عزام الأحمد يشن هجوم “قواعد الاشتباك” وحماس ترد

رام اللهمصدر الإخبارية

اعتبر عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، المركزية لحركة “فتح”، أن تفاهمات التهدئة بين الفصائل في غزة والاحتلال “أكبر من كلمة تنسيق أمني”، عادا أنها “رفع لشعارات وهمية وتخلي عنها بعبارات مجهولة المعنى”.

وقال الأحمد في تصريحات عبر تلفزيون فلسطين : “ما جرى، تفاهمات التهدئة هي أكبر بكثير من كلمة تنسيق أمني”، موضحا أن التنسيق الأمني هو تسيير لأمور الحياة فقط.

وأضاف : “الجهاد الإسلامي تدعي دائما أنها ليست مع التفاهمات (..) هناك تناغم بين سياسات وأفكار كل الإسلام السياسي بما فيها حماس والجهاد”. وفقا له.

وذكر الأحمد أنه يتحدى حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي، لإعلان معنى عبارة “قواعد الاشتباك” وبين من ومن، متابعا: “ما يقومون به هو وفق الإرادة الإسرائيلية، لتكريس الانقسام ومنع قيام دولة فلسطينية كما قال نتنياهو مرارا وغيره من الوزراء الإسرائيليين”.

رد حركة حماس

ورد الناطق باسم حركة (حماس)، عبد اللطيف القانوع، على تصريحات  عزام الأحمد بشأن توضيح حماس والجهاد الإسلامي، ما هي قواعد الاشتباك مع الاحتلال.

وقال القانوع، في تصريح له عبر (تويتر): إن “قواعد الاشتباك التي يجهلها عزام الأحمد هي صنيعة المقاومة الفلسطينية التي منعت الاحتلال الإسرائيلي، أن يتقدم متراً واحداً في غزة أو يستبيح أرضها ويعتقل شبابها، وأجبرته أن يتراجع في عدوانه وألا ينفرد بشعبنا، وأفشلت أهدافه، وجعلته يفكر ملياً قبل تنفيذ أي محاولة اغتيال فيها”.

وأضاف القانوع: “حديثه بشأن التنسيق الأمني لتسيير أمور الحياة يدلل أن التنسيق الأمني مع الاحتلال أصبح عقيدة راسخة لدى أجهزة أمن السلطة، ومهام يومية للحفاظ على أمن الاحتلال، وهو ما يتناقض مع قرار المجلس المركزي لحركة فتح، بوقف التنسيق الأمني مع العدو، والذي لا يزال حبيس الأدراج”.

المستشفى الأمريكي

وفي شأن آخر، قال الأحمد : “لم نتفاجأ بموضوع المستشفى الأمريكي، وكان لدينا معلومات”، مبينا أنه “مستشفى عسكري أمني كان في سوريا، قرروا نقله إلى غزة بعد اتفاق مع إسرائيل، ثم أخذوا موافقة حماس”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تتآمر علينا خاصة خلال العامين الماضيين، وتحاول تصفية القضية الفلسطينية من خلال منع قيادة دولة فلسطينية مستقلة عبر دعم إسرائيل في ضم القدس ومناطق سي والأغوار والكتل الاستيطانية، وبقاء حكم ذاتي للأبد في الضفة تحت الاحتلال، وعبر إقامة دويلة في غزة، مستغلة موضوع الانقسام”.

وألمح إلى أنه “لو كانت أمريكا صادقة وتريد فعلا مساعدة الشعب الفلسطيني، لما قطعت المساعدات عن مستشفيات القدس التي يعالج فيها مواطنون من غزة لهذا اليوم”.

وأوضح أن أمريكا قطعت “الفتات” التي كانت تعطيه لمستشفيات القدس، ولا تستأذن القيادة الفلسطينية صاحبة الأرض التي تتحدث باسم الشعب وكأنها مشاع، وجعلت القرار يكون وفق اتفاق بين حماس وإسرائيل في إطار تفاهمات التهدئة. بحسب حديثه.

واستطرد الأحمد قائلا : “نحن نتمنى أن تنهال المساعدات النزيهة غير المشروطة على غزة، عبر القيادة الشرعية وليس عبر الانقسام”.

وبحسب الأحمد، فإن المستشفى الأمريكي شمال غزة، عسكري الاستخدام، متابعا : “ليس كل شخص يلبس لباس طبيب أو ممرض، تنتفي عنه الصفات الأخرى، وهو يتبع للجيش الأمريكي”.

وعدّ أن المستشفى الأمريكي له طابع أمني، وأحد أهدافه تكريس وخلق عوامل لتكريس الانقسام، معبرًا عن “سعادته” إزاء البيانات التي أصدرتها “كل الفصائل في غزة”، وأنه يأمل بأن “تلاقي نداءاتها كل التجاوب من أبناء شعبنا بالقطاع”.

وأكمل قائلا : “المنتمي لفلسطين لا يقبل ان يكون علاجه، غطاء لضرر استخباري وامني على فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية”.

خطة كاتس

وأكد الأحمد أن نفتالي بينت وزير الأمن الإسرائيلي الجديد أكثر تطرفا من نتنياهو، مشيرًا إلى حديث وزير الخارجية يسرائيل كاتس قبل أيام “عن جزيرة صناعية عائمة قبالة غزة”، مبينا في الوقت ذاته أن ذلك يأتي “حتى يضمن استمرار الانقسام”.

وتساءل الأحمد : “لماذا دُمر مطار الشهيد ياسر عرفات بعد إعادة انتشار القوات الإسرائيلية، ومُنع إعادة بنائه؟ لماذا يريدون جزيرة صناعية؟”، لافتا إلى أن ميناء غزة وضع له حجر الأساس حينما كان وزيرا للأشغال بحضور الشهيد “أبو عمار”، لكن منعت عملية استكمال البناء بعد الحفريات والقاعدة الأساسية التي تمت.

وبحسب الأحمد، فإن خطة كاتس، عبارة عن جزيرة صناعية بمساحة أربعة كيلو متر ونصف، وجسر متحرك تسيطر إسرائيل عليه أمنيا “كأنها جزء من إسرائيل”، متسائلا : “هل هذا الجزء من إسرائيل إنجاز؟”.

صفقة القرن

وأكد أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ترفض كل هذه الإغراءات ولا تقبل إلا ما هو فوق الأرض، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تخلت عن اسم “صفقة القرن”، لكن “الجوهر هو تصفية القضية الفلسطينية”. بحسب الأحمد.

وقال : “الذي يتم هذا، خطوات لتصفية القضية الفلسطينية (..) نحن نبحث عن خطوات استباقية”، مضيفا : “لجأنا إلى الانتخابات، لأن حماس لم تلتزم بتنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات والإعلانات والتفسيرات للمصالحة؛ على أساس أن يكون هدفها (الانتخابات) بداية لإنهاء الانقسام وعودة الشرعية كي نمنع مثل هذه الخطوات”.

وشدد الأحمد على أنه “في ظل الوحدة الوطنية، لا يمكن أن تمضي هذه الأمور”، مستطردا : “بدون إنهاء الانقسام، لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67، وفق ما اعترف به العالم وقبلت به الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال المجلس الوطني عام 88”.

ونوه إلى أن “منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والعالم كله يعترف بها، وهي ليست تنظيم او حزب انما إطار معنوي ووطني للشعب الفلسطيني”.

تصريح عزام الأحمد حول تفاهمات التهدئة

وتحدث الأحمد عن موقف مصر بشأن التفاهمات، موضحا أنها “رفضت بعض الاقتراحات، والرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري يؤكدون باستمرار أنهم لا يسمحوا بتصفية القضية الفلسطينية أو أي مشروع أو استخدام للأراضي المصرية، ولكنهم مع التفاهمات”.

وقال : “نحن مع تفاهمات للتهدئة فقط، بدون ثمن سياسي ووطني”، مؤكدا رفض القيادة المصرية الحالية لإقامة دويلة في غزة تتمدد في سيناء.

واشار الأحمد إلى وجود تباينات بين الأطراف التي تتحرك حول التهدئة ومشاريع تكريس الانقسام، مضيفا : “مصر لديها قضايا تتعلق بالأمن في سيناء، وإسرائيل وحماس تبتزانها، مستغلين هذا الموضوع”.

وتابع إن “مصر لن تخضع ولن تستسلم، لكن تُبتز أحيانا في بعض القضايا ويُستغل اسمها”، منوها إلى اطمئنان القيادة للموقف المصري بأنهم “لن يخونوا القضية الفلسطينية”.

الانتخابات

ووفق الأحمد، فإن كل ما جرى من تفاهمات والمستشفى الأمريكي يؤثر على الانتخابات، التي أمامها عقدة القدس وأنه لا انتخابات بدونها، وكذلك غزة ووجوب أن تجري فيها وأنه لا يحق لحماس أن تمنعها.

وبين أن الانتخابات بديل عن عدم تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت لإنهاء الانقسام، موضحا أن إنهائه يعني أن “الأمل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية يصبح كبيرا جدا”.

ولفت إلى أنه “رغم أن الاعتراف بالمنظمة قائم وأن حماس ليست عضوا فيها، هناك من أعداء شعبنا من يستغل حالة الانقسام”، داعيا القوى الفلسطينية والفصائل إلى “تقديم واجبها تجاه فلسطين بإنهاء الانقسام، لننهي الاحتلال”.