مختصون يدحضون شائعات حول لقاح كورونا

غزة – مصدر الإخبارية – هاني الشاعر

دّحض مسؤولون في قطاع غزة، شائعات متداولة بين الناس وأخرى عبر مواقع التواصل ومواقع إخبارية دولية ومحلية، حول مضار تلقي لقاح كورونا.

وشدّد المسؤولون على فعالية وأمان اللقاحات التي وصلت فلسطين، وعدم صحة أي أحاديث أو شائعات يتم تداولها عن تسبب لقاحات كورونا بأي أعراض جانبية، قد تؤدي للوفاة أو الزهايمر المُبكر وتجلطات، وشائعات أخرى لا صحة لها بالمطلق.

وأكدوا أنه لم تسجل أي حالة وفاة أو أي تجلطات أو أي أعراض جانبية خطيرة، لجميع الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في فلسطين، خاصة في قطاع غزة؛ مشدّدين على أهمية تلقي اللقاح في أسرع وقت دون تردد، لمكافحة تفشي الجائحة.

لم تسجل أي وفاة من لقاح كورونا

وأكد نائب مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة مجدي ضهير، أن كل ما يُشاع حول مأمونية وصلاحية اللقاح لا أساس لها من الصحة؛ وجميع اللقاحات المتوفرة بغزة تخضع لمعايير السلامة والمتابعة على أعلى مستوى بشهادة كافة الأطراف ذات العلاقة؛ مشيرًا إلى تلقي قرابة “مليار شخص” التطعيم في العالم، ولم تُسجل أي حالة وفاة بينهم.

وقال ضهير : “كل ما يشاع عن أعراض جانبية للقاحات لا صحة لها، فهي أمنّة وبشكلٍ جلي وفق توصية الصحة العالمية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة؛ وجميع الأعراض التي تظهر بعد التطعيم سواء حرارة أو صداع وغيرها، تختفي في غضون أيام أو 48 ساعة، دون أن تترك أثار دائمة، ولم تسجل أي حالة وفاة أو إصابات بمضاعفات بغزة”.

ولفت إلى أن كل من يرغب بتلقي معلومة عن سلامة وجودة وأهمية اللقاحات، التواصل رقم 103 الرقم التابع لوزارة الصحة، أو موقع الصحة عبر تطبيق صحتي، أو المواقع الدولة الرسمية “كموقع الصحة العالمة ومركز مراقبة الأمراض الأمريكي” وغيره، وليس عبر مواقع التواصل التي يكتب بها كل شخص ما يحلوا له.

وحث ضهير الناس لتلقي اللقاحات لأنه الخيار الأوحد للخروج من الجائحة بأمان؛ موضحًا أن اللقاح مُصنع من بروتينات محددة من الفيروس ولا يؤخذ الفيروس كاملاً، ولا يمكن أن يتكاثر داخل الإنسان، ولا يُحدِث عدوى. وما يحدث من أعراض بعد تلقيه هي ردة فعل طبيعية لتفاعل جهاز المناعة مع مادة اللقاح المحقونة داخل الجسم، وذلك دليل على قوة جهاز المناعة، وأن الشخص يتمتع بمناعة تقيه من الإصابة مستقبلاً.

اللقاحات أمنة

بدوره، قال مدير مستشفى الصداقة التركي، المختص لعلاج مصابي “كوفيد19″، مروان الهمص: “وزارة الصحة ضمن منظومة الصحة العالمية، وتتبع كافة النظم واللوائح المتبعة عالميًا، في التعامل مع كورونا وطرق الوقاية منها، والتعامل مع اللقاحات التي تنتجها الدول المختلفة”.

وأضاف الهمص “كافة اللقاحات التي وصلت فلسطين وغزة، هي لقاحات أمنّة وصلت مختلف بلدان العالم، ولم يُسجل أي أعراض جانبية لها خلافًا لبعض الشائعات، ولم يثبت صحة وفاة أي شخص ممن تلقوا اللقاح، ولم يتم تسجيل أي إصابة بتجلطات كبيرة”.

وشدد على أن الشائعات التي تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بلدان العالم حول لقاح كورونا لم يثبت صحة الكثير منها، وأي شيء يتم تداوله دون تحدد مصدره أو إثبات صحته علميًا من جهة موثوقة، هو غير صحيح وفي سياق شائعات، هدفها إحداث بلبلة ودفع الناس لعدم تلقي اللقاح.

وتابع “كذلك كثير من الشائعات التي روجت حول اللقاح دلائلها العلمية ضعيفة”؛ مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين ظهرت عليهم ألام مكان التطعيم في الجسد أو ارتفاع في الحرارة أو صداع، هي أعراض طبيعية عابرة، وهي أعراض وليست مضاعفات، وهي تشابه أعراض أدوية أخرى يتناولها الناس.

دور توعوي

من جانبه، قال مسؤول دائرة الإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، يوسف اليازجي: “مع كل أزمة تكون الشائعات حاضرة، ورأينا كيف كانت الشائعات التي أحاطت بالفيروس بداية انتشار كوفيد19، حول طريقة العلاج وانتشار الفيروس، بالتالي هنا تعاونت اللجنة مع وزارتي الصحة والأوقاف الفلسطينية في دّحض المعلومات المغلوطة ورفع الوعي لدى السكان حول الإجراءات الوقائية من الفيروس”.

وتابع اليازجي “مع تواجد اللقاحات وانتشارها، من جديد تكون الشائعة حاضرة حول درجة أمان لقاح فايروس كورونا وفاعليته، بالتالي أتى دور اللجنة بالتعاون مع الصحة والأوقاف واللجنة الوطنية للتثقيف الصحي، لرفع وعي السكان حول درجة أمان اللقاحات وضرورة أخذها لتكوين مناعة مجتمعية”.

وتستمر جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووزارتي الصحة والأوقاف في قطاع غزة في حملة لرفع مستوى الوعي لدى السكان حول الآثار الإيجابية للقاحات “كوفيد19″؛ ولجأت الحملة إلى استخدام معلومات طبية موثوقة ونصائح صحية وأحاديث نبوية وآيات من القرآن الكريم، لتشجيع سكان غزة وطمأنتهم بأنّ اللقاحات آمنة للاستخدام وأنها تساعد على مكافحة انتشار الجائحة.

وتم بث تلك النصائح عبر إعلانات إذاعية ولوحات دعائية ومقاطع فيديو، وخلال مواد ستُنشر عبر وسائل إعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتغطي الحملة عدة موضوعات مثل: درجة أمان اللقاح، وستزوّد الأفراد بمعلومات وخطوات عملية يجب اتّباعها قبل أخذ اللقاح وبعده، وكيفية مساعدة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كما ستوفّر إرشادات حول ارتياد المساجد بطريقة آمنة في ظل جائحة كوفيد -19.

وتعتبر اللجنة الدولية أن اللقاح يمثل بصيص أمل للتغلب على هذه الجائحة؛ في وقت لا تزيد فيه نسبة من تلقوا التطعيم في قطاع غزة الذي يقطنه 2 مليون مواطن 4% من السكان.