بعد 16 عاماً على الانتخابات التشريعية.. هل سنشهد مصالحة فلسطينية قريباً؟

خاص- مصدر الإخبارية

تمر اليوم الذكرى السادسة عشر لعقد الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006 والتي أنتجت فوز حركة حماس بأغلب المقاعد، ونجحت في تشكيل الحكومة الفلسطينية تحت رئاسة إسماعيل هنية.

تبع تلك الانتخابات خصومة سياسية عالية بين حركتي فتح وحماس، ونشبت مشكلات واشتباكات عسكرية بين الطرفين، أدت نهاية لانقسام فلسطيني داخلي منذ منتصف عام 2007 وحتى اليوم، ما تسبب بتعطل الانتخابات وعجلة الديمقراطية بشكل كامل في الشارع الفلسطيني.

ومنذ ذلك اليوم خاضت الفصائل الفلسطينية حوارات مختلفة برعايات عربية ودولية لأجل طي صفحة الانقسام والخروج من حالة التيه الوطني دون الوصول إلى حل حتى الآن.

ومرت المصالحة الفلسطينية في محطات بارزة التقى خلالها أطراف الانقسام في اليمن والقاهرة وقطر وغيرها من الدول، على مدار السنوات الماضية، دون إحداث اختراق حقيقي في الملفات حتى اللحظة.

في ضوء ذلك، يرى محللون سياسيون أن استمرار تعطيل الانتخابات والانقسام الفلسطيني يؤدي إلى زيادة أوضاع المواطنين سوءاً ويضاعف معاناتهم سيما في ظل الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة ضدهم.

وقال المحللون في تصريحات لمصدر الإخبارية، إن الفصائل الفلسطينية المتسببة في الانقسام تديره حتى هذه اللحظة وتسلب حق المواطنين في الحياة الديمقراطية مشيرين إلى أن المصالحة قد تكون بعيدة في هذه الفترة عن الواقع، إلا حال أرادت الفصائل عكس ذلك.

 

ضياع الفرص والحياة الأفضل بسبب تعطيل الانتخابات

 

يقول المحلل السياسي هاني العقاد، إن موضوع تأجيل الانتخابات الفلسطينية حتى اللحظة أدى لضياع الكثير من الفرص على الشباب والمواطنين التي كان يمكن أن تجعل حياتهم أفضل.

وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية المتسبب في الانقسام مستفيدة منه ولا ترغب بأي شكل بعقد الانتخابات، وفي كل مرة تضع معيقات وأدوات جديدة تؤدي لسد الطريق الديمقراطي في وجه المواطنين.

وشدد العقاد على ضرورة وأهمية عقد الانتخابات الشاملة ليتمكن المواطنون بعد كل هذه السنوات من ممارسة حقهم الديمقراطي واختيار قيادة قادرة على تمثيلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية وفرض معادلة جديدة تجبر الاحتلال على عدم المس بالحقوق الفلسطينية.

وعرّج العقاد خلال حديثه على حالة اليأس والكبت التي وصل لها الفلسطينيون سيما الشباب منهم طوال هذه السنوات، وقال إن أكبر وأهم فئات المجتمع باتت اليوم تغرق في وحول الفقر والبطالة والهجرة بسبب تعطيل الانتخابات.

ولم يتوقع العقاد أن تشهد الفترة القريبة حراكاً جديداً جدياً من الناحية الشعبية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لأن المواطنين بحسب وجهة نظره وصلوا لحالة عالية من اليأس الشديد تجاه الأحزاب المحلية وقدرتها على إنهاء الانقسام.

وقال إن الأحزاب تدير حالياً الانقسام قي الضفة الغربية وقطاع غزة، دون بوادر جدية لإنهائه، خاصة مع استمرار المناكفات السياسية والإعلامية التي تبرز على الساحة بين وقت وآخر.

 

حاجة ماسة للانتخابات

 

من جهته قلل المحلل السياسي شرحبيل الغريب من إمكانية تحقيق المصالحة أو عقد الانتخابات في الفترة الحالية، لعدم جهوزية أطراف الانقسام لذلك.

وقال في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن جولات المصالحة السابقة لم تثمر إيجايباً بسبب الاختلافات الجوهرية بين طرفي الانقسام.

ولفت الغريب إلى أن جولة المصالحة المرتقبة في الجزائر قد تنضج مخرجات إيجابية إذا أراد الطرفين ذلك، لأن كل الظروف يجب أن تدفع باتجاه المصالحة لاسيما في ظل التحديات المتعددة التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني.

وأشار إلى أن المجتمع الفلسطيني بكافة فئاته أحوج ما يكون في هذه الفترة إلى انتخابات شاملة تنتج قيادة جديدة قادرة على إدارة شؤونه وتوفير حياة أفضل له.

ووصلت مؤخراً وفود فلسطينية إلى الجزائر لبحث مسألة إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الجزائري في 6 (كانون أول) ديسمبر الماضي في مؤتمر صحفي عقب استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بالجزائر، اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية.

ولم يحدد الرئيس الجزائري موعداً لعقد هذا اللقاء، مكتفياً بالقول إنه قريباً.