مطعم “بيت ستي” الأثري بغزة مهدد بالإغلاق

خاص _ مصدر الإخبارية

من لا يعرف مطعم “بيت ستي” ؟ فهو الحكاية التي صنعتها ستي، ورسمت حضارة يتغنى بها كل زائر وناظر وحكاء، فالمطعم يعتبر الأول من نوعه في قطاع غزة، فهو معلماً أثرياً حضارياً تشهد له الأجيال، حيث العراقة والأصالة وهي تتلخص في بقعة صغيرة تحكي حكايتها في حضرة فن العمارة والتاريخ، فمقتنياته العتيقة وما يحتويه من إرث وزخارف نادرة تكفي بأن تقول أن للفلسطينيين جذورا تمتد وتمتد.

وكذا، فهو يعتبر وجهة للزوار الأجانب الذين يزورون غزة، عدا عن دوره الريادي في تنشيط السياحة الداخلية ،إذ يستقبل الرحلات بمختلف أنواعها، وخاصة المدرسية، وذلك لاحتوائه مقتنيات تدخل وفق المنهاج الفلسطيني، وهو يحافظ على الإرث والتراث ويعتبر معلماً تراثياً تاريخياً، ومن ناحية أخري يقدم وجبات من التراث الشعبي الفلسطيني، عدا عن الاهتمام البالغ التي توليه وسائل الاعلام للمكان، كون صاحبه حوّله من مكان مهمل إلى أيقونة تقدم من خلالها البرامج الثقافية والجلسات الثقافية، بالإضافة لتسجيل مئات الحلقات التلفزيونية والمسلسلات.

أما القصة كاملةً، فيرويها مالك المطعم د. عاطف سلامة  لشبكة مصدر الإخبارية:” قبل نحو أربعة أعوام أفتتح المطعم، ونال شهرة كبيرة، ولقلة وصل ساعات الكهرباء طلبنا من شركة الكهرباء بتوصيل خط كهرباء ثاني إضافي( قلاب) أسوة بآخرين، وبعد المكاتبات والرجاء وتدخل جهات وازنة ودفع جميع المصاريف الرسمية وغير الرسمية وشراء كل ما يلزم حتى ” سلك التوصيل ” وافقت أخيرا شركة توزيع الكهرباء ووصلت الخط الثاني (القلاب).. و بدأنا بدفع سعر كيلو الكهرباء مضاعفا عما هو معتاد.. والتزمنا بسداد جميع الفواتير المستحقة في مواعيدها”

وأضاف:” لم نفرح كثيرا على هذا الإنجاز.. فبعد مدة قصيرة وحدت شركة خطي الكهرباء.. وعليه فلم نعد نستفيد من الخط الثاني “القلاب” ولم تعد لنا حاجة به، فقد أصبح عبئا.. ومع ذلك بقينا ملتزمين بسداد السعر مضاعفا على أمل إعادة الوصل مرة أخرى..

وأضاف:” وبما أننا نعرف البروتوكول جيداً، فقد توجهنا بكتاب للشركة نشكو من تضرر أعمالنا  وطلبنا بإعادة تفعيل الخط الثاني .. ولكن دون جدوى .. فرفعنا كتاب تلو الآخر نطلب فيه فصل الخط الثاني “القلاب” بعد أن أصبح عبئاً مادياً إضافياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع السياحي”

نسخة عن شكوى المطعم لشركة توزيع الكهرباء

ومع كل هذا، فلم تفعل الشركة شيئا.. ولم تكترث فرفعنا كتاب آخر(أخرها كان بتاريخ ٠١/٠٦/٢٠٢٠)، وآخر للمهندس وليد ستوم مساعد مدير عام الشركة بتاريخ 13/06/2021  ولكن دون أي استجابة .. فقررنا التوقف عن دفع الفاتورة لحين أن يتبينوا الموضوع ويفعلوا الصواب بفصل الخط الثاني “القلاب” كون السعر مضاعفا (فليس من المنطق أن نسدد فاتورة لا نستهلكها)

وبعد أن تراكمت الفواتير .. حضروا (السبت 04/12/2021) لا لحل الموضوع .. ولكن لفصل الكهرباء.. فأبدينا امتعاظا وتظلماً على هذا الفعل ..وقلنا افصلوا الخط القلاب فنحن لا نستفيد منه، لكن دون جدوى … قطعوا السلك الواصل ومضوا دون أي اكتراث، وبقينا بلا كهرباء.. جاء ذلك في الوقت الذي كان داخل المطعم زوار من الأجانب.

اخطار بإلغاء خط القلاب

إننا هنا نحمّل شركة الكهرباء المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي قد تلحق بالمطعم، فهذا الفعل الظالم يكبدنا خسائر فادحة .. فالثلاجات الخاصة بالمطعم مليئة بالمأكولات التي بكل تأكيد ستعطب مع الوقت، هذا من جهة، ومن جهة ثانية كيف يمكن لمطعم يعتمد اعتمادا كليا على الكهرباء أن يستقبل الزوار والزبائن دون كهرباء.

وأكد د. سلامة:” أنه اذا لم تعيد شركة توزيع الكهرباء وصل الخط الكهربائي، فإننا سنضطر آسفين الى إغلاق المطعم في وجه الزوار .. وبهذا ستفقد المدينة معلما سياحيا أحبه الزوار، وستفقد السياحة الداخلية والخارجية مطعم “بيت ستي” الذي ترك بصمة هامة وستطوى صفحة من الوجه المشرق لغزة كونه حافظ على هذا الإرث العظيم .

ومن جهة أخرى سيفقد العاملون قوت يومهم وستقفل بيوت تتحمل مسؤوليتها شركة الكهرباء.

الجدير بالذكر أنّ مطعم “بيت ستي” يعتبر المطعم الأثري الأول والوحيد في قطاع غزة، وهو مصنف وفق وزارة السياحة بخمسة نجوم، وكتبت ولا زالت معظم وسائل الاعلام والوكالات العالمية عنه.