سيناريو المصالحة: جهود مستمرة وتعثّر في كل خطوة فمتى يصطلح الفُرقاء؟

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

بعد آمال عريقة عاشها أبناء الشعب الفلسطيني وتزايد أمنياتهم بالعودة لحالة الوحدة الفلسطينية، وخاصة بعد إصدار الرئيس عباس مرسوماً سابقاً لإجراء الانتخابات، خيبة أمل جديدة حلّت بعد تأجيل الانتخابات وتعثر جهود إتمام المصالحة، فما الذي يعرقلها؟

حركة فتح عادت لتؤكد على أن رسالتها الثابتة في ذكرى الانقسام الأليم الذي وقع عام 2007 بينها وبين حماس، أنه يجب العمل الدؤوب للوصول إلى المصالحة الوطنية التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.

وقال حسين حمايل الناطق باسم فتح في حديث لمصدر الإخبارية، إن فتح والسلطة الفلسطينية لم تتوانى لحظة عن العمل لإتمام هذا الملف وكافة الملفات التي تعثر جهود المصالحة، خاصة مع الدول الشقيقة والشريكة.

وتابع: “نعمل بشكل دؤوب ل استئناف حوارات القاهرة ومصر دولة شقيقة ومتعاونة معنا في كافة المجالات”.

وبيّن حمايل أن حركته مستعدة للتنازل في كافة الملفات، بما لا يمس بالثوابت الوطنية، مبيناً أنه لا توجد ملفات عالقة بالنسبة للحركة.

في حين استنكر الناطق باسم فتح تعيين حماس قائماً لأعمال الحكومة في قطاع غزة، معتبراً أنها خطوة ليست في صالح الجهود تجاه الوحدة الوطنية بين طرفي الانقسام.

في سياق متصل نفى حمايل الأنباء المتداولة حول نية مصر التكفل بملف إعادة إعمار غزة بعيداً عن السلطة، مؤكداً أن السلطة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبحسب المواثيق الدولية فإنه لا يجوز التعامل إلا معها، ولا يجوز أن يمر ملف كهذا عبر الفصائل.

العض على الجراح طريق للمصالحة

ماهر مزهر القيادي في الجبهة الشعبية أكد أن هذه المرحلة بالذات تتطلب إتمام المصالحة الفلسطينية، خاصة مع استمرار استفزازات الاحتلال وتنظيمه للمسيرات وتزايد الانتهاكات.

وبيّن مزهر في حديثه لمصدر الإخبارية أن المستفيد الوحيد من الانقسام هو الاحتلال والمتضرر الوحيد هو الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن الجبهة الشعبية مستعدة لأن تكون الجسر الذي تعبر عبره الفصائل نحو إنهاء الانقسام والرجوع لمظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية على الحاجة لحوار وطني شامل مبني على قاعدة الشراكة، عدا عن أهمية عقد انتخابات المجلس الوطني وأن تكون منظمة التحرير هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني.

وأضاف بالقول: “إذا كانت هناك نية وعض على الجراح وروح وطنية عالية دون تعويل على أمريكا أو غيرها، وإذا كان خيار شعبنا هو الوحدة والمقاومة سنبدأ عهد جديد من المصالحة الفلسطينية”.

ورغم تأجيل مصر لحوارات القاهرة التي كان من المزمع عقدها السبت المنصرم، وتوارد الأنباء حول عدم وجود أرضية تفاهم تمهد لهذا الحوار، أكد مصدر في حركة حماس أن مصر أجلتها لانشغالات داخلية لديها.

وقال المصدر في حديثه لـ”مصدر الإخبارية إن حماس تتفهم التأجيل وتنظر له بإيجابية، متمنياً أن ينتهي قريباً أي أمر يعيق الدور المصري في عقد حوارات القاهرة.

وفي 16و17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقدت حركتي “حماس” و”فتح” في القاهرة لقاءات لبحث جهود تحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام، فهل تتعثر هذه الجهود ككل مرة؟