الحية : تربطنا علاقات قوية مع الجهاد ولا هدنة طويلة مع الاحتلال

القاهرةمصدر الإخبارية

في الأسابيع الماضية، ضجّ الإعلام الإسرائيلي بمقالات وتحليلات عن خلافات بين حركتَي «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، بسبب عدم مشاركة الذراع العسكرية للأخيرة، «كتائب القسام»، في معركة «صيحة الفجر» التي اندلعت بعد اغتيال العدو قائد لواء الشمال في «سرايا القدس» (الذراع العسكرية لـ«الجهاد»)، بهاء أبو العطا.

قال المحلّلون العسكريون الإسرائيليون الكثير عن هذه الخلافات، لكن كلّ ما كُتب وقيل نسفه الاجتماع الذي عُقد أول من أمس، بين الأمين العام لـ«الجهاد»، زياد النخالة، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، في العاصمة المصرية القاهرة.

اللقاء جاء بعد سلسلة اجتماعات قيادية عُقدت في بيروت وغزة، لتأكيد «وحدة الصف والتنسيق الميداني» بين الحركتين، إضافة إلى إيضاح كلّ طرف وجهة نظره.

لا خلاف بين حماس والجهاد

في لقاء مع «الأخبار»، فنّد نائب رئيس «حماس» في غزة، خليل الحية ، ما روّج له الإعلام العبري من خلاف بين الحركتين، مؤكداً أن العلاقة «أعمق بكثير مما يظنه البعض، وخوض السرايا المعركة وحدها ليس أمراً جديداً، فهي في السابق خاضت معارك عدة وحدها، ونحن في القسام خضنا سابقاً عدة جولات وحدنا»، مضيفاً أنه «في الجولات التي سبقت المواجهة الأخيرة، كان هناك عمل ميداني مشترك، ولكن خوض السرايا هذه المعركة وحدها لا يعني وجود خلاف».

حالياً، هنية والنخالة في القاهرة، فيما تقول الصحف الإسرائيلية إن سبب وجودهما هناك هو قرب «عقد اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حماس» («هآرتس» 3-12-2019).

بالنسبة إلى الحيّة ، هذه الأنباء غير دقيقة؛ فـ«الكلام عن تهدئة لعشرة أعوام أو وقف أعمال المقاومة ضدّ العدو غير صحيح مطلقاً».

ولفت إلى «(أننا) حركة مقاومة، قد تتغيّر أشكال العمل، لكننا لن نتوقف عن مقاومة العدو»، معتبراً «مسيرات العودة شكلاً من أشكال المقاومة التي نستنزف بها العدو».

أما وجود هنية في مصر، فهو للاتفاق على «تهدئة لا تُكبّل يدَي المقاومة، وبالتأكيد لن يمنعها (أيّ اتفاق) من الردّ على أيّ عدوان… كلّ يوم هدوء يمرّ على القطاع تزداد فيه المقاومة قوة».

الحية : لا تطوّر في ملف الأسرى الإسرائيليين والعدوّ غير مهتمّ بهم

وعن «كتائب القسام» في غزة، أكد الحية أنها «بخير رغم الصعوبات، هي تمتلك من القدرات الصاروخية التي تُمكّنها من قصف المدن الكبرى لأشهر في أيّ حرب»، متابعاً أن «القسام باتت أكثر عدّة وعديداً، وهي تنتج كلّ ما تحتاج إليه في القطاع».

وفي ما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، قال الحية إنه لا تطور في هذا الملف، واصفاً كلّ ما جرى تداوله في الأسابيع الماضية في هذا الشأن بأنه «غير صحيح».

واستغرب «عدم اهتمام حكومة العدو بأسراها لدينا، خصوصاً بالجنديين شاؤول أرون وهدار غولدن… عندما كان (الأسير جلعاد) شاليط لدينا، كان اهتمام العدو به أكثر، لكن اليوم، وعلى رغم وجود أربعة لدينا، فإن الحكومة الإسرائيلية غير جدّية في الإفراج عنهم»، مستدركاً بأن الإشكالات الداخلية الإسرائيلية ووجود حكومة تصريف أعمال يساهمان في وقف أيّ تفاوض.

وبالعودة إلى القاهرة، من المتوقّع، بعد انتهاء اجتماعات الحركة، أن يزور هنية عدداً من الدول. لكن هل ثمّة شروط محدّدة (تجنّب السفر إلى تركيا أو إيران) للسماح له بتنفيذ جولته؟ أجاب القيادي «الحمساوي»: «القاهرة لا تشترط علينا شيئاً، وقيادة الحركة تزور أيّ بلد يساهم في تحسين واقع سكان قطاع غزة ويدعم المقاومة».

خلال اللقاء، تحدّث الحية عن إصرار حركته على المشاركة في الانتخابات الفلسطينية التي دعا إليها رئيس السلطة، محمود عباس، لأن الانتخابات تساهم في إنهاء الانقسام الداخلي، مشدداً على أن قرار المشاركة ليس مناورة سياسية أو تضييعاً للوقت، بل «هو قرار جدّي»، مُذكِّراً بالتسهيلات التي قدّمتها «حماس» بموافقتها على إجراء انتخابات تشريعية تليها الرئاسية بعد أشهر.

حالياً، تتحضّر الحركة لهذه الانتخابات كأنها واقعة غداً، وذلك على الرغم من بعض الاشتراطات التي يضعها عباس.

إقليمياً، وفي ما يتعلق بالعلاقة مع محور المقاومة (الممتدّ من طهران إلى بيروت)، وصفها الحيّة بأنها «ممتازة»، لافتاً إلى أنه «في بعض المراحل، تعرّضت العلاقة لتوتر بسبب اختلاف وجهات النظر، لكنها لم تنقطع يوماً».

وعلى الصعيد العسكري «استمر التواصل حتى في عزّ الأزمة».

أما عن العلاقة مع سوريا، فجدّد سعي حركته إلى التواصل مع دمشق، «لأنها داعم كبير للمقاومة».

وتابع: «في المبدأ، نحرص على أن تكون لنا علاقات طيبة وجيدة مع كل دول العالم، خاصة الأنظمة والدول التي تؤمن بالمقاومة، وتجعل من ساحتها واحة جيدة لها.

يوم كنا في سوريا، كانت ظروفنا كشعب ومقاومة من أفضل الظروف.

للظروف التي تعرفونها خرجت حماس، وما زلنا نتمنى للأشقاء في سوريا أن يعود بلدهم ليمارس دوره الطليعي في خدمة قضايا الأمة ودعم القضية الفلسطينية كما كانت».