فيلم 200 متر.. قصة واقعية لمعاناة آلاف الفلسطينيين مع جدار الفصل

ساره عاشور – خاص مصدر الإخبارية 

عمد الكاتب والمخرج الفلسطيني أمين نايفة، أن تكون فكرة فيلمه “200 متر” ذات ارتباط وثيق مع تجربته الشخصية ومعاناة آلاف الفلسطينيين مع جدار الفصل العنصري الذي يفصل مناطق الضفة المحتلة مع المناطق المحتلة عام 1948.

وتدور قصة فيلم 200 متر حول مواطن فلسطيني متزوج فلسطينية من عرب الداخل المحتلة عام 1948 ويعيش في الضفة المحتلة، فيما زوجته وأبنائه يعيشون في الجانب المحتل ويفصل بينهم جدار الفصل العنصري.

ويبدأ الصراع النفسي والأزمة الإنسانية مع اتصال مفاجئ يخبر بطل الفيلم وهو الممثل علي سليمان، أن أحد أبنائه دخل إلى المشفى على إثر حادثة، فتتحول القصة إلى محاولاته في الوصول إلى الجانب الأخر مع أن المسافة بينهم لا تتجاوز الـ200 متر.

بطل فيلم 200 متر علي سليمان

فكرة فيلم 200 متر خرجت من واقع آلاف الفلسطينيين

ويقول المخرج نايفة في حديث خاص لمصدر الإخبارية، أن فكرة الفيلم انبثقت من تجربة شخصية كونه أحد الأشخاص الذين عانوا تبعات جدار الفصل العنصري، إذ أن والدته من سكان المناطقة المحتلة عام 1948، فيما يعيش هو في مدينة طولكرم ويجبر كما الآلاف غيره أن ينتظر لساعات طويلة أن يعبر الجدار الفاصل للوصول إلى والدته.

وحول تفاصيل الفيلم، أوضح المخرج نايفة، أنه تعمد الابتعاد عن النقاشات السياسية وإظهار المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحاول أن يظهر فقط المشاعر الإنسانية المجردة بعيداً عن الشعارات والتنظير.

ومن المقرر أن يعرض فيلم 200 متر بدء من اليوم 5 يونيو الحالي وحتى 7 يونيو، في سينما القصبة بمدينة رام الله.

مخرج الفيلم أمين نايفة

تصوير محفوف بالمخاطر

وعن أجواء التصوير ومعيقاته، ذكر مخرج ومؤلف فيلم 200 متر، أن  التصوير  تم في صيف 2020 بمدينة طولكرم، وكان من أصعب الأمور التي واجهتم، أنهم كانوا يصورون في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، التي تتطلب تصريح خاص لإجراء أي نشاط في تلك المناطق.

وتابع: “لقد تم تصوير مشاهد الفيلم في تلك المناطق دون ان نأخذ أي تصريح للعمل، واعتمدنا على أخذ اللقطات دون لفت الانتباه”.

وأشار إلى أن إبراز فكرة الفيلم كانت معتمدة، على تصوير جدار الفصل العنصري والحواجز ونقاط التفتيش والمراقبة، الأمر الذي تم بصورة واقعية، وكان محفوفاً بالمخاطر.

فيلم 200 متر والأصداء العالمية

وأشار نايفة، إلى أن فيلمه الروائي الطويل، عرض لأول مرة عالمياً في مهرجان البندقية في إيطاليا، معرباً عن سعادته واكتفائه في أن يعرض فيلمه في المهرجان الأقدم عالمياً، وذكر أنه لم تكن سوى بداية النجاح بعد أن حصد جائزة الجمهور عن المهرجان المذكور.

واستكمالاً للنجاح العالمي، قال المخرج نايفة أن الفيلم حصد أكثر من 20 جائزة في مهرجانات دولية وعربية، منها جوائز النقاد والجمهور بالإضافة إلى جوائز أفضل ممثل التي حصل عليها بطل الحكاية الممثل علي سليمان.

كما حصل الفيلم على جوائز منظمات تعنى بحقوق إنسان، وهذا “الأمر يضيف أهمية للفيلم” وفقاً للمخرج نايفة، الذي أضاف أنه تم عرض الفيلم مؤخراً في مهرجان نظمته منظمة human rights watch ابعد أن أصدرت تقريرها الذي يتهم “إسرائيل” بأنها دولة فصل عنصري.

وفي ختام حديثه مع مصدر الإخبارية، أعرب نايفة عن أمنيته أن يتم عرض فيلم 200 متر في غزة، أسوة بباقي المناطق الفلسطينية التي سيقرر لاحقاً أن يعرض بها.

فيلم 200 متر
فريق عمل فيلم 200 متر

وفيلم 200 متر من بطولة الممثل الفلسطيني علي سليمان الذي جسد شخصية “مصطفى” البطل الرئيسي، فيما جسدت الممثلة الفلسطينية لنا زريق دور زوجته سلوى التي تعيش بدورها صراعاً داخلياً بين حبها لزوجها وتحميله مسؤولية الشتات بسبب رفضه القاطع الحصول على الهوية الإسرائيلية وهو من “عرب 48.

ولاقى الفيلم إشادة واسعة من النقاد السينمائيين الدوليين والعرب وحصد جوائز في عدد من المهرجانات العالمية.