو الحركة للإفراج عن الرهائن فوراً.

وأشار الصباح لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن المشروع لم يشر بالاطلاق إلى أن يجري إطلاق الرهائن عبر مفاوضات التهدئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة بأي شكل من الأشكال.

وبين الصباح أن امتناع واشنطن عن التصويت منحت نفسها صورة الراغب بوقف إطلاق النار، وأعطت أصدقائها بالمنطقة فرصة للدفاع عنها.

وتابع” على النقيض وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد صدور القرار على مساعدة لإسرائيل بثلاثة ونصف مليار دولار فورة دون قيد وشرط”.

وأوضح أن القرار يمنح الاحتلال فرصة لمواصلة جرائمه في غزة كونه غير ملزماً ويشمل شقا أخر يتعلق بحركة حماس بإطلاق سراح الرهائن دون قيد وشرط.

وأكد على أنه “لا يمكن اعتبار من هذا القرار إنتصارا للشعب الفلسطيني ولا احرار حقيقي يمكن البناء عليه، وهو مجرد ملهاة سوداء لصالح الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكي ترغب رفع العتب عن نفسها”.

من جانبه، قال المحلل محمد هلسة إن القرار فارغ من مضمونه فيما يخص ردع إسرائيل ولن يحدث سوى المزيد من التغول بحق سكان غزة.

وأضاف هلسة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “اسرائيل ستذهب على إثر القرار لمعاقبة الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والولايات المتحدة بمزيد من الانقضاض على البنى التحتية والبشرية في غزة كم فعلت بعد قرار محكمة العدل الدولية”.

وأشار إلى أن القرار رسالة سياسية فقط لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل الولايات المتحدة، مؤكداً أن علاقة الوصايا بين تل أبيب وواشنطن لا تسمح للأخيرة أن تجعل أحدا يفرض شيء على إسرائيل.

وتابع “ربما نتنياهو سيذهب الى مزيد من التعنت واجتياح رفح، ومنعه لذهاب الوفد الإسرائيلي لواشنطن يتفق من الأساس مع رغبته”.

وأكد أن الولايات المتحدة لديها هم كبيراً حاليا ازالة حرب غزة عن جدول أعمال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وضغوطات الأطراف المناهضة لاسرائيل في الحزب الديموقراطي والمجتمع الأمريكي.

ولفت إلى أن نتنياهو يدرك الهدف الأمريكي لذلك يستغل حرب غزة لايجاع خاصرة بايدن وضمان عدم تحقيق هدف الإدارة الأمريكية بتغييره.

اقرأ أيضاً: الاحتلال ينسف منازل في محيط مستشفى الشفاء

Exit mobile version