“تحيا حين تفنى”.. صدور رواية للأسير ثائر حنيني من داخل سجن ريمون

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية

صدرت رواية ” تحيا حين تفنى” للأسير في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثائر حنيني، من داخل معتقله في سجن “ريمون” الإسرايلي.

وظهر على الغلاف الأول للرواية صورة لقرية بيت دجن قضاء نابلس التي ينحدر منها، ويسلط من خلال هذه الرواية الضوء على بطولات رفاق دربه ليفيهم بعضاً من حقهم، ويخص الشهداء الرفاق فادي وأمجد ويامن، مركزاً على سيرة الشهيد فادي البطولية.

وأهدى الأسير حنيني الرواية “لروح الشهداء وخاصة الشهيد فادي حنيني، ولمن اعتنق العنف ثائراً مُحباً، وعبر البرزخ بين رصاصتين بجسد أنهكته الشظايا والمُطاردة والاشتباكات، ولمن فدا تراباً فكافأه باحتضانه، ولمن ترجل أخيراً عن صهوة الريح وقد تضرج جسده بالدم والعطر، ولروح أمه وجدته، وشكر من ساهم في إخراج النص للنور، وخاصة الصديق والرفيق الشاعر الأسير أحمد عارضة الذي أشرف وطالع مسودة النص وسجل ملاحظاته الهامة، ورفيق الدرب والمسير الأسير حكمت عبد الجليل الذي كان له الفضل في إنعاش ذاكرة الأسير حنيني واستحضار الماضي، ولابنة عمه الأستاذة نعمة حنيني التي ساهمت في عملية النسخ والتفريغ، والكاتب فراس حج محمد، والمحامي الحيفاوي حسن عبادي، ولعمه وائل حنيني الذي واظب على التواصل معه من سجن إلى سجن مقدماً كافة الدعم والعون الدائم”.

وفي تعليقه على الرواية، أوضح حنيني أنه اتخذ من كتابته هذه الرواية وسيلة للإيفاء بقسط من وعد قطعه على رفيقه الشهيد فادي الذي توافق هذه الأيام ذكرى رحيله المدوي، بألا ينساه أبداً وألا ننسى وصيته التي خطها بمداد دمه.

وتابع حنيني: “هذه التي تقرأوها بين دفتي كتاب كنص متوتر قلق مشحون غاضب وعاشق لكل شهداء هذا الوطن. هو كناية عن كل ما ارتقى متألقاً بدمه فداءَ لهذا الوطن العائق. ليتشابك مصيره بمصائر من سبقوه ومن لحقوه، لتلتحم أجساد الشهداء أسوةً بأرواحهم مُشكّلةً خارطة الوطن”.

وأردف: ” النص هنا فعل وفاعل أكثر منه فعل كتاب. وسرد حاضر حي، فالشهادة هنا حاضر لا ماضي.. حياة من ضحى، وقد آثرت بكلمات بسيطة نبش ذاكرتنا بسيرة الشهداء بقلم وكل من يملكه الأسير في مقبرته، وهو يدرك أن محطة الأسر ليست للراحة وللركون إلى الانتظار، إنما لاستكمال مشوار النضال صوب الحلم الكبير بما يبتكر الأسير من اتاحات وفضاءات لصوته وكلمته، فالكتابة داخل الأسر ليست نوعاً من الترف أو هي تلبية لرغبة من صاغوا بها لميول أدبية. إنها ذلك النضج الشاق من بئر عميقة توشك أن تجف لولا ذكريات من أفنوا أنفسهم لنحيا نحن بفنائهم”.

ومن داخل سجنه قال حنيني: ” لم أعد أذكر ماذا احتوت تلك الصفحة التي مر على تدوينها قرابة العقدين، غير أن فحوى بعض ما جاء فيها بعد أن استشهد فادي حنيني ورفيقه جبريل عواد في تلك المعركة التي غدت حديث الناس لزمن طويل وغدت قوة مثال عمن يواجهون مصيرهم بشجاعة، وقد وقعت في احدى حارات البلدة القديمة لنابلس في الثامن عشر من كانون الأول لعام الفين وثلاثة، وكان قد مر بضعة أشهر على ذلك الرحيل المدوي عندما عثر الشهيد يامن فرج رفيق فادي وجبريل على حزام ناسف كان قد اعده فادي بغية تفجيره بين مغتصبي أرضه ولم يسعفه العمر لذلك، فقام بهذه المهمة يامن رداً على اغتيال رفيقه ذلك قبل أن يتم اغتياله هو الآخر”.

وختم ثائر تعقيبه بالقول ” هكذا فقط يغدو الموت، الفقد وسيلة للحياة ففادي وهو يرقد مطمئناً في قبره، استطاع أن يقلق نوم هؤلاء القوم الطارئين الذين غزوا وطنه وأحلامه وأزهار عشقه، فهنيئاً لك ولرفاقك هذا النوم المطمئن وتلك الميتة الفلسطينية”.

واعتقل الأسير حنيني بتاريخ 1/7/2004 على خلفية مقاومة الاحتلال، بعد انضمامه لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وحوكم بالسجن عشروٍن عاماً قضى منها ثمانية عشر، خاض خلالها عدداً من معارك الأمعاء الخاوية منذ السنة الأولى لاعتقاله.