بعد مشروع المستشفى الأمريكي.. إنزعاج فلسطيني من عرض للسياحة في “إسرائيل”

غزة – خاص مصدر الإخبارية

يجري في هذه الأيام  إنشاء المستشفى الأمريكي الذي تديره جمعية Friend Ships الأمريكية غير الحكومية ضمن التفاهمات الأمنية القائمة بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية في غزة بعد وساطة مصرية وأممية وبتمويل قطري

لكن بعض الغزيين عبروا عن دهشتهم بسبب عرض الذهاب في رحلة إلى الأراضي المقدسة أعلنت عنه الجمعية، ومقرها ولاية لويزيانا، عبر موقعها الإلكتروني الذي يروج إلى تحسين الخدمات الصحية المتردية جراء الصراع المندلع منذ سنوات.

وكتبت وكالة “رويترز للأنباء مقالاً مطولاً بهذا الخصوص نعرض ما جاء به:

تشيد جمعية خيرية أمريكية مستشفى ميدانيا في قطاع غزة لكنها تثير انزعاج الفلسطينيين، إذ تعرض على المتطوعين الطبيين الأجانب فيه فرصة عبور الحدود المضطربة وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في إسرائيل بغرض السياحة.

وحظي المستشفى الذي ستديره جماعة فريندشيبس المسيحية الإنجيلية الأمريكية بدعم مشترك نادر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع وإسرائيل التي تفرض حصارا على طول حدودها معه.

لكن البعض في غزة عبر عن دهشته بسبب عرض الذهاب في رحلة إلى الأراضي المقدسة أعلنت عنه الجمعية، ومقرها ولاية لويزيانا، عبر موقعها الإلكتروني الذي يروج إلى تحسين الخدمات الصحية المتردية جراء الصراع المندلع منذ سنوات.

وجاء في الموقع الإلكتروني أن المستشفى الذي سيضم 50 سريرا في شمال غزة على الجانب الآخر من معبر إيريز الحدودي الإسرائيلي ”سيقدم فرصة رائعة للعمل في مشروع بناء ومهم وفي الوقت نفسه رؤية المواقع الواردة في الكتاب المقدس في إسرائيل والاستمتاع بها“.

سياحة إلى “إسرائيل” للعاميلن في المستشفى

وأضاف أنه يُنتظر من المتطوعين في المنشأة العمل والإقامة فيها من يوم الاثنين إلى يوم الخميس لكنهم ”سيكونون مطلقي الحرية للذهاب إلى إسرائيل والسياحة“ في أيام العطلات.

وردا على سؤال بشأن عرض السياحة الذي قدمته المنظمة غير الحكومية للمتطوعين قال باسم نعيم وهو مسؤول في حماس ”نحن ضد استخدام معاناة شعبنا الفلسطيني للترويج للرواية الإسرائيلية أو لاستقطاب كادر بشري على حساب معاناة شعبنا“.

حماس لم ترد على عرض السياحة المعلن

ولم ترد إشارة من حماس على أنها ستلغي المشروع نتيجة لعرض السياحة.

وكانت تهدئة فعلية بين إسرائيل وحماس بوساطة من قطر ومصر والأمم المتحدة بعد تبادل عنيف لإطلاق النار عبر الحدود في مايو أيار قد تضمنت دعم الوسطاء للمستشفى الميداني.

وتفتقر مستشفيات غزة البالغ عددها 13 إلى العلاج المتخصص في أغلب الأحيان ويحتاج سكان القطاع البالغ عددهم مليوني شخص إلى استخراج تصاريح شاقة من السلطات الإسرائيلية للحصول على الرعاية الطبية في “إسرائيل” والضفة الغربية المحتلة.

ويقول الموقع الإلكتروني للمنظمة الأمريكية غير الحكومية إن مستشفى فريندشيبس سيكون مزودا ”بخدمات طبية عن بعد للاستشارة العالمية لدى متخصصين“ وسيوفر في نهاية المطاف العلاج من السرطان واضطرابات ما بعد الصدمة وغيره من الخدمات.

وقال خليل الحية المسؤول في حماس ”إما أن يكون هذا المستشفى رافعة إنسانية لشعبنا، وإلا سيُطلب مغادرته فورا“.

ولم ترد منظمة فريندشيبس التي أدارت من قبل مستشفى ميدانيا على حدود إسرائيل مع سوريا على طلبات تعليق، ومن غير الواضح متى سيتم افتتاح المنشأة.

“إسرائيل” تمتنع عن التعليق على المشروع

وامتنعت إسرائيل عن التعليق على المشروع. وتفرض حصارا على قطاع غزة متعللة بمخاوف أمنية تتمثل في حماس التي خاضت معها ثلاث حروب فضلا عن عشرات الاشتباكات الدامية خلال السنوات العشر الماضية.

لكن بناء المستشفى بتمويل أمريكي خاص قوبل بانتقادات من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقالت مي كيلة وزيرة الصحة  الفلسطينية بالضفة ”سيكون قلعة عسكرية أمريكية إسرائيلية متقدمة داخل قطاع غزة“.

وفي تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، قال إن إنشاء المستشفى الميداني الأمريكي الجديد في شمال القطاع “يهدف إلى تقديم خدمات طبية للمواطنين وتقوم عليه مؤسسة أمريكية غير حكومية”.

ولاقت صور ومقطع فيديو لأعمال إنشاء المستشفى (قرب معبر “إيرز”/ بيت حانون شمالي القطاع) نشرتها المؤسسة الأمريكية، الأربعاء الماضي، تساؤلا وتشكيكا في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، حول طبيعة عمل المستشفى، والجهات التي ستُشرف على عمله.

وكانت حركة حماس قالت في تصريح يوم 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، إن المستشفى سيبقى تحت المتابعة من جميع الفصائل؛ لضمان تقديم الخدمة بالجودة المأمولة ودون أي انعكاسات أو أثمان أمنية أو سياسية.

المصدر: رويترز ووكالات