الطفل محمد العر يروي قصة نجاته من موت محقق بالعدوان الإسرائيلي على غزة

سالي ثابت-مصدر الإخبارية

خطفت صورة الطفل محمد العر الأنظار وهو يحمل بين أنامله الرقيقتين أصيص الورود ويقلبها ذات اليمين وذات الشمال عله يجد ضالته بها وعسى أن تواسيه وتهدئ من روعه بعدما انهار منزل أجداده وسوي بالأرض إثر قصف إسرائيلي طال البشر والحجر.

يقول محمد لمصدر الإخبارية “هربت من منزلي في “دوار زمو” الذي تقطع به الطرق وأصابت صواريخ الاحتلال الاسرائيلي أغلب منازل الحي ودب الرعب بقلوب قاطنيه.

مؤكدا بأنه جاء ليحتمي بمنزل أخواله من آل “الزوارعة” بمنطقة الشيخ زايد في شمال قطاع غزة.
ليفاجئ بالقصف العشوائي دون سابق انذار لمنزل أخواله والمنازل المحيطة به والتي طالها القصف ونالت ما نالته من التدمير والخراب الكلي.
الط

وأضاف الطفل محمد العر لمصدرالإخبارية  وهو يروي حكايته باكيا بحرقة على أنقاض بيت أخواله الذي كان الملجأ والمتنفس والملاذ الوحيد من قسوة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يحياها الفلسطينيين في قطاع غزة ففي بيت أجداده كان يحلق مثل الفراشة متنقلا ما بين السطح الى حديقة المنزل الى صالون خاله الذي كان يعمل بمهنة تزيين الرجال ويعمل “كحلاق”.

وأكد على أن مشروع خاله الذي كان يعتاش منه ويصرف على أسرته ويعتبر مصدر رزق للأسرة قد ذهب أدراج الرياح جراء الغارات الصهيونية على منشآت وبنايات المواطنين المدنيين العزل في قطاع غزة.

وعبر عن حزنه قائلا:”راح البيت وراحت الدراجة وحتى شنطتي انقصفت أنا مش عارف وين بدي أروح وكيف بدي ادرس وكيف بدي أسقي القواوير  عالسطح؟”.

ليستكمل حديثه ” أنا حزين جدا على بيتنا وعلى أحلامنا التي دفنت تحت هذا الركام وسأستمر بالبحث عن حقيبتي ودفاتري تحت الأنقاض لأكمل واجباتي المدرسية وأحقق حلم والدتي بالتفوق والنجاح.

وعندما سألناه عن أمنياته قال ” أمنيتي الوحيدة أن يتم اعمار منزلنا وأن تعود الحياة لهذا الحي الذي تغيرت ملامحه بالكامل وشاخت الحياة فيه وهرمت أركانه”.

والجدير بالذكر إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف الأطفال بحربها الأخيرة على القطاع حيث بلغ اجمالي أعداد الشهداء ٢٥٤ شهيدا بينهم ٦٦ طفلا و٣٩ إمرأة و١٧ مسناً.

السيناريو السابق في الحروب والتصعيدات الأخيرة على قطاع غزة، يعاد ذاته من استهداف للمدنيين العزل وهو بنك أهدافها والذي من خلاله تهدف إلى ترويع الآمنين من المواطنين الغزيين، معتبرة  أن كافة المجازر التي اقترفتها بحق المدنيين ماهي الا ورقة ضغط على المقاومة الفلسطينية التي لقنتها درسًا لن تنساه.