وُصف بـ”الدافئ”.. بماذا خرج لقاء السيسي وبينيت حيال غزة؟

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية

وصف محللون في الصحف العبرية اليوم الثلاثاء. اللقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية نفتالي بينيت، في شرم الشيخ أمس الإثنين بـ”الدافئ”.

وقالت محللة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سمدار بيري “لن نعلم بمجمل تفاصيل محادثة بينيت والسيسي أمس”، مشيرة إلى حديث حول مطلب بينيت بأن تعيد حركة حماس جثتي الجنديين الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين، وأن “إسرائيل” تستعد لنقل مساعدات إلى قطاع غزة، حتى بعد الغارات في الأيام الأخيرة.

وتابعت المحللة: “ماذا قالا عن إيران؟ وعن نقل الغاز الإسرائيلي من إسرائيل إلى لبنان، عن طريق مصر؟ ماذا يعتقدان حيال الوضع في سورية؟ حول مصادر مياه النيل التي تصب في سد أسوان وتقاسم مياه الشرب لمصر؟ حول مشاكل الإرهاب؟ وحول باقي المواضيع المعقدة التي تشغل كل واحد من الزعيمين، أو كلاهما؟ لن نعلم”.

وترى بيري أن مواقف مصر و”إسرائيل” حيال “الخطر الإيراني والوضع غير البسيط مقابل تركيا، ليست متباعدة، فقد كرر السيسي أمام بينيت الحديث عن توسيع تأثير تركيا في ليبيا، والعلاقات مع تركيا سيئة في مصر وكذلك في إسرائيل”. وأفادت بأن السيسي طلب من بينيت، أمس، استغلال علاقات إسرائيل الجيدة مع اثيوبيا “وإقناع أديس أبابا بعدم المس بضخ مياه النيل الابيض والأزرق إلى مصر”.

وأردفت أن “الرواية المصرية حول اللقاء، هي أن الموضوع المركزي الذي يجب العمل فيه هو إجراء اتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن مصر تأخذ على عاتقها دور الوسيط والوصي على سكان قطاع غزة، والمعروف في هذه القضية هو أن بينيت يرفض إجراء محادثات سياسية مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بينما طرح وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لبيد حلاً لغزة على شكل مساعدات اقتصادية مقابل تهدئة”.

وأشارت بيري إلى أن اللقاء كان مليئاً بالرموز، “فقد مارس بينيت ضغوطاً على مصر من عقد اللقاء في العاصمة المصرية، القاهرة، التي يعقد فيها السيسي لقاءاته مع زعماء الدول، والتقى فيها مؤخراً مع ملك الأردن وعباس، وليس في منتجع شرم الشيخ غير الرسمي، وأشارت المعلومات التي جمعها السيسي عن بينيت أظهرت أن الأخير يصر على رفضه لقاء أبو مازن. ولو بثّ بينيت شيئاً آخر، لاستضاف السيسي فور لقاء في القاهرة مع ملك الأردن، أبو مازن، بينيت وهو نفسه”.

اقرأ أيضاً: غزة على رأسها.. أبرز الملفات التي يناقشها لقاء السيسي وبينيت

واستأنفت المحللة: “السيسي ألمح لبينيت أنه يعتزم عقد لقاء سلام دولي، وقال إن مصر ستجمع كافة الأطراف وتقود عملية، لكن ليس واضحا متى سيحدث ذلك”. ورأت بيري أن هذه الأقوال كانت رسالة السيسي إلى الإدارة الأميركية”.

وأضافت بيري أن لقاء السيسي وبينيت على انفراد، بحضور مترجمين اثنين فقط، “لم يشعر السيسي بأنه آمن مع الشريك الإسرائيلي الجديد” من الناحية السياسية. والدليل هو أنه لو كان هذا لقاء عادي وليس اختباراً، لسمح بحضور وسائل إعلام. لكن مستشاري السيسي قرروا عدم المراهنة، وأن يتفق السيسي مع بينيت حول التصريحات للصحافيين في نهاية اللقاء، والباقي يبقى سرياً”.

وختمت بيري بالقول: “العلاقات المدنية بين مصر وإسرائيل في الحضيض بعد أربعين عاما من اتفاقية السلام، وبالإمكان وينبغي توسيع توسيع حجم التجارة، لكن علينا ألا ننسى كيف حاول رجال أعمال إسرائيليون في مجال الهايتك عشرات المرات للوصول غلى ’ المدينة الذكية’ في القاهرة، واقتراح مجالات تعاون، ورُفضوا. ويرجح أن يتغير شيئاً ما قريباً، والسيسي سيدخل التطبيع رويدا رويدا. ويتوقع قريباً إعادة التعاون الاقتصادي وأربع رحلات جوية أسبوعية من القاهرة إلى تل أبيب لشركة الطيران المصرية”.