قياديون ومحللون: إجماع فلسطيني على عدم التدخل بشؤون الدول العربية

رداً على تظاهرة مؤيدة للحوثيين

غزة – خاص شبكة مصدر الإخبارية

قال قياديون وشخصيات سياسية فلسطينية، اليوم الأحد، إن هناك إجماعاً فلسطينياً وطنياً وشعبياً على عدم التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، ودعم أي محور إقليمي.

وشدد هؤلاء، على أهمية عدم الاصطفاف إلى جانب أي طرف عربي ضد أخر، واستخلاص العبر من تجارب فلسطينية سابقة، ألحقت أضراراً جسيمة في الشعب الفلسطيني وقضيته.

بدوره، وصف أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق، ما حدث من تظاهرة في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة مساء السبت حول الصراع في اليمن بـ”الخطيئة الكبرى والخطيرة جداً من حيث انعكاساتها على الشعب الفلسطيني”.

وقال الزق في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن زعيم الشعب الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان تاريخياً يرفض أي تدخل في الشأن العربي، أو أي تحالف فلسطيني مع جهات إقليمية ودولية.

وأضاف الزق أن التظاهرة “لا تمثل الكل الفلسطيني، وموقفنا واضح بعدم التدخل في أي شأن عربي وعدم الالتصاق بأي محور لما لذلك من تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية”.

وأشار الزق، إلى أن “الشعب الفلسطيني كان له تجربة في مسألة اجتياح العراق لدولة الكويت في عام 1990، وقرار منظمة التحرير الوقوف إلى جانب بغداد، الذي خلف أثاراً كارثية على شعبنا والجالية الفلسطينية هناك”.

وشدد الزق على “ضرورة الاستفادة من تجربة الكويت والتركيز على جعل فلسطين القضية المركزية للأمة العربية”.

ودعا الزق الفصائل الفلسطينية إلى “تغليب المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني وعدم الانجرار إلى خلافات الدول، لاسيما وأن القضية الفلسطينية بحاجة لتأييد الشعوب المناصرة لمشروع التحرر من الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، على أهمية حفاظ الشعب الفلسطيني على موقفه الثابت بعدم التدخل في شؤون الدول العربية انطلاقا من المصلحة الوطنية القائمة على الحصول على أكبر تعاطف دعم إقليمي ودولي للقضية الفلسطينية.

وقال العوض في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الحزب حريص على وجود دعم عربي ودولي كامل للشعب الفلسطيني”.

وشدد العوض، على أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة للانحياز لأي طرف عربي وعالمي في أي صراع، كونه صاحب قضية مركزية ومشروع تحرر بحاجة لوقوف جميع الدول إلى جانبه.

ودعا العوض الفصائل والجماهير الفلسطينية للابتعاد عن أي إشارات ومظاهر تدل على الانحياز لأي طرف عربي بما يلحق بالضرر في القضية الفلسطينية.

وكان عشرات المتظاهرين نظموا وقفة مساء السبت في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة تأييداً “للحوثيين” في اليمن.

من جهته، أكد عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” إياد نصر، أن تعامل الحركة والقيادة الفلسطينية مع العالم العربي “تستند إلى مبادئ مفادها بأنه لا مجال للتدخل في شؤون الدول العربية”.

وقال نصر في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن “أي تدخل فلسطيني في شؤون الدول العربية يكون بقدر العلاقة مع هذه الدول وتدخلها في الشأن الفلسطيني فقط”.

وأضاف نصر، أنه “لا مجال للتدخل في الدول العربية ويجب احترام سيادتها الكاملة على شؤونها، وأي جهة تحاول التدخل في الشؤون العربية لا ندعمها”.

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الفلسطيني هاني العقاد، إن “الشعب الفلسطيني لا يمكنه زج نفسه في الخلافات والقضايا العربية الشائكة كونه له قضيته الخاصة وبحاجة لأي شكل من أشكال الدعم العربي والإقليمي”.

وشدد العقاد في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، على أنه ” لا يوجد مبرر لأي فلسطيني للتدخل في شؤون الدول العربية”. مشيراً إلى “أهمية وجود أوسع دعم عربي وعالمي لصالح القضية الفلسطينية لقيادة مشروع التحرر الوطني وإقامة الدولة المستقلة”.

وأضاف العقاد أن “الشعب الفلسطيني استخلص العبر من غزو العراق الكويت، حينما وقفت بعض الجهات مخطئة إلى جانب جهة على حساب أخرى من خلال تصريحات لا تمثل الكل الفلسطيني وما تركته من أثار سلبية كبيرة لفترة طويلة على القضية”.

وأكد العقاد على “أهمية الوقوف على الحياد من مسألة الصراع في اليمن لما له من أضرار كبيرة على القضية الفلسطينية، خصوصاً وأن أطرافه من أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني”.

يّشار إلى أن الشارع الفلسطيني يرفض الاصطفاف إلى جانب أي طرف عربي ضد أخر، أو الاعتداءات، والاساءة الى الدول والشعوب العربية.

ويعتبر الفلسطينيون أن احتلال أرضهم، وعدالة قضيتهم تحتّم عليهم الوقوف على مسافة واحدة من كل الدول العربية، وعدم تأييد اي من الجهات التي تستهدف أمن واستقرار الدول العربية وشعوبها.