شهيد الجوع والجفاف.. يزن الكفارنة كيف تحول الجسد الصغير لهيكل عظمي؟

خاص- مصدر الإخبارية

“ما حدا بموت من الجوع” هذه الكلمات شائعة بين الأشخاص والجميع يُصدقها بأن الجوع ليس سببًا في الموت، لكن إسرائيل استخدمت الجوع سلاحًا لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة.

ونتيجة المجاعة والجفاف في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 27 شهيدًا، من بينهم الطفل يزن الكفارنة.

“كل يوم كنت بشوفه قرب من الموت متحسرًا عليه، لا يحرك جسده ويوم بعد يوم بضعف عظامه كلها ظهرت كجثة تتحلل كل ساعة” بهذه الكلمات بدأ والد الطفل يزن الكفارنة الذي استشهد بسبب سوء التغذية.

واستشهد الطفل يزن الكفارنة (10 أعوام) شهيد لقمة العيش جوعًا، بعد نفاد الغذاء الذي لم تستطع عائلته توفيره له لشحه في الأسواق مع الارتفاع الجنوني لبعض السلع الغذائية.

وتحول جسد الطفل لهيكل عظمي، نظرًا لسوء التغذية ونقص بالأدوية والعلاجات اللازمة، نتيجة حرب الإبادة والتجويع التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023.

يقول والد يزن لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن طفله كان يُعاني من مرض “ضمور العضلات”، وسابقًا تابعنا حالته بشكل جيد من خلال اتباع حمية غذائية للحفاظ على صحته.

ويضيف أنّه منذ بداية الحرب وفرت له بشكل خاص السلع الغذائية والأدوية الخاصة به، لكن بعد مرور 6 أشهر على الحرب بدأت جميعها تنفد من الأسواق وإن توفرت لم أستطع شرائها.

وينوه إلى أنّه قرر البحث عن أغذية بديلة له مثل الحلاوة بدلًا من الفواكه لكن دون جدوى، موضحًا أنّ الأسواق يتواجد فيها فقط المُعلبات وهي أيضًا غير مناسبة لوضعه الصحي.

ويُؤكّد أنّ غزة لا يتوافر بها الغذاء ولا الدواء حيث تدهورت صحته، لافتًا إلى أنّهم توجهوا به إلى المستشفى ولكن دون جدوى، لأن المستشفيات أيضًا خالية تمامًا من الأدوية.

ويشير إلى أنّ حين بدأت صحة يزن بالتدهور وظهرت العظام بصورة أوضح ويفقد جسده العضلات بشكل سريع وصادم.

رحلة النزوح

قررت عائلة يزن النزوح من بيت حانون شمال قطاع غزة إلى مخيم النصيرات إذ بدأت حالته الصحية تتدهور، مع نفاد الغذاء الذي لم تستطع توفيره له لشحه فى الأسواق مع الارتفاع الجنوني لبعض السلع التي تُباع بأسعار باهظة.

ومن ثم نزحوا إلى رفح جنوب القطاع إلى مستشفى أبو يوسف النجار بعد معاناته مع المرض، واضطرت عائلته بمناشدة الأطباء والجهات المختصة بالوقوف إلى جانب يزن للبقاء على قيد الحياة.

ويردف والد يزن المكلوم أنّه مكث في المستشفى 11 يومًا فقط على الأوكسجين والمحاليل، مضيفًا أنّ الأطباء فقدوا الأمل من حالته بسبب عدم توفير العلاج والغذاء المناسب له.

كان يأمل والد يزن انقاذ نجله لاستكمال علاجه في الخارج، أو يسمح الاحتلال بإدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، قائلًة: “يزن مش لحاله في الكثيرين سيفقدوا حياتهم مثله بسبب الوضع الكارثي الذي وضعنا الاحتلال به وكأنه يقصد موتنا بالقصف والجوع وعدم العلاج”.

ويُؤكّد أنّ الأطفال والسيدات والرجال جميعهم فى غزة معرضين للموت البطيئ يوميًا، مردفًا أن وضع الطفل مثل وضع الرجل حيث نموت من الجوع والقصف، وسوء التغذية والمجاعة الموجودة ستقضي على كل أطفال غزة.

ويقول: “ما حدث مع يزن سيحدث لأطفال غزة، لأننا نعيش جرائم إبادة حقيقة يومية”.

ويناشد دول العالم كافة بضرورة الوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني وإيقاف الحرب الشرسة، منوهًا إلى أنّ عدد كبير من سكان القطاع من أطفال ورجال ونساء حياتهم مهددة ومعرضة للخطر والموت.

ويدعو العالم إلى ضرورة التحرك لوقف هذه الإبادة المفروضة على كل أطياف المجتمع الفلسطينى من أطفال وشيوخ ونساء أيضًا.

وظهر فيديو للطفل يزن الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار إذ تحول جسده إلى هيكل عظمي قبل وفاته بيوم.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة إنّ الاف الأطفال يعانون من مضاعفات خطيرة نتيجة عدم توفر انواع الحليب الخاص بهم شمال غزة.

وأكّد القدرة أننا فقدنا 27 طفلًا نتيجة سوء التغذية وعدم توفر أي نوع من حليب الأطفال شمال غزة.

وفي أكثر من مناسبة، حذرت الأمم المتحدة، من مخاطر المجاعة التي تهدد حياة كل سكان غزة وخاصة في شمال القطاع.

وأفادت الوكالة أن 4 من كل 5 أشخاص الأكثر جوعًا في العالم موجودين في قطاع غزة اليوم.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إلى إدخال المساعدات الغذائية، مشددة على أن الأطفال الفلسطينيين يواجهون المجاعة والحرمان.

غلاء الأسعار.. حروب الغزيين اليومية في محاولة توفير لقمة العيش

خاص- مصدر الإخبارية

بصدمةٍ وذهول تتابع خولة سالم غلاء الأسعار في أسواق دير البلح، سيما الخضروات والسلع الأساسية وسط قطاع غزة، قائلة: “الأسعار مش طبيعية لو معنا مال قارون كله مش حتكون بهاد الشكل”.

حالة من السخط

وتضيف الأربعينية التي نزحت من مخيم جباليا شمال غزة منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ساخطًة أنّ الأسعار مرتفعة جدًا ولا نستطيع توفيرها خاصة أن زوجي وأولادي باتوا عاطلين عن العمل.

وتشير إلى أنّها كل أسبوع تتجول في سوق البلد نعبر عن صدمتنا به، فكيلو الملوخية أصبح ب30 شيكلًا، والليمون ب25 شيكلًا، وكيلو الخيار ب10 شيكل، مردفًة أنّ الكيلو الواحد لا يكفي لعائلتي ولكن اضطر للشراء بأكثر من كيلو حتى يكفي أسبوع على الأقل.

وتبين خولة أنّ أسعار الخضروات كانت معقولة جدًا، ولكن بعد نزوح الآلاف ارتفعت الأسعار بشكلٍ جنوني، لافتًة إلى أن الخضار لا غنى عنها ولا نستطيع العيشَ بدونها.

وتُؤكّد أنّ عدم مراقبة الأسعار من قبل الجهات الحكومية هو ما زاد من ارتفاعها، داعيًة إلى الوقوف بشكل فوري أمام هذه الكارثة التي حلّت على المواطنين.

وكما خولة سالم، فالحاج سعيد أبو شقفة يُعاني أيضًا من ارتفاع أسعار الخضروات التي أرهقت جيوبه، خاصةً أنه لا يوجد حلًا آخر عنها.

لا بديل سوى الشراء

يقول أبو شقفة (65 عامًا) ل”شبكة مصدر الإخبارية”: “في الأسبوع الواحد صار السوق يكلفني 1000 شيكل لشراء الطعام والمستلزمات الضرورية لعيلتي وهذا أمر غير طبيعي، فكنت في الأيام العادية أتذمر عشان السوق يكلفني 300 شيكل، فكانت هذه الأيام الماضية جنة بالنسبة للي بنعيشه بالحرب.

فالحاج الستيني نزح برفقة عائلته من منطقة النصر غرب قطاع غزة في أواخر أكتوبر 2023 إلى الزوايدة وسط القطاع، بعد تهديد الاحتلال بتنفيذ اجتياح بري وإرغامهم على النزوح إلى الشمال.

ويتابع أنّ لا خيار له سوى الشراء، ولكن ما يثير الغضب هو رفض البائع التنازل عن شيكل واحد، منوهًا إلى أنّه يضطر لأكل المعلبات التي يستلمها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” أو شرائها من السوق.

ويُطالب أبو شقفة بوقفة جدية مع المواطن واتخاذ قرارات صارمة في من يرفع الأسعار خاصة وأن نصف المتواجد في الأسواق مساعدات التي كانت من المفترض تكون لنا بشكلٍ مجاني.

الجميع يدفع الثمن

يقول بائع الخضروات محمود الطهراوي، إنّه يتابع بكل ثانية ردود فعل الناس سواء من تعابير وجوههم أو كلماتهم ومنهم من يدعي على نفسه بالموت بسبب عدم قدرتهم على الشراء، فالبعض يضطر لشراء أقل كمية من الخضار لسد احتياجاته.

ويؤكّد الطهراوي ل”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ ارتفاع الأسعار لم نحددها نحن، بل حسب توفر الخضروات لعدم قدرة المزراعين الذهاب إلى أراضيهم، خوفًا من استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف: “الوضع صعب جدًا على الجميع ولا أحد ينجو من هذه الأسعار فالبائع والمستهلك يدفعون الثمن، فتخيل أن يصل سعر كيلو السوق إلى 70 شيكلًا وصار لالي 4 أشهر لم أتذوقه حتى اللحظة”.

ويعرب محمود عن أمله بأنّ يسمح الاحتلال بعودة المزراعين لأراضيهم، لتوفير الخضروات في الأسواق لتعود الأسعار إلى طبيعتها.

اقرأ/ي أيضاً: مجزرة الطحين.. دقيق معجون بدمِ الشهداء

مجزرة الطحين.. دقيق معجون بدمِ الشهداء

خاص- مصدر الإخبارية

اضطر الآلاف من الشبان وكبار السن الخروج من محافظتي غزة والشمال من منازلهم بسبب المجاعة منذ فترة طويلة، متوجهين إلى شارع الرشيد على شاطئ بحر غزة، مساء يوم الأربعاء الماضي آملين بالعودة إلى أهاليهم وأطفالهم بأكياس الطحين لسد جوعهم.

“للأسف نتيجة المجاعة اضطررت للذهب مثل بقية الفلسطينيين المتواجدين في شمال القطاع إلى دوار النابلسي الواقع على شارع الرشيد من أجل الحصول على المساعدات التي تدخل بدون ترتيب لعدم قبول الاحتلال التعامل مع شرطة غزة كي تؤمن دخولها”، هكذا سرد الكاتب الفلسطيني يسري الغول النازح في مخيم الشاطئ غرب غزة رواية ما حدث ل”شبكة مصدر الإخبارية”.

مخاطرة بالحياة مقابل كيس الطحين

كان الغول من الذين خاطروا بحياتهم من أجل الحصول على كيس من الطحين، ووصل إلى دوار النابلسي الواقع بشارع الرشيد، وباتوا ينتظروا في الظلام الدامس دخول المساعدات إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بالخروج لهم بالدبابات وطائرات المسيّرة “كواد كابتر”.

يقول يسري: “نذهب كل يوم إلى دوار النابلسي بعد أن بات لدينا أمل بالحصول على مساعدات كغيرنا، لكن الاحتلال يقوم بتهديدنا بعبارة انتظرونا غدًا على ما يبدو كان تهديدهم بتنفيذ مجزرة الطحين، ويشتموننا لكن نضطر على التحمل بسبب الجوع”.

 ويتابع بصوتٍ مرهق أنّ ما جرى على الدوار النابلسي هو أمام منطقة شحيبر معرض السيارات قام جيش الاحتلال بإطلاق النار بشكل كثيف، بالإضافة إلى دخول الدبابات إلى مكان يقف فيه الآلاف من الشبان والنساء وكبار السن.

 قام الجيش بدهسم وقتلهم بدمٍ بارد هناك الكثير من الجثث وأتوقع أن يرتفع عدد إلى 200 شهيد نتيجة هذا الاستهتار بحياة الإنسان الفلسطيني الباحث عن حريته وكرامته، وفق حديث الغول.

نجاة من رصاص الاحتلال

“مولود جديد للي برجع حي حتى لو ما جاب طحين، هاي كانت أول مرة وآخر مرة”، هذه الكلمات الأولى التي وصفها الشاب العشريني محمد عويص بعد نجاته من رصاص الاحتلال أثناء تواجده على دوار النابلسي من أجل الحصول على كيس طحين لعائلته.

يقول عويص ل”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ جيش الاحتلال يُطلق الرصاص الحي، ومن ثم تقوم الدبابات بتمشيط الشارع وتُطلق النار على كل شيئ متحرك، وتتراجع ومن ثم تتدخل شاحنات المساعدات.

ويتابع: “فجأة بتلاقي نص مليون إنسان طلعوا على كم شاحنة، وإنت وحظك ممكن تاخد أو تنفعص بين الزحمة أو تندهس تحت الشاحنة”.

ويُضيف “طلعنا على الساعة 2 بالليل من مخيم جباليا مشي لدوار النابلسي، مسافة تزيد من 9 كيلو متر، قعدنا نستنى بين ركام المنازل ولقينا ناس مولعين نار من البرد لحد الفجر،  وفجأة دخلت دبابتين مسافة كيلو متر وصاروا يطلقوا نار بشكل عشوائي”.

ويردف: “هربنا لحد دوار  17 قبل الشاليهات، وأطلقوا قذيفتين على المباني اللي كنا فيهم، بعدها رجعوا انسحبوا للنابلسي”.

ويُؤكّد أنّ فرص النجاة من الزحمة وتدفق الناس وحتى إنه حد يضربك ويقوم برميك تحت الشاحنات معجزة.

قرار مصيري كأنّه النهاية

“حملني الجوع الغير مسبوق لأتخذ قرارًا مصيريًا كما عشرات الآلاف من المواطنين على مختلف الأعمار والصفات بالتوجه إلى بوابة الموت المسماة كذبًا بوابة دخول المساعدات” بهذه الكلمات استهل أحمد المقيد عن مجزرة الطحين.

يُوضح المقيد ل”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ الحقيقة القرار كان أُسرياً بامتياز حيث حصل على تأييد الجميع فهم لم يتذوقوا طعمًا للخبز منذ 2 يناير الماضي، وهذا ما جعلنا جميعًا نتناسى الخطر المحدق من الخروج ليلًا ثم السير مسافة 30 كيلو مترًا ذهابًا وعودة عوضًا عن خطر الموت على تخوم بوابة النابلسي.

ويكمل قوله: “بكثير من الدعاء والنظرات المترددة بين الخوف والأمل تم توديعي لدرجة أشعرتني أنها النهاية”.

ويتابع أنّه دقت القلوب ومع دقات التاسعة مساء مضيت إلى البحث عن لقيمات لأطفالي الجوعى، في الطريق كانت سيول جارفة من الناس تتدفق إلى ناحية بوابة الموت يتجهزون بزجاجة مياه وغطاء خشية البرد لا يعيرون انتباهًا لأزيز الطائرات وفوهات المدافع.

ويسرد المقيد أنّ عند الوصول كان الناس ينتشرون على الشريط الساحلي وعلى مسافة 3 كم من دوار الميناء حتى النابلسي ويُشعلون النيران ويتبادلون أطراف الحديث وعلت أصوات بعض الباعة المتجولين على أزيز المُسَيرات.

ويشير إلى أنّه عند الرابعة فجرًا انطلقت صلية رصاص من الدبابة فسرها الناس أن الشاحنات قد اقتربت فعليكم الابتعاد عن البوابة ولكن الغريب أنها خلفت إصابات في المحيط الذي أقف به، هذه الإصابات جعلتنا نتراجع للوراء، ثم تقدمت الدبابة وبدأت المقتلة.

ويُؤكّد أن هذه اللحظة لم يعد الطحين هدفًا لي بل النجاة، لكن المُبهر أن الآلاف تقدموا نحو الشاحنات وسط هذا الخطر غير آبهين بالنتيجة.

ويضيف أحمد: “أقبل الصباح وعُدت أدراجي دون تحقيق هدفي بجلب الطحين وخلال الطريق كان مئات الأهالي بنتظرون عودة أولادهم على المفترقات لا ينتظرون الطحين بل يأملون بعودتهم سالمين”.

حياة الخيام بغزة.. وجه آخر للموت البطيء

خاصمصدر الإخبارية

ماما غطيني بكمان بطانية الثلاثة ما بكفوني، أصابعي كالثلج رح أموت من البرد، دخلت هذه الكلمات من الطفلة حلا “5 سنواتوالدتها مريم أحمد كالسكين في قلبها، بعد تعثر محاولاتها كافة لتدفئتها.

تعيش مريم أحمد “35 عامًاوهي أم لأربعة أطفال، داخل خيمة من النايلون والخشب على شاطئ بحر دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن نزحت من منزلها في حي النصر غرب القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي.

تقول الثلاثينية لشبكة مصدر الإخبارية“: “كل يوم أحاول تدفئة أطفال سواء بسحب الأغطية عني ووضعها عليهم أو أضع أيديهم بالقرب من فمي ولعب الرياضة ولكن سرعان ما يتوقف مجرد التوقف.

المعاناة لا تتوقف

تصف أم نادر الحياة في الخيم كالجهنمبسبب البرد القارس خاصة ساعات الليل، وعدم القدرة على اشتعال الفحم أو الحطب داخل الخيمة خوفًا من حدوث حريق خاصة أنّ أطفال حركتهم مُفرطة.

لا تقف المعاناة فقط داخل الخيمة على البرد، بل هناك أشياء عدّة منها الانتظار الطويل من أجل دخول الحمام، والمرض، وعدم أخذ راحتهم في الحديث مع زوجها الذي يسمعها المواطنين المحيطين بجانب خيمتها.

تردف مريم أنّها أنها عانت الأمرين داخل وخارج الخيمة، قائلة: “أُصيب أطفال بنزلة معوية ولم يتوقف الاستفراغ والاسهال خمس دقائق وعند العودة إلى الحمام لازم استنا نصف ساعة أو أكثر بسبب الطابور ووجود حمام واحد فقط للخيام“.

وتضيف: “حتى لو دخلت الحمام ما بخلوني الناس أكثر من خمس دقائق داخل الحمام، هاد الحال مش عليا لحالي بل على جميع الأمهات، بضطر أخلي أولادي يعملوها على حالهم لأني مش قادرة ألاقي حل لالهم“.

وتتابعأنا بعيش في مأساة ومش لحالي للأسف هاد اللي مهوّن عليا هاي الحياة التي انفرضت علينا جميعًا، مضيفًة: “تصدقي نفسي أشوف الحمام والدوش ونتحمم زي العالم والناس“.

وتأمل مريم بأنّ تنتهي الحرب من أجل عودتهم إلى منزلهم الذي لم يعلموا بأنه قصف أم بقي على حاله، والعودة لحياتهم الطبيعية.

محاولات العيش رغم مرارة العيش

أما خالد صالح فهو الآخر أب لستة أولاد، يعيش داخل خيمة في حل تل السلطان غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تختلف معاناته كثيرًا عن مريم.

يصف الأربعيني الحياة في الخيمة كالسجين الذي حُكم عليهِ بالإعدامالذي يُعافر من أجل الدفاع عن نفسه ولكن عبث لا أحد يسمعهُ.

يقول لشبكة مصدر الإخبارية“: “لأول مرة كنت أدعي ما يكون في منخفضات جوية عشان مياه الشتاء أغرقت خيامنا وملابسنا وأغطيتنا كان وقتها صعب علينا ومش عارف تنقذ حالك ولا غيرك“.

ويضيف أنّلم تقف المعاناة بس على إغراق الخيام وكمان لما تطلع بدك تستخدم الحمام ومياه الشتاء تنزل علينا ساعة وأكثر قدامك 30 شابًا ومن وراك نفس العدد، بطلع بحسره وبقول إلى أي حال وصلنا ومتى حيتوقف“.

ويتابع ساخطًا أنّه أُصيب بسبب التلوث وعدم الاستحمام كما كان مُسبقًا بالكبد الوبائي، فالمرض أيضًا بحاجة إلى عناية خاصة منها النظافة والطعام، ولكنه لم يستطع وبدأ يزداد على وجهه وعيناه اللون الأصفر الغامق.

رغم مرارة العيش داخل الخيام، إلا أنه يُكافح من أجل توفير لقمة العيش لعائلته حاله كحال النازحين.

وين بدنا نروح هاجس النازحين في رفح حيث الملاذ الوحيد المهدد بغزوٍ وشيك

خاص- مصدر الإخبارية

تعدّ مدينة رفح ملاذ النازحين وأكثر المناطق في قطاع غزة اكتظاظًا، فمنذ بداية العملية البرية الإسرائيلية على القطاع في الـ27 من تشرين الأول “أكتوبر” الماضي، طلب جيش الاحتلال من المواطنين التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب، بزعمه أنها “مناطق آمنة”، لكنها لم تسلم من القصف استشهد على إثرها المئات من المواطنين، كما أن قوات الاحتلال تستعد حاليًا لتنفيذ عملية برية فيها، ومن المرجح أن يكون لمثل هذه العملية عواقب وخيمة على أكثر من مليون شخص محصورين في مساحة تبلغ 63 كيلومترًا مربعًا عقب موجات متتالية من التهجير الجماعي.

وقد وضعت “إسرائيل” أنظارها مؤخرًا على رفح، الملجأ الأخير المتاح لسكان الساحل الأكثر اكتظاظًا بالعالم، فصعدت من هجماتها على المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، وهددت بغزو بري وشيك.

وتحت تهديد المزيد من الدمار الشامل والموت، وبسبب الافتقار إلى الخيارات، بات السؤال عن المكان الذي سيؤويهم “وين بنا نروح”؟ أكثر ما يقلق السكان والنازحين، حول مصيرهم المقبل والذي لازال الجواب عنه “ضبابيًا”.

بعد رفح.. لا رفاهية للاختيار!

على باب مدرسة القدس، يجلس الحاج محمد سعيد على إحدى كراسي المدرسة ويده على خده تظهر عليه ملامح العجز والقهر على ما يحدث بعد تهديد الاحتلال بالدخول البري إلى رفح يتساءل: “وين بدنا نروح نزحت ثلاث مرات منذ بداية الحرب على غزة”.

يقول الستيني لـ “شبكة مصدر الإخبارية”: ” أنا نزحت من مخيم جباليا شمال غزة مع عائلتي وأحفادي إلى خان يونس جنوب القطاع بعد أن طلب الجيش النزوح إلى الجنوب الذي ادعى بأنه آمن ولكن مع القصف المستمر نزحنا إلى النصيرات لأننا لم نستطيع إيجاد منزل للعيش فيه”.

ويضيف أنّه بعد شهر وأكثر طلب الجيش مرة أخرى النزوح إلى دير البلح وسط قطاع غزة؛ لأنه يريد دخول المنطقة بريًا لاستكمال عمليته العسكرية عقب الشمال.

يستكمل الحاج أبو تامر قصة نزوحه المرّة التي أنهكت جسده الذي يُعاني من عدّة أمراض منها الضغط والسكر، قائلًا: “بطل فيا طاقة أنا متحمل عشان أولادي كل يوم بكابر على حالي لأني أنا الأب والمسؤول عنهم جميعًا”.

ذهب سعيد إلى مدرسة القدس بعد يومين من النوم في الشوارع، وفق ما قاله لمراسلتنا، نظرًا لارتفاع أسعار إيجار الشقق المنزلية وعدم توفر الخيام بشكل فوري، واستقر داخل إحدى الصفوف التي تتواجد به عائلة أخرى مُسبقًا.

ويردف أنّه بعد شهر هدد جيش الاحتلال بدخول رفح بعد نهاية عمليته العسكرية بخان يونس، أصبح لدينا هوس السؤال: “وين بدنا نروح بعد رفح”.

“وين بدي أروح مع عيلتي، أنا جسدي أنهكه التعب والبرد لأني غير مستقرة في مكان، لا يوجد مكان آمن بنموت في اليوم ألف مرة بسبب أوضاعنا الصعبة” بهذه الكلمات عبرت خولة قاسم بعد أن هدد الاحتلال دخول رفح ونزوح المواطنين مرة أخرى.

تقول خولة 32 عامًا لـ”شبكة مصدر الإخبارية” التي نزحت من الشجاعية شرق قطاع غزة، إلى مدينة إنّها أُرغمت على النزوج مع زوجها وأشقائه ووالدته وأولادها الأربعة بعد دخول الجيش إلى منطقتهم وطلب منهم الخروج من منزلهم دون أخذ ملابسهم وأوراقهم الثبوتية.

نفقد أدنى مقومات الحياة

بصوت خافت ورجفة اليدين، تتساءل الثلاثينية: “وين بدنا نروح خايفة أروح دير البلح يهددوا بالدخول إليها، كانت رفح هي النقطة الأخيرة لنا بالنزوح إلا أنه تبين لالنا مشوارنا طويل في هذه الحرب”.

وتتابع أنّ هذه الحرب كانت الأشرس على غزة ولم نعشها لم قبل، غير أننا فقدنا القدرة على استكمال هذه الأيام الثقيلة ورؤية الدمار والشهداء وسماع صوت قصف بين الفينة والأخرى.

وتُكمل قولها إننا نريد وقف الحرب بأسرع وقت ممكن، لأننا نفقد أدنى مقومات الحياة بالإضافة إلى أننا خسرنا أعمالنا وبتنا ننتظر المساعدات الإنسانية لنا لإطعام أطفالنا على الأقل.

وتُؤكّد أنّ مدينة رفح مكتظة بالمواطنين أصبح عدد سكانها مليون ونصف، يعانون من الأمراض وبيئة غير صالحة بالإضافة إلى معاناتهم داخل الخيام خاصة في المنخفضات الجوية.

وتضيف أننا لا نعلم إلى متى سوف يستمر تهجيرنا القسري، وسط عدم اكتراث العالم عما يحدث بحقنا وبحق أطفالنا في غزة، مردفًة: نحن نعيش أصعب فترة في الحرب بسبب تهديد الاحتلال بدخول رفح وما مصيرنا بعد ذلك.

أعاد نزوح ما يقرب من مليوني شخص في غزة إلى الأذهان ذكريات النكبة، أو الكارثة، عام 1948 عندما تم تهجير 750 ألف فلسطيني قسرًا من منازلهم على يد الميليشيات الصهيونية لإفساح المجال أمام دولة “إسرائيل” المنشأة حديثًا.

ويعيش الفلسطينيون في غزة اليوم ما عاشه أجدادهم قبل أكثر من 70 عامًا، والخوف من عدم القدرة على العودة أبدًا هو جوهر اهتمامهم.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إلى حماية أهالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة الأكثر اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض. وشددت، على “ضرورة حماية أهالي رفح الذين نزح العديد منهم عدة مرات بسبب الحرب، وليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه”.

وتشهد مدينة رفح اكتظاظًا كبيرًا حيث يتواجد فيها ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم أكثر من مليون نازح لجأوا إليها جراء عمليات الجيش الإسرائيلي شمال ووسط القطاع بزعم أنها “منطقة آمنة”.

وتتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في رفح الملاصقة للحدود مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتواصل الحرب على قطاع غزة بلا هوادة، مخلفةً 29692 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وعشرات الإصابات، إلى جانب كوارث إنسانية وبيئية هائلة، ودمارًا يوازي قنابل نووية، وفق تقارير أممية وحقوقية.

ما السيناريوهات المتوقعة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟

صلاح أبوحنيدق -خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تحدث محللون سياسيون فلسطينيون ولبنانيون، عن السيناريوهات المتوقعة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وحذر هؤلاء المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، من تصاعد جرائم الحرب الإسرائيلية حال استمرار الحرب مع الفصائل الفلسطينية لفترة أطول، لاسيما وأن قادة الاحتلال يهدفون إلى تسكين غضب الجهور الإسرائيلي وإعادة الثقة لهم بالجيش بعد الضربة الأولى التي تلقوها في اليوم الأول للحرب.

وتعرضت إسرائيل لضربة قوية في السابع من أكتوبر الجاري عقب اقتحام مئات المقاومين الفلسطينيين مستوطنات غلاف غزة، ومواقع الجيش والشرطة الموجودة بها، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي ومستوطن وجرح الآلاف.

ورجح المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تستمر إلى أيام جديدة خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه التي يسعى لها، سوى قتل الأطفال والنساء الذين شكلوا نحو 60% من الشهداء.

وقال الصواف في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إنه “في مقابل القتل الإسرائيلي تواصل المقاومة الفلسطينية قصف الدن والمستوطنات الإسرائيلي، وتنفيذ العمليات في الداخل المحتل”.

وأضاف أن “الأيام القادمة تحمل مزيداً من الارهاب الإسرائيلي والذي سينهي بالبحث عن تهدئة”. مشيراً إلى أن الحديث عن التهدئة لا يزال مبكراً لكن في النهاية لا بديل عنها.

وأشار إلى أن الاحتلال يعيش أزمة وحالة من التخبط رغم تشكيله حكومة طوارئ علماً بانها ستواجه ضغطاً كبيراً من الشارع في ظل استمرار بقاء الأسرى الإسرائيليين في يد المقاومة الفلسطينية.

وأكد أن “الجهود الدولية والعربية مستمرة وقد تجدي نفعاً ولكن ليس في القريب العاجل ولكنها مستمرة وسيكون لها أثر على أرض الواقع”.

وشدد على أن “الاحتلال يفكر ألف مرة قبل الاجتياح للقطاع في ظل فشل قواته في مواجهة بضع مئات من المقاومين منذ السبت الماضي الموافق السابع من أكتوبر وحتى الان”.

ولفت إلى أن “الاحتلال يفكر فقط في التوغل لبضع مئات من الامتار على المنطقة الشرقية من القطاع لأنه يدرك أن دخول غزة بهدف احتلالها لن يجدي نفعا وسيكلفه ثمناً كبيراً فبدلاً من مواجهة ألف أو الفين من المقاتلين سيواجه مليونين يتعطشون لصيد جنوده إما بقتلهم أو اسرهم”.

ونوه إلى أن “الأوضاع على الجبهة الشمالية تأخذ شكلاً من التصعيد المتدحرج وسلوك الاحتلال على الارض سيحدد كيف سيكون سلوك حزب الله”.

ورأى الصواف أن “المقاومة تقود الآن اشتباكات قد تتطور بشكل أكبر مما قد يقود لاتخاذ قرار من قبل حزب الله في الدخول في معركة مع الاحتلال”.

بدوره، قال المحلل اللبناني محمد المصري، إن “يوم السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وسيترك تغير استراتيجي في المنطقة والشرق الأوسط على صعيد الصراع مع إسرائيل”.

وأضاف المصري لشبكة مصدر الإخبارية أن “الضربة التي تلاقاها الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر عبارة عن تهشيم للعمود الفقري لدولة إسرائيل وصورة تفوقها العسكري وأنها صاحبة الجيش الذي لا يقهر”.

وأشار إلى أن “الحديث عن سيطرة على مستوطنات غلاف غزة لأكثر من 70 ساعة، ودخول مقاتلين وخوضهم اشتباكات من وقت لأخر يعكس حالة التخبط العسكري والاستخباري الإسرائيلي، وهو ما يبرر تكثيف الغارات على غزة”.

وبين أن “الحرب حالياً تحددها ثلاثة سيناريوهات الأول الإعلان عن تهدئة على إعتبار أن إسرائيل أسقطت المئات من الشهداء والاعلان عن التوجه لصفقة لتبادل الأسرى، وهذا السيناريو مستبعد حالياً، لأن ذلك يعني دق مسمار كبير في نعش الاحتلال ونهايته، ويحجمه أمام العالم”.

وتابع أن “السيناريو الثاني عبارة عن استمرار الاحتلال بفرض السيطرة على مستوطنات غلاف غزة والبدء باجتياح بري للقطاع، لأنه وفقاً للعقلية الإسرائيلية يعتبر هذا أقل شيء يمكن فعله حال أرادت إسرائيل استرجاع هيبتها التي داست عليها فصائل المقاومة”.

وأكد المصري، أنه “حتى لو احتلت إسرائيل غزة وجميع الوطن العربي فلن تستطيع ترميم صورتها التي انهارت أمام المقاتلين الفلسطينيين في السابع من أكتوبر”.

وشدد على أن “الاجتياح البري لغزة سيمتد إلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح جبهات جديدة”. معبراً عن اعتقاده بان إسرائيل تحاول توسيع الحرب وليس حزب الله الذي يسعى لذلك، كون نتنياهو يعتقد بأنه حصل على فرصة مواتية للنيل من أعدائه وإشراك الولايات المتحدة في معركة ضد حزب الله وإيران”.

ولفت المحلل اللبناني إلى أن “السيناريو الثالث يرجح أن إسرائيل ستكتفي بالقصف ظناً بأنها ستقلب الشارع الفلسطيني على حماس وهذا أمر مستبعد كون حماس من نفس الشعب والكل موحد ضد إسرائيل”.

ورجح السيناريو الثاني القائم على الاجتياح البري، ودخول أطراف إقليمية أخرى بما يقود نحو نتائج مدمرة.

من جانبه، أكد المحلل عصمت منصور أن “الضربة القاسية التي تعرضت لها إسرائيل في اليوم الأول من الحرب، تأخذ السيناريوهات نحو التصعيد بكل أشكاله”.

وشدد منصور لشبكة مصدر الإخبارية على أن “قرار تجريد حماس من سلاحها وإضعافها من قبل إسرائيل أصبح جدياً”. معبراً عن أمله بألا تطول الحرب على القطاع.

وقال إن “الجيش الإسرائيلي سيواجه مقاومة شديدة والعديد من المفاجآت حال أقدم على اجتياح قطاع غزة برياً، لاسيما وأنها أثبتت تفوق المقاتل الفلسطيني في الأداء منذ اليوم الأول للحرب في حرب الشوارع”.

وأضاف أن “القصف الجوي الكثيف على القطاع منذ أيام يتوقع أن يكون تمهيداً للاجتياح البري”.

وأشار إلى أن “تطورات الحرب يحددها مدى توسع الاجتياح البري حال اتخاذ قرار بذلك وعمقه”. مبيناً أن “سيناريو الاجتياح البري أصبح محسوماً خاصة وأن الرأي العالم جرى تهيئته، والولايات المتحدة أكدت تأييدها الكامل، وأرسلت حاملة طائرات وذخيرة ووعدت بمستشارين”.

ولفت إلى أن “المجتمع الإسرائيلي أصبح موحداً خلف نتنياهو أيضاً في قرار الحرب في ظل تشكيل حكومة الطوارئ الجديدة”.

بعد وصولها المنطقة.. تعرف على حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد؟

صلاح أبو حنيدق- متابعة خاصة مصدر الإخبارية:

وصلت الليلة الماضية حاملة الطائرات الأمريكية، جيرالد فورد، وهي أكبر سفينة حربية نووية في العالم إلى شواطئ شرق المتوسط.

وتحمل جيرالد فورد 4539 جنديًا، ويعتبر وصولها إلى إسرائيل خطوة ردعية من قبل الولايات المتحدة لحزب الله اللبناني وإيران.

ويرافق حاملة الطائرات، سفينة الصواريخ الموجهة “نورماندي” بالإضافة إلى 4 مدمرات صواريخ أخرى.

وتعتبر “جيرالد فورد”، التي تحمل اسم الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، حاملة الطائرات الأكثر تقدما في البحرية الأمريكية، ويخدم فيها آلاف البحارة، وعلى متنها أكثر من 75 طائرة مقاتلة من طراز إف-35، وإف-35. 15 وإف-16، وطائرات هجومية من طراز A-10، وقاذفتين للصواريخ المضادة للطائرات، وصاروخين أرض جو من طراز رام، ومنظومتي رادار منفصلتين لتوجيه صواريخها وطائراتها من جهة، لتحديد مواقعها من جهة أخرى.

وتضم الحاملة أيضاً ثلاثة أنظمة أسلحة فالانكس، أي نظام دفاع نشط يعتمد على مدافع لتدمير القذائف والصواريخ والمدفعية التي تطلق عليها من مسافة قصيرة، و4 أنظمة رشاشات عيار 25 ملم (MGS) مصممة لحمايتها من السفن الصغيرة وأربعة أنظمة مدفع رشاش براوننج M2  وخمسة من عيار 0.5 بوصة لكل استخدام ممكن.

ويصل وزن “جيرالد فورد” إلى 100 ألف طن، ويمتد طوله إلى 337 مترًا، وعرض سطحه 78 مترًا.

وتسطيع الإبحار بسرعة 56 كم/ساعة (30 عقدة) بمساعدة مفاعلين نوويين. وبلغت تكلفة بناء حاملة الطائرات 12.8 مليار دولار.

وهذا لا يشمل تكلفة الصيانة السنوية البالغة 3 مليارات دولار وعملية البحث والتطوير نفسها لهذا الوحش البحري والتي تقدر أيضًا بحوالي 40 مليار دولار.

ويمكن للسفينة أن تعمل بمفردها في وسط البحر لمدة ثلاثة أشهر متتالية من حيث الغذاء وإمدادات الوقود ومعدات الطائرات.

سفينة نورماندي

وترافق حاملة الطائرات سفينة “نورماندي” (يو إس إس نورماندي) هي سفينة صواريخ موجهة تنتمي إلى ما يسميه الأمريكيون فئة تيكونديروجا.

وتم إطلاق نورماندي في عام 1989 وعادة ما ترسو في نورفولك بولاية فيرجينيا.

و في عام 1998، حصلت بالفعل على لقب “السفينة التي أطلق منها أكبر عدد من صواريخ توماهوك في البحرية الأمريكية”.

ويبلغ وزنها 9800 طن مع وزن الطاقم المكون من 330 رجلاً وامرأة، ويمتد طولها إلى 173 مترًا، وتعمل بأربع توربينات غازية من شركة جنرال إلكتريك تدفعها إلى سرعة حوالي 60 كم / ساعة (32.5 عقدة). وتتمركز على متنها بشكل دائم مروحيتان من طراز “سي هوك”، بالإضافة إلى ستة أنظمة رادار، كل منها لغرض مختلف، بما في ذلك مكافحة الحرائق والبحث الجوي والحرب المضادة للغواصات. يوجد على متنها نظامان للإطلاق العمودي (MK 41) يحتوي كل منهما على 61 خلية، والتي تحتوي على 122 صاروخ أرض جو، وصواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ توماهوك وVLA المضادة للغواصات.

كما يوجد على متن السفينة أيضًا ثمانية صواريخ هاربون الموجهة بالرادار المضادة للسفن، ومدفعان من طراز مارك 45 ضد السفن الحربية والطائرات الكبيرة، ونظامان للرشاشات عيار 25 ملم (MGS)، و2-4 أنظمة مدفع رشاش ثقيل من طراز براوننج زيرو فايف، وسلاحين من طراز فالانكس. واثنين من أنظمة إطلاق الطوربيد تحت الماء.

المدمرات

فيما تنتمي المدمرات الأربع الأخرى جميعها إلى سلسلة البرق التي تحمل اسم الأميرال الأمريكي الذي اكتسب شهرة في الحرب العالمية الثانية.

يو إس إس توماس هودنر

وتقدر تكلفة كل منهما بحوالي 2 مليار دولار، أشهرهم يو إس إس توماس هودنر، حيث سُميت على اسم طيار البحرية توماس هودنر، الذي فاز بميدالية الشرف لمحاولته إنقاذ حياة زميله خلال الحرب الكورية.

تم إطلاقها في عام 2017 وعادة ما ترسو في مايبورت بولاية فلوريدا، لكنها خاضت بالفعل في مياه البحر الأبيض المتوسط ​​عدة مرات كجزء من التدريب.

وتزن 9217 طنًا، ويبلغ طولها 513 مترًا، ومثل نورماندي، يتم تشغيلها بواسطة أربع توربينات غازية من شركة جنرال إلكتريك.

وتصل سرعتها إلى 57 كم/ساعة (31 عقدة)، وتحمل حوالي 380 من أفراد الطاقم وعلى متنها نظام فالانكس واحد، ومدفع مارك 45 خفيف الوزن، ومدفعين من طراز M242 Bushmaster، وأربعة مدافع رشاشة ثقيلة من طراز M2 Browning Zero Five.

وعلى متن الطائرة، بالإضافة إلى طائرتي هليكوبتر من طراز “سي هوك” ومهبط وحظيرة، يوجد أيضًا نظام إطلاق عمودي واحد (MK 41) مزود بسبعة أنواع من الصواريخ: نوعان من صواريخ أرض جو، وصواريخ قصيرة وباليستية متوسط ​​المدى، وصاروخ اعتراض SM-6، وطائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للسفن، وصاروخ مضاد للغواصات مطلق عموديًا، وصاروخ كروز توماهوك، وصاروخ متقدم مضاد للسفن أسرع من الصوت آر آي أم.

ويوجد أيضًا أنبوبان طوربيد ثلاثيان (مارك 32) يحملان ثلاثة أنواع من صواريخ الطوربيد خفيفة الوزن.

يو إس إس روزفلت

المدمرة الثانية هي، يو إس إس روزفلت، التي تحتوي على ترتيب مماثل من حيث حجم الذخيرة وسميت على اسم الزوجين الرئاسيين إليانور وفرانكلين روزفلت.

وترتكز السفينة في قاعدة روتا البحرية، وهي في الغالب أمريكية، على ساحل المحيط الأطلسي في إسبانيا. تم إطلاقها في عام 1999 ولها أيضًا تاريخ طويل نسبيًا في مياه البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المطاردات الدرامية ضد القراصنة في الصومال والاستيلاء على ناقلة النفط الوهمية “مورنينج جلوري” جنوب قبرص التي كانت في طريقها إلى ليبيا.

ويبلغ وزنها 9300 طن، وتضم طاقمًا مكونًا من 380 فردًا ومروحيتين من طراز “العقاب ” MH-60R، ويبلغ طولها 155 مترًا وتسافر بسرعة 56 كم/ساعة (30 عقدة).

يو إس إس راماج

المدمرة الثالثة هي، يو إس إس راماج سميت على اسم نائب الأدميرال لوسون راماج، الحاصل على وسام الشرف في الحرب العالمية الثانية. مثل نورماندي، عادة ما ترسو في نورفولك.

تم إطلاقها في عام 1995 وتمكنت من المشاركة في العديد من العمليات كما حدث في ألبانيا في عام 1997 وقبالة سواحل الجبل الأسود بعد حوالي عامين.

بعد أحداث 11 سبتمبر، تم استدعاؤها إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لتوفير رادار موسع لمدينة نيويورك والمنطقة المحيطة بها عقب الهجمات الإرهابية، ثم أبحرت باتجاه بحر العرب للحرب في أفغانستان، بعد ذلك.

حيث واصلت محاربة الإرهاب البحري والقراصنة الصوماليين في منطقة القرن الأفريقي، وفي عام 2010 تم إرسالها للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ عقب تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في البحر الأبيض المتوسط، حتى أنها رست لبعض الوقت في ميناء حيفا.

وبعد فترة عادت إلى البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الحرب الأهلية السورية، من أجل نزع الأسلحة الكيميائية التي كانت بحوذة نظام بشار الأحد.

وتزن السفينة 9000 طن وتضم طاقمًا مكونًا من حوالي 280 فردًا، وهي مشابهة تمامًا في الأبعاد لأخواتها الأصغر سناً، ولكن لا يوجد بها سوى طائرة هليكوبتر واحدة متمركزة عليها.

وحتى من حيث الأسلحة والذخيرة الصاروخية، فهي تشبه إلى حد كبير أخواتها، لكن ميزتها هي الحرب الإلكترونية ووسائل مصممة لتعطيل الصواريخ المضادة للسفن البعيدة عن أهدافها.

ويوجد على متن السفينة “أجنحة حرب إلكترونية” تتضمن “أفخاخًا خداعية” تعمل بمساعدة أجهزة تشويش الأشعة تحت الحمراء، أو محاكاة ضوضاء السفينة، أو شرك طيران مقلد، أو عوامة عاكسة.

كما أن أنظمة الرادار الخاصة بها مثيرة للإعجاب وتتضمن رادار بحث جوي محوسب ثلاثي الأبعاد يستخدم أربعة هوائيات تكميلية لتوفير تغطية 360 درجة.

علاوة على ذلك، لديها 10 أنظمة رادار مختلفة أخرى للبحث السطحي والملاحة، وتجنب الألغام، والبصر الكهروضوئي، ومكافحة الحرائق، والحرب المضادة للغواصات باستخدام السونار أو المروحيات أو حتى الكابلات المقطوعة.

يو إس إس كارني

رابع المدمرات، يو إس إس كارني، وسُميت على اسم الأدميرال روبرت كارني الذي شغل منصب القائد الأعلى للبحرية الأمريكية خلال إدارة أيزنهاور.

تنطق من ميناء مايبورت بولاية فلوريدا، وتم إطلاقها عام 1994 وشاركت أيضًا في الحرب في أفغانستان ورست لفترة في البحرين.

وبعد نجاتها من إعصار تشارلي في عام 2004، استقبلت كضيفة شرف عندما تم إرسالها إلى منطقة البحر الكاريبي لإظهار التزام الولايات المتحدة تجاه شركائها الإقليميين.

وشاركت على مر السنين في المعارك ضد تنظيم داعش في ليبيا، وفي عام 2018 وقعت في خضم التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة بعد الإعلان الأمريكي عن لوائح اتهام ضد مواطنين روس للاشتباه في تدخلهم في الانتخابات الأمريكية عام 2016. حملة.

وتم إرسال كارني للقيام بدوريات حول البحر الأسود وإظهار التواجد.

اقرأ أيضاً: الأردن وتركيا تؤكدان على أهمية حل الدولتين ووقف المجازر بغزة

اللحظات الأخيرة للصحفيين الثلاثة.. ابتسامة صادقة ودعوة طيبة ونبأ عاجل!

مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

اللحظات الأخيرة.. هي الوجع الذي تركه الصحفيون الثلاثة لِمَن خلفهم، رحلوا بصمتٍ مُوجع تاركين آلاف الذكريات ليُجددوا في القلب الشوق الدائم للقاء.

لم يكن يدري الزميلين سعيد الطويل وهشام النواجحة أبناء محافظة جنوب قطاع غزة، أنهما سيكونان خبرًا تتداوله الصحف ووسائل الاعلام المختلفة بعد استهدافهم مِن قِبل الطيران الحربي الإسرائيلي.

استهدافٌ غادر أسفر عن استشهادهم بدمٍ بارد، لترتقي أرواحهم إلى حيث الأمن والسلام الذي كانا يحلمان به يومًا من الأيام.

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فمنذ بدء الحرب العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ارتقى سبعة من الصحفيين وهم، إبراهيم لافي، محمد جرغون، محمد الصالحي، أسعد شملخ، سعيد الطويل، محمد صبح أبو رزق، هشام النواجحة.

ولأنها مسيرةٌ طويلة والأمانة غالية، آثر الزميل محمد صبح مصور وكالة خبر الفلسطينية إلا أن يلحق بمن سبقه من شهداء الصحافة ليُؤكد فاشية الاحتلال وإجرامه بحق وسائل الاعلام التي تنقل الخبر للعالم على مدار الساعة.

محمد صبح، الهادئ، المتعاون، الشجاع، الشهم كما يصفه زملاءه، دائم الابتسامة الذي لم يترك الكاميرا لحظة واحدة خلال النقل المباشر لمجريات الأحداث على قطاع غزة.

خلال الساعة الثالثة فجرًا غادر مكان عمله بعد ورود إشارة تُفيد بنية الاحتلال قصف برج سكني مأهول بالسكان والمؤسسات الإعلامية ورغم وجوده بعيدًا عن البرج المَنوي استهدافه بقرابة 500 متر فأكثر إلا أن طائرات الاحتلال استهدفته واثنين من زملائه الصحفيين ليرتقوا جميعًا شهداء على بطش الاحتلال وغدره.

أما الزميل سعيد الطويل طالب الدكتوراه واستاذ الاعلام الرقمي، رئيس تحرير شبكة الخامسة للأنباء الذي كان حريصًا على نقل الصورة أولًا بأول لآلاف المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي كانت الرسالة الأخيرة له قبل الاستشهاد على النحو الآتي:
“للأسف تم تحذير برج حجي بالقصف قبل قليل، وتم إخلاء المنطقة بشكل كامل، النساء والرجال والكبار والأطفال جميعهم السيدات أخلوا المنطقة بشكلٍ كامل تمهيدًا لقصف برج حجي المتواجد في شارع ما يُعرف بشارع المؤسسات القريب من برج الغفري غرب مدينة غزة”.

وما هي إلا لحظات حتى أصبح الصحفي سعيد الطويل الخبر وذلك بعد استهدافه غدرًا من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، مخلفًا وراءه سيرةً طيبة ومسيرة مهنيةً مليئة بالكفاءة والإنجاز خلال المَهام التي كُلف بها خلال حياته.

أما رسالة “هشام” الأخيرة التي ترك بها غصة كبيرة في قلوب محبيه وكل من عرفه اختصرها بدقيقة، عبّر فيها عن رضاه بما قسم الله له، وأنه راضٍ بقضاء الله ومسلمًا له وكأنه ينعى نفسه حيًا، خرج على متابعيه قائلًا: “أمام كل هذه العنجهية والقصف الهستيري والدمار الذي يحاول الاحتلال أن يحدثه في غزة عبر إثارة الرعب والقلق في نفوس المواطنين..”.

وأضاف: “والله لن يحدث في مُلك الله إلا ما كتب الله، اللهم ثبّت المجاهدين، اللهم صبّرنا، اللهم اكتب لنا الأمن والأمان وادحر هذا الاحتلال واكتب لنا النصر المبين”.

وتابع: “اطمنوا يا جماعة وهدوا من نفسكم وسيّطروا على قلقكم، هي ساعات باذن الله، ونحن جميعًا في معية الله، والله إن شاء الله لن يخذلنا وسيجعلنا في بر الآمان دومًا وباذن الله سنلقاكم جميعًا على خير”.

وزاد: “هنشوفكم دائمًا بأمن وأمان، طمنوا من هم حواليكم وأهاليكم، طمنوا أولادكم وزوجاتكم وأهاليكم، ونحن دائمًا سنكون بخير، ولن يحدث بيننا أي شر، وما يحدث يُدلل على أن الاحتلال تلقى ضربةً موجعة وباذن الله سنكون نحن المنتصرون.. اللهم نصرك الذي وعدت يا الله”.

المكتب الإعلامي ينعى

نعى المكتب الإعلامي الحكومي الزميلين الصحفيين سعيد الطويل ومحمد صبح، الذين ارتقيا شهداء جراء استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال أثناء تغطيتهم إخلاء إحدى البنايات المهددة بالقصف غرب غزة.

وأكد خلال بيانٍ صحافي، على أن “جريمة الاحتلال بحق الشهيدين هي اغتيالٌ مع سبق الإصرار والترصد، كونهم كانوا يرتدون معدات السلامة والعلامات المميزة لهم كصحفيين، ويتسنى لطائرات الاحتلال رؤية ذلك”.

وقال: “كنا حذرنا قبل ساعات من نوايا الاحتلال العدوانية ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، بعد إخطاره بإخلاء عشرات المقار الإعلامية، محاولا تغييب الحقيقة التي ينقلونها”.

وأضاف: “بات من المؤكد تكرار سلوك الاحتلال الاجرامي ضد الصحفيين، في كل عدوان، وتعمده الاستهداف المباشر للصحفيين ووسائل الإعلام”.

ولفت على أن “الاحتلال يستهدف الصحفيين ظنًا أنه سيُغيب بذلك شهود الجريمة وعيون الحقيقة الذين يرى العالم أجمع عبر كاميراتهم وتغطياتهم ما يقوم به المحتل من مجازر ضد شعبنا الأعزل”.

وأردف: “نحيي صحفيينا ووسائل الإعلام التي تقوم بدورها بمهنية وموضوعية ونثق أن التضحيات لن تزيدهم إلا عزما وإصرارا على إيصال الرسالة المهنية وأداء الواجب الوطني”.

وطالب المؤسسات المعنية بحرية الرأي والتعبير بتحرك جاد ومسئول ضد جرائم الاحتلال بحق الصحفيين ووسائل الإعلام.

وأخيرًا.. تمنى الاعلام الحكومي الشفاء العاجل والسلامة التامة للزميل هشام النواجحة الذي تواجد معهم والذي يتلقى العلاج حاليًا.

تيار الإصلاح الديمقراطي: الاحتلال يُحاول تغييب الحقيقة بتعمد استهداف الصحفيين

نعت مفوضية الإعلام في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، الثلاثاء، ثلاثة من الصحفيين الذين ارتقوا جرّاء استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت المفوضية خلال بيانٍ صحافي، ننعى لشعبنا الفلسطيني الزميل الصحفي سعيد الطويل (رئيس تحرير شبكة الخامسة للأنباء) والصحفي محمد صبح (مصور وكالة خبر) والصحفي هشام النواجحة (مصور وكالة خبر) الذين ارتقوا جرّاء استهدافهم بقصفٍ جويٍ نفذته مقاتلات الاحتلال أثناء تغطيتهم العدوان على غزة.

ودان تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح جريمة الاغتيال التي نفذها طيران الاحتلال بحق شهدائه الطويل وصبح والنواجحة، التي تمت عن قصدٍ وإصرار.

وأكد “التيار” أن الزملاء الصحفيين كان يرتدون ما يُميّزهم كصحافيين وحملوا معدات العمل كاملةً بما يجعلهم يتمتعون بالحصانة الصحفية، لكن الاحتلال المجرم أصرّ على استهداف كل من يعمل على فضح جرائمه أمام العالم.

وطالب جميع المنظمات الحقوقية والمؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين بالتحقيق الفوري في ظروف استشهاد كوادره، وإدانة الاحتلال الذي يكرر إجرامه بحق الصحفيين.

ولفت إلى أن “الاحتلال يتعمد في كل عدوانٍ استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام بصورةٍ مباشرة، في محاولةٍ لتغييب الشهود على المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا الأعزل”.

ولليوم الرابع على التوالي يُواصل جيش الاحتلال عدوانه الأعنف على قطاع غزة، عقب هجوم عسكري مفاجئ للمقاومة الفلسطينية على مناطق غلاف غزة وأراضينا المحتلة، رداً على الانتهاكات التي طالت جميع مناحي حياة الفلسطينيين.

أقرأ أيضًا: استشهاد الصحفيين سعيد الطويل ومحمد صبح في قصف إسرائيلي غرب غزة

محللون: مقبلون على أيام مفتوحة والمقاومة اتخذت خطوة جريئة باقتحام مستوطنات الغلاف

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أجمع محللون فلسطينيون على أن المقاومة اتخذت خطوة جريئة تتمثل في اقتحام مستوطنات غلاف غزة واحتجاز عشرات المستوطنين وخطف عدد منهم.

ومنذ ساعات الفجر الأولى شرعت غرفة العمليات المشتركة التابعة لفصائل المقاومة في إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه مستوطنات غزة، حيث شكّلت الضربة غير الاستباقية مفاجأة مدوية للاحتلال وأجهزته الاستخباراتية والعملياتية.

في غضون ذلك، وتحت نير الصواريخ، استطاع مقامون من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من الدخول إلى مستوطنات غلاف غزة عبر مركبات الدفع الرباعي.

مشهدٌ لم يألفه أحد إبان نصر أكتوبر الذي حققه الجيش المصري عام 1973 لتُعيد مشاهد تجول مقاومي القسام إلى الأذهان صورًا لطالما غابت عن المشهد الميداني.

واعتبر محللون أن ما يشهده الميدان اليوم هو صورة جديدة جسّدتها المقاومة الفلسطينية أمام الترسانة الإسرائيلية العسكرية في ظل تصاعد انتهاكاته بحق المقدسات والحرائر في مدينة القدس.

يقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: إن “ما يحدث اليوم هو رد فعل طبيعي على تغول الاحتلال المستمر ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وكلها عوامل ساهمت في تفجر الوضع”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “المقاومة اتخذت خطوة جديدة وشجاعة، خاصة وأن مساحة الاشتباكات انتقلت إلى داخل الأراضي المحتلة وهذا ما يُؤكد على وحدة الساحات التي سعت لها المقاومة طِيلة الفترة الماضية”.

وأكد على أن “الاحتلال مرتبط جدًا واستدعائه لقوات الاحتياط ومقبلون على أيام مفتوحة ومن الواضح أن المقاومة استعدت جيدًا لخوض هذه المعركة”.

يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم: إن “الأحداث التي نشهدها منذ الصباح شكّلت ضربة استباقية لم تُربك جيش الاحتلال فحسب بل شكّلت صدمة للحكومة الإسرائيلية، مضيفًا: “ما يتناقله المحللون والصحفيون الإسرائيليون هو أن الاحتلال يعيش صدمةً حقيقية في هذه اللحظات”.

وأضاف خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية، “الإسرائيليون يُوجهون أصابع الاتهام إلى الحكومة الإسرائيلية ويتساءلون أين كانت أجهزة الأمن والاستخبارات الأمنية”.

وتابع: “المحللون الإسرائيليون يُشبهون ما يحدث الآن بأنه كحرب أكتوبر حيث حققت المقاومة فيها عنصر المفاجأة محملةً مسؤولية ما حدث لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية”.

وأردف: “الاحتلال أركن أنه يُمكّن تركيع قطاع غزة بالتسهيلات المالية والمنحة القطرية إلا أن ما فعلته المفاجأة فاجئ الجميع ولم يكن أمرًا سريًا بل كشفت عنه المقاومة خلال الفترة الماضية بأن انتهاكات الاحتلال لم تمر مرور الكرام”.

وأشار إلى أن “تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات والاعتداء على النساء المقدسات كان صاعق التفجير في هذه الجولة من التصعيد، خاصةً وأننا نتحدث عن مرور أربع ساعات وليس هناك من ردود واضحة مِن قِبل الجيش”.

وبيّن أن مستقبل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أصبح على المحك، رغم أن الاحتلال في مثل هذه الأوقات يحشد كل طاقاته لضرب الفلسطينيين، رغم أنها تلقت ضربة قاسية قسمت ظهرها ولم تتوقعها أبدًا في ظل المعطيات التي لطالما تفاخرت بها”.

أقرأ أيضًا: الجهاد لمصدر: دخلنا في معركة طوفان الأقصى

الأمراض الموسمية تهاجم الصحة.. فما السبيل للوقاية منها؟

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

غالباً ما تباغت الصحة بعض الأمراض التنفسية أو المعوية الموسمية تصاحبها أعراضٌ تتطلب الرعاية الصحية الكاملة، حتى الوصول بالمريض إلى الاستقرار والسلام الصحي.

في هذا التقرير، نجيب لكم عن كل ما يتعلق بالفيروسات والأمراض التي تنتشر خلال المواسم، والتي تهاجم بشدة فئاتاً معينة تعتبر الأكثر ضعفاً، مثل الحوامل والأطفال وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، ونذكر لكم خلاله الطرق الوقائية والعلاجية لها.

أنواع الفيروسات

هناك مجموعة من الأمراض الموسمية، وحسب أ.د عبد الرؤوف علي المناعمة مدير مركز تقصي الأمراض السارية في الجامعة الإسلامية بغزة فإنها أنواع، منها ما هو فيروسي، ومنها البكتيري، وبعض الطفيليات، وأخرى لها علاقة بالميكروبات.

وكشف المناعمة لشبكة مصدر الإخبارية أن صيف 2023 شهد ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابات التي تتنوع فيها الفيروسات، منها ما تسبب في الإسهال بشكل كبير.

وأوضح أن وزارة الصحة الفلسطينية تابعت الأمر وأجرت عدة فحوصات متقدمة، وتعرفت على فيروس روتا “Rotavirus”، والفيروس الغدي “Adenovirus”، لافتاً أن عدد الحالات بدأ بالانخفاض.

أما الطفيليات، فإن أكثر الأنواع شائعة الحدوث في قطاع غزة هي “الأميبيا” والتي تسبب الزحار الأميبي وهو عبارة عن إسهال ممزوج بدم ومخاط، و”الجارديا” التي تسبب الإسهال أيضاً.

وقال المناعمة عن البكتيريا المتمثلة بالسالمونيلا والشيجلا والإشريكية القولونية: “تعتبر أقل شيوعاً من المسببات الفيروسية”، مشيراً إلى وجود بعض الميكروبات المعوية بمعدل طبيعي بين الفئات المختلفة.

وأفاد بأنه من شأن هذه الميكروبات التي تنتقل عبر تلوث الهواء أو تلوث الأيدي أو من خلال برك السباحة أن تسبب الإسهال كعرض واضح لها، والذي بدوره قد يسبب الجفاف لفئة الأطفال بشكل خاص.

الوقاية خير من العلاج

وحذر المناعمة الأهالي من أن عدم علاجه قد يكون مميتاً، مشدداً على أهمية تلقي المصاب للرعاية الصحية الجيدة التي من شأنها أن تمنع الأضرار التي قد تنجم عن الإسهال والجفاف من خلال إمداد الجسم بالسوائل والأملاح وتعويضه عن الجفاف.

وبإمكاننا حماية أطفالنا من خلال تعليمهم أهم عنصر في الوقاية وهو نظافة الأيدي وغسلها على الدوام، والذي يقلل احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية بما لا يقل عن 80%، حسب البروفيسور المناعمة.

ونصح المناعمة بغسل الخضراوات والفواكه، واتباع سبل وقائية تحمي من الحشرات والقوارض، إضافة إلى انتقاء برك سباحة مضمونة في حال التوجه للسباحة.

وأكد أن الوقاية هي السبيل الأفضل، وذلك من خلال تعزيز المناعة، والتي تأتي بالتغذية السليمة الجيدة، مع اتباع أساليب النظافة الشخصية.

وفي السياق، شرح البروفيسور المناعمة كيف تتشكل الفيروس في كل موسم، وقال: “يمكن للفيروسات أن تتحور وتتخذ أشكالاً مرضية أكثر حدة، والعكس حيث قد تكون أقل حدة من سابقاتها كما حدث مع فيروس كورونا”، وأضاف: “تكرار الإصابة بفيروس محدد أمر معروف ومتوقع مثل فيروسات الرشح، وفيروسات الإنفلونزا”.

وفي تساؤلنا عما إذا كانت المضادات الحيوية مفيدة كعلاج، أخبرنا د. المناعمة عبر مصدر الإخبارية أنها لا تفيد إلا في حالات الإصابات البكتيرية، بينما لا تعطي أي نتائج علاجية مع الفيروسات، وقال: “حتى مع البكتيريا لا يمكن إعطاء المضادات الحيوية بدون عمل مزرعة، وإجراء فحص للحساسية”.

وذكر في ختام حديثه أن أكثر الفيروسات التي يمكن أن تصيب الإنسان هي التنفسية التي تصيب الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والرشح.

الإنفلونزا الموسمية

ومن أكثر الأمراض التي تسببها الفيروسات الموسمية، الانفلونزا الموسمية عند الأطفال، التي يتم الكشف عنها من خلال بعض الأعراض مثل ارتفاع درجه الحرارة بشكل مفاجئ، والشعال الجاف، وغثيان، وآلام في العضلات والمفاصل وصداع الرأس، إضافة إلى التهاب الحلق يرافقه سيلان الأنف، حسب ما أفاد د.محمد أبو ندى استشاري طب الأطفال لشبكة مصدر الإخبارية.

وأوضح أبو ندى أن هذه الأعراض قد تستمر لأسبوعين، منوهاً أنها تكون مسبوقة بفترة احتضان المرض والتي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض وتتراوح بين يوم إلى يومين تقريباً، لافتاً أن معظم المصابين يتعافون من الحمى والأعراض الأخرى خلال أسبوع، بينما يتسمر السعال إلى أسبوعين ليبدأ ترديجياً بالاختفاء.

وعن العدوى، ذكر أبو ندى الانفلونزا تنتقل بسهولة كبيرة، وبشكل سريع خاصة في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس ودور الحضانة، والأسواق وأماكن العبادة، وقال: “عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس بإنه ينشر الرذاذ المحتوي على الفيروسات في الهواء، ما يؤدي لاستنشاقه”، وأضاف: “وتنتقل عن طريق الأيدي الملوثة”.

ونصح بأن الوقاية تحتاج منا أن نغسل أيدينا بانتظام، وعلى المصابين أن يغطوا أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال أو العطاس.

واعتبر أن أفضل وسيلة للوقاية هي التطعيم، وقال: “توفر لقاحات التطعيم حماية للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح”، وأضاف: “رغم ذلك فقد يكون لقاح الإنفلونزا أقل نجاعة في حماية المسنين من المرض، لكنه قد يحد من شدته ومن حدوث مضاعفات”.

فيما، بيّن أبو ندى أن أفضل وسيلة للعلاج هي الراحة، والإكثار من شرب السوائل، أما في الحالات الشديدة والمضاعفات الخطيرة فإن يتطلب تدخل الطبيب لوصف دواء خاص مضاد للفيروسات المتعلقة بالإنفلونزا.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفئات الأكثر تأثراً وهم: الحوامل في جميع مراحل الحمل، والأطفال من سن 6 شهور إلى سن 5 سنوات، وكبار السن فوق عمر 65 سنة، وأصحاب الأمراض المزمنة الربو والأمراض القلبية والرئوية، ومرضى الإيدز، إضافة إلى العاملين في القطاع الصحي، والتي حذر أبو ندى أنهم من الفئات المهددة بخطر الموت في حال حدوث مضاعفات.

اقرأ أيضاً:الصحة تنفي لمصدر وجود مصابين بالمتحور الجديد كورونا في غزة

Exit mobile version