حراك تجاه المصالحة - الطريق إلى القاهرة -هجوم البيبيست -الاتفاق الإيراني السعودي - الحكومة لا تغضب - بن غفير مصطفى إبراهيم - العطلة

إسرائيل ومحاولات الاستفادة من أحداث أفغانستان

مصطفى إبراهيم- مصدر الإخبارية

تسعى إسرائيل الاستفادة من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وترسيخ نفسها كشرطي لمنطقة الشرق الأوسط وأنها الدولة الوحيدة التي بإمكان أميركا الاعتماد عليها.

في مقال للمحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، قال: إن إسرائيل لن تخون ولن تنهار، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتعامل الآن بتشكك مع حلفاء قدامى مثل السعودية، قطر ومصر. ولديه انتقادات تجاه إسرائيل أيضا، لكن لا يوجد شريك له في المنطقة، قوي ومخلص، مثلها.

وأضاف أن إسرائيل وحكومتها ستتأثر “بالانطواء الأميركي”، وأن هذه القضية ستخيم على اللقاء بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في البيت الأبيض، يوم الخميس المقبل.

محاولة إسرائيل تعزيز وترسيخ علاقتها ومكانتها مع الولايات المتحدة إذ أنها تتوقع انسحابا آخراً من العراق بعد انسحابها من شمال سورية.

إسرائيل إضافة الى انها شرطي المنطقة، هي امتداد للاستعمار الاستيطاني القديم الجديد والحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة، ومحددات السياسة الامريكية واضحة بشأن إسرائيل والحفاظ على مصالحها وبقائها، فهي ذخر استراتيجي لها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت يأمل مما جرى في أفغانستان ستعزز مكانة إسرائيل وحكومته الهشة لدى الإدارة الامريكية خاصة بعد هزيمة نتنياهو وعلاقته بالرئيس السابق دونالد ترامب.

وما يسعى اليه بينت خلال اللقاء المرتقب الخميس المقبل مع بايدن هو تعزيز علاقته بالرئيس الأمريكي ومساعدته ومنحه دعما دوليا والعمل ضد إيران وحثها على مواجهة إيران وادخالها ضمن اهتمام الإدارة الامريكية.

لقاء بايدن- بينت سيتناول التهديد الإيراني، رغم أن الأخير يعلم أن القرار الأميركي بشأن نوقي اتفاق نووي جديد متعلق بالأساس باستعداد إيراني وليس بتحفظات إسرائيلية.

المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، قال؛ أن الانطباع لدى مسؤولين إسرائيليين التقوا مؤخرا مع نظرائهم الأميركيين، هو أن إدارة بايدن تركز اهتمامها كله على ثلاث مهمات أساسية، هي كورونا وتغيير المناخ والصين. ولحظ أفغانستان السيء، التي تخلت عنها الولايات المتحدة، أنها لا يظهر في هذه القائمة القصيرة. وستحاول إسرائيل، ولن تنجح على ما يبدو، إدخال مهمة واحدة إلى هذه القائمة، تبدأ بالحرف I، إيران.

وسيبذل بينت جهدا من أجل أن يحشد على الأقل القوة الاقتصادية العظمى الأميركية ضد إيران. وأحداث الأسبوع الأخير ينبغي أن تكون درسا للذين يبنون القوة العسكرية الإسرائيلية والذين يمارسونها، كما قال المحلل العسكري في القناة 13 التلفزيونية، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة “معاريف”، واضاف أن الانهيار الفوري للسلطة الأفغانية مقابل طالبان ينبغي أن يكون درسا لجميع مؤيدي فكرة “تدمير حكم حماس” بيننا. وبإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحتل غزة خلال بضعة أيام من دون صعوبة بالغة. وأن يديرها ويقيم فيها حكما يستند إلى حرابنا، لكن هذه ستكون مهمة مع أثمان شديدة وطويلة ومع احتمالات نجاح ضئيلة.

وحول أفغانستان قال بن دافيد إلى أنه يترددون في إسرائيل حول ما إذا كانت المشاهد من أفغانستان هي دليل آخر على أن الولايات المتحدة لن تحرك ساكنا مقابل إيران القريبة من سلاح نووي، أم أن المس بصورة أميركا ستجعلهم يظهرون حزما أكثر. وجدير أن نتبنى الفرضية الأولى، أن هذه الإدارة سترتدع عن ممارسة القوة العسكرية، وأننا سنقف أمام مصيرنا لوحدنا ضد إيران، التي تقترب يوميا من كونها دولة عتبة نووية.

في المقابل تتوقع مصادر إسرائيلية أن بينت سيتناول خلال لقاؤه مع بايدن القضية الفلسطينية، وسيحاول بينت تركيز النقاش على حلول عملية، وأن الفترة الحالية ليست ناضجة، سواء لدى الجانب الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني، لخطوات سياسية كبيرة. وبالإمكان تقديم تسهيلات وزيادة عدد العمال الفلسطينيين، وتنفيذ عدد من الخطوات الميدانية الصغيرة والمدروسة. وستكون الرسالة بين السطور لبايدن أنه إذا أردت استمرار ولاية حكومة بينت لابيد لا تمارسوا ضغوطا علينا.

سواء انسحبت أمريكا من أفغانستان او العراق او أماكن اخرى، فهذا لا ينعكس على إسرائيل والقضية الفلسطينية في المدى القريب سواء بعملية سلمية تحاول بعض الأطراف التسويق لها، او مقاومة فلسطينية محاصرة وشيطنته المقاومة وعدم الاستفادة من هبة القدس واثار العدوان الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة، ومطلوب رأسها من أمريكا وعدد ليس قليل من دول الإقليم. واستمرار الانقسام الفلسطيني وتضارب الرؤى والمصالح وعدم قدرة الفلسطينيين على تحديد اولوياتهم وإعادة الاعتبار لمؤسساتهم وأن الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال ويقود مقاومته حركة تحرر وطني.

وليس سلطات حاكمة تم اغراقها في تفاصيل الحياة اليومية وافقار الفلسطينيين وتقسيمهم مكانياً وجغرافياً.

وفي ظل السياسة الإسرائيلية القديمة الجديدة التنكر للحقوق الفلسطينية وإدارة الصراع وليس حله وترسيخ نفسها كنظام فصل عنصري واستكمال المشروع الصهيوني بتهويد القدس والصم الزاحف. وان ما حدث في أفغانستان فان إسرائيل ماضية في مشروعها وهي تتلقى الدعم الأمريكي والاوروبي غير المشروط وان فشل هذا المعسكر في صناعة شعب وامة جديدة فشلت فشلا ذريعا حتى لو ان ما جرى في أفغانستان بمفاوضات واتفاق امريكي مع طالبان.
التحرر من الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ليس بالتوسل وانتظار الوعود وفتح مسارات سياسية وهمية ودعم وتقوية السلطة في مواجهة أزمتها الاقتصادية، كل ذلك من أجل الحفاظ عليها كراعي للتنسيق والتعاون الأمني كمصلحة إسرائيلية فضلى.

ينبغي أن يمنح الحدث الأفغاني الفلسطينيين القوة والاستمرار في مقاومة الاحتلال، وان عدالة القضية الفلسطينية هي الدافع لمواجهة نظام الفصل العنصري الذي يتنكر لحق الفلسطينيين وهو نظام غير مستعد للتخلي عن طبيعته كنظام فصل عنصري او حتى عن دونم واحد أو ما يسمى بالبؤر الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية.

Exit mobile version