حراك تجاه المصالحة - الطريق إلى القاهرة -هجوم البيبيست -الاتفاق الإيراني السعودي - الحكومة لا تغضب - بن غفير مصطفى إبراهيم - العطلة

مصطفى إبراهيم يكتب: محاولة إحياء السلطة

مقال رأي -مصدر الإخبارية

 بقلم مصطفى إبراهيم

يبدو أن الرئيس محمود عباس لم يسمع تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة المحتملة ورئيس حزب يمينا اليميني المتطرف أن هذه الحكومة ليست ذاهبة نحو خطة فك ارتباط جديدة، ولا نحو “اتفاق أوسلو” آخر، وهي حكومة يمينية تستند الى قاعدة يمينية متطرفة عريضة.

لكنه سمع من الأمريكان والأوربيين إن إمكان تحقيق هدوء طويل المدى مرتبط بمسار سياسي يتعلق ربما بمحاولة إحياء المفاوضات، مع أنه أمر شبه مستحيل، وأن إسرائيل قوضت أسس أي عملية سياسية يمكن المضي فيها وفق قرارات الأمم المتحدة.

انتهت الجولة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الاطفال والنساء ومنازل الفلسطينيين في قطاع غزة وتدمير البنية التحتية، لكن العدوان وجرائم الحرب لم تتوقف، وتحاول إسرائيل فرض شروط إضافية لاستمرار قتل الفلسطينيين وتشديد العقوبات الجماعية والحصار على القطاع.

توقفت المقتلة الى حين موعد آخر لتجددها، ويبدو أن الرئيس عباس لم يسمع عن وحدة العقول والقلوب بين الفلسطينيين في الداخل والخارج، وتجسيد مقولة أن الفلسطيني هو الفلسطيني وإنه لا ينسى ولن ينسى وطنه وحقه في الحرية وتقرير المصير.

ويبدو أنه لم يسمع ولم يعرف عما جرى من جرائم في القطاع وصمود الناس والمقاومة وما حققوه على رغم الالم والوجع من إنجازات ضد دولة الاحتلال، وأن ما قدمته المقاومة من دعم واسناد لهبة القدس والدفاع عن المسجد الأقصى استجابة لنداءات الفلسطينيين.

وإن هبة القدس ووحدة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس والأقصى وحي الشيخ جراح ومقاومة غزة وانجازاتها هي التي جلبت كل العالم وفي مقدمتهم الأمريكان شركاء إسرائيل في المقتلة والأوربيين المنافقين الى طاولة الفلسطينيين ومحاولتهم تسكين وتهدئة الاوضاع في فلسطين.

الرئيس عباس الذي التقط مكالمة جو بايدن وزيارة وزير خارجيته الى رام الله وتحركات الإدارة الامريكية ومحاولات احياء عظام رميم القيادة والسلطة، بذريعة إعادة الإعمار وامكان البحث في حل سياسي، ولم يفكر في الحديث عن شروط اسرائيل والولايات المتحدة والأوربيين ومن خلفهم انظمة عربية بضرورة إعادة إعمار ما دمرته ماكينة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع، بواسطة السلطة الفلسطينية.

في طريق الذهاب إلى القاهرة، ولا آمال كبيرة في تغيير شيء حقيقي في الوضع الداخلي، فالمواقف ثابتة، السلطة متمسكة بموقفها بتشكيل حكومة تلتزم بشروط الرباعية الدولية سيئة الصيت، وأنها الوحيدة المسؤولة عن الاعمار، وكأنه الموضوع الوحيد على أجندة الاجتماعات في القاهرة واهتمام الفلسطينيين على أهمية إعادة الاعمار، لكن ليس بشروط إعمار غزة إثر عدوان العام 2014، وخطة سيري للرقابة على الإعمار وتماهي السلطة معها.

لقد رافقت عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة على إثر عدوان 2104 قيود واشتراطات اسرائيلية ودولية عبر فرض رقابة آلية صارمة والتي تبنتها الامم المتحدة وفقا للشروط الاسرائيلية والدولية والسلطة وافقت عليه وكان هذا سبب في عرقلة إعادة الاعمار الذي لم ينته إلى يومنا.

وكان للانقسام السياسي والتجاذبات السياسية وتعدد أطراف الاعمار آثار كارثية على اتمام عملية إعادة الاعمار، وهدر في الاموال والوقت وجزء من الأموال خصصت للإغاثة الانسانية، وكان يجب ان تكون لفترة زمنية محددة، والخشية قائمة من تكرار تجربة 2014، إذ أن هناك عجز بنحو ٥٠٠ مليون دولار، والسلطة تتحمل المسؤولية عن جزء هذا العجز.

وبعد 20 يوماً من توقف المقتلة وحكومة السلطة الفلسطينية لم تقدم حتى الان خطة إنعاش مبكر للأوضاع الانسانية، ولم تقم بأي رد فعل لإجراء مشاورات مع أطراف عملية الاعمار، من القطاع الخاص والمجتمع المدني.

قيادة المنظمة والسلطة وفتح في غيبوبة من التغيرات التي حدثت قبل العدوان الأخير على القطاع، وتردد الشعارات نفسها والخطاب ذاته وكأنه لم يحدث تغيير خلال الشهر الماضي.

ويعتقد الرئيس عباس والسلطة أن الأوضاع كما هي وأن ما تبقى له مما يسمى شرعية دولية تمنحه الحق في الاستمرار في الحكم وفرض شروط السلطة على الفلسطينيين.

وسلب حقهم في التغيير والتعبير عن إرادتهم بضرورة التغيير، واشراكهم في اتخاذ القرارات التي تتعلق بمصيرهم وحقهم في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة وإعادة بناء تركيبة النظام الفلسطيني ومؤسساته التي ينخرها الفساد والمحسوبية والزبائنية.

إن محاولة احياء السلطة هو ضرب من الخيال في ظل التغيرات الفلسطينية الداخلية وحالة الغضب على القيادة الفلسطينية التي لم تستطع التقاط الفرصة، وإن حوار القاهرة هو اعادة انتاج حوارات سابقة ومضيعة للوقت لم تعد تقنع الفلسطينيين.

Exit mobile version