لماذا تشهد سماء غزة طيران مكثف من الاحتلال وهل يتجدد التصعيد قريباً؟

ثلاث فرضيات لانتشار الطيران المكثف

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

أنباء عديدة تداولتها وسائل الإعلام العبرية في الأيام الأخيرة حول إمكانية تفجر الأوضاع مع قطاع غزة، فهل يتجدد التصعيد الإسرائيلي خاصة في ظل الطيران المكثف الذي تشهده أجواء القطاع مؤخراً؟

المحلل السياسي حسن عبدو يشرح لشبكة مصدر الإخبارية بأن الفرضية الأكثر احتمالاً لكثافة الطيران في الأيام السابقة هي أنه بعد استقرار موزانة الاحتلال الإسرائيلي وحصول جيشه على الاعتمادات المالية، بدأ رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي بتفعيل خطة “تنوفا” وهي من خمس سنوات لتطوير الجيش.

ويوضح عبدو أن هذه الخطة تعتمد على حجم كبير من الاستخبارات والمعلومات التي يحاول الجيش جمعها من خلال قدراته العسكرية، لذا من المرجح أن يكون الطيران المكثف مرتبط بهذا التطور.

ويلفت إلى أنه مع إقرار الموازنة الجديدة، أصبح هناك اعتمادات ملبّية لطلبات كوخافي لتطبيق هذه الخطة، حيث يعمل من أجل تحديث بنك معلومات إلكتروني كبير يتعلق بالخطة وضرب الخصم بدقة كبيرة.

وفي حديثه عن فرضية أخرى يقول المحلل السياسي إنه يمكن أن تكون هناك نية للاحتلال بتغيير نمط التعامل وقواعد الاشتباك مع غزة، وأنه يعتبر أي حالة تطوير للصواريخ أو تطوير لقدرات المقاومة هي شكل لا بد من إحباطه.

ويتابع: “الاحتلال كان يغض الطرف عن خطوات المقاومة التطويرية بغزة، فيمكن أن يكون هناك محاولة لإحباطها بشكل مباشر من خلال التصعيد”، مشيراً إلى أن المقاومة ستعتبره خرق وستعود للمواجهة مع الاحتلال، وخاصة أن الاحتلال أسقط طائرة مسيرة للقسام في البحر في وقت سابق.

وحول الفرضية الثالثة يبين عبدو أن شهر نوفمبر في السنوات الماضية حظي بجملة من الاغتيالات الناجحة بنظر الاحتلال، كان على رأسها نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري، والقائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا، مشيراً إلى أنه يمكن أي يكون الاحتلال توصل من خلال جهد استخباري ومعلوماتي إلى معلومات ذات قيمة عالية، وبالتالي سيمارس سياسته التي اتبعها منذ نشأته وهي سياسة الاغتيالات.

وتطرقاً إلى صفقة تبادل الأسرى يقول عبدو: “لا أعتقد أن حماس ستقبل بأي شكل من من أشكال التنازل بصفقة الأسرى، ولن يتم الإفراج عن أي جندي أسير لدى المقاومة إلا بالتبادل”.

وحول أحاديث الإعلام العبري بصعوبة التوصل للصفقة بعد مطالب حماس الأخيرة بأن تشمل شخصيات بارزة على رأسها الأسير مروان البرغوثي والأسير أحمد سعدات، يرى المحلل السياسي أن مثل هذه الأمور كانت في صفقات سابقة، ولكن في النهاية تمت ورضخ الاحتلال للمطالب.

ويختم المحلل السياسي حسن عبده حديثه لشبكة مصدر بأن الاحتلال بدأ فعلاً بالرضوخ، وأن صفقة التبادل ليست بعيدة المنال كما يراها البعض.