على غرار غزة “بيتا” العنيدة في نابلس تقاوم الاستيطان بالإرباك الليلي

خاص-مصدر الإخبارية

على غرار فعاليات الشباب الثائر في قطاع غزة، تسطر بلدة بيتا أبرز الملاحم ضد الاستيطان والاحتلال من خلال فعاليات الإرباك الليلي، ضد إقامة بؤرة ” أفيتار ” الاستيطانية، على جبل صبيح جنوبي نابلس شمال الضفة المحتلة.

وعادت بيتا للواجهة من جديد، فماذا يحدث هناك، وكيف يربكون أهالي البلدة المستوطنين ليلًا؟

بتاريخ الخامس من أيار الماضي، شرّع مستوطنون بإقامة بؤرة “افيتار” الاستيطانيّة على قمة جبل صبيح، التابع لأراضي بلدات يتما وبيتا وقبلان جنوب نابلس، امتدادًا للتغول الاستيطاني في مناطق الضفة الغربية.

الأمر الذي زاد وتيرة الرفض والاحتجاج الفلسطيني ضد مشاريع الاستيطان الإسرائيلية، التي تشمل بلدة “بيتا”، حيث تقدر مساحة الجبل الذي تقام عليه البؤرة الاستيطانية بـ 840 دونما، وتتبع “بيتا”، و”قبلان”، و”يتما”، جنوبي نابلس، ويسيطر المستوطنون على 20 دونما منها.

تهدف إسرائيل من خلال هذه البؤرة إلى ترحيل كل السكّان الفلسطينيين من مناطق سكناهم، لكن أهلها لا زالوا يجسّدون المثال والنموذج الحي للمقاومة الشعبيّة الخشنة في وجه الاحتلال؛ لإرباكه مستلهمين الفكرة من قطاع غزة.

فعاليات الإرباك الليلي في بيتا

المقاربة مماثلة بين الشباب الثائر الغزي والبيتاوي في أسلوب كل منهما العنيد بالتصدي للاحتلال ومقاومته، بكل ما أوتوا من قوة دافعين أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم ثمنًا.

وتشمل فعاليات الإرباك الليلي وفق ما أوضح مجدي حمايل من بيتا، في حديثه لمصدر الإخبارية:” مواجهات يومية، تبدأ من الساعة التاسعة مساءًا حتى الثالثة فجرًا، عبر هتافات من الشباب الثائر ومكبرات الصوت وأبواق المركبات وإشعال الإطارات ” الكاوشوك” تجاه البؤرة الاستيطانية لإرباكها، كما يقومون باستخدام أضواء الليزر تجاه المستوطنين”.

فعاليات بلدة بيتا
(مواقع تواصل إجتماعي)

كما صمم الثائرون، نموذج لصاروخ فارغ، ووجهوه نحو جبل صبيح وكتبوا عليه: “ارحلوا عن أرضنا قبل فوات الأوان”. وظهرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعلو فيها حناجر البيتاويين بالتكبيرات، والقسم على الدفاع عن بلدتهم ومقاومة الاستيطان بدمائهم.

وأكد حمايل خلال حديثه على أن الفعاليات خرجت بشكل مقاوم مستقل، بعيدًا عن أي لون تنظيمي أو سياسي، في ظل غياب الدور الحكومي والإعلامي تجاه بيتا، مشيرًا إلى أنها تواجه الاحتلال في أكثر من جانب الشعبي والقانوني.

وفي مشهد يعكس دور المرأة الفلسطيني الذي عهده الجميع، التي تظهر فيه بكافة أشكال النضال على مراحل القضية الفلسطينية، تقدم النساء في بيتا خلال الفعاليات والمواجهات الدعم اللوجستي عبر إعداد وجبات الطعام، وتشجيع الأبناء والآباء على الالتحاق بالمقاومة ضد الاستيطان.

وبين أن التشابه الكبير بين غزة وبيتا النضال وحدهم دون أن يصطف معهم حد، فهم يواجهون الاحتلال بقوتهم وصمودهم فهذه التجربة يجب أن تعمم على جميع المدن الفلسطينية، لمواجهة الاحتلال بشكل يومي، وعدم الاكتفاء بالمظاهرات الأسبوعية التي تخرج مناهضة للاستيطان.

فعاليات بلدة بيتا الليلية
مواقع تواصل اجتماعي

خطر الكتلة الاستيطانية

كما يكمن الخطر الأكبر في امتداد هذه الكتلة الاستيطانية إلى الشرق باتجاه مستوطنة “مجدليم” المقامة على أراضي بلدة قصرة والواقعة على يمين طريق آلون والتي تبعد حوالي 5 كم من جبل صبيح، وهذا ما يتخوف منه أهالي البلدة.

وحسب إحصائيات رسمية فلسطينية، فإن 5 شهداء ارتقوا في معركة الدفاع عن الجبل، فيما أصيب نحو 618 فلسطينيا منذ مطلع أيار/مايو في بلدة بيتا، خلال مواجهات تشهدها البلدة ليلا نهارا، احتجاجًا على إقامة البؤرة الاستيطانية.

وتضم بيتا تضم 12 ألف نسمة، وتعتبر عاصمة لمجموعة مشاريق البيتاوي والتي تضم إحدى وثلاثين قرية وتمتد أراضيها على الرقعة الجغرافية الواقعة بين قريتي حوارة وقوزه غربا وقرية عقربا شرقا ومن قريتي عورتا وأودلا شمالا إلى قرى يتما وقبلان واوصرين جنوبا.

الإرباك الليلي
(مواقع تواصل اجتماعي)

حاول المستوطنون السيطرة على جبل صبيح في العام 2013 من خلال إقامة بؤرة استيطانية عقب مقتل مستوطن عند حاجز زعترة، وأطلقوا عليها اسم “جفعات أفيتار”، على اسم مستوطن قتل عند الحاجز، كما حاولوا إحياء البؤرة عام 2018، عقب مقتل حاخام يهودي قرب مستوطنة “أرئيل” شمال سلفيت، لكن المحاولتين فشلتا إثر المقاومة التي خاضها أهالي البلدة.

ليزر الفعاليات