كيف سيكون تأثير النفط ومتحور أوميكرون على اقتصادات العالم والأسعار ؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أعاد هبوط أسعار النفط عالمياً بأكثر من 10% محققة أكبر تراجع منذ نيسان العام الماضي، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة واليابان والهند الافراج عن جزء من احتياطات الخام، واكتشاف متحور كورونا الجديد أوميكرون، التساؤلات مجدداً حول مدى تأثير ذلك على اقتصادات العالم وموجات الغلاء التي بدأت العام الماضي.

ويقول الخبير الاقتصادي أسامة نوفل، إن انخفاض أسعار النفط مهم جداً لإعادة ضبط الأسعار العالمية كون الارتفاع بالأسعار ارتبط بشكل أساسي بنمو تكاليف الانتاج والشحن والنقل التي تعتمد بشكل أساسي على الطاقة.

ويضيف نوفل في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن متحور أوميكرون الجديد يمكن أن يؤثر على اقتصادات العالم وعمليات الانتاج والاسعار بصورة محدودة جداً حال تم فرض قيود على حركة النقل والافراد.

ويشير نوفل إلى أن العالم استفاد من تجربة عام 2020 إبان تفشي موجات جائحة كورونا مع فرض العديد من الدول والمصانع الكبرى بروتكولات خاصة لمواصلة عمليات الانتاج والشحن خلال الأزمات.

ويؤكد نوفل أن أسعار السلع والمنتجات ستشهد انخفاضا محدوداً حالياً متوقعاً ألا يشهد العالم ارتفاعات كبيرة بأسعار السلع كما كان متوقعاً في بداية العام 2022 نتيجة تراجع أسعار الطاقة.

وينوه نوفل إلى أن الذي سيحدد أسعار السلع حول العالم بصورة أساسية خلال الفترة القادمة هو مدى السيطرة على متحور أوميكرون الجديد وسياسية التحكم بأسعار الطاقة.

بدوره اعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب أن إفراج عدد من الدول الكبرى على احتياطات النفط وسيلة ضغط على مجموعة أوبك بلس المصدر الأعلى للنفط حول العالم والتي رفضت خفض الأسعار وزيادة الكميات المنتجة بما يتناسب مع الوضع الراهن للأسواق العالمية.

ويقول رجب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية،” من المفترض أن ينعكس ضبط أسعار النفط وانخفاضها على أسعار مختلف المنتجات عالمياً كون عمليات الانتاج ترتبط بصورة مباشرة بأسعار الطاقة”.

ويضيف رجب أن تكاليف الانتاج ستنخفض مستقبلاً على المدى البعيد مع زيادة التوجه العالمي للاستفادة من الطاقة النظيفة لاسيما الشمية منها في الإضاءة وتشغيل الآلات والسيارات التي تعتمد بصورة كبيرة على البترول.

وفيما يتعلق بمتحور أوميكرون، ينوه رجب إلى أن العالم نجح بالتعامل مع جائحة كورونا والتعايش معها وجرى تلقيح جزء كبير من السكان حول العالم مما يعني أن تأثير ظهور أي سلالات جديدة لن يكون كبيراً، وأن الحاجة فقط حالياً هي لأن تقوم الشركات المصنعة للقاحات لتطويرها لتصبح ملائمة لجميع متحورات الفيروس.

ويلف رجب إلى أنه من الغير الوارد حالياً توجه الدول لفرض الاغلاقات بشكل كلي ووقف النشاطات الاقتصادية والتجارية والسياسية والتعليمية كما حدث خلال العام الماضي مع التفشي الواسع للفيروس، مؤكداً أن دول العالم نجحت بالتكيف مع الجائحة وأي طارئ جديد.