بن زايد وأردوغان الإمارات وتركيا

تزامناً مع زيارة بن زايد.. أجواء إيجابية تخيّم على العلاقات بين تركيا والإمارات

خاص – مصدر الإخبارية

شمس جديدة تشرق على العلاقات بين تركيا والإمارات، تزامنا مع وصول ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، إلى تركيا في زيارة رسمية، فما تبعات هذه الزيارة وآثارها المتوقعة على الطرفين؟

المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل يرى أن هذه الزيارة تأتي تحت عنوان “توسيع دائرة النفوذ الإقليمي”، نتيجة تطلعات إقليمية لكلا الدولتين، معتبراً أن كلا منهما موجودة وبقوة، سواء فيما يتعلق بسورية أو ليبيا أو حتى دول الخليج.

وأوضح عوكل لشبكة مصدر الإخبارية بأن هناك مصالح مشتركة تجمع الدولتين، فتركيا تسعى دوماً لتحسين علاقاتها مع دول الخليج لما لها من تطلعات في المنطقة، والإمارات تبحث عن توسيع دورها الإقليمي، وهو ما تثبته زيارة ابن زايد سابقاً لسورية، بما تمثل من خطوة جريئة وسط معارضة أمريكية.

ويرى عوكل أنه على رغم الخلافات السابقة بين الدولتين، إلا أن كليهما قررتا تجاوز الماضي وعقباته والسير نحو تحسين العلاقات، مشيراً إلى أن الأمر لن يخلو من بعض العقبات، وذلك بسبب الاختلافات بين الطرفين والتناقض في العلاقات مع بعض الدول.

وختم المحلل السياسي حديثه بأن تركيا سعت أخيراً إلى تحسين علاقاتها مع عدة دول من بينها مصر، حيث شهدت الفترة السابقة زيارات متبادلة، وهو ما ستقوم به مع عدة دول أخرى.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية في الإمارات أعلنت أمس الثلاثاء أن ولي عهد أبوظبي يزور تركيا تلبيةً لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتابعت الوكالة أن ابن زايد سيبحث خلال الزيارة مع أردوغان “العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى تطرق المباحثات بين الجانبين لمجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، التي تهم البلدين.

هذه الزيارة مهدت لها زيارة طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي لتركيا في آب (أغسطس) الماضي.

وفي 31 آب (أغسطس) الماضي، بحث الرئيس التركي في مكالمة هاتفية مع ولي عهد أبو ظبي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، حيث علقت الخارجية التركية على المحادثات بالقول إن “أجواءَ إيجابية تخيم على العلاقات التركية الإماراتية في الآونة الأخيرة”.

كما شاركت تركيا في إكسبو دبي 2020، حيث قال توجاى تونسير السفير التركي لدى الإمارات إن هذه المشاركة تجسد حقبة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات مع دولة الإمارات.

واعتبر تونسير أن هذا الحدث يمثل فرصة لعرض مقومات اقتصاد تركيا المتنوع، الذي يشمل قطاعات عدة، كما يساهم في تعزيز النمو التجاري، خاصة مع تصدير المزيد من المواد الغذائية والأطعمة الجاهزة والفواكه والخضروات ومواد البناء، التي تحتاجها المنطقة وتنتجها تركيا.

وبحسب السفير التركي فإن إكسبو دبي 2020 يساهم في تحقيق رؤية تركيا للسياحة المتنوعة، بما في ذلك من الإمارات ودول الخليج العربية.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري ساهمت الإمارات بـ10 ملايين دولار أمريكي لإعادة تأهيل بعض المناطق في تركيا، التي تضررت من حرائق الغابات والفيضانات التي اجتاحتها، معبرة بذلك تضامنها مع الشعب التركي.

في السياق ذاته، أشار تقرير لوزارة الاقتصاد الإماراتية إلى أن إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وتركيا بلغ خلال العقد الماضي نحو 89.6 مليار دولار، حيث نمت التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 21 في المئة خلال العام 2020.

وتأتي هذه الأنباء بعد سنوات من توتر العلاقات بين تركيا والإمارات، أرجعها البعض إلى تضارب المصالح بين اللاعبين الاقليميين، وتباين المواقف الدولية منهما.

Exit mobile version