توجه بصرف مخصصات الشؤون شهريًا وحال المستفيدون “الغريق يتعلق بقشة”

خاص-مصدر الإخبارية

يعيش أحمد نصر 55 عامًا انتظار قاتل، حتى يحين موعد صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية والتي يتقاضها مرة كل ثلاثة شهور، وأحيانًا يزيد عن ذلك، محاولًا إقناع أبناءه بالصبر حتى يتنسى له توفير متطلباتهم اليومية.

كذلك الالتزامات الشهرية المتراكمة على كاهله طيلة فترة الـ 3 شهور، فالكل ينتظر تقاضيه الـ 700 شيكل، قيمة المبلغ المخصص له من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، فعائلته تنتظره من جهة، والبقالة من جهة والصيدلية من جهة أخرى.

” المبلغ الذي أتقاضاها كل ” حانا ومانا” لا يكفي لسد الحاجيات الأساسية بالبيت ولا حتى سداد الديون، والتي تظل متراكمة طيلة الشهور، نحن نعيش معاناة كبيرة، لكن لا أحد يشعر بنا، وغالبًا ما تصرف لنا الوزارة المبلغ متأخرًا””.

بهذه الكلمات حاول الخمسيني أحمد نصر شرح معاناته، فهو يعيل أربعة أفراد من عائلته، ويعاني من أمراض مزمنة بحاجة لتوافر العلاج له بشكل دائم، ويعتمد على شيك الشؤون كمصدر دخل والسلة الغذائية التي يتقاضها من وكالة غوث اللاجئين أيضًا بعد عدة شهور.

يوضح بقوله “لا أبالغ حين أقول إن الـ 700 لا تدخل المنزل منذ الحصول عليها تذهب سداد ديون”، ويضيف “لا يوجد لأبنائي معيل غيري، إبني الأكبر كرم ” 27 عامًا” لم يكمل تعليمه، بسبب سوء الأوضاع المادية، ويعمل أحيانًا على بسطة صغيرة في السوق، لكنه تركها خلال الفترة الأخيرة، كونها لا تسد رمقنا، بل وزادت علينا أعباء أخرى”.

يكمل بينما كانت تملأ وجه تعابير الأسى نظرًا لسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها، “لديّ أيضًا بنتان في الثانوية العامة وبحاجة لمتطلبات مدرسية، إحداهما كانت تنتظر الأخرى حتى تعود للمنزل لتبديل ملابس المدرسة، فليس باستطاعتي شراء لكل واحدة بشكل منفرد”.

وأردف بحديثه، “من حقنا على الدولة والتنمية الاجتماعية توفير لنا كأسر معيلة وفقيرة جميع متطلباتنا، لكنهم لا يعطونا سوى الفتات، وسط مماطلة في موعد الصرف”. مطالبًا بضرورة العمل على إيجاد حلول لفئات الشؤون الاجتماعية بشكل جديّ بما يضمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة.

ويعتبر نصر، أحد المستفيدون من مخصصات الشؤون الاجتماعية، والذي يبلغ عددهم في كل من الضفة وغزة نحو 111 ألف أسرة. وفق التنمية الاجتماعية.

يكابد أصحاب الشؤون الاجتماعية، ظروف معيشية مأساوية، لا تخفى على أحد، منتظرين موعد صرف شيكات الشؤون الاجتماعية، التي اعتادوا تقاضيها مرة كل ثلاثة شهور وأكثر، لكن مؤخرًا أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية اعتزامها بصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية بشكل شهري للمستفيدين منها.

وكشف وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، عن توجه حكومي لتحويل مخصصات الشؤون الاجتماعية لدفعات شهرية.

وقال مجدلاني في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، “إن الدفعات الأربعة التي يتسلمها المستفيدون من مخصصات الشؤون الاجتماعية سيجري تقسيمها على أشهر السنة”، مؤكداً أن الوزارة في الخطوات الأخيرة لاعتماد القرار بعد الانتهاء من دراسته.

وأضاف مجدلاني أن الوزارة ستصرف الدفعات القادمة من مخصصات الشؤون من ميزانية الحكومة الفلسطينية الخاصة لحين تحويل الاتحاد الأوروبي لمساهمته المالية البالغة 48% من القيمة الإجمالية.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يستطيع تحويل مساهمته المالية قبل أكتوبر 2021 حسب تم إبلاغ الوزارة به، لافتاً إلى أن الشؤون الاجتماعية تبذل جهود حثيثة لصرف دفعة مالية للمستفيدين خلال الأيام القادمة.

كما عقدت مئات العائلات أمالًا كبيرة على أن يتم تقاضيها مخصصاتها بشكل شهري، وعلق أحمد نصير المتحدث أعلاه ” أتمنى أن يتم الصرف بشكل فعلي وشهريًا، لربما يخفف عنّا أعباء على الأقل لا تتراكم الديون لأشهر “. معقبًا “ريحة البر أفضل من عدمه”.

بدورها علّقت اعتدال الشيخ (49 عامًا)، التي تعيل 6 من أبنائها حيث فقدت زوجها بسبب جلطة دماغية أصابته مؤخرًا، وتعتمد على مخصصات الشؤون الاجتماعية، التي تقدر بـ 1000 شيكل، كمصدر دخل رئيسي لها، تتقاضاه مرة واحدة كل ثلاثة شهور أو أربعة.

بقولها وسط تنهيدة كبيرة تعبر عن مأساتها الاقتصادية:” حصلت على دفعة واحدة من مخصصات الشؤون، منذ بداية العام الحالي 2021، وكان مفترض أن أحصل على 1000 شيكل، لكن تم استقطاع المبلغ إلى 750 شيكل”. تضيف مساءلة” هل في ظلم أكبر من هذا؟

تتابع ” أصحاب شيكات الشؤون مغلوبين على أمرهم، لا تشعر بهم أي سلطة سواء كان حكومة غزة، أو رام الله، ومؤخرًا بدل أن نتقاضاه مخصصات كاملة تم استقطاع جزء منها، ولم تكفي حتى لشراء سلة غذائية لمدة شهر”.

وتحاول اعتدال ايجاد دخل بديل، يُقيت أولادها الأيتام مستعينة بحياكة ملابس من التطريز الفلاحي، لنساء الحي مقابل مبالغ زهيدة جدًا، رغم أنه من حقها الحصول على مخصصات اجتماعية تعيل خلالها عائلتها بشكل دوري.

وتردف ” بعد أن سمعنا الأخبار بتوجه صرف شيكات الشؤون شهريا، لم أنقطع عن متابعة الصحافيين باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفة حالها “كالغريق المتعلق بقشة”.

من جهة أخرى، أكد الناطق باسم الاتحاد الأوروبي شادي عثمان، في حديثه سابقًا لـمصدر الإخبارية، على أن الاتحاد لن يحول أي أموال للبرامج الخاصة بالشؤون الاجتماعية أو النفقات التشغيلية أو الرواتب الخاصة بالسلطة الفلسطينية قبل أكتوبر 2021، مرجعاً الأمر لما أسماه بالإجراءات الفنية والإدارية.

يشار إلى معاناة أصحاب مخصصات الشؤون الاجتماعية، تفاقمت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، وعدم صرف سوى 750 شيكل لهم منذ بداية العام 2021، نتيجة عدم تحويل الاتحاد الأوروبي لمساهمته المالية البالغة 10 ملايين يورو في كل دفعة.