توتر يسود مخيم جنين بعد الاعتداء على نجل الأسير زكريا الزبيدي واعتقاله

جنين – مصدر الإخبارية

اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية، مساء الجمعة، محمد الزبيدي نجل الأسير والقيادي في حركة “فتح” وكتائب شهداء الأقصى، زكريا الزبيدي، في جنين، واعتدت عليه بالضرب المبرح والسحل، وفق ما ذكرت مصادر محلية.

وأظهرت فيديوهات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تابعتها “مصدر الإخبارية“، اعتداء قوات الأمن الفلسطيني بالضرب، باليدين والهراوات على الزبيدي، أثناء اقتياده إلى إحدى مركبات الأمن، رغم أنه مقيّد.

من جهتها أدانت مجموعة محامون من أجل العدالة اعتداء أجهزة الأمن في مدينة جنين بالضرب المبرح بالهراوي على المواطن محمد الزبيدي، نجل الأسير زكريا الزبيدي، أثناء اعتقاله مساء اليوم في الشارع العام.

وأكدت المجموعة أن هذا السلوك يعكس حالة عدم انضباط في صفوف عناصر الأمن، وتجاوز فاضح للقانون.

وطالبت المجموعة إلى ضرورة كبح هذا السلوك المتكرر الذي بات يمثل نهجاً دائما في التعامل بشّدة وعنف مع المواطنين دون أي مبرر.

كما ودعت المجموعة إلى ضرورة إحالة العناصر المتورطين في هذا الاعتداء إلى القضاء لمحاكمتهم على هذه الأفعال المجّرمة والسلوكيات التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الاساسي الفلسطيني.

ولاحقاً انتشرت فيديوهات أخرى تظهر مسلحين يطلقون النار تجاه مقر المقاطعة التابعة للأجهزة الأمنية، وتسود أجواء متوتّرة المدينة، في أعقاب الاعتقال.

وعلى إثر ذلك، سادت حالة من التوتر الشديد في المدينة وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف في أكثر من منطقة بجنين، وسط استنفار واسع لعشرات المسلحين.

ومن جهتها طالبت الهيئة الدولية (حشد)، النائب العام بفتح تحقيق جدي في ملابسات وظروف اعتداء وسحل المواطن: محمد الزبيدي؛ نجل الأسير زكريا الزبيدي، بما يضمن إحالة كل المتورطين في ذلك للقضاء؛ بوصف ذلك السبيل الوحيد لضمان امتثال الأجهزة الأمنية للقانون.

ويعد زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية خلال انتفاضة الأقصى وكان تمكن من الهروب من سجن جبلوع الإسرائلي شديد التحصين في سبتمبر الماضي ضمن أسرى “نفق الحرية” الستة، قبل إعادة اعتقالهم لاحقا.

ولاحقا، كشف يحيى الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي، عن معاناة شقيقه من وضع صحي صعب بسبب الإصابات السابقة، وتعرضه للضرب مؤخراً إثر إعادة اعتقاله عقب عملية الفرار من سجن جلبوع.

وقال يحيى إن هناك تدهورا في حالة زكريا الزبيدي الصحية بسبب الإصابة القديمة بقذيفة هاون في وجهه، ولديه كسر في قدمه، ورضوض في جسده، مضيفا “لا نعلم مدى خطورة الإصابة بوجهه في الفك.

وتشهد مدينة جنين ومخيّمها أجواء متوتّرة منذ أشهر. وتدّعي الأجهزة الأمنية للاحتلال أنها “خارجة عن سيطرتها وعن سيطرة السلطة”، وسبق أن اندلعت مواجهات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين مسلّحين فيها، آخرها في تشرين ثانٍ/نوفمبر الماضي.

وفي الفترة ذاتها، أجرت قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حركة تنقّلات لقادة الأجهزة الأمنية في محافظة جنين.

وأشارت وسائل إعلام في الضفة الغربية إلى أنّ القرار “صدر عن رؤساء الأجهزة الأمنية، بأمر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس”.

وشملت التنقلات بحسب المصادر “مدير جهاز المخابرات العامة في جنين، العميد محمد عبد ربه، وقائد منطقة جنين في جهاز الأمن الوطني، العقيد ركن باسم رشيد، ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية في جنين، العقيد طالب صلاحات، وكذلك مدير الأمن الوقائي في جنين، العميد مجاهد علاونة”.

كما ذكرت تقارير صحافية أنّ “التغيير جاء بسبب عدم قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على التعامل مع ظاهرة المسلحين” في جنين.