عباس يكشف كواليس أوسلو

تعرف على كواليس اتفاقية “أوسلو” التي كشفها عباس

القاهرةمصدر الإخبارية

سرد الرئيس محمود عباس أمام الوزراء العرب في الاجتماع الذي عقد اليوم في القاهرة لمناقشة “صفقة القرن” مراحل التفاوض مع الإسرائيليين وتوقف بالتفاصيل عند محطة أوسلو التي تمت حسب عباس بعيدا عن أنظار الأمريكيين وحققت تقدما كبيرا.

وقال الرئيس الفلسطيني: “على ضوء نكبة الكويت باحتلالها عام 1990 دعت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤتمر دولي للسلام وعقد هذا المؤتمر بداية في مدريد قبل أن ينقل لاحقا إلى واشنطن حيث أمسكت واشنطن بخيوطه وحدها، فلم يعد هذا المؤتمر دوليا بل أمريكيا صرفا.. وعقدت اجتماعات متواصلة لمدة عامين في واشنطن ولم تثمر هذه الاجتماعات عن أي نتيجة”.

وأضاف: “في هذه الأثناء وفي غفلة من الزمن ومن الأمريكان جلسنا مع الإسرائيليين وبحثنا قضيتنا مع بعضنا البعض وتفاوضنا ثمانية أشهر.. وأقول أيضا للتاريخ إن أحدا لم يكن يعرف بهذه المفاوضات بما في ذلك أمريكا وأثمرت بما يسمى اتفاق أوسلو، وهو اتفاق مرحلي، لكن لو قارناه بما أتانا من واشنطن سنرى العجب العجاب.. ما جاء في اتفاق أوسلو أن 92% من أرض فلسطين لنا والـ8% نناقشها أو نتفاوض عليها أي السيادة الفلسطينية على الأرض (أ) وكذلك الأرض (ب) والباقي هي للتفاوض .. القدس للتفاوض، اللاجئون للتفاوض، وكان هناك اتفاق أن يتم خلال 5 سنوات إتمام الوصول إلى حل نهائي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وهذا الحل مبني على تنفيذ القرارين 242 و338، لكن قتل رابين وانتهت القصة”.

ارجع! الرجل دخل السجن

وأوضح عباس أن “من بين الذين اعترضوا على اتفاق أوسلو هو رئيس الوزراء الحالي والسيد إسحاق رابين الذي كان أيضا رئيسا للوزراء في وقت ما، لكن قتل رابين، ولم تعد هناك مفاوضات لأن من استولى على الحكم هو نتنياهو وهو شخص لا يؤمن بالسلام بدليل أنه أمضى في رئاسة الحكمة الإسرائيلية أكثر من أي رئيس وزراء آخر ومع ذلك لم يحصل أي تقدم في عهده ولا في العهود الثلاثة التي قضاها في عملية السلام وعندما جاء بين هذه الفترات إيهود أولمرت واستلم رئاسة الوزراء حققنا فعلا كثيرا من التقدم وأزعم أننا حققنا 70% من الاتفاق أو من التفاهم على مجمل القضايا المطروحة بيننا أي قضايا الحل النهائي في اتفاق أسلو، وفي أحد الأيام وأنا ذاهب للقائه في بيته قالوا لي ارجع! الرجل دخل إلى السجن وانتهى الأمر”.

وزير الخارجية الأمريكية وورن كريستوفر: دع الأولاد يلعبون!

وقال عباس: أريد هنا أن أؤكد أن أمريكا لو كانت موجودة أو تعرف باتفاق أوسلو لخربته، لكن لسوء الحظ لم يستطع رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت أن يخفي عن الأمريكيين ما تم الاتفاق عليه فتحدث مع وزير الخارجية الأمريكية حينها وورن كريستوفر وذلك في الشهر الخامس أو السادس من المفاوضات وقال له لا أستطيع أن أخفي عليك شيئا.. نحن نتفاوض مع الفلسطينيين لنر ربما يحصل تقدم بيننا.

وأكد عباس أن كريستوفر لم يستوعب الفكرة فسأل من الذي يقود المفاوضات، فأجابه رابين: شمعون بيريز، وأبو مازن. فرد عليه كريستوفر: “دع الأولاد يلعبون” ظنا منه أننا كنا نلعب.

أسامة الباز يضع حيلة ويجد مخرجا لحفظ ماء وجه الأمريكان

وقال عباس: في الحقيقة عندما أنهينا الاتفاق ووقعنا عليه بالأحرف الأولى اتصل رابين بكريستوفر وقال له أحب أن أبشرك بأننا وقعنا الاتفاق فسأله الأخير أي اتفاق تعني فقال له رابين الاتفاق مع الفلسطينيين.. هل من المعقول أن توقعوا ونحن الأمريكيين لا نعرف؟ فأجابه رابين: لقد قلت لك! فسأله كريستوفر متى؟ .. وتابع عباس إن كريستوفر لم يكن يستوعب كثيرا.

وأضاف: المهم أن أمريكا كانت غاضبة جدا وبدأت تبحث عن حجة أو طريقة ما من أجل أن تحافظ على ماء وجهها باعتبارها الدولة الأولى العظمى في العالم فوجدنا لهم ومخرجا أو حيلة من أجل أن يكونوا هم معروفين أو موجودين في الاتفاق. فاقترح المرحوم أسامة الباز (مدير مكتب الرئيس المصري للشؤون السياسية) أن نقول إن “المفاوضات في أوسلو تمت بناء على ورقة أمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وفعلا بعدها ذهبنا إلى أمريكا وأمسكت واشنطن بورقة التفاوض هذه وإلى يومنا هذا لم يتحقق أي تقدم.

نُشرت بواسطة

sam

‏‏‏سامر الزعانين صحفي من غزة ، مهتم بالاعلام الرقمي، ومختص في تحسين محركات البحث والتسويق الرقمي

Exit mobile version