اقتصاديون لمصدر: الاقتصاد الفلسطيني لن يتعافى كلياً قبل منتصف 2021

 

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن تحسن تدريجي بأداء الاقتصاد الفلسطيني بالنصف الأول من 2021 مقارنة بالعام الماضي مع ارتفاع الناتج الإجمالي بنسبة 5%، وهو ما اعتبره محللون اقتصاديون تحسناً محدوداً مقارنة بالعام 2019، الذي سبق وصول جائحة كورونا لفلسطين.

ويقول المحلل الاقتصادي محمد خبيصة، إن التحسن بالنصف الأول 2021 مقارنة في نفس الفترة 2019 لا يشير لتحسن لافت كونه مقترن بالقطاعات الفرعية، وأن 2020 كانت سنة مشوهة اقتصادياً بفعل الضربات القوية التي تلقتها معظم النشاطات الاقتصادية بفعل الجائحة والإغلاقات.

ويضيف خبيصة لشبكة مصدر الإخبارية، أن تعافي القطاعات الاقتصادية بالنصف الأول 2021 من الضرر الذي وقع عليها العام الماضي غير كافي للعودة لنسبة النمور الذي حققه الاقتصاد الفلسطيني في 2019.

ويشير خبيصة أن التعافي بالنصف الأول من العام الجاري جاء مدعوماً من القطاع الخاص بدرجة أولى وقطاع العمالة بإسرائيل ثانياً مع ارتفاع أعداد العمال الرسمين بالداخل المحتل من 90 ألف بداية 2020 إلى 148 ألف العام الجاري، والذين ضخوا مليارات الشواكل بالأسواق المحلية وساهموا بإنعاشها وزيادة حجم البيع والشراء والاستهلاك.

ويؤكد خبيصة أن الاقتصاد الفلسطيني يحتاج لمزيد من الوقت للتعافي بشكل كامل وصولاً للنصف الأول من العام 2022.

عوامل مختلفة

بدوره يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر بغزة نسيم أبو جامع أنه من الخطأ ربط مسألة التعافي التدريجي للاقتصاد الفلسطيني بالنصف الأول 2021بجائحة كورونا فقط ومقارنته بالعام 2020، مؤكداً وجود عدد من العوامل الرئيسية الأخرى التي أدت للتراجع الاقتصاد العام الماضي مع احتجاز أموال المقاصة وخصومات الرواتب والعامل السياسي الذي ترافق مع الإعلان عن الانتخابات والتراجع عنها.

ويقول أبو جامع في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن معدلات دخل الفلسطينيين والاستهلاك لم تتحسن، لكن الاقتصاد بغزة بدأ بملامسة تحسن مع خروج العمال للعمل بإسرائيل لأول مرة منذ وصول كورونا في مارس الماضي، في حين أن الضفة التحسن ارتبط بمساعدات الجائحة الخارجية التي ضخت في القطاعات المختلفة.

ويضيف أبو جامع أن التحسن بالاقتصاد بالنصف الأول هو بسيط وناتج عن التراجع عن الاغلاقات ولا يمكن وصفه تعافياً.

وتوقع أبو جامع أن يبدأ الاقتصاد الفلسطيني بالتعافي خلال الفترة القادمة مع إيقان إسرائيل بأن استقرار أوضاعها مرتبط بتحسن الأوضاع الاقتصادية في فلسطين. مبيناً أن هذا الإدراك قد يقود نحو التعافي الكلي لاسيما في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري.

وشدد أبو جامع أن ملامح التعافي بدأت ستظهر بعد إعلان الاتحاد الأوروبي الموافقة على مواصلة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. لافتاً إلى أن استقرار الاقتصاد وتعافيه الكامل يحتاج لنهاية العام القادم.