ذكرى يوم النكسة.. 54 عاماً مرت وباب الاستيطان لا يزال مفتوحاً على مصرعيه

خاص – مصدر الإخبارية 

يصادف اليوم السبت، الذكرى الـ 54 لـ “يوم النكسة”، والتي وقعت بتاريخ 5 يونيو 1976، والمعروفة باسم حرب الأيام الستة، وهي الذكرى الأليمة لاحتلال “إسرائيل” لما تبقى من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر.

وللخوض في تفاصيل حرب عام 1967، والتي بدأت بعدم قبول إسرائيل بمنطق السلام، ورفضها لقرارات منظمة الأمم المتحدة، وتحديها لمواثيقها وانتهاك مبادئها، ومواصلتها بالاستيلاء على الأراضي ونهبها لصالح الاستيطان.

وفي ظل الضغط الدولي الممارس في تلك الفترة، خاصة من قبل الحكومة الفرنسية وعدم رغبتها باللجوء للقوة والعنف آنذاك، تعهدت الدول العربية (مصر، سوريا، العراق، الأردن)، بعد شن أي حرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية، فما كان من “إسرائيل” إلا أن تستغل هذا الظرف وتشن عدواناً مباغت صبيحة 5 حزيران 1976.

نتائج “يوم النكسة” لا تزال تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني

ونتيجة هذا العدوان الذي جاء بدعم أمريكي، احتلت إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس (5878كم مربع)، إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن، وقلصت حدودها من الأردن من 750 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كم على طول البحر الميت).

وفي يوم “النكسة”، تمادت إسرائيل بنهب ثروات الضفة الغربية، سميا المائية، وباشرت بعمليات تهويد للقدس، بطريقة مخططة، كما تمكنت من تحسين وضعها الاستراتيجي والأمني والعسكري، وإزالة أي خطر ممكن أن يهددها من وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة التي تعتبر قلب فلسطين الجغرافي.

ومن نتائج الحرب العربية الإسرائيلية، صدور قرار مجلس الأمن رقم (242)، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان على مصرعيه في القدس الشرقية والضفة الغربية.

كما أسفرت حرب الأيام الستة (كما تعرف إسرائيلياً)، عن استشهاد 15000 – 25000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70-80% من العتاد الحربي في الدول العربية، (وفقاً لإحصائيات غير رسمية).

وتضاربت المعطيات حول أعداد الأسرى والمفقودين جراء الحرب الإسرائيلية، حيث أورد أحد الباحثين الفلسطينيين ويدعى عارف العارف، أن أكثر من 6000 فلسطيني قد اعتقلوا خلال الحرب، وأن أكثر من 1000 شخص أبعدوا إلى خارج أوطانهم..

فيما قال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إن عدد الأسرى المصريين بلغ 11 ألف أسير مصري، وفق ما جاء في كتاب “حرب 67” للباحث أحمد العلمي.

ونتيجة للهزيمة العربية على كافة الجبهات، برزت حركات المقاومة وظاهرة الفدائيين، وظلت المقاومة الفلسطينية صفة ملازمة للاحتلال، ونتج عن التفجر الكبير لأشكال المقاومة زيادة البطش الإسرائيلي من إجلاء السكان وتهجيرهم، وزج الآلاف في السجون إلى فرض مزيد من الإجراءات والقوانين المجحفة بحق الشعب والسكان الفلسطينيين.

الواقع القانوني الذي فرضته الهزيمة العربية

وبعدها سيطر الاحتلال على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في المناطق المحتلة في أعقاب حرب 1967، فقد صدر الأمر العسكري رقم 2 لسنة 1967 الذي نص على إلغاء أي قوانين سارية المفعول في المناطق المحتلة في حال تعارضها مع الأوامر الصادرة عن إدارة الاحتلال.

وبعد نشر الأمر العسكري رقم 347 لسنة 1981 نقلت جميع الصلاحيات القانونية والإدارية إلى ما سمي الإدارة المدنية.

ومنذ عام 1967 احتفظت المحاكم العسكرية واللجان العسكرية المشكلة بولاية كاملة على قضايا ومسائل جنائية معينة، وجميع منازعات الأراضي والضرائب والمصادر الطبيعية، وبمعنى آخر تناولت الأوامر العسكرية تنظيم كافة جوانب الحياة.

وبدأت تخضع إجراءات اعتقال الفلسطينيين في المناطق المحتلة وطريقة معاملتهم لسلسلة من الأوامر العسكرية تصدر عن القادة العسكريين في كل من الضفة وغزة.

ونتيجة حرب ال67 بسطت إسرائيل كامل سيطرتها على مدينة القدس، بعدما كانت قد احتلت شطرها الغربي عام 1948، وتسببت النكسة بموجة تشريد جديدة طالت نحو 300 ألف فلسطيني، استقر معظمهم في الأردن، وبات “يوم النكسة” عنواناً آخر لتهجير الفلسطينيين بعد أن عاشوا الظروف ذاتها خلال نكبة عام 1948.

واليوم تمر الذكرى الـ54 للنكسة، وقد بلغت الأعمال الاستيطانية أشدها، وفي وقت تمادى فيها المستوطنين في تضييق الخناق على الفلسطينيين سيما في مدينة القدس، التي تشهد حراكاً شعبي لم يشهد له مثيل من قبل، خاصة في أحياء الشيخ جراح وسلوان.

ومنذ فتح باب الاستيطان عام 1967، ووتيرته تتزايد يوماً بعد يوم متجاهلة القوانين والأعراف الدولية الت يتم الاتفاق عليها لاحقاً ما أدى لتفجر الأوضاع في شتى المناطق الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة الذي شهد مؤخراً عدواناً إسرائيلياً على خلفية الانتهاكات بحق الأراضي المقدسة والمقدسيين.