ظروف صعبة يعيشها 19 أسيراً معزولاً في سجن” النقب”

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية

قال محامي مؤسسة “الضمير” سامر سمعان بعد لقائه نبيل مغيّر، أحد الأسرى الـ14 المعزولين في سجن النقب، بأنهم يعانون من ظروف شديدة القسوة وحاطة بالكرامة، في ظل عقوبات جماعية تصل حد التعذيب، حيث أعيدوا إلى سجن النقب وأدخلوا قسم 6 مجردين من حاجاتهم الشخصية في زنازين لا تصلح للاستخدام البشري، وذلك بعد حوالي 10 أيام على إحراق القسم وتفريق أسرى الجهاد الإسلامي منه على سجني إيلا وعسقلان، على خلفية تحرير 6 أسرى لأنفسهم من سجن جلبوع.

وبحسب المحامي يعيش الأسرى الـ14 بانقطاع تام عن العالم الخارجي، إذ لم يتلقوا زيارة من الصليب الأحمر أو أي طرف آخر قبل زيارة محامي الضمير لهم، بالإضافة لوجود 5 أسرى آخرين معزولين في زنازين أخرى بالنقب.

ويصف المغيّر لـ”الضمير” الزنازين التي احتجزوا فيها “بالكهف”، حيث وضع كل أسيرين في غرفة خاوية تفحمت جدرانها وأرضياتها والأبراش الحديدية فيها، كما أن رائحة الحريق المتعشقة في الغرف تفتت قصارتها ولا ضوء فيها، ولا تتوفر لديهم ملابس أو فرشات أو بطانية، حيث تحضر إدارة السجن فرشة وبطانية لكل أسير بعد منتصف الليل حوالي 12:30 ويسحبونها قبل شروق الشمس مع السادسة صباحًا، “ومن يريد النوم بعدها يتمدد على صاج الأبراش المتهالك”.

ويعاني الأسرى من البرد القارس ليلاً، حيث طلبوا سترات شاباص من الإدارة دون استجابة، ما ضاعف من أوجاهم بسبب البرد مثل الباسور والالتهابات وآلام الكلى، ولم تحول الإدارة أحداً منهم للعيادة. ونوافذ الزنازين بلا زجاج “ما يتيح دخول الزواحف والحشرا ت”. ويشكوا “المغيّر” من شدة رداءة الطعام المقدم لهم ومنعهم من إدخال الكانتينا من أي نوع بما في ذلك الدخان ومواد التنظيف، وتم تجاهل طلبهم لمعاجين الأسنان والفراشي، “وقد أعادوا الأكل أكثر من مرة كخطوة احتجاجية لكن دون جدوى”.

ونقل المحامي عن الأسير المغير أن زنازين الأسرى تحتوي على حمام لقضاء الحاجة ومغسلة يشربون منها، أما دوشات الاستحمام فهي خارج القسم ومن يريد الاستحمام يخرجه الحراس مكبلاً ليستحم ويعود، ومنذ 5 أيام فقط أحضرت الإدارة شامبو من قسم 7 وغياراً لكل واحد منهم، وأضاف مغير أنهم لا يخرجون للفورة الاعتيادية، وإنما يُخرجون كل أسيرين على حدة مكبلي اليدين ولساعة واحدة فقط في منطقة مساحتها 3*6 أمتار ومحاطة بالسياج كالقفص.

ويشهد الأسرى ظروف عزل غير مسبوقة ومخالفة لقانون السجون وفق المغيّر، إذ لم يحوّلوا للمحاكم ولم توجه لهم تهم أو يحدد السقف الزمني لعزلهم ولم يتواصل معهم أي أحد من الإدارة، مشيراً إلى أن “الإدارة تتهمهم بشكل غير مباشر بأنهم المسؤولون الأساسيون عن حرق القسم”، وأن “أي خطوة منهم يمكن أن تواجه بشراسة شديدة”، وقد تخللت فترة عزلهم شبح اثنين منهم بغرف الانتظار بعد تقييدهما “بطريقة استفزازية” ونقلهما إليها واستمر ذلك مدة أسبوع.

وبالإضافة للأسرى المعزولين في قسم 6، يقبع 5 أسرى آخرون في زنازين عزل النقب، حيث عزلوا لأسبوع بعد تحرير الأسرى الـ6 لأنفسهم من جلبوع بادعاء أن لهم علاقة “بهروبهم”، وتمدد عزلهم مرتين آخرها حتى 20/10/2021، وذلك “بظروف عزل غير طبيعية وغير قانونية” كما أفاد أحدهم وهو الأسير تميم سالم أثناء لقائه محامي مؤسسة الضمير.

ويعيش الأسرى الـ5 ظروفاً صعبة، حيث يبقوا مكبلي الأيدي والأرجل عند خروجهم للفورة “التي تشبه صندوق حديد بمساحة 3*3 أمتار”، ويعانون من ارتفاع درجة الحرارة الشديدة نهاراً وانخفاضها ليلاً، وقد أصيب أحدهم بالتواء في ظهره نتيجة حركته أثناء تكبيله، ودخل 3 منهم بإضراب عن الطعام مدة 4 أيام وعلقوه إثر تحسين بعض أمور الكانتينا وتجنباً لتعارضهم مع خطوات الأسرى الجماعية.

ويتعرض أسرى الجهاد الإسلامي في السجون عامة لإجراءات قمعية مشددة، بعد نجاح 6 أسرى بتحرير أنفسهم من سجن جلبوع مطلع الشهر الماضي، حيث واجه أسرى الجهاد قراراً بإخلاء أقسامهم ومنها قسم 6 في سجن النقب لتفريقهم على السجون، ما حدا بهم لإحراقه آنذاك احتجاجاً على الإخلاء كونه عقاباً جماعياً، وتبع ذلك نقل الأسرى منه ثم إعادة 12 أسيراً منهم إليه، فيما عوقب جميع الأسرى الذين تواجدوا في قسم 6 بفرض غرامة قيمتها 4 آلاف شيكل ومنع من الزيارة والكانتينا، ووفق المغيّر فإن كلا من يمتنع عن الوقوف على العدد صباحاً من أسرى الجهاد في بقية الأقسام يُغَرّم 564 شيكلا ويمنع من الزيارة والكانتينا لمدة شهر.

في نفس الوقت أدانت مؤسسة الضمير ما تعرض له الأسرى لعقوبات جماعية وانتهاك صارخ لحقوقهم، مطالبةً المؤسسات الحقوقية والدولية بالوقوف على دورها لضمان حقوقهم وعلى رأسها الصليب الأحمر، بزيارة الأسرى والاطلاع على ظروفهم والضغط بكل الوسائل الممكنة لرفع العقوبات الجماعية التي تحط من كرامتهم وتنتقص من آدميتهم.