هروب الأسرى من جلبوع

من نفق الحرية للأمعاء الخاوية لسفراء الحرية.. 2021 عام حافل بانتصارات الأسرى

خاص – مصدر الإخبارية

عام حافل بالانتهاكات المستمرة التي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي باستمرار بحق الاسرى من الكبار والصغار والنساء في سجونه، ليقابلوا بدورهم هذه الانتهاكات بجملة انتصارات سددوها في مرمى سجاني الاحتلال خلال 2021.

نفق الحرية

حدث أمني نادر من نوعه سطره الأسرى في صباح يوم 6 سبتمبر 2021، عندما تمكن ستة منهم من الهروب من سجن جلبوع، بينهم أربعة محكوم عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السجن، ليعلن في مساء 10 سبتمبر (أيلول) عند اعتقال اثنين منهم: يعقوب قادري ومحمود عارضة، وفي ساعات الفجر الأولى من تاريخ 11 سبتمبر 2021، تمت إعادة اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، ولاحقاً تم اعتقال مناضل انفيعات وأيهم كمماجي.

وشكّلت عملية نفق الحرية تحوّلاً هامّاً على صعيد المواجهة داخل سجون الاحتلال، وكذلك على بعض السّياسات التّنكيلية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، أبرزها عمليات العزل الإنفرادي، وما تزال تبعيات هذه المواجهة قائمة.

انتصار أسرى الأمعاء الخاوية

شهد عام 2021 ارتفاعاً في أعداد المعتقلين والأسرى الذين واجهوا سياسات الاحتلال وخاصة الاعتقال الإداري بلا تهمة ولا محاكمة بالإضراب عن الطعام، وبلغ عدد المعتقلين الذين خاضوا إضرابات فردية نحو (60) أسيراً جُلّهم من المعتقلين الإداريين، إضافة إلى الإضراب الجماعي الذي نفّذه أسرى الجهاد الإسلامي، بعد سلسلة الإجراءات التّنكيلية التي فرضتها إدارة السجون بحقّهم بعد عملية “نفق الحرّيّة”.

واستمرت إدارة سجون الاحتلال بممارسة جملة من الإجراءات التّنكيلية والانتقامية بحق الأسرى المضربين، والتي تُشكّل جزءاً من السّياسات الممنهجة، في محاولة لكسر خطوة الإضراب أبرزها: حرمانهم من زيارة العائلة، وعرقلة تواصل المحامين معهم، ونقلهم المتكرر من معتقل إلى آخر، وعزلهم في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، وقيام السّجانين بمضايقات على مدار الساعة، عدا عن جملة من الإجراءات التي تتخذها بعد نقلهم إلى المستشفيات المدنية، منها استمرار تقييدهم بالسّرير بوضعية تسبّب لهم المزيد من الأوجاع. وتعمّدت أجهزة الاحتلال المماطلة بالاستجابة لمطالب الأسرى المضربين، لإيصالهم لأوضاع صحّية خطيرة، يصعب على الأسير مواجهتها لاحقاً وتؤثّر على مصيره.

إلا أن غالبية الأسرى الذين خاضوا إضرابات ضد اعتقالهم الإداري، علّقوا الإضراب بعد وعود أو اتفاقات واضحة بتحديد سقف اعتقالاتهم الإدارية.

فقد انتزع الأسير مقداد القواسمي انتزع حريته بعد 113 يوم من الإضراب عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، وذبك بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراحه في شهر فبراير القادم.

كما علق الأسير لؤي الأشقر (45 عاماً) إضرابه عن الطعام الذي استمر لمدة 49 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداريّ، وذلك بعد اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداريّ، وذلك استناداً للمعلومات المتوفرة من عائلته.

وعلق أسرى آخرون إضرابهم بعد رضوخ الاحتلال لمطالبهم، إلا أن الأسير هشام أبو هواش يواصل إضرابه عن الطعام لأكثر من أربعة شهور رفضاً لاعتقاله الإداري، حيث يواجه وضعاً صحياً حرجاً في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.

سفراء الحرية

حقق عدد من الأسرى نصراً يشكّل صفعة على وجه السجان، وذلك بنجاحهم في إنجاب أطفال عبر النطف المحررة أو ما تم الاصطلاح على تسميتها (سفراء الحرية)، فمن خلال هذه الوسيلة للإنجاب لا سيما الأسرى القدامى وذوي الأحكام العالية.

فحتى نهاية عام 2021 بلغ إجمالي أعداد الأسرى الذين نجحوا بالإنجاب عن طريق النطف المهربة (71) أسيراً، حيث أنجبوا (102) من الأطفال منهم عدد من التوائم، وكان آخرها تجربة الأسير ناهض حميد من بلدة بيت حانون في قطاع غزة والذي نجح بإنجاب توأم من الأطفال بواسطة النطف المحررة.

8000 معتقل خلال عام واحد

خلال العام 2021، اعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي نحو (8000) فلسطينياً، من بينهم أكثر من (1300) قاصر/ة وطفل/ة، و(184) من النّساء، ووصل عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة إلى (1595) أمر اعتقال إداري.

وأشارت مؤسّسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضّمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة– القدس) في تقريرها السّنوي المشترك للعام 2021، إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021 نحو(4600) أسير، منهم (34) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (160) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (500) معتقل، وبلغ عدد المعتقلين من نوّاب المجلس التشريعي في دورته الأخيرة (9).

اقرأ أيضاً: عائلة أبو هواش لمصدر: هشام يدخل في غيبوبة متقطعة وجسده توقّف بالكامل

Exit mobile version