ماذا قدمت ميركل لألمانيا على مدار 16 عاماً من قيادتها؟

وكالات – مصدر الإخبارية

على مدار 16 عاماً من حكمها، قدمت المستشارة أنغيلا ميركل الكثير من أجل ألمانيا وشعبها، خاصة خلال موجة الهجرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات السابقة، وجائحة كورونا التي أثرت على العالم.

في هذا الشأن استعرضت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية إنجاازات ميركل التي ستغادر الحكم في ألمانيا وتتقاعد من السياسة بعد أيام، وقالت إن حقبة ميركل تميزت بالأزمات والتهديدات غير المرئية خاصة في المرحلة الأولى.

وقالت المجلة  سنوات حكم ميركل (2005- 2021) إن لم تكن سهلة، فقد تعرضت ألمانيا لأزمات لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية، أبرزها الأزمة المالية العالمية، والتي امتدت من الولايات المتحدة سريعاً إلى أوروبا وفي القلب منها ألمانيا، حيث انهارت الأسعار، وصارت البنوك الألمانية تتحدث عن مشكلات صعبة.

ونتيجة الأزمة تولت المستشارة الألمانية إجراء مفاوضات شاقة مع بنك “دويتشه بنك”، حتى توصلت إلى صفقة بشأن تحمل مخاطر التخلف عن سداد القروض المتصلة بواحدة من أكبر الشركات العقارية في البلاد

وكان أحد الأسئلة الرئيسية في أوروبا، أثناء حكم ميركل، هو هل سينهار الاتحاد الأوروبي أم لا؟ ونجحت ميركل في الإبقاء على الاتحاد الأوروبي، رغم أنه تعرض لأزمات أضعفته مثل خروج بريطانيا وبروز الفكرة الشعبوية.

وكانت أنغيلا ممثلة الغرب في التفاوض مع بوتن، وعملت جاهدة على وضعه في مكانه والإصرار على التمسك بالقيم الغربية.

وتبع ذلك أزمة اللاجئين والتي اندلعت عام 2015 حيث كانت نقطة تحول في حكم ميركل، فقد كانت أسهمها مرتفعة للغاية قبل بداية هذه الأزمة.

حيث قررت ميركل في 4 سبتمبر 2015 فتح الحدود أمام اللاجئين الذين تقطع بهم السبل على أبواب ألمانيا،

ولم يكن ذلك القرار عقلانياً فحسب بل كان عاطفي، مبعثه كرهها الشديد للجدار وخلفيتها المسيحية، وكسبت ميركل في تلك المرحلة احترام العالم لدفاعها عن القيم الديمقراطية الغربية، واختارتها مجلة “التايم” الأميركية شخصية العام.

وجراء الانتقادات المتزايدة وتداعي شعبيتها، بدأت ميركل في اتخاذ سياسات أكثر تشدداً، تجلى في جدار افتراضي بنته من خلال اتفاق مع تركيا عام 2016.

وحول قضية التغير المناخي تولت ميركل دوراً ريادياً في مواجهة التغير المناخي، وقادت حملة في أوروبا لخفض الانبعاثات، وأقنعت الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن بوضع المناخ على سلم أولولياته.

وفي آخر الأزمات العالمية تعاملت ميركل مع جائحة كورونا بحرص، ففي العامين الأخيرين من حكمها، واجهت ميركل سابع الأزمات وبدت فريدة من نوعها، فلم تشهد ألمانيا جائحة منذ عقود طويلة، وكانت سياستها تقوم في البداية على حماية الأرواح حتى لو كان ذلك على حساب الحريات، وهو ما أغضب البعض، خاصة القوى اليمينية.

وبحسب مجلة “ديرشبيغل” فإن ميركل ظهرت ضعيفة في بداية الأزمة، وخاصة أنها كانت بالكاد قادرة على إقناع حكام الولايات باتباع نهجها، ووصلت إلى مرحلة صعبة حددت فيها بالاستقالة، ومع مرور الوقت تحسن أداؤها كثيرا في مواجهة الجائحة.