أضاحي العيد تُحي مهن في غزة وتعوض تجار عن خسائرهم

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

لا يخلو شارع في قطاع غزة من رائحة شواء لحوم الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى المبارك وسط تدافع من السكان على المحلات والمطاعم الخاصة بالشواء. ويشكل العيد فرصة ذهبية للفئة السابقة لتحقيق أكبر قدر من العوائد المالية مقابل تقديم خدمة الشواء التي يدفع عليها المواطنين عشرة شواكل للكيلو الواحد.

وتعتبر اللحوم المشوية الطبق الرئيسي لسكان القطاع خلال عيد الأضحى، ينتظرونها طوال العام، وتزداد أهميتها مع التجمعات الأسرية التي تنشط خلال أيام العيد.

ولا يقتصر الأمر خلال العيد على شواء الأضاحي بل تترافق معه نشاط عدد من المهن، كسن السكاكين، ونقل اللحوم وطحنها، وبيع الفحم والبقدونس والبندورة والبصل والتوابل والبهارات.

الشواء

ومثلت مهنة الشواء كما يقول صاحب مطعم البابا للحلوم محمد البابا فرصة لتعويض خسائر محله التي تكبدها على مدار أكثر من عام ونصف بسبب جائحة كورونا، والتي تزامنت مع فرض الاغلاقات وعزوف كثير من المواطنين عن شراء المشاوي نتيجة صعوبة الأوضاع الاقتصادية.

ويقول البابا لشبكة مصدر الإخبارية، إنه اضطر للنوم داخل محله منذ اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك نتيجة الاقبال الكبير من المواطنين لشواء اللحوم وطحنها. ويضيف البابا أنه لجأ لاستقدام عاملان إضافيان لمساعدته في العمل والقدرة على تلبية حجم الطلبات الكبيرة الواردة إليه.

وتوقع البابا أن يستمر الاقبال على الشواء لمدة 10 أيام قادمة، مرجحاً أن يحقق عوائد مرضية خلالها، مرجعاً الارتفاع الكبير في نسبة الاقبال لتخوف السكان من تلف اللحوم في منازلهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي لمدة ثمانية ساعات يومياً.

الفحم

بدوره يقول تاجر الفحم محمد أبو سيدو إن مبيعاته من الفحم خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى ارتفعت بنسبة 95% مع توافد عدد كبير من أصحاب المحلات والمواطنين لشراء الفحم اللازم لعمليات شواء اللحوم وغيرها.

ويضيف أبو سيدو أن أيام عيد الأضحى تشكل فرصة لتجار الفحم لتحقيق أرباح تضاهي التي يحققونها على كامل السنة. ويشير أبو سيدو إلى أن التجار يلجؤون لاستيراد كميات من الفحم مسبقاً تمهيداً لاستقبال العيد، مؤكداً أن العديد من التجار تعرضوا لخسائر بفعل منع الاحتلال إدخال بضائعهم للقطاع، وظلت بالمخازن والموانئ الإسرائيلية.

سن السكاكين

من جهته، يقول المواطن حسن الفيري إنه يجد في موسم عيد الأضحى فرصة لمهنته في سن السكاكين التي تشهد اقبالاً قليلاً خلال أيام السنة الأخرى.

ويوضح الفيري لشبكة مصدر الإخبارية، أن محله الذي يقع في حي الزيتون شرق غزة يستقبل في الأيام العادية 15 سكيناً كأقصى حد يومياً فيما يسن خلال أيام عيد الأضحى وقبل شهر من قدومه ما يزيد عن 120 سكين وأداة حادة يومياً.

ويشير الفيري إلى أن النسبة الأكبر من المقبلين على سن السكاكين هم من أصحاب المسالخ ومحلات الجزارين والمشاوي يليهم المواطنين العاديين.

بيع الخضروات

إلى ذلك عمد موزع الخضروات علاء حمتو على التعاقد مع عدد من محلات الجزارة والشواء لتزويدها بالبصل والبقدونس والبندورة التي تدخل في عمليات الشواء وطحن لحوم الأضاحي.

ويؤكد حمتو لشبكة مصدر الإخبارية، أن الطلب على الأصناف السابقة يشهد ارتفاع متصاعد منذ اليوم الأول لعيد الأضحى مبيناً أن محلات بيع الخضروات طلبت كميات كبيرة منها نتيجة الاقبال الكبير.

ويلفت إلى أنه يسعى كغيره من التجار الذين ينشطون خلال أيام العيد لتحقيق أعلى قدر من الأرباح وتعويض خسائر مواسم سابقة كانت قد فشلت بسبب موجات الحر والإجراءات على المعابر والعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.