تسجيل الجندي الإسرائيلي

عرض تسجيل الجندي الإسرائيلي… رسالة من القسام لأطراف متعددة (تحليل)

غزة- مصدر الإخبارية

قال محللان سياسيان من قطاع غزة على أن كتائب القسام أرادت من خلال عرضها تسجيل صوت جندي إسرائيلي أسير لديها، إيصال عدد من الرسائل لأطراف مختلفة.

وأضاف المحللان في حديثين منفصلين لمصدر الإخبارية، أن الرسالة الأولى من بث التسجيل كانت للاحتلال الإسرائيلي، والثانية للمجتمع الفلسطيني والثالثة للأطراف الوسيطة في ملف صفقة التبادل.

ويوم أمس الأحد، نشرت كتائب القسام تسجيلاً صوتياً لأحد الجنود الأسرى الإسرائيليين لديها.

وجاء عرض التسجيل ضمن تحقيق “في قبضة المقاومة” الذي بث عبر قناة الجزيرة الفضائية.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن كتائب القسام تحتفظ بأربعة أسرى إسرائيليين لديها في غزة، وهما جنديان أسرا خلال الحرب على غزة صيف، وآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

قوة ضغط على الاحتلال

يقول المحلل السياسي هاني العقاد في حديث لمصدر الإخبارية إن “التسجيل حمل رسائل متعددة أبرزها للكيان المحتل وللشعب الفلسطيني داخلياً وللوسطاء الذين يعملون على تحريك ملف صفقة التبادل”.

وأشار إلى أن الرسالة للمحتل كانت هي أن “المقاومة لديها من أوراق ضغط تكفي لتمسكها حتى الرمق الأخير بمطالبها مقابل ما لديها من جنود أسرى”.

وقال العقاد إن الرسالة للشعب الفلسطيني كانت هي “المقاومة قادرة على فرض المعادلات ولديها نفس طويل لتحقيق الحريات وتطلعات الشعب حتى التحرير”.

وأضاف إن الرسالة للوسطاء كانت لتوضيح “تعقيد الملف والمعيقات التي يمكن أن تواجهه وللتأكيد على أن الأمر شاقاً ويحتاج لجهد طويل ونفس عالٍ وقوة للضغط على الاحتلال”.

ولفت العقاد إلى أن “ظهور نائب قائد أركان كتائب القسام في التحقيق حمل رسالة مهمة أيضاً، تؤكد على أن ملف الأسرى يتابع من أعلى المستويات القيادية في القسام”.

إحداث القسام لأزمة بعد عرض تسجيل الجندي الإسرائيلي

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، من خلال متابعته لما جاء في التحقيق أن “التسجيل الصوتي للجندي الإسرائيلي هو الحدث الأهم في ما خفي أعظم”.

وقال إن “كشف أسرار صفقة شاليط هو وسيلة لتحريك الملف أكثر والضغط والدفع تجاه إبرام صفقة تبادل جديدة تزامناً مع التوقيت الزمني الذي تبذل فيه القاهرة جهوداً ووساطة لتحريك هذا الملف”.

وأشار إلى أن حركة حماس من خلال التحقيق أرادت “إيصال رسالة لكل الأطراف أن قضية الأسرى لديها أكبر من برنامج تلفزيوني”.

ولفت المحلل السياسي إلى أنها رغبت أن تقول إنها “تولي لها اهتماماً كبيراً وهي قضية منفصلة تماماً عن أي قضايا أخرى، وأنها مرتبطة بعملية تبادل حقيقية وجاهزة حال كان الاحتلال جاهزاً لدفع الثمن “.

وشدد الغريب على أن “الرسالة الأهم هذا البرنامج هي إحداث حالة من الارباك والأزمة لدى قيادة الاحتلال التي حاولت خديعة عائلات الجنود الأسرى طيلة السنوات الماضية والتهرب من استحقاق الصفقة، وبالتالي ليس أمامها إلا الرضوخ لمطالب المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام”.

وفي سياق متصل أوضح الغريب، أن ورود أسماء أسرى فتح وعلى رأسهم عضو لجنتها المركزية مروان البرغوثي ضمن الكشوفات التي قدمت من قبل حركة حماس للاحتلال إبان فترة مفاوضات شاليط يحمل رسالة واضحة بشأن وطنية قضية الأسرى.

وقال: “هي رسالة واضحة لكل الوطنيين الأحرار في حركة فتح أن الأسرى قضية وطنية لا حزبية”.

Exit mobile version