ما هي أبرز إنجازات الرئيس عباس خلال 17 عاماً من الحكم؟

صلاح أبو حنيدق – خاص شبكة مصدر الإخبارية:

رأى محللون سياسيون فلسطينيون، اليوم الإثنين، أن “الرئيس محمود عباس لم يحقق خلال فترة قيادته للشعب الفلسطيني على مدار 17 عاماً الماضية إنجازات على صعيد تحقيق آمال وطموحات الفلسطينيين في الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال وبناء مؤسسات الدولة والنهوض في النظام السياسي”.

وقال المحللون في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، إن “إنجازات الرئيس عباس على مدار السنوات الماضية كانت محدودة على الصعيد الدولي، وصفر على النظير المحلي”.

إنجازات محدودة

وبين الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أن أبرز الإنجازات التي نجحت القيادة الفلسطينية منذ تولي الرئيس عباس الحصول على عضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة، والانضمام لأكثر من 70 مؤسسة دولية وأممية، وتولي رئاسة مجموعة الـ 77 للدول النامية والصين لعام 2019.

وأوضح العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن هذه الإنجازات محدودة ومؤقتة في ظل غياب الديمقراطية، وحرمان كثير من الكفاءات الفلسطينية والطاقات الشابة من المشاركة في إدارة البلاد ومؤسسات السلطة والسفارات في الخارج، وضخ دماء جديدة فيها.

وأضاف العقاد أن هذه الكفاءات والدماء الجديدة كان بمقدورها تحقيق الأفضل للمواطنين الفلسطينيين وتلبية طموحاتهم المختلفة.

وأكد أن، الشعب الفلسطيني يحتاج للحديث عن إنجازات كبيرة إلى ضخ دماء جديدة في عروق النظام السياسي والمؤسسات والوزارات الرسمية، بما يساهم في خلق تفاعل لدى الجماهير الفلسطينية وبناء استراتيجية وطنية لإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال.

مسار ديمقراطي تحول لانتكاسة

من جهته قال الباحث والمحلل السياسي، تيسير محيسن، إن الانتخابات التي عقدت في العام 2005 لاختيار رئيس للشعب الفلسطيني بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، كانت بمثابة انطلاقة جديدة للتداول السلمي للسلطة على صعيد اختيار رأس الهرم الفلسطيني، لكنها سريعاً ما تحولت لانتكاسة للديمقراطية مع مرور 17 عاماً على عدم إجراء الانتخابات وتفرد الرئيس محمود عباس بالسلطة.

وأضاف محيسن في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن عدم إجراء الانتخابات لهذه الفترة الطويلة ألقى بظلال (سوداوية) على العلاقات بين الأحزاب الفلسطينية وعن حالة الديمقراطية في فلسطين لدى المجتمع الدولي الذي ينادي بالعدالة والحرية والتداول السلمي للسلطة وفق برامج انتخابية واضحة خلال فترة زمنية محددة.

صمت المجتمع الدولي

وتابع أن “هذه الصورة السوداء دفعت المجتمع الدولي الذي أشاد بالانتخابات الرئاسية خلال تلك الفترة لغض النظر عن حالة التغيب والسكون في العملية الديمقراطية التي تشهدها الساحة الفلسطينية منذ 17 عاماً، ومنعه من المطالبة الحقيقية لإجراء الانتخابات من جديد”.

وأشار محيسن إلى أنه “للأسف حتى على الصعيد الفلسطيني ومطالب الفصائل الوطنية والشعب بإجراء الانتخابات لم يحدث أي تطور ملموس أو اختراقه أو تغيير في موقف القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، الذي يواصل التحكم والتفرد في القرار السياسي بعيداً عن الإجماع الوطني وأسس وقرارات النظام الساسي الفلسطيني ومرجعاته”.

مستقبل مجهول للشباب

ولفت إلى أن “كل ذلك جعل العملية السياسية في فلسطين تراوح مكانها وإنتاج قناعة لدى المواطن الفلسطيني بأن العملية الديمقراطية انتهت، ومستقبل مشاركة الشباب في تقرير مستقبل الشعب الفلسطيني وبناء مؤسساته خلال المراحل القادمة مجهول”.

وأكد محيسن أن الشواهد تشير إلى أن إنجازات الرئيس عباس طوال سنوات حكمه ضعيفة لاسيما في مسار التحرر الوطني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وتشجيع الاحتلال الإسرائيلي على توظيف الانقسام الناتج عن غياب العملية الديمقراطية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ووضع مسار عملي على طريق بناء الدولة وتحقيق الثوابت.

زيادة الفرقة الوطنية

وشدد محيسن على أن تفرد عباس بالسلطة طول هذه السنوات أحدث حالة من الفرقة على الصعيد الوطني والتشتيت في بنية الفصائل والمجتمع الفلسطيني، منوهاً إلى أن منظمة التحرير الممثل الوحيد للفلسطينيين أمام العالم ضعيفة كما هي منذ سنوات، ويحكمها أشخاص متنفذين في السلطة ومستقبل القضية.

وعلى صعيد النظام الساسي، يبين محيسن أن هناك (كوتة) أشخاص ومسئولين يحيطون بالرئيس عباس تستدعي أي مكون فلسطيني عند الحاجة إليه وثم إضعافه، كما يحدث في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس المركزي من لجوء لهم في بعض الأوقات، دون الالتفات وتحقيق أي هدف من أهداف الشعب الفلسطيني على صعيد ملفات وقف الاستيطان وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين والحل النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية.

الافتقار للشرعية الشعبية

من جهته، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن خطورة تغيب العملية الديمقراطية طوال هذه الفترة تتجلي في أن النظام السياسي الفلسطيني والقائمين عليه يفتقدون للشرعية الشعبية، والخضوع للمؤسسات الرقابية، والتداخل في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

وأضاف عوكل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن غياب العملية الديمقراطية الرئاسية تزامن أيضاً مع استمرار حالة الانقسام الداخلي، وتداعياتها على القرار ات الفلسطينية حول إجراء الانتخابات وممارسة المواطنين لحقهم في اختيار ممثليهم.

رصيد إنجازات صفر

وأشار إلى أن 17 عاماً الماضية لم تكن مرحلة إنجازات حقيقية تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفف من ألم المشهد القائم في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت عوكل إلى أن الإنجاز الوحيد الذي حققه الفلسطينيون على مدار هذه السنوات أن الساحة الفلسطينية أصبحت مفتوحة أمام المجتمع الدولي للتفاعل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال البطولات التي حققها الاسرى في سجون الاحتلال والمعادلات التي رسخها الفلسطينيون للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، وفضح عنصرية الاحتلال ومستوطنيه.

وأكد عوكل، أن الشعب الفلسطيني كان قادراً على تحقيق إنجازات كبيرة حال ممارسة الديمقراطية وعقد الانتخابات وتجديد مؤسسات السلطة وضح دماء جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع أن “17 عاماً الماضية وظفت للحديث عن خطر الانقسام برصيد إنجازات صفر”.

ودعا عوكل إلى ضرورة أن تستعيد منظمة التحرير الفلسطينية دورها القوي في قيادة المشروع الوطني للواجهة الدولية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، بالتوافق مع جميع الفصائل، وصولاً إلى صياغة استراتيجية وطنية للسير نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.