أبناء الشهداء بالضفة وغزة.. فرحة بالتفوق في الثانوية العامة ينقصها وجود ذويهم

أهدوا نجاجهم لأرواحهم الطاهرة

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

فرحة عارمة تسود أنحاء الوطن منذ صباح اليوم الثلاثاء بعد إعلان نتائج الثانوية العام للعامة 2021، ولكنها تبقى منقوصة في ظل غياب أرواح لطالما تمنى أبناء الشهداء أن تكون بجانبهم لتشاطرهم لذة النجاح.

الطالبة تسنيم رداد وهي ابنة الشهيد أحمد رداد من طولركم، والحاصلة حصلت على معدل 96.7%، تروي شعورها بعد حصادها لثمرة تعبها في الثانوية العامة.

وتقول تسنيم لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنها ورغم كل سعادتها بهذا النجاح إلا أنها تفتقد وجود والداها الشهيد بجانبها في هذا اليوم.

ورغم ألم الفقد تتابع تسنيم: “الشجاعة، القوة، الإرادة، هذه المعاني ورثتها عن والدي الشهيد، وكان لي الفخر بأن كل من يهنئني يقول ابنة الشهيد، رغم أنني كنت أتمنى أن يكون معي في هذا اليوم لتكتمل الفرحة”.

واستشهد أحمد الرداد من محافظة طولكرم في فبراير 2006، بعد مطاردة استمرت أكثر من 15 عاماً من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أما والدة الطالبة زهراء طحاينة وهي ابنة الشهيد نعمان طحاينة من جنين، والحاصلة على معدل 98.7%، تؤكد أن ابنتها حصدت هذا النجاح بسبب إصرارها على الاستمرار رغم فقدها لوالدها.

وتوضح والدتها لمصدر الإخبارية بأن زوجها استشهد في مارس 2004 حينما كانت ابنتها طفلة، إلا أنها أبت أن تجعل من فقد والدها حاجزاً أمام نجاحها مهدية هذا التفوق لروحه العطرة.

رسالة من أبناء الشهداء بالضفة لغزة

فصل آخر من الحكاية ترويه الطالبة بتول التلاحمة ابنة الشهيد عبد الرحيم التلاحمة من الخليل، والذي استشهد بتاريخ 25 سبتمبر 2003.

وتقول تلاحمة لمصدر الإخبارية إنه ورغم مشاعر الفقد الأليم لوالدها إلا أنها أصرت على هدفها ونجحت بمعدل 94.7% وذلك بفضل مساندة عائلتها لها.

وتؤكد تلاحمة على أن والدتها كانت بمثابة الأم والأب لها، وأنها ورغم الظروف الصعبة والتنقل من بيت لبيت ولمدرسة جديدة إلا أنها استطاعت حصاد هذا النجاح، مشيرة إلى أنها تنوي دراسة طلب الأسنان الذي تعتبر شغفاً بالنسبة لها.

وفي رسالتها لطالبة الثانوية العامة من قطاع غزة أكدت تلاحمة على أن الطلبة وذويهم شعب جبار، فرغم الحرب والقصف وتفشي فيروس كورونا، عدا عن تأجيل الامتحانات إلا أنه خرج العديد من أوائل الطلبة في الوطن من القطاع.

وتردف بتول ممازحة: “الطالب في غزة لو كان يعيش بغرفة مترين فإنه يستطيع أن يتفوق ويحصل على أعلى المعدلات فهم شعب جبار”.

أبناء شهداء غزة.. نجاح باهر وجرح لا يندمل

عدوان مايو المنصرم وإغلاقات متكررة بسبب فيروس كورونا.. ظروف ربما تؤدي لشلل أي مجتمع تصيبه، إلا أنها في غزة بالذات كانت دافعاً لطلبة الثانوية العامة للتفوق.

بمنتهى الفخر تهدي الطالبة هنا الدبش ابنة الشهيد بشير الدبش من غزة والحاصلة على معدل 96.3% نجاحها لروح والدها الشهيد.

وتؤكد الدبش أن الأهل هم السند الأول في حالي غياب الأب، موجهة رسالتها للاحتلال بأن هذا النجاح الذي يحققه طلاب غزة هو رسالة بأن شعبها قوي ولا يهزه شيء.

“إلى روح أبي وأخي”

“سعيدة لإدخال الفرحة على قلوب أمي وزوجة أخي الشهيد”، بهذه الكلمات عبرت الطالبة سارة الزبدة ابنة الشهيد جمال الزبدة عن فرحتها بحصولها على معدل 95.3%.

وتصف سارة لمصدر مشاعرها المتضاربة ما بين غصة في القلب ومكان فارغ لغياب والدها وأخيها، مضيفة: “استشهاد والدي كان أكبر صدمة في حياتي، ولكني استطعت أن أكمل مسيرتي وطريقي وأن أحصد النجاح”.

وتهدي الطالبة الزبدة تفوقها لأرواحهما النديّة، ولوالدتها وأختها التي كانت ترافقها كل يوم أثناء ذهابها للاختبارات، وللشهداء الأكرم منا جميعاً.