المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني.. طريق نحو حماية التاريخ وإنقاذ المستقبل

مقالات – مصدر الإخبارية

كتب: د. وجيه ابو ظريفة/ عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

يقترب الموعد المحدد لانعقاد المؤتمر العام الخامس لحزب الشعب الفلسطيني بعد تأخير كبير لسنوات عديدة بسبب أسباب موضوعية أو قصور ذاتي لأسباب داخلية مما يجعل لهذا المؤتمر أهمية قصوى ربما تفوق اهمية ما سبقه من مؤتمرات اربعة منذ إعادة تأسيس الحزب في العاشر من شباط 1982.

إن انعقاد مؤتمر حزب الشعب الفلسطيني يأتي في ظرف وطني فلسطيني معقد يحتاج من اعضاء المؤتمر نقاش عميق للحالة الوطنية وإعادة موضعة حزب الشعب في الخارطة السياسية الفلسطينية، بعد مرور سنوات طويلة على ترتيب التحالفات والاصطفافات السياسية السابقة، خاصة أن هذه النقاشات تأتي بعد إقرار الحزب للوثيقة السياسية التى تجاوزت محددات المرحلة السياسية التى اعتمدها برنامج الحزب السياسي في المؤتمر العام الرابع، والذي جاء في ظروف سياسية مختلفة.

لقد أصبحت المرحلة الحالية تملي ى الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وقيادته أن تنطلق بمسار جديد يعتمد أساساً علي إعادة تعريف المرحلة بأنها مرحلة تحرر وطني وأن العلاقة مع الاحتلال هي علاقة صراع بين شعب تحت الاحتلال ودولة غازية لأرضه ودولته، وأن كافة الالتزامات التى فرضت علي شعبنا في اتفاقات مجحفة نتيجة ظروف اقليمية ودولية سابقاً قد اصبحت لاغية، ولا يمكن الاستمرار فيها خاصة بعد أن أنهت دولة الاحتلال كافة الاتفاقات وداستها الدبابات الإسرائيلية منذ أن اجتاحت الضفة الفلسطينية في العام 2002، وما تلى ذلك من سياسات إسرائيل الاستيطانية والتهويدية التى قضت علي أي أفق لإنجاح عملية تسوية أساسها احترام الاتفاقات السابقة على طريق اتفاق نهائي يضمن الاستقلال الفلسطيني بدولة حرة كاملة السيادة علي حدود الرابع من حزيران للعام 1967.

إن هذا الاستنتاج الذي أقرته الوثيقة السياسية يتطلب من المؤتمر العام البحث عن تصور جديد للمشروع الوطني الفلسطيني يعتمد أساساً إعادة الاعتبار للهوية الفلسطينية الجمعية الموحدة للشعب الفلسطيني في كافة اماكن وجوده وتطوير النضال الوطني علي قاعدة أما زوال الاحتلال او المواجهة المفتوحة معه في كل مكان، وبكل الوسائل التي يقرها القانون الدولي، وأن أي علاقة معه يجب ان تخضع للمصلحة الوطنية العليا التي تقرها قيادة الشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي يجب إعادة تفعيلها وتطوير مؤسساتها والحفاظ عليها كائتلاف وطني بعيداً عن الهيمنة والتفرد والإقصاء.

إن الشعب الفلسطيني يناضل على ثلاث جبهات اساسية لتحقيق مطالبه الرئيسية: أولها زوال الاحتلال عن كافة الأراضي المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وثانياً ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين طبقاً لقرار الامم المتحدة رقم 181، وثالثاً ضمان الحقوق القومية والمساواة وإنهاء سياسة التمييز العنصري لأبناء شعبنا في داخل الخط الاخضر.

إن هذا التكامل في الأهداف يتطلب تكاملاً في المسار الكفاحي السياسي والشعبي، من أجل ان يتحول كل الشعب الفلسطيني وكل مؤسساته إلى جبهة مقاومة موحدة في مواجهة الاحتلال والتمييز العنصري الاسرائيلي.

إن نضال شعبنا المشروع في مواجهة الاحتلال يحتاج إلى تطوير ادوات الكفاح الوطني في مواجهة الاستيطان وفتح معركة قانونية ودولية ضد سياسة التمييز العنصري وتحشيد مقدرات شعبنا لخوض مقاومة شعبية واسعة على طريق انتفاضة فلسطينية شاملة، وسحب الاعتراف الفلسطيني بدولة الاحتلال وتطبيق كافة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والعمل الفوري على تجسيد الدولة الفلسطينية طبقاً لقرار الامم المتحدة 19/67.

إن المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني مطالب بإقرار خطة عمل حزبية ووطنية من أجل الدفع بكل قوى الحزب للانخراط في معركة الكفاح الوطني والعمل مع كل الاطراف من أجل إعادة موضعة مؤسسات الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها السلطة الوطنية لتكون جزء من المعركة الوطنية في مواجهة الاحتلال مما يتطلب سياسات اقتصادية واجتماعية جديده تهدف أساساً إلى تثبيت المواطن في أرضه ودعم صموده وإشراكه في معركة التحرير الوطني والاجتماعي.