الأسيرين يونس 37 عام اعتقال متواصل في سجون الاحتلال

الأراضي المحتلة عام 48مصدر الإخبارية

يدخل الأسيران كريم يوسف فضل يونس وماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس عامهما الـ(38) في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، كأقدم أسيرين اعتقلهما الاحتلال لمدة متواصلة.

وبيّنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، أن قوّات الاحتلال كانت قد اعتقلت الأسير كريم يونس (58 عاما)؛ بتاريخ 6 كانون الثاني/ يناير 1983، فيما اعتقلت الأسير ماهر يونس (59 عاما)- وهو من أبناء عمومته- بعده بثلاثة عشر يوما.

ولفتت الهيئة إلى أن الأسيرين يونس هما من ضمن 26 أسيرا، اعتقلهم الاحتلال قبل توقيع اتفاق “أوسلو”، ونقض بالاتّفاق بالإفراج عنهم قبل نحو ستّ سنوات، علما أن الاتّفاق كان ضمن مسار المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وقضى بالإفراج عن ثلاث دفعات من الأسرى القدامى، فيما رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الأخيرة في آذار 2014.

يذكر أن الأسيرين يونس من قرية عارة داخل أراضي عام 1948، وكان الاحتلال قد أصدر بحقّهما حكما بالإعدام في بداية اعتقالهما، ثم تحوّل الحكم إلى الاعتقال مدى الحياة.

من هو كريم يونس

كريم يونس اعتقل بتاريخ 6/1/1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد الذي حدد فيما بعد بـ 40 عاما، وكان من المفترض أن يفرج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع حكومة اسرائيل عام 2013 والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو.

ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الافراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون.

كريم يونس ولد في 24 ديسمبر/كانون الأول 1956 في قرية عارة بالداخل الفلسطيني، ودرس المرحلة الابتدائية في قريته عارة، ثم الثانوية بمدرسة الساليزيان في الناصرة، وواصل دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بن غوريون في النقب.

اعتقاله

وفي 6 يناير/كانون الثاني 1983 وبينما كان يحضر إحدى المحاضرات التعليمية في الجامعة تم اعتقاله، ليبدأ منذ ذلك اليوم رحلة اعتقال ربما لم يتوقع أحد وقتها أن تستمر عقودا من الزمن.

ومع طول فترة الأسر ومعاناة البعد عن الأهل، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.

وأصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان “الواقع السياسي في إسرائيل” عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان “الصراع الأيدولوجي والتسوية” عام 1993.

من هو ماهر يونس

ولد ماهر يونس بتاريخ 9/1/1958 في قرية عارة/ المثلث الشمالي في أراضي الـ48، وهو شقيق واحد لخمس شقيقات، وأنهى دراسته الابتدائية في مدارس القرية، ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مدينة الخضيرة، وفي يوم 18/1/1983 اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد اعتقال ابن عمه عميد الأسرى كريم يونس بأسبوعين.

وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية التابعة لدولة الاحتلال تهمة الانتماء إلى حركة فتح، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وقتل جندي إسرائيلي، وأصدرت محاكم الاحتلال في بداية اعتقاله حكما بالإعدام شنقا بحقه برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس.

وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكما بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية حثيثة، حددت سلطات الاحتلال في أيلول من عام 2012 حكم المؤبد 40 عاما، لعدد من أسرى الـ48 من بينهم الأسير ماهر.

اعتقاله

وجرى اعتقال الأسير يونس قبل أن يتزوج، وهو بذلك أمضى سنوات شبابه في المعتقل دون أن يؤسس عائلة، واليوم هو محروم حتى من التعرف على أبناء وبنات أشقائه، بقرار من المحكمة المركزية في الناصرة بحرمانه من زيارة ذويه من الدرجة الثانية، كما تم رفض التماس تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، ليتوفى دون أن يراه أو يقوم بوداعه بعد سنوات من الانقطاع.

وكان الأسير يونس قد خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 10 أيام، في 25 شباط/ فبراير عام 2013 خلال تواجده في معتقل “الجلبوع”، وذلك لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة أسرى الـ48، الذين يحرمون من صفقات التبادل.

يذكر أن الأسير ماهر يونس ممن تم الاتفاق مع بدء المفاوضات السياسية أواخر تموز/ يوليو عام 2013 على إطلاق سراحهم على أربع دفعات، حيث التزمت إسرائيل بإطلاق سراح ثلاث دفعات بواقع (26) أسيرا في كل دفعة، ونكثت بالاتفاق ولم تلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، التي كان من المفترض أن يتم أواخر آذار/ مارس من عام 2013.

وأبقت عليهم في سجونها لغاية اليوم، وعددهم (27) أسيرا نصفهم من أراضي 1948، وهم: كريم يونس، وماهر يونس، وإبراهيم ورشدي أبو مخ، ووليد دقة، وإبراهيم بيادسة، وأحمد أبو جابر، وبشير الخطيب، وإبراهيم اغبارية، ومحمد اغبارية، ويحيى اغبارية، ومحمد جبارين.