سقوط الصاروخ الصيني لن يكون الأخير

وكالات _ مصدر الإخبارية

في وقت حبس العالم أنفاسه ترقباً لسقوط بقايا وشظايا الصاروخ الفضائي الصيني على سطح الأرض، قبل أن ينتهي القلق بسقوطه في المحيط الهندي قرب جزر المالديف، كانت كل الدلائل تشير إلى أن المقبل أسوأ، فقد أصبح الفضاء مجالاً خصباً للدول والشركات الخاصة على حد سواء التي تنفق كل عام مليارات الدولارات لإطلاق المزيد من الصواريخ والأقمار الصناعية والمحطات الفضائية لأغراض مختلفة، حتى أصبح الفضاء مزدحماً بعشرات الآلاف من القطع الفضائية التي لا بد أن يتساقط بعضها على الأرض بين حين وآخر.

وتشير نظرة متفحصة إلى حجم الاستثمارات الفضائية الأخيرة إلى ما سيحدث من زحام فضائي أضخم مستقبلاً، ففي الفترة بين الربع الأول من عام 2020 والربع الأول من هذا العام، ضخ المستثمرون 8.7 مليار دولار في شركات الفضاء الخاصة وهو معدل يزيد بنسبة 95 في المئة عن العام السابق على الرغم من تفشي جائحة كورونا وما رافقها من أزمة اقتصادية عالمية.

كما تستعد شركة تجارية فضائية في كاليفورنيا متخصصة في الخدمات المكوكية التي تساعد في نقل الأقمار الصناعية بين المدارات الفضائية، في طرح أسهمها للاكتتاب العام بقيمة مليار دولار خلال الفترة المقبلة على الرغم من أنها لم تبدأ تقديم خدماتها بعد، في وقت عقد المستثمرون الأميركيون 68 صفقة أخرى للاستثمار في مشاريع فضائية تبلغ قيمة كل منها نحو 50 مليون دولار أميركي على الأقل، وبعضها يتجاوز 100 مليون دولار مثل مشروع شركة “أكسيوم سبيس” التي تريد بناء محطات فضائية خاصة، وشركة “أيه بي أل سبيس سيستمز”، وهي إحدى الشركات المتخصصة في تشييد وتشغيل الصواريخ الصغيرة في الفضاء.

وهناك سبب آخر لحالة انجذاب كثير من رجال المال والأعمال للاستثمارات الفضائية وهو تسابق نجوم الفضاء الذين أصبح لهم أتباع ومريدون مثل إيلون ماسك مؤسس شركة “سبيس أكس”، وجيف بيزوس مؤسس شركة “بلو أوريجين” على تحقيق اختراقات جديدة في هذا العالم الفضائي الجديد.

وإضافة إلى انضمام شركة “سبيس أكس” إلى وكالات الفضاء الحكومية الرائدة في بناء الصواريخ ونقل الأشخاص إلى الفضاء، أطلقت الشركة 1500 من أقمارها الصناعية من فئة “ستارلنك” ذات النطاق العريض ما زاد من عدد الأقمار الصناعية في الفضاء.

ومن الواضح أن حكومات البلدان المختلفة تضع أعينها على مشاريع الفضاء المستقبلية، فقد ضخت حكومة المملكة المتحدة 500 مليون دولار في شركة “وان ويب” ومقرها لندن، لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لإنقاذها من الإفلاس، بينما اشترت الحكومة الألمانية، ولأول مرة خدمات إطلاق صواريخ صغيرة من شركة “إيسار إيروسبيس تكنولوجي” وهي شركة ناشئة في ميونخ

ولا يمثل هذا الاستثمار الحكومي والخاص في مشاريع الفضاء المستقبلية سوى غيض من فيض، إذ تعمل شركات التكنولوجيا في “وادي السيليكون” في كاليفورنيا ومعاقل الفضاء الجديدة مثل مدينة ميونخ الألمانية على بناء قاذفات صواريخ وأقمار صناعية ومركبات لنقل الأقمار الصناعية وأجهزة استشعار وأنظمة اتصالات ومحركات الدفع ومركبات فضائية لخدمة الأقمار الصناعية، بينما يعرض البعض الآخر التصنيع في الفضاء، ويخططون لصنع كل شيء بدءاً من الصواريخ إلى الأنسجة البشرية، بل ويحاولون حتى بناء أدوات للبحث عن المعادن في الفضاء.