خاص | ضفة وغزة.. لأول مرة مبادرة شبابية مناصرة لـ “الأسيرات الجريحات”

غزة _ محمد ظاهر – خاص مصدر الإخبارية

قدّم مجموعة من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية مبادرة شبابية بعنوان ” الأسيرات الجريحات في سجون الاحتلال”، متركزة على ورقة حقائق أعدُّوها مسبقاً، بعد برنامج تدريبي كامل نظَّمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية “مسارات”.

ويقام البرنامج التدريبي “تعزيز المشاركة الوطنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني”، سنويا بالشراكة ما بين مركز مسارات ومؤسسة آكشن ايد فلسطين، حيث يتضمن البرنامج مساقات تتحدث عن النظام السياسي الفلسطيني وإعداد أوراق بحثية بواقع 66 ساعة تدريبية.

الدكتور عماد أبو رحمة المستشار القانوني لمركز مسارات يتحدث لـ ” مصدر” عن البرنامج قائلاً: “شارك في البرنامج نحو ١٢٠ شابة وشاب من الضفة وغزة والأراضي عام ١٩٤٨ في ثلاثة دورات تدريبية، تناولت قضايا معرفية، مثل: أزمة النظام السياسي الفلسطيني، والصهيونية ونظم السيطرة، والتفكير الاستراتيجي والسياسات العامة ونظريات التغيير، إلى جانب تدريب على مهارات إعداد اوراق تقدير الموقف وأوراق الحقائق، وخطط الدعم والمناصرة، وتصميم المبادرات وتنفيذها”.

ويكمل أبو رحمة “تضمن البرنامج أيضا مخيمين معرفيين، شارك فيها حوالي مئتي شابة وشاب من كافة التجمعات، وتناولت قضايا تتعلق بإشكالية الهوية الجماعية الفلسطينيين عوامل التشظي والتجزئة وسبل مواجهتها.

ورقة حقائق “الانتهاكات بحق الأسيرات الجريحات”

وكان قد أعدَّ الشباب بقطاع غزة والضفة المحتلة المشارك في البرنامج التدريبي ورقة حقائق حول قضية “الانتهاكات بحق الأسيرات الجريحات”، موضحين بالأرقام والإحصاءات الاعتداءات والانتهاكات بحقهن، ولعل أبرزها الأرقام التي تتحدث عن أعداد الأسيرات المعتقلات منذ العام 1967، والذي تجاوز 10 آلاف أسيرة.

سارة سلامة منسق وعضو في مجموعة “الأسيرات الجريحات”، تتحدث لـ مصدر” عن موضوع الورقة، قائلة: “اختيارانا لقضية الأسيرات الجريحات والانتهاكات بحقهن نابع من هم وطني دفعنا كشباب فلسطيني لتسليط الضوء على معاناتهن”.

وتعاني الأسيرات الفلسطينيات من الإهمال الطبي ونقص الغذاء، في انتهاك صريح للمواد (81 و90 و91) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي أكدت حق الأسرى في الفحص الطبي من كادر مؤهل، والخروج للمستشفيات المدنية، والحصول على نظام غذائي مناسب.

مبادرة شبابية

نظمت المجموعة الشبابية مبادرة حول الموضوع نفسه، مرتكزين بها على ورقة الحقائق التي أعدّوها مسبقا، وتخلل هذه المبادرة وقفة تضامنية متزامنة أمام مقر اللجنة الدولية للصيب الأحمر بغزة، وعلى دوار المنار برام الله.

وبالعودة إلى أبو رحمة معقِّبا على المبادرة قائلًا: “المبادرة سلطت الضوء على معاناة الأسيرات المريضات في سجون الاحتلال، وهي في المضمون تعبر عن أهمية مشاركة الشباب الفلسطيني في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها الفلسطينيون بمختلف فئاتهم وتجمعاتهم.

وتتحدث سلامة حول المبادرة “أهدف أنا وزملائي بغزة والضفة من خلال هذه المبادرة تسليط الضوء على الأسيرات الجريحات، غير متناسين كشباب فلسطيني باقي قضايانا، المتمثلة بالقدس وعودة اللاجئين وتقرير المصير والمقاومة.

وللحديث عن جهود الشباب المبادر تجاه الأسيرات الجريحات، تواصلت “رصد” مع عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الذي ثمن جهود هؤلاء الشباب التي تنفذ لأجل الأسرى بشكل عام والأسيرات الجريحات بشكل خاص، موضحاً أن هذه المبادرة تحديدا محط تقديرنا.

وأردف فروانة “فئة الشباب هم الأكثر اعتقالاً من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي نحن نتطلع إلى عطاء متواصل من هذه الفئة العمرية، وهذه الخطوة يجب ألا تكون الأخيرة، ويجب أن يكون لها ما بعدها.

“عندما تخصص الحديث عن الأسيرات الجريحات، هذا يعد توضيح صريح للمعاناة المضاعفة التي تتلاقاها الأسيرات؛ من إهمال طبي وتعذيب نفسي وجنسي وإطلاق نار تجاه النساء تحت حجج واهية”، هكذا عقب فروانة على تحديد المجموعة الشبابية عنوان مبادرتهم “قضية الأسيرات”.

وبالعودة مجددا لأبو رحمة يؤكد أن مركز مسارات سيواصل بالتعاون مع شركائه العمل على توفير منصات للحوار بين الشباب الفلسطيني، حول قضايا الشباب والقضايا الوطنية المشتركة أيضا، من أجل تعزيز مشاركة الشباب ودورهم باعتبار ذلك شرطا رئيسية لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية، وفق قوله.

وختاماً؛

تشكر سارة سلامة مركز مسارات على إتاحة هذه الفرصة المميزة التي لغت مسافات كبيرة بين أربع مناطق فلسطينية (قطاع غزة والضفة المحتلة ومناطق الـ 48 ومخيم مار إلياس)، والتي جعلتهم كمجموعة يفكرون أكثر بتحديد احتياجاتهم ويعيدون ترتيب قضاياهم حسب أهميتها وألويتها، حسب قولها.

وتعاني 42 أسيرة فلسطينية مرارة الاعتقال في سجن “الدّامون”، منهنّ ثمان أسيرات يعانين من ظروف من ظروف صحية متدهورة في ظل استمرار الإهمال الطبي، كما أصدرت المحاكم الإسرائيلية أحكامًا ضدهن قد وصلت أقصاها 16 عامًا، وتم اعتقالهن بشكل غير قانوني ولا إنساني.